أمراض وعلاجات

التغذية العلاجية لمرضى السكري

التغذية العلاجية لمرضى السكري

الداعم الأساس لاحتوائه والحد من مضاعفاته

تشكّل التغذية العلاجية أحد الأسس المعتمدة في الطب الحديث لمرضى السكري بعد أن أثبتت نجاحاً كبيراً في السيطرة على آثار المرض السلبية التي تطال سائر أعضاء الجسم، بالإضافة الى إمكانية الحد من تطور الحالة المرضية في مرحلة ما قبل السكري والهدف هو توفير الاحتياجات الغذائية الضرورية لضمان التوازن الصحي والنفسي والإجتماعي لمريض السكري.

إن للتغذية العلاجية دوراً مهماً في إبقاء معدل السكر في الدم ضمن حدوده الطبيعية مع المحافظة على الوزن الصحي والحد من خطر ارتفاع الكوليسترول، حيث يساهم الغذاء الصحي في تقليل المخاطر المصاحبة لداء السكري مثل التأثير على القلب والكلى والعينين والأطراف وغيرها. 

مرضى السكري بحاجة إلى اتباع نظام غذائي محدّد للسيطرة على معدل السكر في الدم وكذلك تفادي ارتفاع مخزون السكر، وللطعام تأثير مباشر على ذلك حيث تسهم بعض الأطعمة برفع معدل السكري أكثر من غيرها.

لتحديد النظام الغذائي الخاص بكل مريض، يعتمد أخصائي التغذية على نتائج التحاليل التي تظهر معدل السكري لدى المريض والمشاكل الصحية الأخرى التي يعاني منها مع الاخذ بعين الإعتبار الجانب النفسي للمريض وشعوره تجاه الطعام. 

قواعد أساسية لنظام غذائي صحي

من الأمور الأساسية الواجب معرفتها لتحديد النظام الغذائي هي نوع السكري الأول أو الثاني وعمر المريض لان نمط الغذاء يختلف ما بين الشاب وكبير السن.  وزن المريض وطوله ونمط حياته كلها أمور يضعها أخصائي التغذية العلاجية في سلّم اولوياته.

أما القواعد الأساسية التي يجب التأكيد عليها هي تجنب الإسراف في الطعام والإلتزام بكمية الطعام المحددة من أخصائي التغذية، مع ضرورة توزيع الكمية المسموح بتناولها طوال اليوم على وجبات عدة بدلاً من تناول وجبة واحدة كبيرة.

على مريض السكري كذلك الإلتزام بمواعيد الوجبات خصوصاً في حال اتباعه بعض العلاجات الدوائية التي تعمل على خفض معدل السكري، وهنا عليه ان يتناول الطعام قبل الدواء لتجنب الإنخفاض الحاد في نسبة السكر.

أخصائي التغذية يضع نظاماً غذائياً يحتوي على جميع العناصر الغذائية من دهنيات ونشويات وبروتينات ولكن بنسب محددة بحسب كل مريض، فإذا كان المريض يعاني من زيادة في الوزن يجب تقليل الكمية مع ممارسة التمارين الرياضية بهدف خسارة الوزن والحد من تأثير هذا الوزن على عملية التحكم بمعدل السكري.

من القواعد الأساسية أيضاً معرفة تأثير نوعية الطعام وكميته على المريض وهي من القواعد المهم للمساعدة على التحكم بنسبة السكر بالدم.

الهرم الغذائي

انطلاقاً من أهمية الغذاء في السيطرة على داء السكري والحد من مضاعفاته، تم تطوير الهرم الغذائي الخاص الذي يوفر جميع العناصر الغذائية للمساعدة على اختيار الكميات الملائمة من الأطعمة من كل مجموعة غذائية من المجموعات الخمس.

تعتمد فكرةُ الهرم الغذائي على زيادة عدد الحصص المتناوَلة من مجموعة الخبز والحبوب، في الأسفل، من أربع حصص إلى 6-11 حصَّة يومياً، بالإضافة إلى فصل مجموعة الخضروات والفواكه إلى مجموعتين منفصلتين، بحيث يصل عددُ الحصص التي يُنصَح بتناولها من مجموعة الخضروات إلى 3-5 حصص، بينما يصلُ في الفاكهة إلى 2–4 حصص يومياً، وذلك لتزويد الجسم بالطَّاقة اللازمة له عن طريق النَّشويات المتوفِّرة في المجموعات الثلاث المذكورة، والتَّقليل من تناول الدُّهون والملح والكولستيرول، والتَّركيز على الألياف

تعتمد فكرة الهرم الغذائي على زيادة استهلاك الحبوب الكاملة والخبز والخضروات والفواكه، والتي تؤدِّي بدورها إلى زيادة استهلاك الألياف والتَّقليل من استهلاك الدُّهون والسكَّر والكولستيرول.

نصائح غذائية لمرضى السكري

من النصائح الغذائية التي يجب على مرضى السكري اتباعها التقليل من الاطعمة الغنية بالسكر والدهون والملح وتناول مختلف أشكال الأطعمة ذات الحبوب الكاملة والفواكه والخضروات يومياً.

بالنسبة للنشويات، تضم هذه المجموعة الخبز والحبوب والمعكرونا والخضروات النشويَّة مثل الذرة والبطاطس وهي توفر الكربوهيدرات والفيتامينات والمعادِن والألياف. نشويات الحبوب الكامِلَة هي الأكثر فائدة لمرضى السكري نظراً لاحتوائها على الكثير من الفيتامينات والمعادِن والألياف.

ينصح أخصائيو التغذية بتناول حصة من النشويات مع كل وجبة، ولكن يُفضّل تناول الخبز والمعجنات من الحبوب الكاملة والتقليل من النشويات المقلية وغنية بالدهون 

الخضار غنية بالمعادن والألياف وفقيرة بالكربوهيدرات ويمكن زيادة الحصص اليوميَّة منها، ولكن من الأفضل الإعتماد على الخضار الطازج او المطبوخة مع إضافة بعض التوابل والبهارات وقطعة صغيرة من اللحم او الدجاج بدلاً من الدهون.

الفواكه غنية بالكربوهيدرات والفيتامينات والمعادِنَ والألياف ولكن ينبغي تناولها طازج او مطبوخة، أما العصير فيجب ان يكون طبيعي من دون سكر؛ ولكن الأفضل دوماً تناول الفاكهة كاملةً لأنها أكثر غنى بالمغيات والألياف.

أما مجموعة الألبان فتتضمن أنواع الألبان واللبن والحليب ما عدا الجبن، وهي تعتبر مصدراً مهماً من مصادر الكالسيوم الذي يقوي العظام والأسنان؛ ومن الخيارات المفضلة تناول اللبن او الحليب قليل أو خال الدسم.

اللحوم وبدائلُها تضم اللحم الأحمر والدَّجاج والبيض والجبنة والسَّمك. وينبغي تناول كمِّيات صَغيرة منها يومياً، لما توفره من البروتين والفيتامينات والمعادِن. ومن الضروري إزالة الدُّهون قبل طبخ أو تناول اللُّحوم وإزالة جلد الدَّجاج. 

ينبغي التقليل من تناول الدهون والحلويات، فهي ليست مغذِّية مثل الأطعمة الأخرى وغنية بالدهون المشبعة والكوليسترول. الحد من هذه الاطعمة يقي من أمراض القلب وارتفاع معدل الشحوم ويسهم بضبط معدل السكر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى