مقابلات

د. بسام القديسي

عضو المجلس التنفيذي في إتحاد المستشفيات العربية

د. بسام القديسي

الإستراتيجية الجديدة تهدف الى  تعزيز أداء المؤسسات الصحية

بدأت مسيرة الدكتور بسام القديسي منذ اكثر من 22 عاماً في مجال التصميم الهندسي في جوانب كثيرة واهمها الرعاية الصحية فحصل على خبرة هائلة في التصميم المعماري وتطبيق إرشادات الرعاية الصحية ومعايير الإعتماد في المستشفيات العربية وغيرها. عُين عضواً في المجلس التنفيذي لإتحاد المستشفيات العربية المشكل حديثاً من بعد جائحة كوفيد– 19  ليكون عضواً استشارياً فعالاً بمجاله. الدكتور القديسي وفي مقابلة مع مجلةالمستشفى العربياشار الى النمو الحاصل في قطاع الرعاية الصحية العربية الذي يعتبر استثماراً هاماً خاصة بعد جائحة كوفيد– 19  والتي كانت بمثابة دعوة للإستيقاظ أجبرت القطاعات والمنشأت الصحية على إجراء تغييرات سريعة في بنيتها التحتية وأنظمة تقديم الرعاية الصحية، مما دفع إتحاد المستشفيات العربية الى تقديم استراتيجية للرؤية الجديدة في تصميم المرافق الصحية في العالم العربي.  وفي ما يلي تفاصيل الحديث:

لقد تم تعيينكم عضواً في المجلس التنفيذي لإتحاد المستشفيات العربية الذي تشكل حديثاً من مجموعة خبراء متخصصين عملوا على وضع استراتيجية لعام 2021 – 2024. هل لك بداية ان تطلعنا عن هذا المجلس واهدافه؟

شكل اتحاد المستشفيات العربية مجلساً تنفيذياً جديداً في شهر يونيو المنصرم وتألف من مجموعة خبراء واخصائيين معروفين في العالم العربي . وقد وضع أعضاء المجلس التنفيذي الجدد فور توليهم مهامهم خطة إستراتيجية لعام 2021-2024 من شأنها مساعدة القطاع الصحي العربي عامة والمؤسسات الصحية العربية خاصة، أضف الى العاملين فيها على النهوض بالصحة في الدول العربية.

إن هدف هذه الإستراتيجية هو تعزيز أداء المؤسسات الصحية من خلال تقديم سياسات صحية محدثة وبناء القدرات ضمن مجموعة واسعة من البرامج والخطط التي تضمنت عناويناً كثيرة واستراتيجيات عربية يعمل عليها لتعمم على القطاع الصحي العربي والمعنيين مما يؤدي إلى خدمات رعاية صحية أفضل.

لقد لفتتنا جداً الإستراتيجية التي تعمل عليها والتي تتكلم عن الرؤية الجديدة في تصميم المرافق الصحية في العالم العربي، هل لك ان تخبرنا لماذا تم إختيار هذا المفهوم ليعمل عليه؟ 

يُنظر إلى الصحة على أنها قيّمة في حد ذاتها، ولكنها أيضًا عامل رئيسي يدعم النمو الإقتصادي العربي، ويجب النظر اليه كاستثمار مهم للبلدان العربية.  إن ما واجهنا في السنتين الأخيرتين من تحديات اهمها أزمة وباء كوفيد– 19 علّمنا أهمية ضرورة الإستعداد وبناء أنظمة متينة. فالسرعة التي انتشر بها الوباء في جميع أنحاء العالم لم تترك لنا الوقت لتخطيط وتنفيذ استراتيجيات جديدة. لقد تعلمنا أهمية ان نكون جاهزين ومستعدين للمواجهة، أضف الى اهمية امتلاكنا مرافق صحية قوية ومتينة. من هنا وبعد الذي واجهه القطاع الصحي من عثرات وتحديات، وجدنا ضرورة نشر هذا المفهوم وتبنيه عربياً ليساعد القطاع الصحي مستقبلاً على بناء مؤسسات صحية متينة ، مرنة ومستعدة للتكيّف السريع مع التحديات المحتملة، أضف الى ضرورة العمل على توسعها لتكون جاهزة لمواجهة أي ازمة جديدة مستقبلية.

 هل وجدتم ان المستشفيات العربية عانت من مشاكل تصميم البناء خلال كوفيد– 19؟ وكيف يمكن  للمستشفيات مواجهة اي ازمات مستقبلية من خلال رؤيتكم هذه؟

لم تكن جميع مرافق الرعاية الصحية مستعدة ومجهزة لمواجهة الوباء بدأً من العزل أو الحجر الصحي وصولاً الى فترة المراقبة ثم العلاج والتعافي. لقد كان الإستعداد ضعيفاً في معظم الدول العربية، وكان ينبغي التخطيط  لذلك مسبقاً، ليس فقط لمواجهة الأوبئة، إنما أيضًا للتحضير لمواجهة الكوارث، لمعالجة أزمات تأمين موارد الطاقة وغيرها من الأمور التي يواجهها القطاع الصحي العربي يومياً. هذه الإستراتيجية بمفهومها ستقدم رؤية جديدة تتضمن  تعزيز أهمية التصميم المرن، تشجيع الإستدامة والمستشفى الأخضر المحافظ على البيئة، الترويج لمفهوم WELL certification، ضمان التكيّف مع تغيّر المناخ وأزمته، إضافة إلى التأقلم والتكامل مع الأنظمة الذكية والإبتكارات. كلها نقاط ستساعد في الحصول على بناء صحي متين، وعلى نظام قوي قادر على مواجهة التحديات وعلى تطوير قطاع الرعاية الصحية في الوطن العربي.

ماذا ستتضمن استراتيجية الرؤية الجديدة في تصميم المرافق الصحية في العالم العربي؟ وما هي النقاط التي توقفتم عليها؟

إن اهم ما ستدعو له هذه الإستراتيجية هو التعاون بين المستشفيات العربية لتعزيز قدرتها وسبل الإستجابة السريعة للتغيرات المحتملة التي تؤثر على إيصال القيمة في الوقت المناسب وبطريقة فعالة من حيث الكلفة ، كما ستدعو الى تطوير التصميم المبني على البراهين، لإستخدام مواد البناء المناسبة، إضافة الى عقد اجتماعات وورش عمل منتظمة لتبادل الخبرات والدروس المستفادة، من دون ان ننسى الدعوة للتعاون مع السلطات، النقابات ووزارات الصحة من أجل تنفيذها.

بمفهومكم وخبرتكم في بناء المرافق الصحية، هل ترون ان توحيد نظرة التصميم للمرافق الصحية العربية امر ضروري في الوطن العربي؟  وكيف السبيل لتحقيق ما تنادون به؟

إن توحيد نظرة التصميم للمرافق الصحية العربية لن يكون مهمة سهلة. فالكود والمعايير والتشريعات هي اصلاً موجودة ومعتمدة في جميع البلدان ويعمل بها. هدفنا منذ البداية بأن تكون رؤيتنا مكملة لها . ولكن مفهوم توحيد هذه النظرة هو اكثر من ضروري ويشكل جزأَ هاماً من الإستراتيجية الكاملة التي ستحمل مفاهيم وعناويين عديدة ليكون في النهاية المرفق الصحي مستشفى آمن، مستدام، ذكي ، أخضر ومريح . 

هل هناك من موعد محدد لإطلاق هذه الاستراتيجية؟ وكيف ستوزع وتعتمد في القطاع الصحي العربي؟

نحن بصدد إطلاق ومناقشة الاستراتيجية في الملتقى السنوي الثالث والعشرين لإتحاد المستشفيات العربية Medhealth Cairo 2022 الذي سيعقد هذا العام بتاريخ 15 – 16 مارس 2022 في القاهرةمصر تزامناً مع مجلس وزراء الصحة العرب وما زلنا نعمل عليها الى الآن. وقد استندنا على عدة مراجع ومؤسسات صحية كبرى ساعدت في بلورة النظرة كاملة. نحن نتوقع تعاون وإهتمام وزارات الصحة العربية المشاركة في الملتقى، كما اننا سوف نرفعها الى جميع المنظمات والجهات الصحية المعنية مثل جامعة الدول العربية، مجلس وزراء الصحة العرب، منظمة الصحة العالمية التي نعول على دورها ايضاً في نشرها وتعميمها واعتمادها كورقة صحية هامة.

أخيراً هل لك ان تخبرنا بإختصار اذا كانت الإستراتيجيات الأخرى للإتحاد تتكامل مع الإستراتيجية التي تعملون عليها؟

بصراحة اذا قرأتم إستراتيجية إتحاد المستشفيات العربية كاملة تكتشفون ان جميع الإستراتيجيات التي تتضمنها والتي يعمل عليها الزملاء مترابطة ومتكاملة لحدود معينة وتحمل بين سطورها هدفاً واحداً وهو تطوير قطاع الرعاية الصحية من الألف الى الياء. الإبحار في الواقع الجديد بعد كوفيد– 19 هو مسار وضعه اتحاد المستشفيات العربية بالتعاون بين الأعضاء جميعاً فأتى ما اعمل عليه انا شخصياً متوافقاً مع الإستراتيجية العربية للصحة الرقمية وخطة جهوزية الطوارىء والكوارث وغيرها من العناوين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى