كليات الطب

كيف يمكن للتقييم الفعّال لطلاب الطب تحقيق نقلة فارقة في جودة الرعاية الصحية المقدّمة للمريض وسلامته

كيف يمكن للتقييم الفعّال لطلاب الطب تحقيق نقلة فارقة في جودة الرعاية الصحية المقدّمة للمريض وسلامته

الدكتورة ثريا عريسي، الدكتورة سمية زاهروفيتش والسيدة ديمة الشيخلي

عقد قسم التعليم الطبي في وايل كورنيل للطبقطر، بالاشتراك مع مجلس اعتماد التعليم الطبي العالي (ACGME) في الولايات المتحدة، ورشة على مدار يومين في إطار برنامج لإثراء قدرات هيئة التدريس، شملت التعريف بأدوات تسهم بشكل فعّال في تحسين أداء طلاب الطب من خلال تحقيق المستوى الأمثل في عملية التقييمات والتعقيبات. 

وتحدّثت الدكتورة ثريا عريسي، نائب العميد للشؤون الأكاديمية وشؤون المناهج في وايل كورنيل للطبقطر، إلى مجلةالمستشفى العربيعن أهمية مثل هذا النّهج قائلة: “ليس من المبالغة أن نقول إنّ التقييمات والتعقيبات المثالية تمثّل، على الأرجح، الوسيلة الأكثر فعالية المتاحة لنا كمحاضرين في الطب للنهوض بمحصلة الرعاية الصحية للمريض. وما أقصده من ذلك أن التقييمات والتعقيبات التي تتسم بمعايير رفيعة يمكن أن تحوّل تجربة التعلّم الجيدة إلى تجربة تعلّم متميزة لأن التعقيبات، في حال أدّت الغرض منها، توفّر فرصة حقيقية للتطوير المستمر”.

أدارت الورشة الدكتورة عريسي بالاشتراك مع الدكتور إيريك هولمبو رئيس البحوث وتطوير الركائز البارزة والتقييم في مجلس اعتماد التعليم الطبي العالي (ACGME)، إذ اجتذبت الورشة، منذ تنظيمها لأول مرة في عام 2019، اهتماماً واسعاً ولافتاً من المحاضرين الطبيين في قطر وحول العالم، وشهدت مشاركة أصحاب مهن صحية من سبعة بلدان مختلفة في كل دورة من دوراتها. ومن المقرّر تنظيم الورشة الثانية لهذا العام في 26 و27 أكتوبر المقبل.  

وقد تحدّثت خلال الورشة بالإضافة إلى عريسي وهولمبو، السيدة ديمة الشيخلي مديرة التعليم الطبي والتعليم الطبي المستمر والمحاضِرة في تعليم الطب، الدكتورة سمية زاهروفيتش الأستاذ المساعد للطب، الدكتور أمين ركاب الأستاذ المساعد للطب الإكلينيكي والعميد المساعد للتعلّم الإكلينيكي، الدكتورة مي محمود العميد المساعد لشؤون هيئة التدريس والأستاذ المشارك لتدريس الطب، الدكتورة أمل خضر الأستاذ المشارك لطب الأطفال، وجميعهم من وايل كورنيل للطبقطر. ومن المتحدثين الآخرين أيضاً الدكتورة ساندرا موتسيوس مديرة برنامج إقامة الأطباء في طب الباطنةطب الأطفال والأستاذ المشارك لطب الباطنة في المركز الطبي بجامعة فاندربيلت في الولايات المتحدة.

وتتضمن الورشة نظرية مرجعية عن تعليم الطب القائم على الكفاءة، بالإضافة إلى الأدوات اللازمة للتقييمات والتعقيبات، وأبرز الإستراتيجيات المتّبعة لتحديد المتعلّمين المتعثرين الذين يعانون صعوبات في التعلّم وتقويم حالاتهم، وتطبيق التقنيات الكفيلة بتحسين الملاحظة المباشرة. ويعمل المشاركون في الورشة في مجموعات صغيرة لإكمال تمارين عملية قصيرة لتطبيق النظريات المطروحة للنقاش. كما تقدّم الورشة إرشادات عن كيفية إعداد نهج للتعقيبات التشاركية.

الدكتورة زاهروفيتش شرحت لمجلة المستشفى العربي كيف يقوم هذا النموذج للتقييم على مبدأ إتاحة تدريب كاف للمقيّمين أنفسهم كأولوية في طليعة الأولويات بما يكفل الدقة وقابلية التكرار، وكيف أن المتعلّمين يستفيدون كثيراً من التقييمات والتعقيبات الصارمة والمستهدفة التي يتم تقديمها بطريقة تشاركية، لا في شكل إصدار أحكام.

أما السيدة الشيخلي فقالت: “مهم جداً أن يمتلك أعضاء هيئة التدريس نموذجاً ذهنياً مشتركاً للسلوكيات المتوقعة من المتعلمين وكذلك لمستويات أداء المتعلمين بما يكفل تقديم التقييم السليم في الوقت المناسب. يُضاف إلى ذلك أنه من المهم للغاية تسخير أساليب عدة والاستعانة بمقيّمين عدة وأدوات تقييم متعددة مناسبة وموثوقة وملائمة للغرض”.

الدكتورة أمل خضر، الدكتور أمين ركاب والدكتورة مي محمود

وقالت الدكتورة خضر: “الورشة مصمّمة لتمكين أعضاء هيئة التدريس من تصميم أنشطة تعلّم فعّالة وتقديم تعقيبات فعّالة ومحدّدة للمتعلمين، فهي تُبرز أهمية تقبّل مبدأ التقويم والأخذ بأفكار المتعلّم وإعداد خطة التقويم بالاشتراك مع المتعلّم نفسه. ولا يقلّ عن ذلك أهمية متابعة التقدم المحرَز والاستمرار فيه”.

تشمل الورشة أيضاً جلسات بمشاركة أطباء مقيمين معياريين مدرّبين على تقمّص أدوار المتعلّمين بغرض تدريب أعضاء هيئة التدريس. وتشمل بعض الجلسات أيضاً تفاعل أطباء مقيميين معياريين مع مرضى معياريين مدرّبين على تقمّص أدوار المرضى. وتتيح هذه الجلسات للمشاركين فرصة مراقبة الأطباء المقيمين المعياريين أثناء تدوين السير المرضيّة وإجراء الفحوص الطبية على المرضى المعياريين، ومن ثم يقومون بتقييم أداء الأطباء المقيميين المعياريين وتقديم تعقيبات لهم عن أدائهم.

وقال الدكتور ركاب: “تطبّق الورشة نهجاً منظماً ومقصوداً من شأنه توفير فرص التعلّم الأكثر فعالية، ونعتقد أن ذلك سيترجم في نهاية المطاف إلى محصلة تعلّم أفضل ومن ثم إعداد أطباء أكثر اقتداراً، والأهم من كل ذلك تحقيق محصلة علاجية أفضل للمرضى أنفسهم”.

وقالت الدكتورة محمود: “أُعدّت الورشة بعناية وتأنٍّ لتمكين أعضاء هيئة التدريس من اكتساب المهارات والمعارف المتقدمة خلال فترة وجيزة واللازمة للقيام بتقييمات فعّالة وتقديم تعقيبات موجّهة للمتعلّمين يمكن الاستناد إليها في اتخاذ الإجراءات اللاحقة وبما يمكّنهم من إتقان المهارات والمهام المختلفة”.

وتحدّثت الدكتورة فرح جابر، رئيسة الأطباء المقيمين في قسم الطب الباطني، في

المركز الطبي للجامعة الأميركية في بيروت، عن مشاركتها في الورشة قائلة: “أودّ أن أشكر المنظّمين والمتحدثين على هذه الورشة 

التي اكتسبنا خلالها المعرفة العلمية والتدريب اللازمين للتحسين المستمر. وهذا شرف كبير 

أن أكون جزءاً من مثل هذه الأوساط التعليمية الطبية المهمة”.

ونالت الورشة التي عقدت بعنوانالتقييم في تعليم الطب القائم على الكفاءة: برنامج تطوير هيئة التدريساعتمادين من إدارة التخصصات الصحية في وزارة الصحة العامة القطرية ومن مجلس اعتماد التعليم الطبي المستمر (ACCME) في الولايات المتحدة. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى