مقابلات

الدكتور قبلان يمّين 

الدكتور قبلان يمّين 

الأخصائي في الأشعة التداخلية في مركز كليمنصو الطبي في بيروت

“Prostate Embolization، تدخّل طبي طفيف التوغل موجّه بالأشعة لعلاج تضخم البروستات

يواكب مركز كليمنصو الطبي في بيروت تطوّرات الطب في شتى المجالات ليضعها في متناول المرضى فيحصلون على خدمة طبية عالية الجودة وفق أحدث أساليب التكنولوجيا المتّبعة وعلى يد أكثر الأطباء كفاءة وخبرة. أحدث التقنيات الطبية المتوفرة اليوم في مركز كليمنصو الطبي تكمن في علاج تضخم غدة البروستات بواسطة الجراحة الموجّهة بالصور وهو إجراء طبي طفيف التوغل يقوم خلاله الأخصائي بالأشعة التداخلية، وبعد حصوله على صور شعاعية لمنطقة الحوض في الوقت الفعلي للعملية، بالإستعانة بقسطرة رفيعة جداً للوصول إلى الشرايين التي تغذي غدة البروستات بالدم؛ وعليه، يؤدي ذلك إلى الحد من وصول الدم إليها فتنكمش لتعود إلى حجمها الطبيعي بعد فترة وجيزة.

عن هذه التقنية، يحدّثنا الدكتور قبلان يمّين الأخصائي في الأشعة التداخلية في مركز كليمنصو الطبي في بيروت.

يقول دكتور يمّين إن عملية علاج إنسداد غدة البروستات Prostate Embolization تندرج ضمن أحدث أساليب علاج تضخم غدة البروستات الشائع بين الرّجال مع التقدم في السن وهي خيار غير جراحي للحد من إمدادها بالدم، فسرعان ما تنكمش ويقل حجمها لتتحسّن حالة المريض بعد ذلك وتختفي الشكاوى والمضاعفات التي كان يعاني منها. 

أبرز التطورات

السنوات الأخيرة كانت كفيلة بإدخال تطورات نوعيّة على عملية Prostate Embolization، إذ تُقدم الأشعة التداخلية العديد من التقنيات التي تساعد الطبيب المتخصص على القيام بهذا الإجراء الطبي بمهنية عالية واحتراف.

لعل أبرز التطورات ضمن هذه التقنية والمتوفّرة في مركز كليمنصو الطبي في بيروت، بحسب دكتور يمّين، هو إدخال تقنية التصوير الحديثة Cone-beam CT التي تمنح الطبيب صوراً مباشرة للحوض في الوقت الفعلي للعملية وبدقة عالية. يمكن وصف هذه التقنية على أنها تدخل طبي طفيف التوغل موجّه بالقسطرة، فكان لها الأثر الكبير في إحداث تغيّر جذري على مستوى معالجة تضخم البروستات.

على صعيد التطورات أيضاً، تحدّث دكتور يمّين عن التطور الحاصل على مستوى القسطرة التي يتم إدخالها وهي رفيعة جداً بحجم ميلليمتر (Micro Catheter)، ما أتاح المجال للوصول إلى شرايين غدة البروستات وإدخال حبيبات أو جزيئات تسمى polyvinyl alcohol (PVA) لإغلاق الشرايين التي تغذيها بالدم؛ مع انقطاع الدم عن البروستات تبدأ بالإنكماش ويصغر حجمها من دون أن تفقد حيويتها أو وظيفتها لأن تغذيتها بالدم تبقى مستمرة ولو قليلاً.

فالمريض يحتاج لتمضية يوم واحد فقط في المستشفى، ويتم القيام بهذه التقنية في غرفة شبيهة بغرفة القسطرة القلبية مع فارق واحد هو وجود جهاز التصوير Cone-beam CT الأساسي خلال عملية علاج انسداد غدة البروستات Prostate Embolization؛ يتم تخديره موضعياً مع القليل من المواد المهدّئة، ويبدأ الأخصائي بالأشعة التداخلية بالدخول إلى شريان الجسم من خلال الفخذ أو اليد بواسطة قسطرة متناهية الصغر للوصول إلى شرايين غدة البروستات وتحديداً الجزء المتضخّم؛ يقوم عندها بإدخال حبيبات صغيرة جداً وآمنة لغلق الشريان والحد من تدفق الدم فتنكمش ويقل حجمها وبالتالي يقل الضغط على المثانة ومجرى البول فتنخفض المضاعفات وتزول مع مرور أسبوعين.

لمن تُجرى؟

أما المرضى المرشّحون لمثل هذا الإجراء الطبي، يقول دكتور يمّين إن أهم من يخضع عملية انسداد غدة البروستات Prostate Embolization هو كل مريض لا يسمح وضعه الصحي بإجراء جراحة تقليدية مثل أولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة أو لديهم حالة مرضية تحول دون تحمّلهم التخدير العمومي؛ يمكن إجراؤها لكل من يرغب في الحفاظ على نمط حياته الطبيعي خصوصاً مع ارتفاع متوسط العمر والوصول إلى عمر متقدم مع التمتع بحياة طبيعية.

أما الحالات المرضية، فهي تُجرى لكل حالات التضخم والتي يعاني خلالها المريض من أعراض عدة تشمل عدم تدفق البول والتبول المتكرر وعدم الإفراغ الكامل للمثانة. تُجرى هذه التقنية أيضاً بعد فشل العلاجات الدوائية في السيطرة على التضخم وعدم رغبة المريض أو خوفه من الجراحة التقليدية وطول فترة التعافي. فالحجم الطبيعي لغدة البروستات في عمر الشباب هو ما بين 20 الى 30 غرام، ومع التقدم في السن يزداد هذا الحجم بشكل طبيعي. يجب معالجتها في حال تخطى حجمها الـ50 غراماً وما فوق.  وأود التأكيد في هذا المجال ان هذا الخيار لعلاج تضخم البروستات ليس بديلاً عن الجراحة او العلاجات الأخرى المعتمدة ولكن اختيار تقنية العلاج يعود إلى المريض مع الأخذ بعين الإعتبار حالته الصحية العامة وما هو الأفضل له، والكلفة المادية؛ فبعض المرضى يفضّلون استئصال غدة البروستات بالكامل تجنّباً لأي أمراض مستقبلية.

أعراض تضخم البروستات

أما أبرز أعراض تضخم غدة البروستات ما يلي:

  • عدم القدرة على تفريغ المثانة بالكامل.
  •   تقطّع البول أي البدء والتوقف مرّات عدة أثناء التبول.
  • الحاجة إلى التبول بشكل متكرر.
  • الشعور بامتلاء المثانة حتى بعد التبول.
  • صعوبة في البدء بعملية التبول.
  • الإستيقاظ ليلأً للتبول.

وفي هذا الإطار، يلفت دكتور يمّين إلى أن بعض المرضى يتعايشون مع هذه الأعراض خوفاً من العملية. لكن اليوم، وبفضل هذه التقنية المتطورة لا داعي للخوف.

إستخدامات أخرى

عن استخدام هذه التقنية في معالجة حالات مرضية أخرى، يقول دكتور يمّين: “في الواقع، لقد اكتسبنا خبرتنا في العمل على مثل هذه التقنية من خلال استخدامها في علاجات أمراض ومشاكل صحية أخرى مثل أورام الكبد وعلاج الألياف والأورام الرحمية الحميدة عند النساء بحيث ندخل إليها ونغلقها لنعيق وصول الدم إليها فتنكمش وهي الطريقة ذاتها التي نتبعها في التعامل مع حالات تضخم البروستات اليوم؛ من هنا، اكتسبنا الخبرة اللازمة وتطور العمل بهذه التقنية إلى أن باتت تُستخدم اليوم لعلاج تضخم غدة البروستات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى