كليات الطبمقابلات

الدكتورة كايتلين هاكل 

الدكتورة كايتلين هاكل 

المحاضِرة في طب النساء والتوليد الإكلينيكي

المدير المشارك لبرنامج التدريبات الإكلينيكية في طب النساء والتوليد

وايل كورنيل للطبقطر

تصيب متلازمة المبيض المتعدد الكيسات 8-10% من النساء في سنّ الإنجاب وتُعدّ أحد الأسباب الرئيسة للعُقم

تشغل الدكتورة كايتلين هاكل منصب المدير المشارك لطب النساء والتوليد والمدير المشارك لبرنامج التدريبات الإكلينيكية في طب النساء والتوليد في وايل كورنيل للطبقطر. وبالإضافة إلى ذلك، هي طبيبة معالجة لأمراض النساء والتوليد في سدرة الطب، وهي زميل الكلية الملكية للأطباء والجراحين في كندا.  تمتدّ خبرة الدكتورة هاكل لأكثر من 18 عاماً كاستشارية خاصة في طب النساء والتوليد. ومن بين اهتماماتها، الأمراض النسائية في سنّ الطفولة والمراهقة واتخذت منها تخصصاً فرعياً، وأنيطت بها مهمة تأسيس عيادة أمراض الأطفال والمراهقين في سدرة للطب في عام 2018. وكانت الدكتورة هاكل مقدّماً للبرنامج الوطني ومساهماً في الحملة التوعوية والتثقيفية الخاصة بالتطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) خلال عملية إعطاء التطعيم ضد الفيروس المذكور للأطفال الكنديين في عام 2011. وبالإضافة إلى ذلك، اختيرت متحدثاً رئيساً في العديد من مؤتمرات التعليم الطبي المستمر التي تمحورت حول منع الحمل، واستخدام اللولب الرحمي الهرموني ميرينا، ومتلازمة المبيض المتعدد الكيسات. وقامت أيضاً بإعداد وتنفيذ سلسلة محاضرات سنوية لأطباء الأسرة حول الإدارة غير الجراحية لأمراض واضطرابات النساء، بما في ذلك متلازمة المبيض المتعدد الكيسات ونزيف الرحم الاختلالي والأورام الليفية. وتحدثت الدكتور هاكل إلى مجلةالمستشفى العربيعن أهمية التشخيص المبكر لمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات وعلاجها.

حدّثينا بإيجاز عن متلازمة المبيض المتعدد الكيسات.

متلازمة المبيض المتعدد الكيسات، المعروفة اختصاراً باللغة الإنجليزية باسم PCOS، هي اضطراب في الغدد الصماء والاستقلاب، وهي حالة شائعة وإن كانت غير مشخّصة في كثير من الأحيان حيث يختل عمل هرمونات معيّنة. وفي العادة، تظهر مثل هذه الاختلالات في شكل دورة شهرية غير منتظمة ومستويات عالية من الأندروجينات (وهي مجموعة هرمونات تشمل التستوستيرون) في الجسم، وظهور تكيسات صغيرة في المبيضين. ومع ذلك، ليست كل مصابة بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات تعاني من تكيسات في المبيضين، ووجود التكيسات المتعددة في المبيضين بحدّ ذاته لا يحقق معيار تأكيد تشخيص المتلازمة. لذا دعا بعض الأطباء والخبراء إلى إعادة تسمية هذه الحالة المرضيّة لأن تسميتها الحالية تبدو مضلّلة تماماً.

من الأكثر تأثراً بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات؟

تؤثر متلازمة المبيض المتعددة الكيسات، في العادة، في النساء عند بدء حدوث الدورة الشهرية أو بلوغهن سن البلوغ. وعالمياً، تصيب متلازمة المبيض المتعدد الكيسات 8-10% من النساء في سن الإنجاب وتُعدّ أحد الأسباب الرئيسة للعقم. وتشير التقديرات إلى أن نحو 70-80 في المائة من النساء المصابات بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات قد يعانين من العقم، وأن نحو 7 من كل 10 نساء مصابات بهذه المتلازمة يبقين دون تشخيص.

ولكن كيف تؤثر متلازمة المبيض المتعدد الكيسات في الخصوبة والحمل؟

في البداية، أريد أن أشير إلى أنه ليست كل النساء اللواتي أثبت التشخيص إصابتهن بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات يعانين من العقم. ولكن بسبب عدم حدوث التبويض المنتظم فإنّ النساء المصابات بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات يواجهن صعوبة في الحمل، وكثيرات منهن ربما يحتجن إلى مساعدة طبية لحدوث الإباضة. لذا، يجب على النساء اللواتي يحاولن الحمل دون جدوى أو يعانين من عدم انتظام الدورة الشهرية استشارة الطبيب لمعرفة ومناقشة الخيارات المتاحة التي يمكن أن تزيد من فرص حملهن. يُضاف إلى ذلك أن النساء المصابات بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات أكثر عرضة للإجهاض، ويمكن أن تحدّ المشكلة الثانوية لمتلازمة المبيض المتعددة الكيسات من قدرتهن على إتمام مدة الحمل الكاملة. وأما المخاطر المرتبطة بحمل المصابات بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات فتشمل الإجهاض، والإصابة بسكري الحمل، وارتفاع ضغط الدم خلال الحمل، والولادة قبل الأوان.

وما أعراض متلازمة المبيض المتعدد الكيسات؟

أعراض هذه المتلازمة تتفاوت من امرأة إلى أخرى، فهناك نساء يعانين من أعراض شديدة وأخريات يعانين من أعراض خفيفة. ويمكن أن تشمل الأعراض عدم انتظام الدورة الشهرية أو انقطاعها تماماً، صعوبة الحمل، عدم انتظام الإباضة أو عدم حدوث الإباضة نهائياً، الاكتئاب أو التغيّرات المزاجية، البشرة الدهنية، ظهور حب الشباب، الشعر غير المرغوب فيه في الوجه أو الجسم (كثرة الشعر)، تساقط الشعر (الثعلبة)، ظهور تكيسات صغيرة متعددة على المبيضين، ومشكلات وزن الجسم (زيادة الوزن، أو تزايد الوزن بسرعة، أو صعوبة فقدان الوزن).

هل تعتبرون متلازمة المبيض المتعدد الكيسات حالة مرضيّة خطيرة؟

متلازمة المبيض المتعدد الكيسات يمكن أن تكون حالة مرضيّة خطيرة. فالنساء اللواتي تمرّ عليهن أشهر عدة من دون حدوث دورة شهرية يمكن أن يتأثرن بسماكة بطانة تجويف الرحم. وفي نهاية المطاف، وبعد مرور سنين، قد يفاقم ذلك من خطر الإصابة بسرطان الرحم.

يُضاف إلى ذلك أن النساء المصابات بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات أكثر عرضة لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مثل داء السكري، أو مرض الشريان التاجي، أو فرط شحميات الدم. وأخيراً، يمكن أن تزيد هذه المتلازمة من خطر الإصابة بالعقم. لذا فإنّ النساء الراغبات بالحمل ربما يحتجن إلى وصف أدوية معيّنة لتعزيز الإباضة وزيادة فرص حملهن.

وما العلاجات المتاحة لهذه المتلازمة؟

متلازمة المبيض المتعدد الكيسات لا يمكن الشفاء منها، ومع ذلك يمكن إدارتها باتّباع العلاج المناسب. وثمة خيارات علاجية مختلفة لهذه المتلازمة، واختيار علاج دون آخر إنما يتوقف على إذا ما كانت المريضة تريد الحمل أم لا.  

فالنساء الراغبات بالحمل ربما يحتجن إلى أدوية تساعدهن على الإباضة ومن ثم الحمل. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن العلاج الرئيس للنساء غير الراغبات بالحمل هو توليفة من الهرمونات، وهي أكثر شيوعاً في شكل حبوب منع حمل تؤخذ عن طريق الفم. وخلافاً للأدوية، يمكن أن يكون للأنظمة الغذائية والتمارين البدنية وتغييرات أنماط الحياة اليومية تأثير كبير في الوقاية من متلازمة المبيض المتعدد الكيسات وإدارة هذه الحالة المرضيّة في حال الإصابة بها. ويمكن أن يسهم الحدّ من الكربوهيدرات والسكريات البسيطة في الأنظمة الغذائية المتّبعة في الحفاظ على توازن الأنسولين وقد يحُول دون حدوث التهاب. ومن المهم أيضاً عدم التدخين، أو الإقلاع عن التبغ، لأن النيكوتين قد يزيد من نشاط الأندروجين، ومستويات التستوستيرون تميل إلى الارتفاع لدى المدخنين. كما أن التدخين مرتبط بزيادة مستويات التستوستيرون الطليق ومستويات الأنسولين في أثناء الصيام عند النساء المصابات بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات، وهو ما يتسبب بازدياد مقاومة الأنسولين.

ما أهمية تشخيص المتلازمة وعلاجها؟

من المؤسف أن المصابات بهذه المتلازمة يبقين عادة من دون تشخيص لأن أعراض المتلازمة يمكن أن تكون خفيفة أو تبدو كأنها غير مترابطة. وبسبب الإخفاق في تشخيص هذه الحالة المرضيّة فإن النساء المصابات بها لا يتلقين العلاج اللازم، ويمكن أن يتسبّب ذلك في نهاية المطاف بعدد من الأمراض الأكثر خطورة.

والإخفاق في تشخيص المتلازمة ومن ثم عدم إدارتها مرتبط بالإصابة بالنوع الثاني من داء السكري والعقم وأمراض القلب والأوعية الدموية والسمنة وانقطاع التنفس في أثناء النوم وتشحّم الكبد والاكتئاب. ومن شأن التشخيص المبكر للمتلازمة وإدارتها أن يحدّ من الأخطار المذكورة إلى حدّ بعيد، لذا لا بدّ من التأكيد على الأهمية البالغة لتشخيص المتلازمة وإدارتها من دون إبطاء.

https://qatar-weill.cornell.edu/continuing-professional-development/

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى