أمراض وعلاجات

الأمراض القلبية الوعائية

الأمراض القلبية الوعائية

سلوكيات الحياة اليومية تخفف من عبئها أو تزيد من خطرها

الأمراض القلبية الوعائية من الأسباب الرئيسية للوفاة على مستوى العالم وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، وهي عبارة عن مجموعة من الإضطرابات والأمراض التي تصيب القلب والأوعية الدموية بسبب انسدادها فتمنع وصول ما يكفي من الدم إلى القلب أو الدماغ أو أي جزء آخر من الجسم وترتبط بتراكم الترسّبات الدهنية في الشرايين وهو ما يُعرف باسم تصلّب الشرايين.

في الواقع، الأمراض المتعلّقة بشرايين القلب هي الأكثر انتشاراً حول العالم وهي المرتبطة بالجلطات والذبحة الصدرية؛ وهناك مجموعة من العوامل التي تزيد من معدل الإصابة منها التوتر الدائم والطعام غير الصحي والخمول وغيرها من العادات المتعلقة بنمط الحياة غير الصحي.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الأعداد المرتفعة لمرضى السكري وضغط الدم المرتفع والكوليسترول ساهمت بشكل أساسي في ارتفاع حالات الإصابة بأمراض القلب؛ فضلاً عن العامل الوراثي ودوره في زيادة من خطر الإصابة في عمر ما قبل الخمسين، فالأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي عليهم أن يقوموا بفحوصات دورية مبكرة لتفادي المضاعفات الخطيرة.

تشمل أمراض القلب الوعائية

  • أمراض القلب التاجية: وهي أمراض تصيب أوعية الدم التي تغذي عضلة القلب. تحدث عندما يتم حظر تدفق الدم إلى القلب الأمر الذي يمكن أن ينتج عنه ما يُعرف بالذبحة الصدرية أو النوبات القلبية أو قصور القلب.
  • السكتات الدماغية والنوبات الإقفارية العابرة: تحدث عند إنقطاع إمداد الدماغ بالدم أثناء السكتة الدماغية.
  • أماالنوبةالإقفاريةالعابرة،فهيشبيهةلهالكنتدفقالدمإلىالدماغيكونمؤقتًافقط.
  • الأمراض الدماغية الوعائية: وهي أمراض تصيب الأوعية التي تغذي الدماغ.
  • الأمراض الشريانية المحيطية تصيب الأوعية الدموية التي تغذي الذراعين والساقين، وتحدث عند وجود انسداد في شرايين الأطراف.
  • أمراض القلب الروماتيزمية وهي عبارة عن أضرار تصيب العضلة القلبية وصمامات القلب جرّاء حمى روماتيزمية.
  • أمراض القلب الخلقية: وهي تشوّهات عند الولادة في الهيكل القلبي.
  • الخثار الوريدي العميق أو الإنصمام الرئوي: الجلطات الدموية التي تظهر في أوردة الساقين والتي يمكنها الإنتقال إلى القلب والرئتين.

ما هي مسبّبات المرض؟

إن سلوكيات الفرد في حياته اليومية هي التي تحدّد ما إذا كان معرضاً لخطر الإصابة بأمراض القلب أم لا. فهناك عوامل يمكنه التحكم بها عبر تغيير نمط حياته؛ في المقابل، هناك بعض عوامل الخطورة لا يمكن التحكم بها مثل العامل الوراثي، كل ما يمكن أن تفعله هذه الفئة من المرضى هو تجنّب أي عوامل قد تسهم في رفع نسبة الخطر ليحظوا بحياة هانئة خالية من المفاجآت على صعيد حدوث أزمات قلبية التي وإن حدثت فقد تكون خفيفة بعض الشيء إذا ما كان المريض يتبع نمطاً صحياً في حياته اليومية.

العوامل التي لا يمكن تجنّبها هي:

  • العامل الوراثي إذ إن وجود تاريخ عائلي للمرض يعني زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
  • التقدم في السن حيث يزداد خطر الإصابة بأمراض القلب الوعائية كلما تقدمنا في السن.
  • الجنس حيث أن الرجال أكثر عرضة لاحتمال الإصابة في سن أصغر، أما بعد سن اليأس فيتساوى خطر الإصابة بين الجنسين.

أما العوامل التي يمكن تجنّبها، فهي:

  • السمنة والوزن الزائد: يرتفع خطر تطور أمراض القلب كلما كان مؤشر كتلة الجسم مرتفعاً.
  • إرتفاع ضغط الدم: يتسبب في تصلب البطين الأيسر وعدم قدرته على أداء وظائفه بفعالية، وتسمى هذه الحالة بالتضخم وهو من العوامل الرئيسية التي تسبب مرض القلب التاجي.
  • القلق والتوتر: الكآبة وضغوطات الحياة والوحدة وعدم وجود علاقات إجتماعية كلها عوامل تزيد من تطور أمراض القلب الوعائية وخصوصاً مرض القلب التاجي.
  • السكري: يتسبّب إرتفاع السكر في الدم في تدهور الشرايين الصغيرة والكبيرة، ومع مرور السنوات وعدم ضبط مستوى السكر فإن الخلايا في الجدران الداخلية للشرايين تعجز عن إعادة الإنتاج بالشكل المطلوب ما يؤدي إلى تصلب الشرايين.
  • ارتفاع الكوليسترول والدهون الثلاثية: يمكن للمادة الدهنية الموجودة في الدم أن تزيد من فرصة الإصابة بجلطة دموية.
  • التدخين: يقلّل من الأوكسجين الموجود في الدم، فيزيد من ضغط الدم وسرعة القلب، ويضطر القلب عندئذ من العمل بشكل أقوى لتوفير كمية كافية من الأوكسجين للجسم ككل.
  • الخمول: العدو الأول للإنسان والمسؤول عن الكثير من الأمراض.

كيف يمكن تخفيف عبء أمراض القلب الوعائية؟

التخفيف من أعباء أمراض القلب الوعائية يحتاج إلى تغيّرات في سلوكيات الحياة اليومية وتكون بداية هذه الخطوة من خلال تفعيل برامج وخطط وقائية تعتمد بالدرجة الأولى على الرعاية الصحية الأولية والكشف المبكر لكل من لديه خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم ومكافحة هذا المرض المزمن، بالإضافة الى مكافحة السمنة وقلة الحركة والتدخين والنظام الغذائي غير الصحي. الإجراءات الشاملة وفق خطط وآليات عمل متكاملة هي الوسيلة للوقاية من أمراض القلب الوعائية ومكافحتها أو على الأقل الحد من مضاعفاتها. 

التوقف عن التدخين

الإمتناع عن التدخين وتجنّب التدخين السلبي من أهم الخطوات للحفاظ على صحة القلب، حيث يبدأ خطر الإصابة بمرض القلب في الانخفاض في أقل من يوم واحد بعد الإقلاع عن التدخين. وبعد عام من الإقلاع عن التدخين ينخفض خطر الإصابة بمرض القلب إلى حوالى النصف. فالأشخاص المدخنون عليهم التوقف عن التدخين بشكل فوري لأن أضرار التدخين لا تتوقف على ما يسببه من ضرر على القلب فقط بل يمكن ان يتسبب في وفاة القلب المفاجئة. 

النشاط البدني

ممارسة التمارين الرياضية تنظم عمل القلب وتمنع إضطراب النبض؛ يجب البدء بممارسة الأنشطة البدنية اليومية المُنتظمة لأنها تقلل من خطر الإصابة بمرض القلب وتساعد في التحكم في الوزن، كما أنها تقلل من فرص الإصابة بحالات أخرى قد تسبب إجهادًا للقلب مثل إرتفاع ضغط الدم والكوليسترول والإصابة بداء السكري من النوع الثاني.

النظام الغذائي الصحي

هذه الخطوة تعتبر غاية في الأهمية إن لجهة الوقاية من أمراض القلب أو لجهة زيادة فعالية العلاجات المتبعة في حال تناولها جرّاء أزمة او نوبة قلبية سابقة.  يجب أن يمتنع المريض عن تناول بعض الأطعمة والمشروبات، خاصة الغنية بالصوديوم كالملح والمشروبات الغازية، لأنها تزيد من السوائل المختزنة بالجسم. من الأطعمة المفيدة لصحة القلب   الخضروات والفواكه، الفول أو البقوليات الأخرى،  اللحوم والأسماك خفيفة الدهون،  منتجات ألبان قليلة الدسم أو منزوعة الدسم، الحبوب الكاملة، الدهون الصحية مثل زيت الزيتون.

الحفاظ على وزن صحي

السمنة ترفع خطر التعرض لأمراض القلب وخاصة تمركز الدهون حول محيط الخصر، وهي تعتبر عامل خطر للإصابة بالسكري من النوع الثاني وإرتفاع ضغط الدم وغيرها وكلها حالات مرضية ترفع خطر الإصابة بأمراض القلب. إن خسارة 5% فقط من الوزن تُخفض خطر الإصابة بامراض القلب والأمراض المتعلقة به حيث يساعد ذلك في تقليل بعض الدهون الثلاثية في الدم وتقليل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. كما يساعد فقدان المزيد من الوزن على خفض ضغط الدم ومستوى الكوليسترول في الدم.

الحد من الإنفعالات

تجنب الصدمات النفسية والإنفعالات العصبية قدر المستطاع لأن تأثيرها السلبي ينعكس مباشرة على صحة القلب بحيث يزيد من حاجة الجسم للدم والأوكسجين ما يشكل ضغطاً أكبر على عضلة القلب وبالتالي تزداد حدة الأعراض، فالضغوط الكثيرة تزيد من إحتمالات تدهور حالة القلب. 

من المهم أن ينأى المريض بنفسه عن الضغوط النفسية والعصبية قدر الإمكان، فالضغوط الكثيرة تزيد من إحتمالات تدهور حالة القلب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى