كليات الطبمستشفيات

زراعة الكلى بدون تثبيط المناعة في مركز جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس UCLA الطبي (حاصلة على شارة أفضل مستشفى وفقًا لشبكة USNWR)

زراعة الكلى بدون تثبيط المناعة في مركز جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس UCLA الطبي (حاصلة على شارة أفضل مستشفى وفقًا لشبكة USNWR)

برنامج زراعة الكلى في مركز جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس UCLA الطبي هو أحد أقدم البرامج من نوعها في العالم وأفضلها، فهو يمنح الأمل للعديد من المرضى البالغين والأطفال الذين يعانون من مرض الفشل الكلوي في مراحله النهائية. أجرى جرّاحو مركز UCLA الطبي أكثر من 10,000 عملية زراعة كلى منذ بدء البرنامج في عام 1965، كما استمر المركز في علاج المرضى الذين يعانون من الأمراض المعقّدة الأخرى.

شهد برنامج زراعة الكلى في مركز UCLA

الطبي منذ بدايته تقدماً كبيراً. وفي الآونة الأخيرة، قاد مركز UCLA الطبي رحلة تطوير بروتوكول تحمل زراعة الكلى، والذي يعتمد على أخذ الخلايا الجذعية من المانح ونقلها إلى المتلقي لمساعدة جسم المتلقي على التعرف على العضو المزروع بدلاً من رفضه. هذه الطريقة المبتكرة، المعروفة باسم التحمل المناعي أو بروتوكول بدون تثبيط المناعة، تُمكّن جسم المتلقّي من التعرف على العضو المزروع كجزء منه. يتم حقن الخلايا الجذعية للمريض إما فوراً بعد زراعة الكلى وهو ما يطلق عليه (التحمل المناعي المتزامن) أو بعد عدة أشهر أو حتى سنوات (التحمل المناعي العكسي أو المؤجل). أما حالياً، فلا تتوفر طريقة التحمل المناعي المؤجّلة إلا في مركز UCLA الطبي.

تأثير الأدوية المثبطة للمناعة على الجسم

يجب مراعاة تأثير الأدوية المثبطة للمناعة على الجسم. فبعد عملية زراعة الكلية، تميل الإستجابة الطبيعية للجسم إلى اعتبار العضو الجديد كائنًا غريبًا قد يسبّب الضرر، وبالتالي رفضه من قبل الجهاز المناعي. تعتمد بروتوكولات زراعة الأعضاء القياسية على تناول المتلقين عدة أدوية مثبطة للمناعة (مضادات الرفض) لبقية حياتهم، لمنع رفض العضو. إلا أن هذه الأدوية تترافق مع آثار جانبية مختلفة ومضاعفات محتملة، خاصة عند استخدامها لفترة طويلة. يقدم بروتوكول التحمل المناعي المعتمد في مركز UCLA الطبي طريقة واعدة للتخلص من الإعتماد الدائم على الأدوية المثبطة للمناعة والعلاجات المضادة لرفض الزراعة. 

يخفّف هذا البرنامج على المرضى الذين تلقوا الكلى عبء التناول الدائم لهذه الأدوية والآثار الجانبية المرتبطة بها، ما يقلّل بشكل كبير من احتمالية الحاجة إلى عمليات زراعة كلى متعددة. 

يقول الدكتور فيل، أستاذ المسالك البولية ومدير برنامج تبادل زراعة الكلى في مركز UCLA الطبي” “نأمل أن تدوم كلية واحدة مدى الحياة”.

يتعاون فريق زراعة الكلى في مركز UCLA الطبي مع خبراء من مختلف الأقسام لتقديم هذا العلاج الثوري. يعمل أبرز الأخصائيين  وأكثرهم كفاءةً في مجالاتهم معًا لتقديم عمل متميز في بروتوكول تحمل زراعة الكلى. يتم تمويل البرنامج من مؤسسة ونليغاسي (One Legacy)، ما يعكس التزام مركز UCLA الطبي الثابت بالحفاظ على صحة وسلامة المرضى.

تفوق مركز UCLA الطبي في  برنامج تحمل زراعة الكلى: إجراء التحمل المناعي العكسي 

الإبتكارات الرائدة: أجرى فريق الخبراء في زراعة الأعضاء في مركز UCLA الطبي أول عملية تعتمد إجراء التحمل المناعي العكسي (المؤجّل) على الإطلاق، حيث تم نقل خلايا المانح الجذعية بنجاح إلى نقي العظام للمستلم بعد 14 شهرًا من زراعة الكلى، وقد نجحت الخلايا الجذعية بالإندماج في نقي العظام لدى المستلم، ما سمح لجسم المستلم بالتعرف على الكلى المزروعة كجزء منه.

إن مركز UCLA الطبي هو المركز الطبي الوحيد في العالم الذي يقدم هذا النهج الذي يغير حياة زارعي الكلى. يتيح هذا النهج للمرضى الذين تلقوا الكلى من أشقائهم المتطابقين في الماضي إمكانية تطبيق حقن الخلايا الجذعية والتوقف عن العلاج بالأدوية المثبطة للمناعة.

استمرار البحث: يولي مركز UCLA الطبي تركيزًا كبيرًا على البحث المستمر لتطوير مجال زراعة الأعضاء، بهدف تطوير خيارات علاجية أكثر أمانًا وفعالية لتجنيب مرضى الزراعة المضاعفات الخطيرة للإعتماد المطول على الأدوية المثبطة للمناعة القوية. يتطور برنامج التحمل المناعي باستمرار، وعلى الرغم من أن البروتوكول الحالي يتيح فقط للأشقاء المانحين والمتلقين المؤهلين الإستفادة من برنامج التحمل المناعي العكسي، إلا أن الهدف هو توسيع المستفيدين من البرنامج ليشمل المتبرعين المتوفين والمتبرعين من خارج أسرة المتلقي.

فريق متعدد التخصصات: يتطلب هذا النهج المستخدم في هذا البرنامج الذي لا يعتمد على الأدوية المثبطة للمناعة (تثبيط المناعة)، تنسيقًا وتعاونًا واسعًا بين أخصائيين من مختلف الأقسام، بما في ذلك أمراض الكلى، والمسالك البولية، والأشعة في طب الأورام، وعلم الدم. يضمن مركز UCLA الطبي بقدرته الفريدة على جمع هؤلاء الخبراء، تقديم علاجات متقدمة.

روّاد وطنيون في زراعة الأعضاء: يتمتع مركز UCLA الطبي منذ زمن بسمعة رفيعة كرائد وطني في مجال زراعة الأعضاء، فقد أجرى العديد من عمليات زراعة الأعضاء الصلبة أكثر من أي مركز آخر في الولايات المتحدة منذ إنشاء الشبكة المتحدة لمشاركة الأعضاء (UNOS) في عام 1988. يواظب الفريق على تحقيق نتائج استثنائية، حتى في الحالات المعقدة، وغالبًا ما يقدم الرعاية للمرضى الذين تم رفضهم من قبل مراكز أخرى. تساهم هذه العوامل في نجاح برنامج تحمل زراعة الأعضاء.

عملية تحمل زراعة الكلى

تنطوي عملية تحمل زراعة الكلى على استلام كلية وخلايا جذعية من المتبرع نفسه. بعد زراعة الكلى، يقوم فريق مركز جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس “UCLA” الطبي، بتطبيق علاج بالإشعاع المستهدف باستخدام الإشعاع اللمفاوي الكلي. يسمح هذا العلاج بتحضير خلايا الدم الجذعية من المتبرع لتتعايش مع خلايا الدم الجذعية للمتلقي، وهو ما يعرف (بالخيمرة). وبعد ذلك، يتم حقن الخلايا الجذعية الدموية من المتبرع بعد زراعة الكلى والعلاج الإشعاعي. تتميز هذه الخلايا الجذعية بقدرتها على التكاثر، والتجدد، والتطور إلى أنواع مختلفة من الخلايا داخل الجسم.

كما أن المراقبة المستمرة لصحة المتلقي ووظيفة الكلية من خلال فحوصات الدم المنتظمة ضرورية. أحد هذه الإختبارات يقيّم مستوى الخيمرة، ما يشير إلى نجاح دمج خلايا الدم الجذعية للمتبرع في الدم ونقي العظم لدى المتلقي.

الهدف الرئيسي لبرنامج تحمل زراعة الكلى هو تمكين جهاز المناعة لدى المتلقي من قبول العضو الجديد كجزء أساسي من الجسم، ما يسهل قيامه بوظيفته. يشار إلى هذه الحالة من تقبّل الزراعة بتحمل الزراعة. يقيّم فريق تحمل الزراعة في مركز جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس UCLA الطبي الخيمرة في فترات مختلفة، وتشير الخيمرة المستدامة إلى إمكانية تقليص الحاجة إلى الأدوية المثبطة للمناعة، أو الاستغناء التدريجي عنها.

إن قيام مركز UCLA الطبي بإدخال تحمل زراعة الكلى العكسية يشكل تقدمًا كبيرًا في زراعة الأعضاء ورعاية ما بعد الزراعة. 

كما أن إمكانية تلقي حقن الخلايا الجذعية بعد الزراعة بشهورٍ أو حتى سنواتٍ، يوفّر فرصًا جديدة للمرضى الذين تلقوا سابقًا كلية من أخ أو أخت متوافق تمامًا. يرفع هذا الإكتشاف أمل شريحة أوسع من المرضى للإستفادة من نظام التحمل المناعي، ما يتيح لهم أن ينعموا بحياة أكثر صحة بدون الحاجة إلى الأدوية المثبطة للمناعة.  يستمر الفريق المتفاني في مركز UCLA الطبي في تقديم علاجات وأبحاث جديدة لتعزيز هذه التقنية، وبالتالي تطوير طب زراعة الأعضاء. إن هؤلاء الخبراء في طليعة المؤسسين لثورة رعاية زراعة الأعضاء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى