السيد علي عبدالله الخاطر

السيد علي عبدالله الخاطر

رئيس لجنة الاتصال العليا للرعاية الصحية بوزارة الصحة العامة، رئيس الاتصال المؤسسي بمؤسسة حمد الطبية، مسؤول الاتصال العام بين القطاع الصحي واللجنة العليا للمشاريع والإرث

“ستقوم فرق القطاع الصحي المتعددة بالمشاركة في توفير الخدمات الطبية والعلاجية للزوار والمشجعين طوال فترة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 وذلك من خلال العيادات الطبية، فرق طبية متنقلة،  سيارات إسعاف، فريق طبي واداري كامل من منتسبي القطاع الصحي”

حظيت مجلة “المستشفى العربي” بلقاء حصري مع السيد علي عبدالله الخاطر، رئيس لجنة الاتصال العليا للرعاية الصحية بوزارة الصحة العامة، رئيس الاتصال المؤسسي بمؤسسة حمد الطبية، مسؤول الاتصال العام بين القطاع الصحي واللجنة العليا للمشاريع والإرث، من أجل الاطلاع على الاستعدادات الصحية للحدث الرياضي العالمي بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 المزمع انطلاقه على أرض دولة قطر.

بداية، ما هو تقييمك للتحضيرات على مستوى دولة قطر لملاقاة هذا الحدث العالمي على أرض الدولة ومواكبته صحياً؟

لقد استعدّت دولة قطر في وقت مبكر لبطولة كأس العالم 2022 ولعل تلك الاستعدادات قد بدأت منذ التخطيط لإعداد ملف استضافة البطولة وقبل أن تفوز قطر بحق استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 والذي تم في الثاني من ديسمبر 2010. وأمام هذا الاستحقاق الكبير أنشأت دولة قطر اللجنة العليا للمشاريع والإرث والتي تتولى تنفيذ مشاريع البنية التحتية اللازمة لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم، كما تقوم بوضع المخططات والعمليات التشغيلية التي تجريها قطر كدولة مستضيفة للبطولة، وذلك في إطار تحقيق الأهداف التنموية للدولة، وترك إرث دائم لقطر ولهذه المنطقة من العالم.

وأشير هنا الى أن هذا الارث لا يتعلق فقط بالجانب المعنوي حيث تشرّفت بلادنا باستضافة هذا الحدث العالمي ولكنه يرتبط أيضاً بمفهوم الاستدامة بشكل شامل، حيث ستتحول الاستادات والمناطق المحيطة بها بعد انتهاء البطولة إلى مراكز نابضة بالحياة المجتمعية، مُشكلة بذلك أحد أهم أعمدة الإرث الذي نعمل على بنائه لتستفيد منه الأجيال القادمة. 

ما هي الإضافات أو التحضيرات التي قمتم بإعدادها لرفع الجهوزية تحضيرا للحدث العالمي؟

يستمر القطاع الصحي في الاستعدادات الخاصة في إطار التحضير للبطولة، وأجدها فرصة مناسبة لأوجه تحية شكر وتقدير كافة العاملين في القطاع الصحي لجهودهم في الاستعداد ضمن الخطط الموضوعة لهذا الحدث العالمي. ونحن نتوقع حضور أكثر من مليون مشجع في البطولة وهذه فرصة مؤاتية ليرى العالم مدى التطور الذي شهدته الخدمات الصحية في دولة قطر، ولذا فإن استعداداتنا تركزت على التوسع في القدرات والامكانات من ناحية وتطوير جودة الخدمات المتاحة من ناحية أخرى بحيث تكون تجربة تلقي العلاج التي قد يمر بها أي من الزوار أو المشجعين تجربة تتميز بأفضل مستوى من الرعاية العلاجية، ونحن نعتقد أن كل موظف في القطاع الصحي سيكون سفيراً لجهة عمله أمام الزوار والضيوف بحيث يعكس لهم مدى التطور المشهود والجودة العلاجية المتميزة لمرافقنا الطبية.

أعلنتم مؤخراً عن توفير 100 عيادة في ملاعب بطولة كأس العالم. ماهي أبرز الخدمات الطبية التي سيتم تقديمها؟ وماذا عن القدرات اللوجيستية لمثل هذا الحدث؟

ستقوم فرق القطاع الصحي المتعددة بالمشاركة في توفير الخدمات الطبية والعلاجية للزوار والمشجعين طوال فترة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 وذلك من خلال العيادات الطبية، فرق طبية متنقلة،  سيارات إسعاف، فريق طبي واداري كامل من منتسبي القطاع الصحي. أما عن نوعية الخدمات الطبية أثناء البطولة فهي تشمل الخدمات المقدمة في كل ملعب من ملاعب البطولة، والخدمات المقدمة في المواقع العامة المخصصة لأنشطة المشجعين، وتشمل تلك الخدمات المقدمة في أي من الجهتين خدمات الطوارئ، وخدمات العيادات، والفرق الطبية المتنقلة، وسيارات الاسعاف، وفرق اسعاف الحالات الحرجة، وفرق الاستجابة الأولى الطبية وتقوم فرق ادارية أخرى بتوفير كافة خدمات الدعم اللوجيستي لتلك الفرق الطبية في تلك المواقع. ولضمان أفضل تجربة ممكنة للمشجعين من داخل وخارج قطر الذين يحضرون المباريات، ستوفر مناطق المشجعين الموزعة في جميع أنحاء قطر الترفيه والطعام وتتيح الفرصة للجماهير للتجمع. كما سيتم تزويد كل هذه المناطق بفرق طبية متكاملة تتألف من كوادر رعاية صحية من ذوي الخبرة. سيتم أيضاً تشغيل عيادات طبية على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع في عدد من مواقع الإقامة الرئيسية للجماهير لضمان وصولهم بسهولة للخدمات الطبية.

ما هي أهمية هذه التحضيرات والاستعدادات الصحية ودورها في إبراز التطور الطبي الحاصل على أرض دولة قطر؟

من المتوقع أن يحضر أكثر من مليون مشجع وزائر فعاليات بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022. وتأتي خطط مسؤولي القطاع الصحي والتي تشمل مجموعة واسعة من الإجراءات بهدف الحدّ من أي مخاطر محتملة على الصحة العامة، ولضمان سلامة اللاعبين والمشجعين والسكان من المواطنين والمقيمين طوال فترة البطولة.

ولعل هذه البطولة تمثل فرصة هامة أمام العالم وضيوف قطر من كافة الدول لأن يشهدوا مدى التطور الذي شهدته بلادنا في المجال الصحي طوال السنوات الماضية، ولذا فنحن نعمل على أن تكون بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 بطولة صحية وأن تكون هذه البطولة بمثابة فرصة لتعزيز الصحة البدنية والنفسية ونموذجاً يحتذى به ويساعد على تحقيق فكرة أن تكون الأحداث الرياضية الكبرى في المستقبل صحية وآمنة. 

نود الإضاءة على أبرز الخدمات الطبية المزمع تقديمها لضيوف المونديال والمشجعين؟

ستقوم فرق القطاع الصحي بتقديم مجموعة واسعة من الخدمات الطبية أثناء فترة البطولة والتي تشمل الخدمات الطبية في الملاعب ومناطق المشجعين ومناطق التدريب، إلى جانب خدمات الإسعاف والطوارئ والرعاية العاجلة داخل مرافق الرعاية الصحية في العيادات والمستشفيات. ومن ناحية خدمات توفير العلاج، فسيكون هناك 100 عيادة موزعة على كافة أماكن تواجد الجمهور بالاستادات ومناطق المشجعين، مواقع السكن، مناطق تدريب اللاعبين وهذه ستكون للمشجعين والموظفين ويستفيد منها أيضا المتطوعون والإعلاميون ، فهؤلاء ستتوفر لهم العيادات، ولكن في حال استدعت حالة المريض نقله للمستشفى فسيتم طلب أحد فرق الإسعاف ومن ثم يتم نقل الحالة بناء على وضعها الصحي إلى أقرب مستشفى، في كل مكان سيشهد تجمهرا من مشجعين ومتطوعين ولاعبين ستُوفر نوعين من الخدمات عيادة مفتوحة بالإضافة إلى طاقم اسعافي (للحالات الطارئة) يقوم هذا الطاقم بالتوجه لمكان المريض فور تلقي البلاغ من قبل العيادة. 

لا زلنا في إطار التحضيرات والسؤال هنا عن جائحة كورونا والتجمعات الجماهيرية. 

ما هي الخطوات او الإرشادات للسيطرة على العدوى خلال المونديال وما سيشهده من ازدحام؟

يُعد تنظيم التجمعات الجماهيرية الكبرى بصورة صحية وآمنة عاملاً مهماً لاستعادة الحياة الطبيعية بعد جائحة كوفيد– 19، ويعتبر الأمن الصحي ركيزة أساسية للشراكة بين وزارة الصحة العامة ومنظمة الصحة العالمية والاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) واللجنة العليا للمشاريع والإرث.  يشمل مفهوم الأمن الصحي تقييم المخاطر، وبروتوكولات التجمعات الجماهيرية داخل الملاعب وخارجها، والمراقبة خلال الفعاليات لحماية الأفراد من تفشي الأمراض المعدية، والاتصال في مجال إدارة المخاطر. وقد ساهم نمو وتطور نظام الرعاية الصحية في أن تكون دولة قطر في وضع قوي للتعامل مع الضغوط غير المسبوقة الناتجة عن جائحة فيروس كورونا (كوفيد– 19). وفي الحقيقة فقد ساعدت الاستراتيجية الناجحة للتصدي لجائحة كوفيد– 19 التي طبقتها دولة قطر والتي تعتمد على المبادئ العلمية على تحقيق واحد من أدنى معدلات الوفيات المرتبطة بكوفيد– 19 في العالم وواحد من أعلى معدلات التطعيم. 

وفي هذه النقطة، فإنه مطلوب من مشجعي كأس العالم فحص PCR أو الفحص السريع قبل صعود الطائرة والقدوم إلى قطر، وقد تم تحديث سياسة السفر والعودة إلى دولة قطر، وأصبح مطلوباً من جميع القادمين إلى قطر عمل فحص سلبي لكورونا قبل الصعود إلى الطائرة، والمعروف أن هناك فحصين معتمدين عالمياً وهما فحص PCR أو الفحص السريع.

في إطار العلاقة الوطيدة بين الرياضة والصحة، ومواكبة منها لمونديال قطر 2022، كيف تصفون العلاقة بين الرياضة والصحة وكيف تشجعون على ممارسة الرياضة؟

كما تعلم فقد حدثت تحولات في خطط تقديم الرعاية الصحية على المستوى العالمي إذ لم تعد تقتصر خدمات الرعاية الصحية على الجانب العلاجي للتعامل مع الأمراض فقط ولكنها امتدت لتتناول أيضاً خدمات وقائية وصحية في المجتمع، مما سيؤدي إلى الوصول إلى نهج رعاية متكاملة تتمركز حول الشخص مع التركيز على تمكين الأفراد ليتخذوا قرارات واعية تتعلق بصحتهم وذلك عبر التركيز على الصحة والوقاية من الأمراض وأنماط الحياة الصحية.  

من هنا تأتي أهمية ممارسة الرياضة كمطلب أساسي من دون شك للحفاظ على الصحة والوقاية من الأمراض مثل السمنة والسكري وارتفاع ضغط الدم، وكما تشير المصادر الطبية فإن الحفاظ على نمط حياة صحي يلتزم فيه الشخص  بتناول الغذاء الصحي مع ممارسة الرياضة يحسن من الصحة بدرجة كبيرة ويقي من الإصابة بالعديد من الأمراض.

وفي كثير من الخطط العلاجية تكون التمارين الرياضية جزءاً من خطة علاج المريض وخصوصاً الذين يعانون من العديد من الأمراض غير الانتقالية مثل السمنة، السكري من النوع الثاني، ارتفاع ضغط الدم، ارتفاع دهنيات الدم، أمراض خمول الغدد الدرقية، الاكتئاب  والقلق، وغيرها.

فنحن نشجع كافة الأفراد على تخصيص جزء يومي من وقتهم لممارسة الرياضة والحركة، وانتهاج نمط حياة صحي يعتمد على تناول الغذاء الصحي مع ممارسة الرياضة والنشاط الحركي، كما أشير إلى أن دولة قطر قد خصصت يوماً رياضياً يتم الاحتفال به في شهر فبراير من كل عام لتشجيع كافة أفراد المجتمع على ممارسة الرياضة وأن تكون جزءاً من أنماط حياتهم.