مقابلات

الدكتورة رين فهد رزق

الدكتورة رين فهد رزق

رئيسة قسم تصوير الثدي في مركز كليمنصو الطبي في بيروت

تقنيات تصوير الثدي لتحسين دقة الكشف والتحري عن أي تغيرات

شهدت تقنيات تصوير الثدي تطورات هائلة في السنوات الأخيرة، ما أدى إلى تحسين دقة الكشف عن أورام الثدي الحميدة أو الخبيثة في مراحل مبكرة. معظم الأورام الحميدة لا تتحول إلى سرطان، لكن الأمر يستدعي المتابعة الدورية وإجراء الفحوصات اللازمة لتتبع الحالة ومراقبتها عن كثب. الدكتورة رين فهد رزق، رئيسة قسم تصوير الثدي في مركز كليمنصو الطبي في بيروت، تحدّثت إلى مجلةالمستشفى العربيعن تطورات تقنيات تصوير الثدي ودورها في تحسين دقة الكشف عن أي تغيرات في الثدي. في ما يلي نص الحوار.

ما هي خصائص الأورام الحميدة في الثدي؟ ومتى يجب إزالتها؟

الثدي هو عبارة عن غدة تتغير بشكل طبيعي من شهر لآخر، ومعظم الكتل التي يتم العثور عليها في الثدي هي أورام حميدة غير سرطانية. أكثر أنواع الأورام الحميدة شيوعًا هي الأكياس التي تكون مملوءة بالسوائل أو الأورام الليفية وهي عبارة عن نمو نسيج ضام.

لا تتحول معظم الأورام الحميدة إلى سرطان؛ ومع ذلك، قد تحتاج بعض الأورام الحميدة إلى إزالتها جراحيًا مثل الأورام الليفية التي تكبر بسرعة أو التي تسبب الألم أو الإنزعاج أو تلك التي تؤدي إلى إفرازات دموية من الحلمة مثل الورم الحليمي داخل القنوات (Pappiloma). في بعض الحالات، قد يكون من الصعب التمييز بين الورم الحميد والورم السرطاني. في هذه الحالات، قد يُنصح بإجراء خزعة لتحديد ما إذا كان الورم سرطانيًا أم لا.

ما هي السمات الرئيسية للصورة الشعاعية التي يبحث عنها أخصائيو التصوير الشعاعي عند تحديد ورم في الثدي أو تقييم خصائصه؟

تهدف الصورة الشعاعية للثدي إلى تقييم هذا العضو للبحث عن أي تغيرات وتحديد ما إذا كانت حميدة أو خبيثة. يركّز فحص الماموجرام على أمرين رئيسيين: التكتلات مع تقييم حجمها وشكلها وحوافها لمعرفة ما إذا كانت منتظمة أم لا لأن التكتلات ذات الحواف غير المنتظمة تشير إلى احتمال وجود سرطان.

والأمر الثاني هو التكلسات حيث نقوم بتقييم شكلها وعددها وتجمعها، حيث تشير بعض أنواع التكلسات إلى احتمال وجود سرطان أو خطر الإصابة به في المستقبل. بالإضافة إلى ذلك، يبحث فحص الماموجرام عن أي تغيرات في النمط الطبيعي للثدي مثل كثافة الأنسجة وتشوهات في شكل الثدي أو تغيرات في جلد الثدي. قد لا تكون هذه التغيرات علامة على وجود سرطان، ولكن يمكن أن تشير إلى وجود عامل خطر أو حالة طبية أخرى.

كيف تطورت تقنيات التصوير الشعاعي للثدي وتحديداً الماموجرافي، وكذلك الـUltrasound؟  

تطورت تقنيات تصوير الثدي بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، ما أدى إلى تحسين دقة الكشف عن الأورام السرطانية في مراحل مبكرة.

أهم هذه التقنيات جهاز الماموجرام ثلاثي الأبعاد الذي يُتيح رؤية أنسجة الثدي بوضوح أكبر مع إمكانية الكشف عن الأورام قبل تحوّلها إلى سرطانات، كما يستخدم كمية أشعة أقل من الماموجرام التقليدي.

الماموجرام مع مادة ملونة يُستخدم في الحالات التي تكون فيها الصورة العادية غير واضحة، وهي تقنية يُمكن أن تُغني عن صورة الرنين المغناطيسي حيث تساعدنا على تمييز الكتل الحميدة عن الخبيثة. مركز كليمنصو الطبي في بيروت سيوفر قريبًا تقنية الماموجرام مع المادة الملونة، وسيتم استخدام هذه التقنية في الحالات التي تستدعي ذلك. التصوير بالموجات فوق الصوتية (التراساوند) بدورها شهدت تطوراً ملحوظاً حيث تُستخدم تقنية الـelastography  لتحديد ما إذا كانت الكتلة صلبة أو طرية، وأحياناُ تُستخدم تقنية الدوبلر للكشف عن وجود شرايين في الكتلة والتي تساعد كذلك على تمييز الكتل المكونة من سائل عن الكتل الصلبة.

هل ينبغي دائماً الجمع بين هاتين التقنيتين للحصول على النتيجة الدقيقة؟

يعتمد اختيار التقنية المناسبة على كثافة أنسجة الثدي؛ في حال كانت أنسجة الثدي عالية الكثافة من الأفضل إجراء الماموجرام مع الموجات فوق الصوتية معًا.  أما إذا كانت أنسجة الثدي دهنية قد تكون صورة الماموجرام كافية للكشف المبكر عن السرطان.

متى تحتاج المريضة إلى مزيد من الإختبارات التصويرية مثل التصوير بالرنين المغناطيسي؟

يُستخدم التصوير بالرنين المغناطيسي للثدي في بعض الحالات، مثل الكشف المبكر للسيدات اللواتي لديهن عوامل خطر العامل الوراثي أو تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الثدي أو طفرة جينية.

نلجأ إليها كذلك للحصول على التشخيص الدقيق في حال وجود أي شيء غير واضح أو تغيرات لم تظهر في الصور العادية مثل كتلة غير واضحة في الماموجرام أو الموجات فوق الصوتية أو تغيرات في شكل أو حجم الثدي او إفرازات من الحلمة. كما تُستخدم لتقييم ورم خبيث والحصول على تفاصيل أكثر دقة مثل حجم الورم ومدى انتشاره.

كيف تطور دور التصوير الشعاعي في توجيه العلاج المستهدف لأورام الثدي؟

مع تطور تقنيات التصوير الشعاعي للثدي، ازدادت قدرة الأطباء على الكشف عن الأورام في مراحل مبكرة، ما أدى إلى تحسين فرص العلاج ورفع نسبة الشفاء. كما يُساهم التصوير الشعاعي في توجيه العلاج المستهدف لأورام الثدي من خلال الكشف المبكر عن الأورام الصغيرة وهي في طور بدايتها بحيث يُمكن للمريضة الإستفادة من العلاج الجراحي الموضعي. ويساعد ذلك في تقييم خصائص الورم وتحديد نوعه وحجمه وموقعه، أو تحديد وجود أي تغيرات في الورم بمرور الوقت. يُمكن استخدام التصوير الشعاعي لتقييم استجابة الورم للعلاج، فيتمكّن الطبيب من تعديل خطة العلاج حسب الحاجة.

ما هو دور الخزعة في تأكيد وجود ورم الثدي وما هي التقنيات المختلفة المستخدمة في الخزعة؟

تُعد الخزعة فحصًا ضروريًا لتأكيد وجود ورم الثدي وتحديد نوعه وخصائصه. يتم إجراء الخزعة بعد اكتشاف كتلة أو شذوذ في الثدي من خلال الفحص بالأشعة السينية (الماموجرام) أو الموجات فوق الصوتية أو التصوير بالرنين المغناطيسي. هناك ثلاثة أنواع من الخزعة للثدي؛ النوع الأول هو خزعة الإبرة الدقيقة حيث يتم أخذ عينة صغيرة من الخلايا باستخدام إبرة دقيقة.

النوع الثاني هو (Core Biopsy) حيث يتم أخذ عينة أكبر من الأنسجة باستخدام إبرة أكبر وهو إجراء دقيق يتم أثناء الصورة الصوتية لأخذ عيّنة وتحديد نوعها. 

Vacuum Biopsy وهي خزعة تتم بواسطة الشفط نستخدمها خلال الصورة الشعاعية أو الرنين المغناطيسي تسمح لنا بسحب كمية أكبر.  

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى