مقالات طبية

الإنزلاق الغضروفي … العلاجات التحفّظية مفيدة لغالبية المرضى

الإنزلاق الغضروفي … العلاجات التحفّظية مفيدة لغالبية المرضى

د.عبدالعزيز الكواري: ما يبعث إلى الإطمئنان أن غالبية الحالات تستجيب للعلاجات التحفّظية مثل العلاج الدوائي والفيزيائي والتأهيلي والطبي من دون الحاجة إلى أي تدخل جراحي

يندرج الإنزلاق الغضروفي القطني ضمن إصابات الظهر والرقبة الأكثر شيوعاً، حيث يطال جميع الفئات العمرية لاسيما من هم دون الخمسين من العمر، فتتعرّض الغضاريف للضغط وتصاب بالتآكل وتضغط على الأعصاب.

تصيب هذه الحالة المرضية حوالى 2 إلى 3 بالمئة من السكّان، حيث تنتشر بين الرجال بنسبة 4.8 بالمئة وبين النساء بنسبة 2.5 بالمئة فوق عمر الـ35 لدى الجنسين.

الدكتور عبدالعزيز الكواري، إستشاري جراحة العظام والعمود الفقري في المستشفى الأهلي، قال إن إصابات الديسك “الإنزلاق الغضروفي” من الأمراض الشائعة اليوم، حيث أثبتت الدراسات أن كثرة انتشارها ناتج عن نمط الحياة غير الصحي ووضعية الجلوس الخاطئة وممارسة أنواع غير مناسبة من التمارين الرياضية، بالإضافة إلى القيام بالأعمال الشاقة.

عن علامات الإصابة بالإنزلاق الغضروفي القطني، لفت د. عبدالعزيز أنها تتراوح ما بين البسيطة والشديدة بحسب الحالة؛ غالباً ما يحيط الألم بالفقرات وأحياناً ينتشر بالجدار العصبي المعرّض للضغط من الغضروف المنزلق، يصاحبه خدر وتنميل في أكثر من منطقة بالجسم، إضافة إلى برودة الأطراف، وضعف العضلات البسيط الذي يؤدي إلى عدم قدرة المريض على الحركة والمشي؛ بينما يعاني مرضى الحالات الشديدة، الناجمة عن انضغاط العصب، من شلل في الحركة ويحتاجون إلى التدخل الجراحي.

العلاج

أوضح  د. عبدالعزيز أن علاج الإنزلاق الغضروفي يختلف من مريض لآخر بحسب درجة الألم ومضاعفاته، لكن ما يبعث إلى الإطمئنان أن غالبية الحالات تستجيب للعلاجات التحفّظية مثل العلاج الدوائي والفيزيائي والتأهيلي والطبي من دون الحاجة إلى أي تدخل جراحي؛ عشرة بالمئة من المرضى فقط يحتاجون إلى تدخل جراحي.

دكتور عبدالعزيز أضاف قائلاً: ” تمر خطوات العلاج بمراحل عدّة؛ المرحلة الأولى تتضمّن تناول المسكّنات والعلاج الطبيعي؛ أكثر من 90% من المرضى يتجاوبون مع العلاج خلال هذه المرحلة. المرحلة الثانية تشمل مضادات الإلتهاب ( الكورتيزون). المرحلة الأخيرة هي التدخل الجراحي الذي غالباً ما نتجنّبه ولا نلجأ إليه إلا في حال ظهور أعراض تنذر بتدهور الحالة مثل تدهور وظائف الأعصاب أو فقدان القدرة على التحكّم بالوظائف الحيوية للجسم؛ وفي غالبية الحالات لا نقوم بالتدخل الجراحي إلا بعد مرور حوالى ستة أسابيع من بدء الأعراض”. 

التدخل الجراحي 

 تهدف عمليات الإنزلاق الغضروفي إلى تخفيف الضغط على الأعصاب نتيجة انزلاق الأقراص الغضروفية من مكانها؛ لإتمام هذا الهدف، يختار جرّاح العظام واحدة من العمليات المتاحة لعلاج الإنزلاق الغضروفي فيتخلّص المريض من الألم تبعاً لم تستدعيه الحالة، بحيث يتم التدخل الجراحي وفقاً لكل حالة على حدة. 

من ضمن الحالات التي احتاجت إلى تدخل جراحي كانت لأحد لاعبي كرة اليد المحترفين بعد إصابته بالإنزلاق الغضروفي؛ هذه الإصابة كانت سبباً لتوقفه عن ممارسة الرياضة لفترة. لكن بعد التدخل الجراحي الغضروفي، عاد اللاعب إلى ممارسة الرياضة بشكل طبيعي وكأن شيئاً لم يكن بمشيئة الله تعالى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى