مقابلات

كمال الغريبي

كمال الغريبي

نموذج القيادة الملهمة في عالم الرعاية الصحية

رحلة كمال الغريبي من بدايات متواضعة في تونس وصولاً إلى نجاح باهر نصّبه ركناً بارزاً في مجال الرعاية الصحية العالمية يُمكن أن تُعنون باختصار تحت عنوانالتفاني الجاد والقيادة الرؤيوية“.  تتجسّد مساعي كمال الغريبي عبر مجالات مختلفة تعكس التزامه العميق بتطوير الرعاية الصحية والتعليم، وكذلك تعزيز النمو الشامل والوحدة في أماكن مختلفة.  ومن خلال دمجه قيمه الراسخة ونجاحاته المهنية، أصبح نموذجاً للقيادة المسؤولة والفعّالة في عصر التواصل الحديث. وبينما يستمر مصدراً للتأثير والإلهام، يبقى كمال الغريبي منبعاً للإبداع وحب الخير، ممهداً الطريق نحو مجتمع عالمي أفضل صحة وتعليماً وتعاوناً.  كمال الغريبي، قائد عالمي ورجل أعمال ورجل خير، حقّق الكثير، ويتطلّع إلى تحقيق المزيد في المستقبل:  يشغل كمال الغريبي منصب رئيس مجموعة “GKSD” القابضة للاستثمار، ويتولى أيضاً رئاسة مجموعة مستشفيات سان دوناتو التابعة للمعهد العلمي للبحوث والاستشفاء والرعاية الصحية، وهو نائب رئيس مستشفى سان رافاييل الجامعي ومستشفى غالياتزيسانت أمبروجيو التابعين للمعهد العلمي للبحوث والاستشفاء والرعاية الصحية. بفضل سيرته الذاتية الغنية هذه، ترك كمال الغريبي بصمة متميزة في مجال الرعاية الصحية على مستوىً عالمي.

تختلف مفاهيم النجاح من شخص إلى آخر، لكن المفهوم الذي يتفق عليه الجميع هو أن النجاح يعني قدرة المرء على التضحية من أجل تحقيق هذا النجاح. النجاح الباهر هو نتاج تضحيات شخصية كبرى، حيث على المرء أن يقاتل من أجل أهدافه.“

مفتخراً بأصوله التونسية، يرتبط كمال الغريبي ارتباطاً وثيقاً بجذوره ووطنه، حيث ينسب العديد من إنجازاته إلى مكان انطلاقته. منطلقاً من بدايات متواضعة، تعلّم أخلاقيات العمل القوية وكرّس نفسه بشكل كمال للمهام والأعمال التي كان يحتاج إلى إنجازها. جمع بين أخلاق عمله الصارمة وطموحه الريادي، مما دفعه إلى مغادرة وطنه الأم لاستكشاف آفاق جديدة. كانت لحظة مغادرته لوطنه وأسرته مريرة، ولكن النتائج أكّدت صواب قراره؛ يُعبّر كمال الغريبي عن امتنانه لوالدته ولتونس في كل مرحلة من مسيرته. واليوم، أصبح واحداً من أبرز الشخصيات المؤثرة في صناعة الرعاية الصحية، وهو يؤمن بأن الفرص متاحة في كل مكان في العالم لمن هم مستعدين للعمل من أجلها، مشدداً على أهمية ان يتعاون المرء ويعمل مع فريق قوي من حوله.

على الرغم من تشبثه في جذوره الإفريقية الشمالية، إلا أن كمال الغريبي كان مهتماً دائماً ويفكر بالتحديات التي تواجه منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، خاصةً في ما يتعلق بنقص الاستثمار في قطاعات حيوية مثل الرعاية الصحية والتعليم والبنية التحتية. فبادر بمناقشة هذه المخاوف صراحةً مع شخصيات مؤثرة وملهمة، إلا أنه لاحظ غياب التفاهم بين بعض الدول، الأمر الذي يدفع المستثمرين إلى التردد في استكشاف فرص الاستثمار في هذه المناطق. لذلك، لجأ إلى بعض أقوى الوسائل التي يعتمدها الإنسان، وهي العمل الجماعي والتواصل. لا يزال الطريق طويلاً، ولكن كمال الغريبي يعمل جاهداً لتمهيد الطريق أمام أجيال قادمة من القادة السياسيين ورجال الأعمال، ليتمكنوا من مواجهة التحديات الهائلة وتذليلها وتحمل المسؤوليات بشجاعة. 

تُعنى مجلةالمستشفى العربيبتسليط الضوء على الشخصيات البارزة التي تلعب دوراً رئيسياً في قطاع الرعاية الصحية، من أجل تعريف الناس على الأشخاص الذين تتجاوز بصمتهم وأثرهم المراكز التي يتبوّؤنها. كمال الغريبي مثال حقيقي لهذه الشخصيات، وهو لم يكتف بتحقيق النجاحات المعتادة، بل تجاوزها بشكل كبير في هذا القطاع. 

تشكّل إسهاماته دليلاً على مسار مهني متميز بالتزام ثابت وقيادة رؤيوية. تعكس كل مشروعات الغريبي قيمه الأساسية ومعتقداته، حيث تتجسد فيها مبادئ مثل الابتكار والوصولية وتحقيق أعلى معايير الجودة في مجال الرعاية الصحية. لا تقتصر هذه المبادرات فقط على الاستثمار في تطوير البنية التحتية، بل تركز أيضاً على تطوير الخدمات الصحية ذات الجودة، بهدف تعزيز المعايير وتحسين نتائج العلاج للمرضى في مختلف الدول.  

يتّسم نهج كمال الغريبي في اتخاذ القرارات والتخطيط الاستراتيجي بالشمولية والتفاعل العميق، مع الاستثمار الشخصي الذي يتجاوز مجرد التزامه المهني. يضفي عمله لمسة من التفاني والعاطفة، مما يضمن له ليس فقط نجاح كل جهوده وإنما التميّز أيضاً. إن هذا الالتزام هو أساس قصة نجاحه الملحوظة، واضعاً معياراً للقيادة في مجال الرعاية الصحية.

لا يمكن قياس نجاح الغريبي فقط من خلال ربحية مشاريعه أو حجمها، بل من خلال تأثيرها على المجتمعات والمشهد الصحي بشكل عام. غالباً ما تشمل استراتيجياته جهوداً مشتركة حيث يجمع بين مختلف أصحاب المصلحة لمواجهة التحديات الصحية المعقدة. هذا النهج التعاوني، بالإضافة إلى رؤيته الحادة لاحتياجات وإمكانيات قطاع الرعاية الصحية، أدى إلى إيجاد حلول مبتكرة غيّرت شكل تقديم الرعاية الصحية في مناطق مختلفة.

سيد كمال، كونك قائد معروف في مجال الرعاية الصحية والاستثمار، تستذكر دائماً مدى تأثير إرثك التونسي في الحديث عن أخلاقيات عملك. برأيك ما هو مدى تأثير أصولك على نهجك في مجال ريادة الأعمال والقيادة العالمية؟

إرثي التونسي يشكّل جوهر هويتي ويمتد إلى أخلاقيات عملي. منذ الصغر، غرس فيّ شعوراً قوياً بالمثابرة والفضول والطموح. كانت هذه القيم هي حجر الأساس الذي بُنيت عليه رحلتي في مجال ريادة الأعمال. متسلحاً بهذا الإرث، ومنفتحاً أمام وجهات النظر والثقافات العالمية، تمكنت من خوض غمار المجالات الثقافية المتنوعة. أنا أدرك تماماً مدى أهمية الاستثمار في المهارات البشرية من أجل بناء مستقبل أفضل، وهو مبدأ ترتكز عليه جميع مشاريعي.

أكّدت في العديد من المرات على أهمية الرؤية المستقبلية في القيادة. هل يمكنك توضيح كيفية تأثير رؤيتك الشخصية على نهجك في القيادة وتأثيرها على الاتجاه الاستراتيجي لمشاريعك؟ بالإضافة إلى ذلك، كيف تعتقد أن هذه الرؤية تساهم في تعزيز ثقافة الشمولية والإرشاد داخل مجتمع الأعمال وخارجه؟

بالتأكيد، أنا أؤمن بقوة بأن الرؤية الواضحة تلعب دوراً حاسماً في القيادة الفعّالة. لطالما كانت رؤيتي الشخصية دافعاً قوياً في كل ما أقوم به، حيث إنها لا تحدد فقط الاتجاه الاستراتيجي لمشاريعنا وإنما أيضاً القيم الأساسية التي تميز ثقافتنا التنظيمية. هذه الرؤية متجذرة بعمق في معتقداتي وأفعالي وأهدافي، وتتمحور حول إيجاد قيمة مستدامة ليس فقط لأعمالنا، بل للمجتمعات التي نخدمها أيضاً.

طوال مسيرتي المهنية، تعلّمت أن القيادة الفعّالة تتطلب القدرة على إيجاد رؤية مشتركة، رؤية لا تقتصر على التنبؤ بالإمكانيات المستقبلية فحسب، بل تمتد بعمق إلى الفريق وأصحاب المصلحة والمجتمع ككل. هذا النهج كان أساسياً في تحريك الجهود الجماعية وتحفيز فرقنا لتحقيق الأهداف المشتركة. إنه نهج يدور حول التواصل بشأن مستقبل يرغب الجميع في أن يكون جزءًا منه ويمكنهم أن يؤمنوا به. بالإضافة إلى ذلك، أرى ريادة الأعمال كواجب مدني يتجاوز حدود الأعمال التجارية، حيث يشمل توجيه الجيل القادم وتعليمهم كيفية التطور والتقدم من خلال نقل المهارات والمعرفة، وهو أمر بالغ الأهمية لتطورهم الشخصي وتقدّم مجتمعنا. تهدف مبادرتنا إلى تعزيز ثقافة يشعر فيها الشباب بالتمكين والتقدير والانتماء إلى تراثهم وفرصهم المستقبلية.

ومع ذلك، يتطلب تحقيق هذه الأهداف التغلب على العقبات، بما في ذلك التقسيمات السياسية والقطاعية. من الضروري الدعوة إلى الشمولية والتعايش السلمي، والدفاع عن نهج جماعي يضمن الاستماع لصوت كل فرد وتقديره. يجب أن تترجم هذه الشمولية أيضاً إلى استراتيجياتنا الاقتصادية، لضمان أن التقدّم يعود بالفائدة على الجميع، وليس فقط على قلة مختارة. ببساطة، تركّز رؤيتي على بناء جسور بين الحاضر والمستقبل، وبين الأعمال والمجتمعات، وبين مجموعات متنوعة. مسؤوليتي كقائد هي ضمان ألا تكون هذه الرؤية لي وحدي، وإنما مشاركتها مع كل من يشاركون في رحلتنا، وبالتالي، تعزيز تأثيرنا المشترك لتحقيق التغيير الإيجابي الذي يتجاوز حدود تأثيرنا المباشرة.

سيد كمال، لقد عبّرت عن التزام شغوف بالأعمال الخيرية، ولا سيما في مجالات الرعاية الصحية والتعليم. كيف أثّرت مهمتك في استثمار نجاح أعمالك لأغراض إنسانية على عمليات وأولويات مجموعة “GKSD” القابضة للاستثمار، ومجموعة مستشفيات سان دوناتو “GSD”، ومجلس الشركات الأوروبي لأفريقيا والشرق الأوسط غير الربحي “ECAM”؟ وكيف تدمج هذه الأهداف الخيرية في القرارات الاستراتيجية والأنشطة اليومية لأعمالك؟

التزامي بالأعمال الخيرية ليس مجرد قيمة شخصية، بل جزء أساسي من نهجنا في مجموعة “GKSD” القابضة للاستثمار. فمنذ البداية، أدركت أن النجاح في عالم الأعمال، وبخاصة في قطاع البترول، لم يوفّر فرصة فحسب، بل مسؤولية لإعادة العطاء للمجتمع بطرق مجدية وفعّالة. وقد أثّر هذا الفهم بشكل عميق على أولوياتنا العملية والاستراتيجية.

نحن ندمج بوعي العمل الخيري في كل جانب من جوانب عملنا. تتجلى هذه الروح في كيفية توجيه مواردنا وخبراتنا وشبكاتنا نحو تعزيز الوصول الشامل إلى الرعاية الصحية والتعليم. أؤمن بأن هذه القيم هي ركيزة لأي مجتمع متحضّر ويجب أن تكون متاحة للجميع، بغض النظر عن الوضع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والجغرافي. ومن أجل تحقيق هذا الهدف، نقدّم الدعم والمساعدة للمؤسسات، خاصةً في المناطق التي تعاني من الفقر ونقص الخدمات. على سبيل المثال، وبصفتي رئيساً لمجموعة  “GKSD” القابضة للاستثمار، ومجموعة مستشفيات سان دوناتو “GSD”، ومجلس الشركات الأوروبي لأفريقيا والشرق الأوسط غير الربحي “ECAM”، فأنا في موقع متميز للتأثير على إمكانية الوصول إلى الرعاية الصحية بشكل مباشر. مهمتنا لا تقتصر على إدارة المستشفيات بل نعمل على تعزيز بيئات تسهل تبادل المعرفة والمهارات والموارد. 

غالباً ما تشمل مشاريعنا تدريب المهنيين الصحيين المحليين، والاستثمار في البنية التحتية الطبية، وضمان تطبيق أفضل الممارسات الطبية حتى في المناطق النائية. 

بالإضافة إلى ذلك، قمنا بدمج نهجنا الخيري مع نموذج أعمالنا. نحن ننظر إلى استثماراتنا من منظور مزدوج يتضمن الربحية والتأثير الاجتماعي لأن هذا التركيز المزدوج يضمن تطوّر أعمالنا، ويسهم أيضاً بشكل كبير في التنمية الاجتماعية. كل قرار استراتيجي نتخذه، نتأمل في إمكانيته في دعم الأهداف الخيرية، سواء من خلال التمويل المباشر أو الشراكات أو برامج المشاركة المجتمعية. 

باختصار، من خلال تضمين هذه الأهداف الخيرية في جوهر عمليات أعمالنا، نشكل دورة متسلسلة إيجابية حيث يغذي نجاح الأعمال الجهود الإنسانية، وتستقر هذه الجهود، بدورها، وتثري المجتمعات التي نعمل فيها. هذا النهج الشامل لا يسهم فقط في تحقيق أهدافنا التجارية ولكنه يضمن أيضاً ارتقاءنا إلى مستوى المُثُل القديمة للعمل الخيريحب الإنسانية وبناء مجتمعات تعاونية ومتسامحة ومحترمة. من خلال هذه الجهود، نهدف إلى ترك إرث لا يُقاس فقط من الناحية المالية ولكن من خلال تحسين حياة البشر في جميع أنحاء العالم.

التزامك بالمسؤولية الاجتماعية يمتد من خلال مشاركتك في التراث الثقافي والتاريخي لتعزيز العلاقات الدبلوماسية والتجارية. كيف تُجسّد هذا الالتزام في ممارسات أعمالك، خاصةً في مناطق مثل الشرق الأوسط وأفريقيا؟ هل يمكنك شرح كيفية تأثير هذه المبادئ على نماذج عملك ومساهمتك في التنمية المحلية؟

بالتأكيد، لطالما كان نهجي في الأعمال مرتبطاً بشكل وثيق بالمسؤولية الاجتماعية القوية. 

يعود هذا النهج إلى الاعتراف بأن الشركات، وخاصةً تلك التي تعمل على نطاق عالمي، لديها القدرةوبالفعل الالتزامبتعزيز التغيير الإيجابي ضمن المجتمعات والدول التي تخدمها. وهذا أمر له أهمية خاصة في المناطق الثقافية الغنية والمهمة تاريخياً مثل الشرق الأوسط وأفريقيا، حيث يمكن لأنشطة الأعمال أن يكون لها تأثيرات اجتماعية عميقة.

منذ البداية، استخدمتُ مهاراتي في مجال الأعمال ليس فقط لتحقيق النجاح الاقتصادي وإنما للمشاركة أيضاً بشكل فعّال مع المؤسسات المحلية والهيئات الحكومية. هذا التفاعل يعتبر أمراً أساسياً لتطوير فهم عميق للسياقات الثقافية والتاريخية التي تشكّل العلاقات التجارية وتحدّد في النهاية استراتيجيات أعمالنا. من الناحية العملية، هذا يعني أننا نتعامل مع كل قرار تجاري ومشروع بوعي شديد بآثاره الثقافية المحتملة ومساهماته في تقدّم المجتمع.

على سبيل المثال، في أنشطتنا في الشرق الأوسط وأفريقيا، نمنح الأولوية للمشاريع التي لا تكون مستقرة اقتصادياً فحسب، بل قادرة أيضاً على المساهمة في نسيج المجتمع المحلي. يمكن أن يشمل ذلك الاستثمار في الرعاية الصحية والتعليمالقطاعات التي توفر فوائد مباشرة للمجتمع المحلي وتضع الأسس لتقدّم المجتمع على المدى الطويل. نشارك في حوارات بنّاءة مع القادة المحليين وأصحاب المصلحة لضمان توافق مشاريعنا مع احتياجات وتطلعات المجتمعات.

بالإضافة إلى ذلك، التزامنا بالمسؤولية الاجتماعية يتجلى في طريقة وضع نماذج أعمالنا. فنحن نقوم بدمج الفرص لتطوير القوى العاملة المحلية وتعزيز القدرات بشكل متعمّد. يضمن هذا النهج إسهام وجودنا في المنطقة في تشكيل قاعدة من القوى العاملة الماهرة، وهي أساسية للتنمية المستدامة. نحن نؤكد على أهمية خلق فرص للشباب، حيث يلعب الشباب دوراً محورياً في استقرار وازدهار المجتمع في المستقبل. ومن خلال الشراكات مع المؤسسات التعليمية والشركات المحلية، نسعى إلى توفير مسارات للشباب لاكتساب المهارات والفرص اللازمة للنجاح. هذا الجهد لا يقتصر على المساهمة في تخفيف الفقر والجهل، بل يعزز أيضاً جيلاً من الأفراد المثقفين والمهرة الذين يمكنهم المساهمة في نمو واستقرار مجتمعهم.

في الأساس، قمنا بتصميم نماذج أعمالنا ليس فقط لاستخلاص القيمة من المناطق التي نعمل فيها بل لإنشائها. من خلال دمج المسؤولية الاجتماعية في جوهر ممارساتنا التجارية، نسعى لتحقيق النجاح الاقتصادي والمساهمة في تحقيق السلام والاستقرار عبر تعزيز الفرص للنمو. لقد كان هذا النهج أساسياً في توجيه أفعالنا وضمان المساهمة المجدية لإرثنا في إنشاء عالم أفضل.

هل يمكنك أن تقدّم لنا نظرة عامة على دور شركة “GKSD Healthcare Management & Consulting” في مجموعة “GKSD” القابضة للاستثمار ومجموعة مستشفيات سان دوناتو؟ بالإضافة إلى ذلك، كيف تعزز مسيرتك المتنوعة، التي تشمل قطاعات من العقارات إلى الرعاية الصحية، قدرتك على تقديم حلول متكمالة عبر مناطق مختلفة؟

تُعد شركة   “GKSD Healthcare Management & Consulting” جزءاً حيوياً من مجموعة “GKSD” القابضة للاستثمار ومجموعة مستشفيات سان دوناتو، حيث تتمتع بموقع استراتيجي يمكّنها من الاستفادة من خبرة منظماتنا الأم الواسعة والمتميّزة. تأسست هذه الشركة في عام 2020، وكان تركيزنا على تقديم خدمات استشارية استراتيجية متميزة وحلول رعاية صحية متكمالة، مستفيدين من الخبرة والمعرفة الواسعة المتوفرة ضمن شبكتنا، وتشملجامعة فيتا سالوتيه سان رافاييلالمتميزة. سواء كان الأمر يتعلق بإدماج الحلول الهندسية المتقدمة في مشاريع البنية التحتية للرعاية الصحية أو استغلال خبرتنا في مجال العقارات لتعزيز إمكانية الوصول الجسدي إلى مرافق الرعاية الصحية، فإن مشاركتنا الواسعة في القطاعات تثري خدماتنا. بالإضافة إلى ذلك، تمتد تأثيراتنا الجغرافية عبر إيطاليا وأوروبا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مع حضور واسع وملموس في مدن مثل ميلانو ودبي والرياض وبغداد وبوخارست ولوغانو. يضمن لنا هذا الحضور المتنوع أن نكون معروفين، لا بل ومندمجين بعمق في الأسواق المحلية التي نخدمها، مما يمكننا من تخصيص حلولنا لتلبية الاحتياجات الإقليمية بفعالية مع الحفاظ على مستويات التميّز العالمي.

باختصار، تمثّل GKSD Investment Holding وGKSD Healthcare جسراً بين قطاعات ومناطق متنوعة، مما يعزز قدرتنا على تقديم حلول متكمالة ومبتكرة تعكس الاحتياجات المعقدة للمنظومة الصحية الحديثة. من خلال هذا النهج التكمالي، نهدف إلى المساهمة بشكل كبير في تحسين وتطوير أنظمة الرعاية الصحية العالمية.

مجموعة مستشفيات سان دوناتو  GSD (جزء من مجموعة “GKSD” القابضة للاستثمار) هي أكبر مجموعة مستشفيات خاصة في إيطاليا بإيرادات تقدر بحوالى 2.3 مليار يورو. تأسست في عام 1957، وتضم بكل فخر 58 مرفق مستشفيات في إيطاليا و 77 في بولندا. بالإضافة إلى ذلك، تضم المجموعة ثلاثة مستشفيات بحثية جامعية، وتوظف أكثر من 26,000 شخص، بما في ذلك أكثر من 8,000 طبيب. تستقبل مرافقنا أكثر من 5.6 مليون مريض في السنة، ولدينا مشاريع في أكثر من 15 دولة. مستشفياتنا للتدريس معترف بها دولياً باعتبارها مراكز متميزة في البحوث العلمية والتدريب الطبي. تصنف أبحاث المجموعة ضمن أفضل 10 في العالم من حيث الاستشهادات الطبية، ونحن نفتخر بدورنا الرئيسي في مجال العلاج الجيني والخلوي. بالتعاون مع شركة مايكروسوفت، لدينا العديد من البرامج التي يتم تطويرها في مجال الرعاية التشخيصية القائمة على الذكاء الاصطناعي. وبطبيعة الحال، يثري هذا فهمنا وقدرتنا في إدارة الرعاية الصحية. قيادتنا في مجموعة مستشفيات سان دوناتو في هذا القطاع مدعومة بالتزامها بأحدث التقنيات ومنهجيات الرعاية الابتكارية التي تعتمدها خدمات استشارات GKSD أيضاً.

تعزز مجموعة “GKSD” القابضة للاستثمار موقعنا الفريد في السوق، إذ نقدّم كمجموعة متعددة التخصصات خدمات متخصصة في مجالات متنوعة مثل الرعاية الصحية، والمشتريات، والاستشارات في التمويل الاستراتيجي والشركات، وحلول الطاقة المتجددة، والهندسة والإنشاءات. من خلال شبكتنا الدولية التي تم بناؤها على مدى أكثر من أربعين عاماً من النشاط، أصبحت مجموعة “GKSD” القابضة للاستثمار رائدة في مجال إدارة المشاريع والاستشارات. بشكل خاص، تم إنشاء فرعية GKSD Green Solutions  نتيجة لرغبتنا في تطوير خدمات الطاقة المتجددة والمستدامة. بينما تتخصص فرعية GKSD Engineering & Construction  في بناء الأعمال الهندسية المدنية الكبيرة والأعمال الإنشائية، بالإضافة إلى إدارة المشاريع المعقدة لتجديد وتطوير المدن. نقدّم دعماً لمشاريعنا في مختلف البلدان، بما في ذلك العراق والإمارات العربية المتحدة ورومانيا، ونسعى جاهدين لتعزيز منشآت الرعاية الصحية وأنظمة إمداد الطاقة والبنية التحتية. يُعتبر هذا التنوع ليس مجرد قوة بل أداة استراتيجية تسمح لنا باستغلال الخبرة المتنوعة لتقديم حلول متكمالة لعملائنا.

وصفت مجلس الشركات الأوروبي لأفريقيا والشرق الأوسط “ECAM” كمنصة لتعزيز الحوار والتعاون بين أوروبا وأفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. هل يمكنك أن تشرح لنا كيف تتماشى هذه المبادرة مع رؤيتك لدمج العمل الخيري في ممارسات الأعمال؟ وبالإضافة إلى ذلك، كيف يعتزم المجلس التصدي للتحديات المتعلقة بالاستثمارات في قطاعي الرعاية الصحية والتعليم عبر هذه المناطق المتنوعة؟

لم يتم إنشاء مجلس الشركات الأوروبي لأفريقيا والشرق الأوسط “ECAM” بهدف تعزيز الحوار والشراكات الجديدة فحسب، وإنما أيضاً لإظهار كيف يمكن دمج العمل الخيري بسلاسة في الأعمال والحوكمة لتحقيق تأثيرات عالمية إيجابية. هذا التوافق مع معتقداتي الشخصيةبأن الأعمال والعمل الخيري قوى مترابطة قادرة على تحقيق تغيير جوهريأساسي لنهج المجلس.

هدفنا الرئيسي هو إنشاء منصة موحدة حيث يمكن لأوروبا وأفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التعاون بشكل أكبر، مستفيدين من قوتنا الجماعية لمواجهة بعض أكثر التحديات العاجلة التي تواجهها هذه المناطق اليوم، وبخاصة في قطاعي الرعاية الصحية والتعليم. هذان القطاعان ضروريان لأنهما يشكلان العمود الفقري لنمو وتنمية أي مجتمع. الاستثمار فيهما ليس فقط فعل خيري ولكنه قرار اقتصادي استراتيجي يستفيد منه الجميع. 

على سبيل المثال، أظهرت جائحة كوفيد– 19 بوضوح نقاط الضعف وحجم الترابط في الأنظمة الصحية العالمية، مما أكّد على الحاجة الملحة لبنية تحتية قوية للرعاية الصحية كجزء أساسي من الاستقرار الاقتصادي. يركّز مجلس الشركات الأوروبي لأفريقيا والشرق الأوسط “ECAM” بشكل خاص على تعزيز الوعي حول أهمية الاستثمار في الرعاية الصحيةليس فقط من حيث التكلفة، بل الاستثمار الحيوي في الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي للأمة. من خلال تعزيز وتسهيل الاستثمارات في الرعاية الصحية والتعليم، نسعى إلى ضمان تلبية هذه الاحتياجات الأساسية، وبالتالي تعزيز صحة السكان وتعليمهم ليتمكنوا من المساهمة في اقتصاداتهم. 

يهدف المجلس أيضاً لأن يكون ممراً للتعاون الأكبر من خلال استغلال الموقع الفريد لإيطاليا، وبشكل عام أوروبا، كجسر إلى إفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. اختيارنا لروما من أجل عقد دورتنا الثانية هو خيار استراتيجي، فهو يرمز إلى هذا الدور الجامع ويحققه. علاقات روما التاريخية والإيجابية مع هذه المناطق تجعلها مكاناً مثالياً لتعزيز المناقشات التي تتجاوز الحدود والعقبات الثقافية. في مواجهة هذه التحديات، يعتزم مجلس الشركات الأوروبي لأفريقيا والشرق الأوسط “ECAM” استخدام منصته لإنشاء تحالفات تشبه دور الأمم المتحدةموحدة، بلا حدود، شاملة، ومرحبة بالجميع. من خلال ذلك، نعتزم تغيير الطريقة التي ينظر بها العالم إلى الرعاية الصحية والتعليم، لكي ننتقل من واقع اعتبارها عبئاً إلى الاعتراف بأنها استثمارات حيوية تؤتي ثمارها على المدى الطويل لجميع أفراد المجتمع. وفي النهاية، يجسد مجلس الشركات الأوروبي لأفريقيا والشرق الأوسط “ECAM” معتقداتي الراسخة بأن عالم الأعمال له دور حاسم في تعزيز المؤسسات الوطنية. يمكننا أن نقدّم مساهمات مجدية بهدف بناء عالم أفضل من خلال الاستثمارات الاستراتيجية التي تدعم وتخدم عامة الناس. ولهذا السبب، فإن مجلس الشركات الأوروبي لأفريقيا والشرق الأوسط “ECAM” لا يسعى فقط إلى تعزيز التعاون والحوار، بل يسعى أيضاً إلى وضع مسارات فعلية وعملية لتحقيق هذه الاستثمارات، وبناء الجسور الضرورية لتشكيل مستقبل أكثر ترابطاً وتعاوناً.

يشارك مجلس الشركات الأوروبي لأفريقيا والشرق الأوسط “ECAM” بنشاط في مجموعة متنوعة من المشاريع الخيرية في قطاعات حيوية مثل الرعاية الصحية والتعليم والتدريب. هل يمكنك مناقشة بعض المشاريع الرئيسية التي قام بها المجلس وتوضيح تأثيراتها؟ وكيف تتماشى هذه المشاريع مع أهداف المجلس في تعزيز التنمية والتعاون داخل المناطق التي يعمل فيها؟ 

بالتأكيد، يلتزم مجلس الشركات الأوروبي لأفريقيا والشرق الأوسط “ECAM” بشكل عميق بتحقيق تأثيرات ملموسة في مجالات الرعاية الصحية والتعليم والتدريب، حيث تلعب هذه المجالات دوراً حيوياً في تعزيز التنمية المستدامة والتعاون عبر المناطق. يهدف كل مشروع إلى تلبية الاحتياجات الفورية ويسعى أيضاً إلى مواكبة مهمتنا الأكبر في تطوير شراكات طويلة الأمد وتعزيز قدرة المجتمع على التحمّل.

من بين المبادرات الملحوظة التي قام بها المجلس كان تقديم المساعدات لضحايا الزلازل في سوريا، حيث تم إطلاق هذه المبادرة في 11 فبراير 2023. كان هذا المشروع ذا أهمية بالغة في تقديم المساعدة الفورية للمجتمعات المتضررة، ما يؤكد التزامنا بالاستجابة السريعة في أوقات الأزمات، ويبرز أهمية التضامن والدعم بين الدول في مواجهة الكوارث الطبيعية.

في مجال التعليم، قمنا بمنح منحتين دراسيتين بالتعاون مع أكاديمية مولي بلوم في التاسع من يونيو 2022. تعتبر هذه المنح الدراسية جزءًا من استراتيجيتنا للاستثمار في الشباب من خلال توفير فرص الحصول على تعليم عالي الجودة، وبالتالي تزويدهم بالمهارات والمعرفة الضرورية ليتمكنوا من المساهمة الفعّالة في مجتمعاتهم.

في الرابع من أغسطس 2021، قدمنا تبرعاً إنسانياً هاماً للجزائر، بهدف دعم احتياجات المجتمع المتنوعة. يُعد هذا التبرع تجسيداً لتعهدنا بمعالجة التحديات الخاصة التي تواجهها المجتمعات، وتعزيز رفاهيتها، ودعم تطلعاتها التنموية.

بالإضافة إلى ذلك، في الرابع والعشرين من يوليو 2021، بدأنا مشروعاً بعنوانالأوكسجين لمستشفيات تونس”. كان هذا مهماً بشكل خاص خلال ذروة جائحة كوفيد-19، حيث ساهم مباشرةً في زيادة قدرة النظام الصحي على إنقاذ الأرواح وإدارة الأزمة الصحية بشكل أكثر فعالية.

مشروع آخر ذو تأثير كبير تم إطلاقه في 11 يونيو 2021 وهو إنشاء غرفة لقسطرة القلب للأطفال. هذا المرفق الطبي المتخصص كان له الدور الرئيسي في توفير خدمات الرعاية الصحية الحرجة للأطفال، مما ساهم في تحسين كبير في جودة الرعاية القلبية المتاحة للمرضى الصغار. 

تعكس هذه المشاريع، التي تم اختيارها وتنفيذها بعناية، التزام مجلس الشركات الأوروبي لأفريقيا والشرق الأوسط “ECAM” بمعالجة الاحتياجات الفورية، وفي الوقت نفسه، إنشاء القاعدة للتنمية المستدامة. من خلال التركيز على الرعاية الصحية والتعليم، نسعى إلى توفير بيئات حيث يكون المجتمع مجهزاً لمواجهة التحديات الحالية وملهماً لتشكيل مستقبل أكثر إشراقاً. كل مبادرة تمثل خطوة نحو تحقيق رؤيتنا لعالم يتجاوز فيه التعاون والتنمية الحدود، لبناء مجتمع عالمي أقوى وأكثر ترابطاً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى