مقالات طبية

معالي وزراء الصحة بدول المغرب العربي المحترمين

معالي وزراء الصحة بدول المغرب العربي المحترمين

بعد التحية 

نظرًا لتزايد أعداد حالات الأورام بمختلف أنواعها في دول المغرب العربي مما قد يكون يتماشى مع ما يحدث عالميا أو زيادات لها أسبابها وخصوصيتها مرتبطة بتغيرات بيئية ومناخية أو تغيرات سلوكية أو لأسباب أخرى بالتأكيد متشابهة بين مجتمعات دول المغرب العربي.

ونظرا للحاجة الماسة لإجراء المسوحات الطبية والكشوفات المبكرة عن الأورام وإجراء الدراسات والبحوث العلمية للوقوف على الأسباب ومعرفتها ودراستها ووضع الخطط والبرامج للوقاية منها، وما يتطلب من إعتماد لبروتوكولات وقائية وتشخيصية وعلاجية وتأهيل الكوادر الطبية والتمريضية والفنية والإدارية اللازمة لذلك، وتوفير البنى التحتية المطلوبة مما يستوجب التعاون المشترك بين المؤسسات الصحية المعنية بدول المغرب العربي والمعاهد والمراكز المتخصصة في بحوث وعلاج الأورام في العالم وتوطين أحدث البرامج العلاجية الناجعة.

وحيث إن دول المغرب العربي مجتمعة قادرة على وضع إستراتيجيات علمية طبية وصحية متكاملة لمكافحة أمراض السرطان وتوفير خدمات الرعاية الطبية لمرضى الأورام بكل أنواعها ودرجاتها ومراحلها بدول المغرب العربي.

لذا، نرجو من وزارات الصحة والمعاهد والمراكز والمؤسسات المتخصصة في بحوث وعلاج الأورام بدول المغرب العربي أن توحد جهودها وتعمل على تأسيس عمل علمي بحثي خدمي طبي مشترك فيما بينهم، منفتح على العالم لتوفير أحدث الطرق والأساليب والبرامج الوقائية والتشخيصية والعلاجية لمواطني دول المغرب العربي.

بالإضافة الى توحيد الجهود في برامج تعزيز الصحة والتمكين المجتمعي للسيطرة على الصحة وتحسينها وزيادة الوعي المجتمعي بالمخاطر المهددة والمسببة للأمراض السرطانية ووضع السياسات الصحية وتوحيد التشريعات والقوانين والإجراءات الصحية التي تعزز الحماية الاجتماعية من المخاطر المسببة لأمراض السرطان وإيجاد آليات ميسرة لتبادل المعلومات الطبية وتوحيد السجلات الوطنية لأمراض السرطان.

ولزيادة الفائدة التي تعود على المواطن والقطاع الصحي المغربي على الجهات المسؤولة إيجاد الطرق والآليات اللازمة للشراء الموحد للمعدات والمستلزمات المطلوبة للتشخيص والعلاج والأدوية المضادة للأمراض السرطانية والمشاركة في الدراسات السريرية والأبحاث العلمية والاستفادة من ما تملكه دول المغرب العربي من كفاءات وخبرات وطنية في الداخل والخارج وزيادة الاهتمام بما تملكه البلدان من إمكانيات طبيعية وتسخيرها بالوسائل العلمية المتطورة لخدمة الإنسان المغاربي وغيره، وزيادة الاستثمارات في الصناعات الدوائية العربية وتحقيق الاكتفاء الذاتي منها.

إن الخدمات العلاجية لمرضى السرطان مكلفة اقتصاديًا ويجب توحيد الجهود لتسخير الإمكانيات المتاحة لدول المغرب العربي في الوقاية والكشف المبكر وتوفير العلاجات الناجعة لكل مواطن من دون أن ترهق الدولة ولا المجتمع صحيًا أو ماديًا.

 بالعمل المشترك تَسهل الصعاب وتُذلل العقبات، وبالتعلم والتدريب المستمر للكوادر الطبية والتمريضية والفنية والإدارية، وبالبحوث والدراسات، وبتعزيز الصحة بالتوعية والتثقيف وتسخير الإعلام الصحي بكل الوسائل والوسائط المتعددة وإشراك المجتمع بكل شرائحه في برامج التوعية، سوف يتحقق ذلك. 

الصحة للجميع وبالجميع 

وإذ نرجو أن يتحقق ذلك ويتوسع ويتطور ليشمل جميع الدول العربية لتنفيذ نموذج علمي صحي عربي مشترك، وتستطيع المجتمعات العربية أن تملك الصحة لتملك الأمل. 

نعم مجتمعون قادرون 

د. علي المبروك أبوقرين

عضو المجلس التنفيذي لاتحاد المستشفيات العربية 

عضو اللجنة الفنية الاستشارية لمجلس وزراء الصحة العرب 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى