مقالات طبية

تأثير كوفيد- 19 على الصحة النفسية للأطفال والشباب 

تأثير كوفيد– 19 على الصحة النفسية للأطفال والشباب 

الدكتور يوسف عيسى محمد، أخصائي مساعد في قسم الأطفال في المستشفى الأهليقطر

كان لجائحة كوفيد– 19 تأثير حاد على حياة الناس؛ فحتّى بعد مرور سنتين على الجائحة، لا يزال الناس يعبّرون عن قلقهم الشديد إزاء تطور أولادهم التعليمي والإجتماعي والجسدي وكذلك صحتهم النفسية.

أثبتت الدراسات الأكاديمية أن لكوفيد– 19 أثر هائل على صحة الأطفال النفسية والأمراض التي قد يصابون بها. ففي الولايات المتحدة الأميركية، خلال الجائحة، تزايدت نسبة زيارات الطوارئ المتعلقة بأمراض الصّحة النفسية للتالي:

    • زيادة في نسبة الأطفال من 5-11 عامًا 24%.
    • زيادة في نسبة الشباب من 12-17 عامًا 31%.

أمّا عالميًا، وخلال أول سنة من كوفيد– 19:

    • شاب من 4 شباب عانى من اكتئاب حاد.
    • شاب من 5 شباب عانى من أعراض القلق السّريري الحاد.

من الملاحظ أيضًا أن الشباب الذين لا يعانون من أعراض اكتئاب قد عانوا من أعراض اكتئاب أكثر حدة من فترة ما قبل الجائحة.أمّا الشباب الذين يعانون من مشاكل صحية سابقة قبل الجائحة، فقد زادت حالتهم سوءًا وسجّلوا ردود فعل عنيفة.

لم يقتصر الأمر على ذلك، فالشباب الذين أُصيبوا بكوفيد– 19 عانوا من مشاكل في الصّحة النفسية أكثر من الشباب الذين لم يُصابوا، بمعدل 7% مقابل 3.4%. 

تشمل أبرز مشاكل الصّحة النفسية التي لوحظت بعد الإصابة بكوفيد– 19 التالي:

    • التقلبات المزاجية الحادة.
    • اضطراب الوسواس القهري.
    • القلق والإضطراب.
    • اضطراب نقص الإنتباه وفرط الحركة.
    • التعرض للصّدمات النفسية أو الإجهاد النفسيّ.

يُمكن لمتلازمة ما بعد كوفيد– 19 أو آثار  كوفيد– 19 طويلة الأمد أن تظهر في حالات نادرة لدى الأطفال، وتظهر على شكل أعراض نفسية شائعة.

تشمل الأعراض العصبية أو النفسية بعد كوفيد– 19 ما يلي:

فقدان حاستيّ الذوق والشّم، الإصابة بصداع، نوبات، سكتة دماغية، التهاب الدماغ، أمراض الأوعية الدموية، الإجهاد النفسي، الاإكتئاب، الإرهاق، مشاكل في التركيز، وفقدان الذاكرة.

خلال فترة كوفيد– 19، اشتاق الأطفال للمدرسة، ما أدى إلى ظهور مشاكل نفسية واجتماعية مثل:

    • تراجع القدرة على اكتساب المهارات الإجتماعية والعاطفية.
    • تدني مستوى التحصيل الدراسي.
    • مواجهة مشاكل أثناء التعلم عن بُعد، مثل المشاكل التقنية وعدم القدرة على الحصول على دعم الأستاذ وغياب التحفيز الذاتي.

بالإضافة إلى ذلك، تخلّلت فترة كوفيد– 19 قضاء ساعات طويلة أمام الشاشة والإنغماس في مواقع التواصل الإجتماعي والألعاب. وقد أظهرت دراسة في كندا أن 12% من الرّاشدين يقضون أكثر من 10 ساعات يوميًا على مواقع التواصل الاجتماعي. ووُجد أن قضاء الكثير من الوقت أمام التلفزيون أو على مواقع التواصل الإجتماعي يرتبط بشكل وثيق مع تدهور الصّحة النفسية والإجتماعية واضطراب السّلوك بالإضافة إلى فرط الحركة أو عدم الانتباه.

يبدو أن قضاء الوقت مع الأصدقاء في العالم الإفتراضي أكثر من قضاء الوقت مع العائلة أو إنجاز الواجبات المدرسية يؤدي إلى ظهور أعراض الإكتئاب بشكل أكبر.

تشمل أبرز المشاكل التي تُجهد الشباب التالي:

    • عدم القدرة على الإلتقاء مع أصدقائهم.
    • الخوف من إصابة أحد أفراد عائلاتهم أو أصدقائهم بكوفيد– 19 وموتهم بسبب المرض.
    • عدم القدرة على حضور النشاطات الخارجية والإجتماعية.
    • يُعاني الرّاشدون أيضًا من القلق الوجودي، والشعور بعدم الرضا إزاء حياتهم.

مخاطر اضطرابات الصّحة السّلوكية:

    • الشباب الذين لديهم تاريخ سابق من المعاناة في الإنتظام العاطفي.
    • العيش في مناطق فيها أعباء مرضية أكثر.
    • قلّة التواصل مع شخص بالغ وداعم مثل: الأهل والأساتذة والمدربين.

كيفية دعم الشباب والعائلات: 

علينا أن نعمل مع الشباب والعائلات كي ننظم إجراءات متّسقة ويمكن التنبؤ بها لأغراض الدراسة والنوم والوقت المخصّص للشاشة والنشاط الجسدي والتفاعل الإجتماعي. ومن المهم أيضًا مناقشة نشاطات الشباب على الإنترنت وتقييمها. 

بالإضافة إلى ذلك، علينا تقديم الدعم للعائلات وتوفير التدريب للأهل وتقديم محتوى تعليمي مناسب.

استراتيجيات التعاون المهني:

    • وضع استراتيجيات لتحسين الرعاية المهنية من خلال: تحديد أعضاء الفريق وفهم أدوارهم ومسؤولياتهم، وإيضاح المسؤوليات المتوقعة من كل عضو.
    • استحداث سياسات وإجراءات واضحة للرعاية المهنية.
    • مشاركة مصادر نفسية واجتماعية مع أعضاء الفريق.
    • الرّعاية الذاتية.

الخاتمة:

    • يُؤثر كوفيد– 19 على الصّحة النفسية من خلال الآثار والتغيرات النفسية.
    • يوجد أزمة على مستوى الصّحة النفسية للأطفال.
    • يُمكن لمقدمي الرعاية الصّحية تقييم المخاطر والعوامل الوقائية التي تؤثر على المرضى في سبيل تحسين صحتهم النفسية وعيشهم.
    • من المحتمل أن التعاون في الرعاية المهنية قد يُحسّن علاج المرضى ونتائجه.

المصدر: https://www.medscape.org/viewarticle/985773_2

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى