مقالات طبية

العناية بالعيون وضعف البصر والعمى

العناية بالعيون وضعف البصر والعمى

جانجابراساد أمولا، أخصائي طب عيون  الأطفال في المستشفى الأهليقطر وألكسندر آرثر بيالاسيفيتش، إستشاري طب العيون في المستشفى الأهليقطر

يُقصد بعناية العيون جميع الإجراءات المُتخذة للحفاظ على صحة العيون والنظام البصري، ويشمل ذلك إجراء فحوصات دورية للعيون، وحمايتها من الإصابات، وتجنب العادات السّيئة والعوامل البيئية التي قد تؤذيها. 

يُمكن لفحوصات العيون الدورية، خاصّة في مرحلة الطفولة وبداية الشيخوخة، أن تساعد في الكشف عن مشاكل وأمراض البصر في وقت مبكر، وبالتالي يكون علاجها أسهل. وفي معظم الحالات، تحمي هذه التدابير من الإصابة بضعف البصر أو العمى. يُعرّف ضعف البصر على أنه نقص في حدّة الرؤية أو في مجالات الرؤية، ما يؤدي إلى صعوبة في الرؤية بشكل واضح وصعوبة في ممارسة العادات اليومية. 

تعتبر منظمة الصّحة العالمية أن بلوغ مستوى حدّة البصر 0.3 (أي 30%) يعني وجود ضعف في البصر. ويوجد العديد من الأسباب لضعف البصر، منها الأخطاء الإنكسارية (قُصر النظر، بُعد النظر، إنحراف البصر)، والأمراض الوراثية، والأمراض المتعلقة بالعمر مثل إعتام عدسة العين وجلوكوما والتنكس البُقعي الجاف واعتلال الشبكة السّكري. 

يُمكن معالجة بعض مشاكل ضعف البصر أو تحسينها من خلال ارتداء النظارات أو العدسات اللاصقة أو الخضوع لعملية أو العلاج الجيني، لكن بعض المشاكل لا يمكن معالجتها.

أمّا بالنسبة للعمى، فتعتبر منظمة الصّحة العالمية أن العمى هو بلوغ مستوى حدّة البصر 0.1 (أي 0.1%). ويُعتبر إعتام عدسة العين هو السّبب الأساسي للعمى عالميًا، يليه عمى القرنية وجلوكوما واعتلال الشبكة السّكري والتنكس البُقعي المرتبط بالعمر ثم أمراض العين الوراثية. 

ويُعتبر البصر أحد أهم الحواس، فيؤثر العمى على حياة الإنسان، ويصبح من الصّعب ممارسة النشاطات اليومية والعمل والتواصل. وفي كثير من الحالات، يُمكن تجنّب العمى إذا تم الكشف عن السّبب الأساسي وعلاجه في الوقت المناسب من قِبل طبيب عيون، ويُمكن القضاء على الأمراض المعدية مثل داء كلابية الذنب أو التراخوما من خلال العلاج الطبي المشترك وتدابير الصحة العامة. وبالتالي، الحصول على الرعاية الطبية للعيون هو أمر ضروري للغاية.

كيفية حماية العيون

يمكن للناس اتباع خطوات عدة لحماية عيونهم والمحافظة على صحتها. وتُعتبر فحوصات العيون الدورية إجبارية، خاصّة بعد عمر الـ 40 عامًا، إجراء يُسهم في اكتشاف مشاكل البصر مبكرًا. 

يجب الإلتفات إلى تغيرات البصر، وارتداء النظارات الواقية خلال القيام بأي عمل أو نشاط يُؤذي العيون.  بالإضافة إلى ذلك، يجب المحافظة على صحة جيدة بشكل عام من خلال اتباع حمية تتضمن طعام غني بالفيتامينات ومضادات الأكسدة، مثل الخضروات المورقة والسّمك والمكسرات. ويجب المحافظة على مستوى ضغط الدم ومستوى السّكر في الدم، والتوقف عن التدخين، وتجنب التعرّض لأشعة الشمس ما فوق البنفسجية من أجل حماية العيون من الأذى والأمراض.

في الختام، يُمكن اعتبار العناية بالعيون أحد أهم مزايا الإهتمام بالصّحة. ويجب الإلتفات أن ضعف البصر والعمى لهما تأثير مهم على حياة الشخص ومتوسط العمر، ويمكن تجنب هذه المشاكل في حالات عدة.  يُمكن حماية العيون والمحافظة على البصر من خلال الإعتماد على إجراء الفحوصات الدورية للعيون وارتداء النظارات الواقية واتباع حمية صحية وتجنب العادات المؤذية، حيث أن الإهتمام بعيوننا يساعدنا على المحافظة على صحة بصرنا كي نتمكن من رؤية العالم بشكل أوضح.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى