مقالات طبية

مونديال قطر 2022.. رسالة صحّة ورياضة ونجاح من العالم العربي إلى كل العالم

مونديال قطر 2022.. رسالة صحّة ورياضة ونجاح من العالم العربي إلى كل العالم

لطالما كانت الرياضة والصحّة توأمان متلازمان يؤمّن أحدهما استمرار الآخر. ولطالما شدد خبراء الصحّة والأطباء على أهمية ممارسة الرياضة للحفاظ على الصحّة، وعلى أهميّة توفّر الصحة للنجاح في ممارسة الرياضة. هذه المعادلة ليست مجرّد نظرية بل هي ممارسة تستند على العلم لتحقق سلامة أكبر لمجتمع آمن. فالنشاط البدني المنتظم يساعد في الوقاية من الأمراض غير السارية وعلاجها مثل أمراض القلب والسكتة الدماغية والسكري وسرطان الثدي والقولون. كما أنه يساعد في الوقاية من ارتفاع ضغط الدم وزيادة الوزن والسّمنة. ويمكن أن يحسّن الصحة العقلية ونوعية الحياة والرفاهية.

ونظرا لأهمية هذا التأثير أعدت منظمة الصحة العالمية برنامجًا للرياضة والصحة بغية الاستفادة من الإمكانات العظيمة لمساعدة الناس في جميع أنحاء العالم على عيش حياة صحية من خلال تعزيز المشاركة في الألعاب الرياضية والعمل مع المجتمع الرياضي للنهوض بالصحة للجميع. والهدف العام من البرنامج هو تسريع التقدم في الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة، وهو ضمان حياة صحية وتعزيز الرفاهية للجميع ومن جميع الأعمار، لتحقيق التغطية الصحية الشاملة، وتعزيز صحة السكان. وتوصف الرياضة كمنصّة للصّحة، لذلك سعت منظمة الصّحة العالمية إلى العمل على مجموعة عناوين صحّية منها زيادة الإرث الصحي للأحداث الرياضية الكبرى. وتتم ترجمة ذلك في زيادة القدرة الوطنية للبلدان التي تقام فيها الأحداث الرياضية الكبرى في ما يتعلق بالوقاية من تفشي الأمراض، وسلامة الغذاء والماء والهواء، وتعزيز الصحة والسلامة والأمن الصحي في التجمعات الجماهيرية. وهو الأمر الذي تحقق بكفاءة عالية في كأس العالم في قطر 2022.

والرياضة تسهم في السلامة بغض النظر عن العمر أو الجنس أو الإثنية. ويرى الباحثون أن الجميع يستمتع بها، ومداها لا يضارعها فيه شيء آخر. فعلى سبيل المثال، أنشأ الاتحاد العالمي للتايكوندو، مؤسسة التايكوندو للعمل الإنساني، من أجل تشجيع الفنون الحركية في مخيمات اللاجئين في جميع أنحاء العالم. وتبيّن أن هذه المبادرات تخفف من محنة اللاجئين صغار العمر، وتنسجم تماماً مع أهداف التنمية المستدامة، لاسيما في ما يتعلق بالصحة.

فالأنشطة البدنية والرياضة المقترنة بمنهج مدرسي، ضرورية للتعليم الشامل. وتشكّل الرياضة تعليماً بديلاً للأطفال الذين لا يمكنهم الانتظام في مدرسة. من هنا الإهتمام العالمي بوضع مخطط لحماية الصحة وتعزيزها سواء في الحياة اليومية أو المناسبات الحاشدة. فبطولة كأس العالم فيفا قطر 2022 أتاحت مثلاً فرصة فريدة لإعداد نهج جديد خاص بتنظيم الأحداث الرياضية الكبرى مع مراعاة الدروس المستخلصة من الجائحة وتعزيز الرياضة والصحة باعتبارهما سبيلاً للتعافي.

ومع أن المونديال جمع جماهير كبيرة، ومع أن أنواعاً من الفيروسات عادت إلى الظهور في الفترة الأخيرة وبعد الإنحسار النسبي لكورونا ومتحوراته، لكن التنظيم الناجح والإهتمام بصحة الجماعة من قِبَل المنظمين وحكومة قطر، جعل المشاركات آمنة للجميع. وتطلّب تحقيق هذا الأمر جهداً كبيراً وتخطيطاً مسبقاً ومتابعة حثيثة، مما حقق الهدف الثمين في هذه المناسبة الكبرى. 

أما مجلةالمستشفى العربيفكان لها شرف متابعة هذا الحدث العظيم واستقاء العِبر من جهة، واغتنام الفرص لنشر الثقافة الصحّية من جهة ثانية، لما فيه خير الصحّة والعرب والعالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى