كليات الطب

الدكتورة أمل خضر

الدكتورة أمل خضر

بكالوريوس طب وجراحة

الأستاذ المشارك لطب الأطفال في وايل كورنيل للطبقطر

نهج الأساليب المختلطة يمكّن الباحثين من اكتساب فهم عميق للمواضيع التي يبحثون فيها

تشغلُ الدكتورة أمل خضر منصب الأستاذ المشارك لطب الأطفال في وايل كورنيل للطبقطر منذ عام 2006، ونائب رئيس لجنة مراجعة البحوث (IRB) فيها. والدكتورة خضر حاصلة على البورد الأميركي وتزاول طب الأطفال في عيادات كل من سدرة للطب ومؤسسة حمد الطبية، حيث تشرف أيضاً على طلاب الطب والأطباء المقيمين. تتمحور الاهتمامات البحثية للدكتورة خضر حول تدريس الطب والمهنية وتطوير أداء هيئة التدريس والنهوض بالصحة والملاءمة الثقافية. ومن بين اهتماماتها أيضاً، تطبيق نُهج الأساليب المختلطة في البحوث الإكلينيكية، وقد استعرضت خبراتها في هذا المجال أمام مهنيين صحيين في إطار سلسلة من حلقات العمل التفاعلية التي أُعدّت بالتعاون مع جامعة ميشيغان. وبرعاية قسم التعليم الطبي المستمر في وايل كورنيل للطبقطر، ستدير الدكتورة خضر بالاشتراك مع آخرين نسخة جديدة من حلقة العمل الافتراضية الممتدة لثلاثة أيام (24 و25 و26 مايو 2024) بعنوانالتعلُّم وتطبيق أساسيات البحوث العلمية ذات المنهجيات المختلطة“. وقد أجرت مجلةالمستشفى العربيمقابلة مع الدكتورة خضر لمعرفة ما تتميّز به البحوث العلمية ذات المنهجيات المختلطة كأداة يستفيد منها الباحثون الإكلينيكيون. 

في البداية، ما تعريف البحوث العلمية ذات المنهجيات المختلطة وما أهمية هذا النّهج بالنسبة للباحثين الإكلينيكيين؟

تقليدياً، اعتدنا أن يميل الأطباء نحو البحوث الكمّية وأن يكونوا أقل اهتماماً بنُهج البحوث النوعية. وربما مردّ ذلك إلى أن الأطباء الذين يستخدمون النُّهج العلمية شعروا تقليدياً أنه من الملائم لهم الاعتماد على يقين البيانات المقدّمة في صيغة أرقام أكثر من اعتمادهم على البيانات المقدّمة في صيغة كلمات لأنه قد يصعب تفسيرها واستخلاص نتائج منها. وبطبيعة الحال، لنُهج البحوث الكمية ما يميّزها، ولكن الذي كان يحدث أن البيانات النوعية القيّمة والمهمة، كثيراً ما كانت تُستبعد من المشاريع البحثية. ومن شأن نهج الأساليب المختلطة، الذي ينبغي تطبيقه بطريقة منهجية، إثراء الأدلة وإعطاء الباحثين الفهم الأعمق والأدق والأشمل للموضوع قيد الاستقصاء.

حدّثينا بإيجاز عن الأنواع المختلفة للبحوث المختلطة الطرائق.

ثمة ثلاثة أنواع رئيسة من تصاميم البحوث العلمية ذات المنهجيات المختلطة، وتحديداً المتقاربة والاستكشافية المتتابعة والتفسيرية المتتابعة. وفي النّهج المتقارب، تُجمع البيانات الكمية والنوعية في آنٍ معاً ويتمّ تحليلها ومن ثم تُدمج مجموعتا البيانات من قبل الباحثين سعياً للإجابة عن أسئلتهم البحثية. وأما في المشاريع البحثية التي تتّخذ تصميماً استكشافياً متتابعاً فتُجمع البيانات النوعية أولاً بإجراء مقابلات مع المرضى، ومن ثم تسترشد بذلك عملية جمع البيانات الكمية، وهي العملية التي قد تتمّ من خلال دراسة مسحية. وأما في المشاريع البحثية التي تتخذ تصميماً تفسيرياً متتابعاً فإن الباحث يبدأ بالبيانات الكمية أولاً ومن ثم يستكمل ذلك بالبيانات النوعية سعياً منه لتقديم تفسير وإجراء دراسة متعمقة من أجل التوصل إلى فهم أفضل للنتائج.

ما أوجُه تطبيق البحوث ذات الأساليب المختلطة في المشاريع البحثية الإكلينيكية؟ 

لنُهج الأساليب المختلطة العديد من التطبيقات في البحوث الإكلينيكية لأن الطب يهدف في نهاية المطاف إلى توفير أفضل رعاية ممكنة للمريض. لذا من المهم، على سبيل المثال، معرفة طبيعة تجربة المريض مع الرعاية المقدّمة له، والبحوث ذات الأساليب المختلطة مناسبة لهذا الغرض. وعندما نطبّق نهج الأساليب المختلطة، يمكننا أن نجمع البيانات الكمية بشأن عدد المرضى الذين تلقوا علاجاً معيّناً، ونسبة المرضى الذين تحسّنت أعراض المرض لديهم، وعدد المرضى الذين تعافوا تماماً من المرض، وعدد المرضى الذين استكملوا برنامج العلاج الموصوف لهم وعدد المرضى الذين لم يستكملوا ذلك، وما إلى ذلك. فهذه كلها بيانات مفيدة، ولكن ما إذا أردنا معرفة المزيد عن البيانات واستخلاص استنتاجات مفيدة وذات مغزى بدرجة أكبر، عندئذ علينا أن ندمج البحوث النوعية. 

على سبيل المثال، يمكننا إعداد استبيان أو إجراء مقابلة من أجل جمع الانطباعات والآراء، ومنها على سبيل المثال لا الحصر: هل يشعر المرضى أنهم تلقوا معلومات كافية عن حالتهم الصحية وبرنامج العلاج وكيف أُبلغوا بهذه المعلومات، وهل واجهوا مصاعب في التعامل مع نظام الرعاية الصحية، وكيف تعاملوا معه، وهل نجحوا في التعامل مع نظام الرعاية الصحية أم لا، وما العوامل التي ساعدتهم في استكمال برنامج العلاج أو العوامل التي حالت دون استكمالهم له، وما إلى ذلك. وتبدو الفائدة المتأتية من هذه الانطباعات واضحة لأنها تمكّن الأطباء من تنفيذ التغييرات التي 

من شأنها تحسين المحصلة العلاجية للمريض. لذا، عند تطبيق نُهج الطرائق المختلطة يمكننا بالفعل إثراء البيانات الكمية بتوضيحها من خلال نتائج البيانات النوعية.

كيف يمكن أن يستفيد أصحاب المهن الصحية المهتمين بالبحوث العلمية ذات الأساليب المختلطة من حلقة العمل التدريبية التي تديرينها مع آخرين؟ 

حرصنا منذ البداية على إتاحة حلقة العمل التدريبية لكل المهتمين بها من خلال تنظيمها كحلقة عمل افتراضية عبر الإنترنت، وهو ما ييسّر على جميع أصحاب المهن الصحية من بلدان المنطقة وحول العالم المشاركة بها. وتستغرق حلقة العمل ثلاثة أيام وأعددناها لتكون تفاعلية تدريبية. وتتضمن حلقة العمل جلسات تعليمية، وجلسات عمل يمكن للمشاركين التواصل خلالها عن قُرب مع خبير في البحوث العلمية ذات الأساليب المختلطة، وجلسات لمجموعات صغيرة من المشاركين، وجلسات تتضمن إجراء مراجعة استعراضية لمقالات منشورة وتحليلها. وثمّة جلسات تعليمية مختصرة للحاضرين تشرح مفاهيم الأساليب المختلطة، تليها العديد من الأنشطة العملية لتطبيق المفاهيم على مدار يومين. ومن ثم هناك فترة انقطاع لمدة أسبوع يقوم خلاله المشاركون باستيعاب ما تعلّموه وإجراء مراجعة استعراضية وتقييمية لعدد من المقالات، ثم يعودون لحضور اليوم الأخير الذي يشمل جلسات عملية لمجموعات صغيرة من المشاركين يقومون خلالها بتطبيق المفاهيم في المقالات المستعرضة والعمل على كيفية إعداد الاستجابة أو التعقيبات بصفتهم مراجعين لتلك المقالات. وسأدير حلقة العمل بالاشتراك مع كلّ من الدكتور تيموثي غوتيرمان، والدكتور سيرجي فابريك، والدكتور مشاري الوشمي، والدكتورة فيليس نافتي، والسيدة مها النشار، والسيدة هدى عبد الرحيم، وهؤلاء جميعاً يتمتعون بخبرة واسعة في محاور حلقة العمل.

وبانتهاء حلقة العمل، سيكون المشاركون قد اكتسبوا فهماً راسخاً لمفاهيم بحوث الأساليب المختلطة، وليس هذا فحسب، بل ستكون لديهم أيضاً فكرة كافية عما يبحث عنه المراجعون وكيفية مشاركة التعقيبات بعد إجراء مراجعة استعراضية لمقالة علمية. 

وقمنا بإعداد حلقة العمل بالتعاون مع خبراء من جامعة ميشيغان الأميركية المعروفة بريادتها في مجال بحوث الأساليب المختلطة. وسبق لنا أن عقدنا حلقة العمل نفسها مرتين ولكن بشكل مختلف، وأحرز المشاركون بها الكثير من التقدم في مشاريعهم البحثية الشخصية، لدرجة أنهم بلغوا مرحلة الاستعداد لتقديمها، إما للحصول على منحة أو الموافقة عليها. 

وهذا إنجاز بحدّ ذاته، ولكن هذه المرة هدفنا مختلف، فنحن نهدف من حلقة العمل القادمة إلى توفير المعرفة العلمية والمهارات البحثية في ما يتعلق ببحوث الأساليب المختلطة بما يمكّن المشاركين من القيام بشكل مستقل بتصميم دراساتهم العلمية القائمة على نهج الأساليب المختلطة ومعرفة المعايير التي يستخدمها المراجعون. 

نحن سعداء بالتعقيبات الإيجابية التي تلقيناها عن هذه الحلقة الدراسية في المرتين السابقتين، ونأمل أن تكون الحلقة الدراسية القادمة ناجحة إلى أبعد حدّ وأن تسهم في تعزيز ودعم بحوث الأساليب المختلطة في عموم المنطقة.

لمعرفة المزيد عن حلقة العمل القادمة والتسجيل لحضورها، تفضلوا بزيارة موقع قسم التعليم الطبي المستمر في وايل كورنيل للطبقطر باتباع هذا الرابط: https://qatar-weill.cornell.edu/continuing-professional-development

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى