مقابلات

دكتور وسيم شاتيلا

دكتور وسيم شاتيلا

إستشاري أمراض القلب التداخلية في مركز كليمنصو الطبي في بيروت

القسطرة التداخلية الخيار الأول لعلاج أمراض الشرايين والصمامات

تتسارع التطورات في مجال علاج أمراض الشرايين وصمامات القلب بالحد الأدنى من التدخل الجراحي وذلك بفضل القسطرة التداخلية التي أدّت إلى ما يشبه بالطفرة الهائلة غيّرت وجه الطب، ولا تزال الأبحاث العلمية تسير على قدم وساق من أجل تحقيق المزيد من الإبتكارات في هذا المجال. الدكتور وسيم شاتيلا، إستشاري أمراض القلب التداخلية في مركز كليمنصو الطبي في بيروت، قال إن تقنيات الحد الأدنى من التدخل الجراحي تشكّل اليوم الخيار الأول لعلاج أمراض الشرايين والصمامات الأمر الذي لم يكن متوفراً في الماضي؛ فإلى جانب الدور المهم للقسطرة التداخلية على صعيد تشخيص أمراض الشرايين، أصبح دورها اليوم علاجي بامتياز.

ولفت دكتور شاتيلا في حديثه إلى مجلةالمستشفى العربيإلى أن مركز كليمنصو الطبي في بيروت يمتلك أحدث الأجهزة الطبية للقسطرة التداخلية حيث يسعى دوماً إلى تسخير التكنولوجيا الطبية لخدمة المرضى وعلاجهم بتقنيات عالمية، فضلاً عن استقطابه لأهم الكوادر الطبية والأطباء الذين يتمتعون بمهنية عالية وخبرة متميزة في هذا المجال.

أمراض الصمامات

يوضح دكتور شاتيلا أن في الجسم يوجد أربعة صمامات لكن الصمام الأبهر هو الأساسي المسؤول عن إيصال الدم إلى باقي أنحاء الجسم، وإذا أصابه أي تضيّق يعجز عن أداء وظيفته بالشكل المطلوب فيعاني المريض من بعض المضاعفات مثل ضيق التنفس وألم في الصدر أو إختناق وربما يغيب عن الوعي وغيرها من المضاعفات الخطيرة ما لم يتم التدخل الطبي. 

وفي هذا الإطار، يقول دكتور شاتيلا: “من أهم الإجراءات العلاجية التي تتم بواسطة القسطرة التداخلية هي علاج أمراض الصمام الأبهر، حيث نقوم بإدخال القسطرة إلى القلب والوصول إلى الصمام التالف فنستخدم بالون طبي لتوسيع المكان ومن ثم تركيب الصمام الجديد في منتصف الصمام القديم وتثبيته؛ يبدأ بعد ذلك الدم بالتدفق مباشرة من خلال الصمام الجديد”.

دكتور شاتيلا أضاف قائلاً: “يسهم هذا الإجراء في تدفق الدم الغني بالأوكسجين إلى بقية أعضاء الجسم عن طريق استبدال الصمام التالف بآخر صناعي، وبما أن هذا الإجراء الطبي يتم بواسطة التخدير الموضعي، فإن ذلك يسهم في سرعة تعافي المريض وتجنّب العدوى أثناء الجراحات التقليدية فيعود إلى حياته الطبيعية في غضون أيام”.

وعليه، تمثّل زراعة الصمام الأبهر عبر القسطرة عملية رائدة وهي الحل البديل للعمليات الجراحية التقليدية المعقّدة، إذ بالإمكان إجراؤها خلال ساعتين أو أقل.

عن علاج الصمامات المتبقية، يقول دكتور شاتيلا: “ بالإضافة إلى علاج أمراض الصمام الأبهر، يمكننا الوصول إلى الصمام التاجي الأيمن والأيسر بواسطة القسطرة لمعالجة التضيق وكذلك يمكننا ترميمه إذا كانت الحالة تستدعي ذلك؛ لكن لم نتمكن بعد من استبداله، إلا أنه يوجد الكثير من الدراسات الحديثة التي تعد بالمزيد من التطور وهناك آفاق واسعة لمستقبل أفضل في هذا المجال”.

أمراض الشرايين

القسطرة التداخلية هي العلاج الأمثل لتصلب الشرايين التاجية وانسدادها حيث يتم توسيعها عبر تركيب دعامات القلب. 

يقول دكتور شاتيلا: “تحتوي القسطرة على بالون صغير في طرفها يتم إدخاله إلى جسم المريض عبر أنبوب رفيع للوصول إلى أحد الشرايين أو الأوردة، ثم يتم نفخه بمجرد وصول القسطرة إلى الشريان المسدود، ويدفع البالون اللويحة أو الجلطة الدموية التي تسد الشريان ما يوفر مساحة أكبر لتدفق الدم. ثم يتم إدخال الدعامة، وهي أنبوب صغير مصنوع من البلاستيك أو من الشبك السلكي، في الشريان الذي تم توسيعه  ليظل مفتوحاً”.

ما هي إذن الحالات التي لا يمكن علاجها بالقسطرة التداخلية؟

يقول دكتور شاتيلا: “يتم اللجوء إلى جراحة القلب المفتوح في حال وجود أمراض في الصمامات ما عدا الصمام الأبهر؛ كما نلجأ إليها في حال وجود تصلب أو تضيق في شرايين كثيرة بنسبة عالية أو إذا كانت نسبة التكلس مرتفعة، عندها يكون من الأفضل للمريض إجراء جراحة القلب المفتوح بدلاً من القسطرة. 

كيف يحافظ المريض على صحة قلبه بعد التدخل الطبي؟

نمط الحياة الصحي أهم خطوات الحفاظ على صحة القلب سواء قبل التدخل الطبي أو بعده، لكن للحفاظ على نتيجة العملية على المريض أن يُدخل تغييرات جذرية في نمط حياته إذ بالدرجة الأولى عليه الإمتناع عن التدخين أو التعرض للتدخين السلبي لما لذلك من خطر على صحة القلب، بالإضافة إلى تناول الغذاء الصحي وممارسة الرياضة. بعد سن الخمسين، ينبغي زيارة طبيب القلب بشكل دوري لإجراء بعض الفحوصات التي تعطينا مؤشراً حول ما إذا كان المريض عرضة لخطر الإصابة بأمراض القلب أم لا، فنقوم مثلاً بفحص الجهد أو تصوير القلب بواسطة الإيكو، كما يمكن أن نجري فحص الكالسيوم لمعرفة معدله خصوصاً عند النساء لأن شرايين القلب لديهن تتميز برفعها وهذا الفحص يكشف ما إذا كانت السيدة تعاني من تكلس أم لا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى