أمراض وعلاجات

وجود وحدة متخصّصة في علاج السكتة الدماغية

وجود وحدة متخصّصة في علاج السكتة الدماغية

الأهمّية والدَّور والنتائج!

تكمن أهمية وجود وحدة متكاملة لعلاج حالات السكتة الدماغية ورعايتها لتلبية احتياجات المرضى وحصولهم على الرعاية الطبية اللازمة في أسرع وقت ممكن، والمتعارف عليه هو أن الوقت يشكّل المعيار الأساس بحيث يدخل الفريق الطبي في سباق مع الزمن من أجل إنقاذ مريض السكتة الدماغية. 

من المعروف أن الحصول على العلاج المبكر يرفع نسبة البقاء على قيد الحياة ويساعد في الحد من مضاعفاتها. فالسكتة الدماغية هي حدث مفاجئ له تبعات صعبة ما لم يتم التدخل السريع. كلّما تمت معالجة المريض بشكل مبكر، كانت فرص إنقاذ الخلايا الدماغية المصابة أكبر. لذا من المهم معرفة علامات السكتة الدماغية والإتصال بطبيب الطوارئ مباشرة عند الشّك بقرب حدوثها لدى من نعيش معه أو ممّن حولنا.

لقد دأبت المستشفيات والمراكز الطبية على إعداد وحدة السكتة الدماغية لتوفير الرعاية المثلى والعناية المركّزة للمرضى عبر تقديم الدعم اللازم للتدخل الطبي السريع للحد من المشاكل الصحية التي يمكن أن تسبّبها السكتة الدماغية، يشرف عليها فريق طبي متخصص يضم أخصائي أعصاب وأشعة تداخلية، وجرّاح أعصاب، وأخصائي علاج طبيعي، وأخصائي في العناية المركّزة، وأخصائي طوارئ، إلى جانب طاقم تمريضي يُعنى بمرضى السكتة الدماغية.

أن أهم عنصر توفره وحدات السكتة الدماغية هو السرعة، السرعة في التشخيص والسرعة في العلاج بحيث يحصل المريض على العلاج المذيب للجلطات بوقت أقصاه أربع ساعات ونصف بهدف الحد من التلف الذي يمكن أن يحصل في الدماغ بسبب نقص التروية. ما إن ينتهي الأطباء المتخصصون من العلاج والسيطرة على الحالة، يعمل الفريق المتخصص على تقييم حالة المريض لإعادة تأهيله من قبل أخصائي العلاج الطبيعي.

تستقطب هذه الوحدات أطباء ومتخصصين هم خبراء في علاج السكتة الدماغية، إلى جانب توافر أحدث تقنيات التصوير والتشخيص وإدارة اضطرابات الأوعية الدموية الدماغية؛ الجميع يعمل بشكل دقيق على تحديد الأعراض وخطة العلاج المناسبة لكل مريض بالسرعة اللازمة.

الهدف إذن هو تقديم العلاج الطارئ للمصابين بالسكتة الدماغيّة من دون الحاجة إلى تحويلهم لأقسام أو مستشفيات نظراً لحساسية وضعهم وتفاديا لضياع المزيد من الوقت، وبالتالي التقليل إلى الحد الأدنى من المضاعفات والإعاقات الناتجة عن الإصابة بالسكتة الدماغيّة وتقليص حالات الوفاة بالسكتة الدماغيّة.

التدخل الطبي

في وحدات السكتة الدماغية، يجد المريض مجموعة متكاملة من الخدمات بما في ذلك التصوير الحديث بواسطة أحدث أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي والتصوير المقطعي لتصوير الأوعية الدموية الدماغية، وفحوصات الدم السريعة؛ كما توفر القسطرة والدعامات والإستئصال الميكانيكي للخثرة إلى جانب أدوية إذابة الجلطات الدموية.

إن ميزة وجود قسم متخصص في حالات السكتة الدماغية يكمن في توافر معدات متخصصة لتقييم الحالة وتقديم التدخل الطبي المناسب بالسرعة اللازمة وفق بروتوكول علاج يشمل تقديم الرعاية في حالات الطوارئ، وخدمات الأشعة التداخلية للمساعدة في التدخل العلاجي للسكتة الدماغية بصور عالية الجودة للمخ والأوعية الدموية وإزالة الجلطة بالطريقة الميكانيكية في حال وصول المريض مبكرًا إلى خدمات الطوارئ، إضافة إلى القدرة على تقديم العلاج المذيب للجلطات لمرضى السكتة الدماغية، مع تصوير الأعصاب وتقديم النتائج وتحليلها من قبل الخبراء في الوقت المناسب؛ على أن يأتي بعد ذلك دور العلاج الطبيعي وإعادة التأهيل.

لكن في حال وصل المريض متأخراً وهو مصاب بالسكتة الدماغية الحادة، فهو بذلك يكون قد تعدى الفترة النافذة للحصول على العلاجات المذيبة للجلطات عبر الوريد؛ عندها، يخضع المريض لتقييم شامل للمنطقة المخصصة لعلاج أنسجة الدماغ بواسطة بروتوكولات التصوير المقطعي المحوسب والتصوير بالرنين المغناطيسي، على أن يتلقى بعد ذلك العلاج عبر التدخل العلاجي الدماغي لإزالة الجلطة بواسطة أجهزة خاصة. أما في حال حدوث نزيف دماغي بسبب الأوعية الدموية الممزّقة الناتجة عن تمدد الأوعية الدموية، فيتم تقييم الحالة بواسطة تصوير الأوعية الدموية لتحديد موقع تمدد الأوعية الدموية وحجمها ومن ثم يتم العمل على غلق الأكياس الدموية لشرايين الدماغ وغلق منطقة تمدد الوعاء الدموي من خلال ثقب صغير في الفخذ.

نوع السكتة الدماغية

تحدث السكتة الدماغية عندما يقل تدفق الدم إلى جزء من الدماغ أو ينقطع، ربّما بسبب انسداد في وعاء دموي أو تمزق الأوعية الدموية؛ وعليه، يوجد نوعان من السكتة الدماغية وهو ما يميّزه الأطباء من أجل إعطاء المريض العلاج المناسب وفق البروتوكول الطبي العالمي المعتمد والذي يضع السرعة في التدخل في أساسيات عمله لأن كل دقيقة مهمة.

فهناك نوعان من السكتة الدماغية:

  • نقص التروية عندما يحدث انقطاع في وصول الدم إلى جزء من الدماغ أو الحبل الشوكي.
  • السكتة الدماغية النزفية عندما تتمزق الأوعية الدموية في المخ، ما ينشأ تسرب الدم إلى أنسجة المخ ويسبب أضرارًا. 

بعد تحديد النوع، يخضع المريض للعلاج الطارئ وفق بروتوكول قائم على الأدلة يضمن أفضل النتائج ويعتمد على إعادة تدفق الدم إلى الدماغ بسرعة عن طريق الأدوية المحفّزة عبر الحقن الوريدية أو توصيلها مباشرة للدماغ، وفي بعض الحالات يستخدم الأطباء الدعامة المستخرجة للجلطات التي يمكن من خلالها الوصول مباشرة إلى الوعاء الدموي المسدود وإزالة الجلطة منه.

ويقدم الأطباء إجراءات وقائية تمنع حدوث سكتة دماغية أخرى أو نوبة إقفارية من خلال فتح الشريان الذي تضيّق نتيجة تراكم اللويحات الدموية، وتعتمد طبيعة الإجراء على حالة الشرايين فقد يلجأ الأطباء إلى استئصال باطنة الشريان السباتي أو رأب الوعاء والدعامات.

العلامات والأعراض يمكن ملاحظتها من قبل الأشخاص المحيطين بالمريض عبر إختبار FAST. ويكون هذا الإختبار على النحو التالي:

  •  Face : تعابير الوجه التي يمكن أن تصاب بخدر أو تنميل مفاجئ، أو ضعف أو شلل بالوجه يترافق هذا الشعور مع وجود مشكلة في البصر بعين واحدة أو بكلتا العينين. وقد يشعر المريض فجأة بأن الرؤية ضبابية أو سوداء أو يعاني من الرؤية المزدوجة. من علامات قرب حدوث السكتة الدماغية أيضاً الصداع المفاجئ والشديد، وفي بعض الأحيان قد يكون مصاحباً بالقيء أو الدوار أو تغيّر في الوعي.
  • Arm : تصاب الذراع بخدر مفاجئ، خصوصاً في جانب واحد من الجسم. هذا الخدر المفاجئ قد يؤثر على قدرة المريض على المشي. \
  • Speech : يعاني المريض من مشاكل في الكلام والفهم، فيبدو وكأنه مرتبك أو قد يعاني من صعوبة في فهم الكلام.
  • Time: في حال التأكد من وجود كل تلك الأعراض، فإن ذلك يستدعي التوجه إلى أقرب مستشفى أو مركز طبي لإجراء التدخل الطبي السريع والحد مما قد تسببه السكتة الدماغية من ضرر.

ما بعد السكتة الدماغية

يستمر عمل أقسام ووحدات السكتة الدماغية إلى ما بعد إنقاذ المريض واستقرار حالته المرضية ليشمل ذلك مرحلة إعادة التأهيل التي تعتبر أساسية لدى هذه الفئة من المرضى من أجل تحسين قدرتهم على المشي وارتخاء العضلات المتيبسة في الساق أو الذراع. 

ينصح الأطباء بضرورة البدء بجلسات إعادة التأهيل والعلاج الفيزيائي مباشرة بعد استقرار الحالة طبياً كونه سيعطي نتائج جيدة خلال الأشهر الستة الأولى من المرض، وبنتائج أقل خلال الأشهر الستة اللاحقة؛ لذا ينصح الأطباء عادة باتباع برنامج علاج فيزيائي لمدة عام بعد الإصابة.

هناك العديد من الطرق لإعادة تأهيل مرضى السكتة الدماغية بواسطة العلاج الفيزيائي، وتعتمد الخطة العلاجية على الجزء المتضرر من الجسم والذي تأثر بالسكتة الدماغية.

يمكن أن تشمل الأنشطة العلاجية ما يلي:

  • تعليم المريض تمارين المهارات الحركية لتحسين قوة العضلات وتناسقها. 
  • إستخدام وسائل المساعدة الحركية، مثل المشاية (Walker)، أو الكرسي المتحرك أو دعامات الساق للمساعدة على الثبات وتقوية الساق.
  • العلاج باستخدام التحفيز بالقيود بحيث يصبح الطرف غير المصاب مقيّداً عند التدريب على تحريك الطرف المصاب للمساعدة في تحسين وظيفته. 
  • العلاج باستخدام نطاق الحركة إذ يمكن لبعض التمارين وطرق العلاج أن تُخفف من تعب العضلات (التشنج) والمساعدة على استعادة نطاق الحركة.

إن أهم ما تهدف إليه برامج إعادة التأهيل لمرضى السكتة الدماغية هي وصول المريض إلى مرحلة الإستقلالية في ممارسة أنشطة حياته اليومية، والوضعيات الصحيحة للنوم أو الجلوس؛ كذلك كيفية المحافظة على حركة المفاصل ومرونة العضلات مع التمرين وتحسين الإتزان أثناء الجلوس والمشي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى