مقابلات

د. أحمد خلف الله

استشاري نساء وتوليد في المستشفى الأهليقطر

د. أحمد خلف الله

فحص الإباضة والهرمونات جزء من تشخيص أسباب تأخر الإنجاب

أكد الدكتور أحمد خلف الله، استشاري أمراض نساء وتوليد وأطفال الأنابيب في المستشفى الأهلي، أن التلقيح الاصطناعي عامل خارجي مساعد للحمل، موضحا أن عيادة النساء والتوليد تعمل على معالجة العقم بداية من تخصيب المبيض إلى الحقن الاصطناعي المجهري الذي يتم بعد دراسة الأمراض الوراثية وتحديد الجنس. وقال خلف الله في حوار مطوّل، إن ليست كل امرأة لديها عوارض العقم تحتاج إلى تلقيح اصطناعي، موضحا أن ذلك يتوقف على أسباب العقم وبناء عليها توضع خطة علاجية لازمة أو الخوض في التلقيح الاصطناعي. وأضاف أن من العلامات الرئيسية لوجود عقم لدى النساء هي إنعدام القدرة على الإنجاب بالتزامن مع وجود اضطرابات في الدورة الشهرية أو بدورات شهرية تتواصل أحيانا لفترة غير طبيعية، محددا 3 مراحل لعملية التشخيص للاستضاح أسباب العقم وهي إجراء فحصي الإباضة والهرمونات وتصوير الرحم وتنظير البطن. كما تحدث استشاري أمراض النساء والتوليد حول أبرز الأسباب لحدوث العقم لدى النساء والرجال وطرق الوقاية من حدوثه تجدونها في نص الحوار.

في البداية ما خبراتك العملية في مجال أطفال الأنابيب؟

لديّ خبرة أكثر من 12 عاما في علاج العقم وتخرجت من كلية الطب في باريس، كما تخصصت في جراحة المناظير النسائية من كلية الطب في فرنسا.

البعض يرى أن الحمل مؤكّد بعد إجراء التلقيح الاصطناعي. ما رأيكم في ذلك؟

يعتبر التلقيح الاصطناعي مجرد عامل خارجي مساعد للحمل، ونعمل في العيادة على معالجة العقم بداية من تخصيب المبيض إلى الحقن الاصطناعي ويتم الحقن المجهري مع دراسة الأمراض الوراثية وتحديد الجنس في إطار الامراض الوراثية. 

نحن حريصون على مساعدة المرضى على الحمل بشكل طبيعي، وليس كل امرأة لديها عوارض العقم تحتاج إلى عمل تلقيح اصطناعي؛ لذلك نقوم بتحديد الأسباب من خلال الفحص الشامل لتحديد أسباب العقم ومن ثم نقوم بإعطاء الخطة العلاجية اللازمة. آخر خطوة نقوم بها إذا احتاجتها المريضة هي التلقيح الاصطناعي، والعيادة لدينا تستخدم أحدث الوسائل الطبية التشخيصية والعلاجية لتحديد خطة العلاج. 

ما الأسباب التي تؤدي إلى العقم سواء لدى الرجال أو النساء؟ 

هناك أسباب غير معروفة وأخرى معروفة، وبالنسبة للنساء من الأسباب المعروفة مشاكل في الإباضة، وهي العملية التي تغادر بها البويضة من المبيض وتنتقل للقاء الحيوانات المنوية، ولا تتم الإباضة لدى بعض النساء كل شهر، مما يزيد من صعوبة الحمل، أيضا حدوث مشاكل في الجهاز التناسلي سواء في قناة فالوب أو عنق الرحم أو الرحم أو المبايض، وقد يشمل إنسدادا أو أوراما سرطانية أو غير سرطانية، وكذلك تندّب أو تضخم المبايض، فضلا عن فتحة غير طبيعية في عنق الرحم. بالإضافة إلى بعض الاضطرابات مثل الانتباذ البطاني الرحميبطانة الرحم المهاجرة” (Endometriosis) والتي ينمو فيها نسيج الرحم خارج الرحم أو متلازمة تكيس المبايض (polycystic ovary syndrome) والتي يحدث فيها وجود مبيضين متضخمين يحتويان على أكياس مليئة بالسوائل.

بخلاف ذلك أيضا من الأسباب سن اليأس المبكر وقد يحدث هذا قبل سن الأربعين. وقد يكون مرتبطا بأحد أمراض الجهاز المناعي أو علاجات السرطان أو متلازمة وراثية. إلى جانب بعض الأمراض مثل مرض السكري غير المنضبطأي غير المتحكم به بشكل جيد إذ تكون مستويات السكر مرتفعة وخارج النطاق المطلوبوأمراض المناعة الذاتية، وفي هذه الأمراض يهاجم الجهاز المناعي الأنسجة السليمة عن طريق الخطأ.

بخصوص الرجال، تتعدد أسباب العقم ومنها اختلال التوازن الهرموني، وإنسداد في الأنابيب التي تحمل الحيوانات المنوية، والأدوية وخاصة التي تعالج السرطان والفطريات والقرحة والتدخين وشرب الخمر وتعاطي المخدرات، والتعرض للمواد الكيميائية الصناعية والمعادن الثقيلة، والتعرض للإشعاع والأشعة السينية.

كما يوجد أسباب مشتركة وهي إتباع أسلوب حياة غير صحي من أكل الوجبات السريعة وإهمال تناول الطعام الصحي وعدم ممارسة الرياضة. 

ما الأعراض التي يمكن من خلالها اكتشاف العقم عند النساء؟ 

العلامة الرئيسية في عقم النساء هي إنعدام القدرة على الإنجاب، حيث يكون هذا الوضع مصحوبا باضطرابات في الدورة الشهرية أو بدورات شهرية تتواصل أحيانا لفترة غير طبيعية.

والمقصود هنا دورة شهرية تمتد لأكثر من 35 يوما، أو لأقل من 21 يوما، وبشكل عام لا تكون هنالك أعراض أخرى تُشير لاضطرابات في الخصوبة.

بعد ذلك يأتي دور التشخيص الطبي، إذا مضى وقت طويل ولم يستطع الزوجان الإنجاب يجب عليهما استيضاح السبب الذي يعيق ذلك، ويتضمن هذا الاستيضاح، أولا فحص الإباضة الذي يختبر مستوى الهرمونات في الدم، وهو قادر على تشخيص الارتفاعات الحادة بمستويات هرمون اللوتين الذي يُشير إلى عملية الإباضة. يمكن إجراء هذا الفحص بواسطة جهاز للاستخدام المنزلي يتم اقتناؤه من الصيدلية من دون الحاجة لوصفة طبيب، كذلك بالإمكان إجراء فحص الهرمونات من خلال فحص دم يهدف لاختبار مجموعة واسعة من الهرمونات في مختلف الأوضاع.

ثانيا تصوير الرحم (Hysterosalpingography)بحيث يتم إدخال مادة يُمكن تمييزها بواسطة التصوير إلى عنق الرحم، ومن خلال الصورة يمكن رؤية مظهر الرحم وقنوات فالوب وتشخيص العيوب المظهرية والتشريحية المختلفة التي تعيق حدوث الحمل.

ثالثا تنظير البطن  (Laparoscopy) الذي يتم خلاله عمل فتحة في جدار البطن تحت التخدير الكلي، ثم يتم إدخال كاميرا إلى داخل التجويف البطني عبر هذه الفتحة، حتى يتمكن الطبيب من رؤية مظهر الرحم، وقنوات فالوب، والمبيضين.

ما العلاج الأنسب للعقم عند النساء برأيك؟

من الطبيعي أن يتم علاج العقم عند النساء عن طريق علاج المسبب الرئيسي للحالة، ومن الممكن أن يكون علاجا أحادي العقار أو علاجا متعدد العقاقير، وذلك اعتمادا على صعوبة المشكلة.

بخصوص علاج مشكلات الإباضة، فإن النساء اللاتي يُعانين من إنعدام أو عدم انتظام عملية الإباضة يُوجد بعض العلاجات التي تُعيد تنظيم النشاط الهرموني الذي يُؤدي لعملية إباضة سليمة، والأدوية المستخدمة من أجل هذه العملية هي الكلوميفين سيترات (Clomiphene Citrate) الذي يُحفز عملية إفراز الهرمونات من الغدة النخامية، وأدوية تزيد من نشاط هرمونات الغدة النخامية، والميتفورمين (Metformin) الذي يُستخدم عادةً من أجل علاج مرض السكري إلا أن تأثيره المتمثل بتقليل مقاومة الإنسولين ضروري وحيوي من أجل عملية إباضة سليمة.

من المهم الإشارة إلى أن لهذه الأدوية أعراض جانبية تتمثل بإزدياد احتمال حدوث حالات من الحمل المتعدد الأجنة، وانتفاخ المبيضين إلى درجة الشعور بالألم، وبعض الأعراض في الجهاز الهضمي.

أما بالنسبة للعلاجات الجراحية، فيأتي دورها عند وجود إنسداد ميكانيكي في أي جزء من أجزاء الجهاز التناسلي الذي يشمل عنق الرحم، والرحم، وقناة فالوب وتكون هناك حاجة لإجراء جراحي من أجل إعادة القدرة على الإنجاب.

فيما يستخدم التخصيب المخبري الخارجي في الحالات التي لا تستطيع العلاجات العادية المساعدة فيها، ويكون الزوجان معنيين بإجراء عملية تلقيح خارجية يتم أخذ بويضة من المرأة، ثم عينة من الحيوانات المنوية من الرجل، ثم تتم عملية تخصيب خارجية في المختبر، بعدها يجري إعادة البويضة المخصبة إلى رحم الأم لتتابع نموها هناك.

كيف يمكن للنساء الوقاية من حدوث العقم لديهن؟

يجب إتباع خطوات عدة من أجل منع حدوث حالة عقم لدى النساء، وهي الامتناع عن التدخين، وتجنب تناول كميات كبيرة من الكافيين، والامتناع عن الوقوع تحت تأثير الضغط النفسي، والمحافظة على وزن معقول في الحدود الطبيعية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى