أمراض وعلاجات

سرطان الثدي ليس مستعصياً… هكذا تتغلّبين عليه

سرطان الثدي ليس مستعصياً… هكذا تتغلّبين عليه

تشير بيانات منظمة الصحة العالمية أنه تم تشخيص 2.2 مليون امرأة بسرطان الثدي، وفي نهاية العام 2020، كان هناك 7.8 ملايين امرأة يعانين من المرض وتم تشخيص حالتهن خلال السنوات الخمس الماضية، ما يجعله أكثر أنواع السرطان انتشاراً في العالم. لكن سرطان الثدي من الأمراض التي يمكن التحكم فيها بشرط الكشف المبكر والتدخل في الوقت المناسب من خلال الاختبارات والفحوصات المنتظمة. 

على الرغم من أنه يشكل ثلث نسبة الإصابات للسيدات المصابات بالأورام بشكل عام، لكن العلاج المبكر يزيد من فرص الشفاء والفحص الذاتي مرة شهرياً يساعد على اكتشاف سرطان الثدي.

صحة الثديين

إن المعرفة الجيدة بشكل الثديين وملمسهما يساعد المرأة في اكتشاف أي تغير يحدث فيهما، فالمعرفة الجيدة بشكل الثديين يساعد بشكل كبير في التعرف المباشر على التغييرات غير المعتادة.

زيارة الطبيب السنوية تساعد المرأة على فهم التغيرات الطبيعية التي يمكن ان تحدث خلال مراحل حياتها لتميزها عن التغيرات غير الطبيعية فتدرك عندها نوع هذا التغير الحاصل.

فالشعور بالألم والإمتلاء في الثديين هو أمر طبيعي قبل الدورة الشهرية وخلالها، كما أن وجود اختلاف في الحجم بين الثديين او ارتفاع أحدهما قليلاً عن الآخر هو بدوره أمر طبيعي ولا يستدعي القلق. في حالات الحمل، من الطبيعي أن يكبر حجم الثديان وتصبح الحلمتان أكثر بروزاً وكذلك الأوعية الدموية. يمكن أن تتشكل الأكياس أو الحويصلات المملوءة بالسوائل أو غيرها من الأورام غير السرطانية خلال الحمل، أو قد تزيد إذا كانت موجودة قبل فترة الحمل، والغالبية العظمى من الكتل التي تكتشفها النساء الحوامل ليست سرطانية؛ لكنك تبقى مراجعة الطبيب ضرورية.

أما التغيرات غير الطبيعية التي تستدعي زيارة الطبيب على الفور:

  • ظهور تورم أو انتفاخ سواء حول الثدي أو تحت الإبط لم يكن موجوداً من قبل.
  • البشرة الجافة أو المتشققة أو الحمراء أو السميكة حول الحلمة.
  • تسرب للسوائل أو الدم من الحلمات.
  • حكة في الثديين.
  • انقلاب حلمة الثدي حديثاً لتتجه إلى الداخل بدلاً من الخارج.
  • كتلة في الثدي تختلف عن النسيج المحيط بها.

يمكن لهذه التغيرات أن تكون عرضية وغير خطيرة ولا تعني وجود السرطان لكن زيارة الطبيب وإجراء الفحوصات اللازمة مسألة غاية في الأهمية لتجنب أي مضاعفات في المستقبل واكتشاف المرض مبكراً في حال تواجده؛ التجارب السابقة للمريضات اللواتي اكتشفن المرض في مراحله الأولى أثبتت نجاح العلاجات والتخلص من المرض وهو دلالة على أهمية هذه الخطوة. اكتشاف هذه التغيرات يمكن ان يتم من خلال الفحص الذاتي للثدي الذي تجريه المرأة شهرياً للاطمئنان على صحة الثديين، فتتعرّف على مظهرهما وملمسهما الطبيعيين. في حال ملاحظة أي تغير في الثديين يجب إبلاغ الطبيب على الفور. من الأفضل إجراء هذا الفحص بعد الانتهاء من الدورة الشهرية.

علاجات ثورية

لقد كان لسرطان الثدي النصيب الأوفر من العلاجات المتطورة الآخذة بالإنتشار والتي يتم التوصل اليها من خلال الأبحاث الحديثة ولا تزال التطورات الطبية مستمرة في تحسين طرق العلاج ونتائجه، لكن يُجمع الأطباء ان الوسيلة الأكثر نجاحا للقضاء على هذا المرض الخبيث تبقى في الكشف المبكر. لكن علاج السرطان في مراحله المبكرة قد لا يتطلب الاستئصال الجراحي الكلي، والمراحل الأولى قد لا تحتاج أيضاً للعلاج الكيميائي، أو تحتاج لجرعات مخففة منه.

الجراحة هي في كثير من الحالات الخطوة الأولى، ويختلف نوع الجراحة بناءً على حجم السرطان وموقعه وحجم الثديين واحتمالية تكراره وشدة السرطان وخطة العلاج. وعليه، يحدد الطبيب الخطة الأمثل إما استئصال الكتلة الورمية أو استئصال الثدي وإزالة العقد الليمفاوية. العلاج الإشعاعي يلجأ إليه الأطباء قبل الجراحة في الحالات التي تستدعي تقليص الورم مسبقًا. وفي كثير من الحالات، يتم إجراؤه بعد الجراحة لاستهداف وتدمير الخلايا السرطانية العالقة أو الصغيرة جدًا بحيث لا يمكن اكتشافها. 

العلاج الهرموني لسرطان الثدي

العلاج الهرموني يُعرف أيضًا باسم العلاج المضاد للإستروجين يهدف إلى خفض كمية هرمون الاستروجين في الجسم عن طريق منعه أو إبطاء نموه. هذا الدواء ليس علاجًا بديلًا للهرمونات (HRT)  والذي يوصف للمساعدة في تخفيف أعراض انقطاع الطمث. يوصى به غالبًا في حالات السرطان المتقدم أو النقيلي أو قبل العلاج الإشعاعي لزيادة فعاليته أو ما بعد العلاج لمنع تكرار السرطان. من مميزات العلاج الهرموني لسرطان الثدي تقليص خلايا سرطان الثدي وتثبيطها وتقليل مخاطر عودة السرطان مرة جديدة وربما منعه لدى النساء المعرضات لخطر كبير؛ وتزداد فعالية العلاج الهرموني عند استخدامه مع أنواع أخرى من العلاجات.

العلاج الكيميائي هو شكل من أشكال العلاج الدوائي لكامل الجسم لإضعاف الخلايا السرطانية وتدميرها. هذا الدواء يؤثر على الخلايا السرطانية الموجودة في موقع الورم الأصلي وغيرها من الخلايا التي انفصلت وانتقلت إلى أماكن مختلفة في الجسم.  هذا النوع من العلاجات يعتبر مفيداً بشكل خاص للسرطانات سريعة النمو، ويمكن أن يكون الشكل الأول من العلاج في السرطانات الشديدة أو بعد الجراحة و / أو الإشعاع لتقليل خطر عودة السرطان. يوصى به غالباً للسرطان المتقدم والمنتشر، قبل الجراحة لتقليص حجم السرطان، سرطان الغدد الليمفاوية أو في حالات تقليل مخاطر تكرار السرطان. العلاج الموجه لسرطان الثدي لمنع نمو الخلايا السرطانية وانتشارها. هذا العلاج يستهدف بروتينات معينة تعزز النمو وهو مفيد بشكل خاص للنساء 1 من كل 5 نساء تم تشخيصهن بسرطان الثدي الإيجابي HER-2 والذي ينتج الكثير من هذا البروتين. يوصى به غالبًا لمن لديها حالات إيجابية HER2، مع الطفرات الجينية BRCA، وفي معظم المراحل المبكرة والمتقدمة.

الوقاية

تبقى هي الهدف الأول وأهم ما تركز عليه حملات التوعية وتكون من خلال حث المرأة على زيارة الطبيب بشكل دوري واجراء الفحوصات الروتينية وتصوير الثديين سواء عبر الماموغرافي او الـUltrasound بالإضافة الى الفحص الذاتي شهرياً. فقد أثبتت هذه الخطوة دورها المهم في اكتشاف المرض في مراحله المبكرة وهو ما يبرر ارتفاع عدد حالات سرطان الثدي، لكن في المقابل كان لهذه الخطوة الدور الأساس في رفع معدلات الشفاء التي تصل الى حوالى 90 الى 95 بالمئة في حال اكتشافه مبكراً لاسيما في ظل ما نشهده من تطور في أجهزة التصوير الطبي التي تكشف الورم وهو لا يزال في طور النمو. بالإضافة الى هذه الخطوة، فإن نمط الحياة الصحي يلعب دوراً مهماً في رفع خطر الإصابة أو خفضها. 

أهم الخطوات في هذا المجال:

  • تجنب السمنة حيث ثبت انها ترفع احتمال الإصابة بسرطان الثدي. 
  • اختيار الأطعمة الصحية كالفواكه والخضار والمكسرات.
  • الرياضة وما لها من دور مهم في الوقاية من مختلف أنواع الامراض والسرطانات.
  • الإمتناع عن التدخين بمختلف أنواعه وتجنب التدخين السلبي.
  • المتابعة الدورية لدى الطبيب المختص وإجراء الفحوصات اللازمة.

كيف يؤثر العامل الوراثي في الإصابة بسرطان الثدي؟

التاريخ العائلي يرفع خطر الإصابة بالسرطان حيث يربط الأطباء الطفرات الجينية الشائعة بخطر الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان.

يقدر الأطباء أن 5 إلى 10 في المائة من سرطانات الثدي ترتبط بطفرات جينية تتناقل عبر الأجيال في الأسرة الواحدة.

سرطان الثدي هو أحد أكثر أنواع السرطانات شيوعًا لجهة ارتباطه بخلل وراثي يزيد من خطر الإصابة بالسرطان، حيث يكون خطر إصابة المرأة بسرطان الثدي أعلى إذا كان لديها قريبة من الدرجة الأولى أي أم أو أخت أو ابنة اللواتي أصبن بسرطان الثدي أو سرطان المبيض.

سرطان الثدي الوراثي يحدث بسبب طفرة موروثة أو مكتسبة في جين BRCA1 أو BRCA2 هذه هي الجينات التي تنتج البروتينات التي تساعد في إصلاح تلف الحمض النووي وفي العادة فإنها تحمي من بعض أنواع السرطان؛ ومع ذلك عندما تحد التشوهات الجينية من الأداء الصحي لهذه الجينات فإنها تزيد من خطر الإصابة بالسرطان. في حال وجود إصابات عائلية، يمكن أن يطلب الطبيب فحص جين BRCA وهو فحص دم يستخدم تحليل DNA لتحديد التغيرات الضارة (الطفرات) في واحد من الجينين اللذين يجعلان المرأة عرضة للإصابة 

بسرطان الثدي.

في حال كانت نتيجة الفحص إيجابية، على السيدة تكثيف معدلات فحوصات الكشف المبكر لتصبح كل ستة أشهر وينبغي عدم الإكتفاء بصورة الثدي الشعاعية واستبدالها بالتصوير بالرنين المغناطيسي، وتُنصح السيدة بإجراء الفحص الذاتي للثدي باستمرار من أجل التعود على الملمس الطبيعي لنسيج الثدي، حيث سيكون من السهل اكتشاف تغيرات الثدي المحتملة المزعجة مبكراً إذا كانت السيدة على دراية بما هو طبيعي. يجب الإشارة هنا الى ان هذه الإجراءات لا تحمي من خطر الإصابة لكن تسهم في الكشف المبكر وهي خطوة مهمة لنجاح العلاج والتخلص من المرض.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى