مقابلات

الدكتور كريم نوفل

الدكتور كريم نوفل

مدير قسم الجراحة النسائية بالمنظار والروبوت والأخصائي في الطب النسائي والتوليد في مركز كليمنصو الطبي في بيروت

الجراحة الروبوتية تفتح آفاقًا جديدة في علاج الأمراض

تُعدّ الجراحة الروبوتية تقنية جراحية متطورة تُستخدم لإجراء العمليات الجراحية بدقة عالية، ويمتلك مركز كليمنصو الطبي في بيروت نظام روبوت ما يجعله رائدًا في استخدام الجراحة الروبوتية في الشرق الأوسط فكان من أوائل المراكز في الشرق الأوسط استخدامًا للروبوت في غرفة العمليات وذلك في العام 2012. منذ ذلك الحين، شهد جهازدا فنشيتطورًا ملحوظًا على مر السنين. عن الجراحة الروبوتية ودورها المميز في غرفة العمليات يحدّثنا الدكتور كريم نوفل، الأخصائي في الجراحة النسائية والتوليد في مركز كليمنصو الطبي في بيروت.

كيف يتحكّم الجرّاح في نظام الجراحة الروبوتية أثناء العملية؟

عند الحديث عن الجراحة الروبوتية، ينبغي التأكيد على أن تلك العمليات لا تُجرى بواسطة روبوت بمفرده، بل الجرّاح هو من يتحكّم بجميع مراحل العملية بالكامل مستخدمًا ذراعًا روبوتية متطورة تمنحه رؤية ثلاثية الأبعاد لموقع الجراحة إلى جانب الأذرع الأخرى التي تجعلنا قادرين على التحرك بدقة. 

إنها تقنية متطورة تُمكّن الجرّاح من التحكم بآلة حديثة بدقة عالية لإجراء العمليات الجراحية. تتكوّن الجراحة الروبوتية من مكونات رئيسية تشمل وحدة التحكم أي المكان الذي يجلس فيه الجرّاح ليتحكم بالروبوت، ويرى مكان الجراحة بشكل ثلاثي الأبعاد، ويستخدم ذراعًا روبوتية لتحريك الأدوات الجراحية.

هناك جزء آخر يكون على مقربة من المريض ويسمى عربة المريض حيث تحتوي على أدوات جراحية دقيقة للغاية تدخل إلى جسم المريض، وتُترجم حركات الجرّاح في وحدة التحكم إلى حركات دقيقة داخل الجسم.

ما هي الجراحات الأكثر شيوعًا التي يتم إجراؤها باستخدام التكنولوجيا الروبوتية؟

كثيرة هي تطبيقات الجراحة الروبوتية في مختلف التخصصات الطبية، حيث باتت تشهد انتشارًا واسعًا في العديد من التخصصات الطبية؛ ففي مجال جراحة المسالك البولية أصبحت جراحات البروستات، وجراحات الكلى، وجراحات المثانة تُجرى بواسطة الروبوت. وفي مجال جراحة أمراض النساء، أصبح من الأفضل إجراء جراحات استئصال الأورام الليفية، واستئصال الرحم، وبعض جراحات الأكياس على المبيض، وجراحات السرطانات النسائية، وجراحات هبوط الرحم أو المثانة باستخدام الروبوت. وفي مجال الجراحة العامة، تُستخدم الجراحة الروبوتية في جراحات الأمعاء والقولون، وبعض جراحات الكبد، وجراحات المرارة، بالإضافة إلى بعض جراحات الأطفال والأنف والأذن والحنجرة وجراحات القلب.

يتوفر في مركز كليمنصو الطبي نظام دافنشي للجراحة الروبوتية. هلا حدثتنا عن مميزات هذا النظام؟ وما هي التطورات التي طرأت عليه اليوم؟

كان مركز كليمنصو الطبي في بيروت من أوائل المراكز في الشرق الأوسط استخدامًا للروبوت في غرفة العمليات وذلك عام 2012؛ ومنذ ذلك الحين، شهد جهازدا فنشيتطورًا ملحوظًا على مر السنين ففي الآونة الأخيرة تم تحديث الجيل الخامس منه (Da Vinci 5)، حيث يتميز كل جيل بتطورات جديدة تفوق سابقاتها. فأصبح الجهاز أصغر حجمًا وأكثر دقة، ما أدى إلى تحسين نتائج العمليات وجعلها أكثر نجاحًا. كما أصبح بإمكاننا اليوم إجراء بعض العمليات التي لم تكن تُجرى بواسطة الروبوت سابقًا، وبنسبة نجاح عالية.

برأيك، ما هي أهمية أن يستثمر المستشفى أو المركز الطبي في أنظمة الجراحة الروبوتية؟

لقد أصبحت الجراحة الروبوتية من التقنيات الأساسية في المستشفيات الكبرى وهي اليوم المعيار الأساسي في الولايات المتحدة؛ فمن غير المقبول اليوم لمستشفى كبير يجري جراحات متقدمة في مجال الجراحات النسائية أو جراحات المسالك البولية أن لا يمتلك هذه التقنية.

لقد أثبتت الجراحة الروبوتية نجاحها منذ سنوات، واستمرّت بالتطور بشكل مستمر. وبالتأكيد، إذا أراد مستشفى أن يكون مواكبًا للتطور ويجري عمليات متقدمة، فلا بد له من ضخ المزيد من الإستثمارات في هذا المجال. لكن ما يجب التأكيد عليه هو أن الإستثمار لا ينحصر فقط في أنظمة الروبوت، بل يجب أن يشمل أيضًا الكادر البشري والجرّاحين الذين يمتلكون الكفاءة والقدرة والمهنية العالية في إجراء هذا النوع من الجراحات.

كيف تسهم الجراحة الروبوتية في تحسين نتائج المرضى وتسريع عملية الشفاء مقارنة مع الجراحة التقليدية؟

دقة متناهية وتعافي أسرع، تلك هي أبرز مميزات الجراحة الروبوتية حيث تُسهم في تحسين نتائج المرضى وتسريع عملية الشفاء مقارنةً بالجراحة التقليدية حيث تُتيح رؤية ثلاثية الأبعاد للموقع الجراحي، ما يُساعد الجرّاح على إجراء العملية بدقة عالية ولكن بأقل تدخل جراحي وذلك من خلال شقوق صغيرة للغاية، ما يُقلل من الأضرار الجانبية والألم وبالتالي التعافي يكون أسرع وفترة النقاهة أقصر.

كيف ترى مستقبل الجراحة الروبوتية في ظل هذا التطور الحاصل؟

في ظل التطور الحاصل، أتوقع أن يصبح هذا المجال هو المعيار الأساس لإجراء العديد من العمليات في المستقبل، حيث ستصبح الجراحة الروبوتية الخيار المفضل لإجراء العديد من العمليات، مثل جراحات المسالك البولية، وجراحات أمراض النساء، وجراحات الأمعاء والقولون، وجراحات القلب والرئة، وجراحات الأطفال، وجراحات الأنف والأذن والحنجرة.

تُساهم التطورات في تقنيةدا فنشيفي تحسين دقة العمليات بشكل أكبر، ما من شأنه أن يقلل الأضرار الجانبية ويُسرّع من عملية الشفاء.

بالإضافة إلى ذلك، ستُتيح الجراحة الروبوتية إمكانية علاج أمراض جديدة لم تكن قابلة للعلاج بالجراحة التقليدية.  كما أن تطوير تقنيات جديدة في مجال الجراحة الروبوتية مثل استخدام الذكاء الإصطناعي والواقع الإفتراضي سيسهم في تحسين نتائج العمليات وجعلها أكثر أمانًا وفعالية حيث سيكون للتكنولوجيا دورًا هامًا في تطوير الجراحة الروبوتية في المستقبل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى