مقابلات

الدكتور هشام الخطيب

الدكتور هشام الخطيب

إستشاري جراحة العظام في مستشفى مركز كليمنصو الطبيدبي

نقدّم أحدث طرق العلاج والتكنولوجيا الأكثر ابتكاراً على مستوى المنطقة

يعتبر مستشفى مركز كليمنصو الطبيدبي في طليعة المستشفيات العالمية المصمّمة وفق مفهوم جديد في الرعاية الطبية لتقديم أحدث طرق التشخيص والعلاج عبر استقطابه أطباء من ذوي الخبرات المتميزة وتوفير التكنولوجيا والعلاجات الأكثر ابتكاراً على مستوى المنطقة، وفي الوقت نفسه يحظى المريض بفخامة وخدمة من الدرجة الأولى.

لقد تمكّن مستشفى مركز كليمنصو منذ انطلاقته وحتى اليوم من رفع مستوى المعايير الطبية، محلياً وإقليمياً وعالمياً. الدكتور هشام الخطيب، إستشاري جراحة العظام في مستشفى مركز كليمنصو الطبيدبي، تحدّث إلى مجلةالمستشفى العربيحول الخدمات المتميزة التي يتم تقديمها في المستشفى إلى جانب دوره في تنشيط السياحة العلاجية في دولة الإمارات التي لاقت رواجاً كبيراً في السنوات الأخيرة بفضل ما توفره الدولة من بيئة جاذبة وتطور ملحوظ على مستوى القطاع الطبي.  كما تطرّق الدكتور الخطيب إلى التطور على مستوى علاجات أمراض ومشاكل العظام سواء على مستوى التدخل الجراحي أو غير الجراحي.  وفي ما يلي نص الحوار. 

السياحة العلاجية 

نود في بداية الحوار الإضاءة على السياحة العلاجية في دولة الإمارات والمقوّمات المتوفرة فيها.

في الواقع، تسير السياحة العلاجية في دولة الإمارات بوتيرة متسارعة في ظل توافر المقوّمات اللازمة لتطورها مثل الإمكانات الطبية العالية التي تشمل كفاءات بشرية وأطباء من ذوي الخبرات العالية، والتقنيات والأجهزة الأكثر تطوراً على مستوى الطب إلى جانب سهولة الإجراءات وسرعة الحصول على الخدمة الطبية.

إن دولة الإمارات بشكل عام، وإمارة دبي على وجه الخصوص، تشكّل اليوم بيئة جاذبة للسياحة العلاجية، فقد تمكّنت من توفير رعاية صحية بمواصفات عالمية، كما حرصت على عقد شراكات واتفاقيات مع مستشفيات ومراكز طبية عالمية في الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا الأمر الذي يشجع المرضى على اختيار دولة الإمارات للحصول على الخدمة الطبية التي يحتاجونها.

اليوم أصبحت دولة الإمارات الوجهة المفضّلة للكثير من المرضى من الدول المتقدمة بفضل سهولة الإجراءات وسرعة العلاج وتوافر الكفاءات البشرية والأسعار المناسبة في سائر المجالات الطبية.

هذه العوامل مجتمعة أسهمت في وجود بنية تحتية متقدمة ربّما هي أفضل من الكثير من بلدان أخرى وهو ما اكتشفته انطلاقاً من تجربتي الخاصة في العمل في كل من كندا ولندن لسنوات ومن ثم دبي؛ ولعل أكثر ما لاحظته أنا والكثير من المرضى السهولة في حجز موعد مع الطبيب حيث يتم ذلك خلال 24 ساعة وهو ما لا يتوافر في كثير من البلدان.  كما أن الأطباء في دولة الإمارات يحملون شهادات من دول مرموقة مثل كندا وبريطانيا وفي بعض الأحيان يتفوّقون عليهم في الشهادات والخدمات التي تقدمها الدولة.

ففي ثمانينات القرن الماضي، غالبية المرضى في دولة الإمارات كانوا يقصدون دول أخرى بهدف العلاج مما كان يشكّل عبئاً كبيراً؛ لكن منذ العام 2005 ومع دخول القطاع الصحي مرحلة متقدّمة تغيّر هذا الواقع وأصبح السفر إلى الخارج نادراً بل على العكس هناك الكثير من المرضى الذين يقصدون الدولة للعلاج.

على صعيد القوانين الطبية المتعلّقة بممارسة مهنة الطب، فقد تطوّرت القوانين ليكون الكادر الطبي على أعلى درجة من المهنية والكفاءة وفقاً للمعايير العالمية. كلها عوامل جذب ساعدت في تطور السياحة العلاجية.

السياحة العلاجية بالدولة في تطور مستمر ونتوقع أن يزداد الإقبال عليها في السنوات المقبلة بفضل إمكانياتها العالية في شتى المجالات حيث إنها اليوم تنافس دول أوروبا في هذا المجال.

كليمنصومستشفى متطور 

حدّثنا عمّا يتم تقديمه في مستشفى مركز كليمنصو الطبي دبي.

يسعى مستشفى مركز كليمنصو الطبيدبي ليكون لديه مكانة خاصة، حيث يتميز بوجود كفاءات طبية على مستوى عال من الخبرة والمهنية إلى جانب استخدام الروبوت للتدخل الجراحي مع الإشارة إلى أن هذا الروبوت هو ذاته متوفر في بلدان مثل بريطانيا كندا وربما أفضل.

إن مستشفى مركز كليمنصو الطبي في دبي هو مستشفى متكامل من حيث التخصصات الطبية على اختلاف أنواعها إذ يضم كل قسم طاقماً طبياً متخصصاً يقدم الخدمات الطبية وفق أعلى المعايير الطبية العالمية. كما يضع المستشفى مصلحة المريض فوق كل اعتبار، ويتم قبول جميع أنواع التأمينات الصحية في الدولة. لدى المستشفى إتفاقيات تعاون وتبادل خبرات مع مستشفيات عالمية حيث يوجد مجموعة من اهم الأطباء الذين يأتون بشكل دوري الى المستشفى (طبيب زائر). واليوم، هناك عدد لا بأس به من المرضى يأتون من دول خليجية وعربية وأجنبية بهدف الحصول على العلاج لدينا حيث يتم تقديم الخدمات الطبية على اختلافها ويقوم الطاقم الطبي بإجراء العمليات المعقّدة للحالات المستعصية.

جراحة العظام

بالحديث عن جراحة العظام، يعتبر هذا المجال من أكثر التخصصات الطبية التي شهدت تطوراً ملحوظاً إن على مستوى الجراحات أو التقنيات المستخدمة. ففي السابق، كانت العملية تستغرق حوالى ساعة ونصف، أما اليوم يمكن إجراؤها بنصف ساعة أو 45 دقيقة على أبعد تقدير وذلك لأن التقنية تطوّرت وكذلك نوعية المفاصل المستخدمة؛ وفي هذا المجال، فقد كان للروبوت دوراً أساسياً في تقليص مدّة العملية التي تتم بدقة عالية والنتيجة تنعكس على المريض بحيث يكون الألم أقل والتعافي أسرع. التطوّر في هذا المجال شمل الأجهزة والآلات والتقنيات المستخدمة مثل الشرائح والمسامير وغيرها من الأمور التي نحتاجها خلال عملنا. هناك أيضاً 

طفرة كبيرة على مستوى الأدوات والآلات المختلفة التي يتم استخدامها خلال العلاج مثل الشرائح والمسامير على اختلاف أنواعها. أكثر من ذلك، بفضل خاصية التصوير ثلاثي الأبعاد، يمكن تفصيل المفصل المناسب لكل مريض بحيث نعطي تلك الصورة للشركة فتقوم بتصميم المفصل بحسب الحالة.

الخوف من تبديل مفصل الركبة

نلاحظ أن كثير من المرضى يتخوّفون من عملية تبديل مفصل الركبة. ما هو السبب؟ وكيف تطمئن المرضى بعدم خطورة تلك العملية؟ 

في الواقع، تعود هذه المخاوف إلى ما كان يعاني منه المرضى جرّاء عمليات تبديل الركبة حيث كانت نسبة النجاح لا تتعدى الـ70 أو 80 بالمئة فضلاً عن صعوبة المشي أو صعود الدرج أو السّجود بعد العملية وكذلك طول فترة البقاء في المستشفى.

لكن مفهوم عمليات تبديل الركبة اليوم تغيّر بشكل جذري، وهنا أؤكد لكل مريض أن بإمكانه السّير بعد العملية وكذلك صعود الدرج ولا حاجة إلى تناول أي نوع من الأدوية. 

من المخاوف أيضاً ممارسة الرياضة بعد العملية، وهو أمر أكيد حيث يمكن ممارسة جميع أنواع الرياضات بصورة طبيعية.

المفصل الحديث الذي تم وضعه مضمون لـ 20 عاماً ولأن العلم تطور بشكل كبير بات بإمكان المريض في عمر 30 سنة أن يبدل مفصل الركبة. 

التخدير كذلك يدخل ضمن دائرة المخاوف خصوصاً بالنسبة للمرضى الذين يعانون من امراض مزمنة أو كبار السن، لكن عملية تبديل مفصل الركبة باتت تتم اليوم بالتخدير النصفي بحيث يكون المريض واعياً ولكن لا يشعر بأي ألم على الإطلاق. 

واحدة من المخاوف أيضاً تتعلق بالمرضى الذين يعانون من السمنة أو الوزن الزائد والخوف من فشل العملية وهو أمر غير صحيح لأن المفصل الجديد يتم اختياره بحسب وزن المريض ولديه قدرة عالية على التحمّل.

ما هي الحالات التي تستدعي إجراء عملية تغيير مفصل الركبة؟

الحالات المرضية التي تستدعي العملية هي خشونة الركبة ولكن ليس كل خشونة ركبة تتطلّب تبديل المفصل. فهناك أربع مراحل لخشونة الركبة، المرحلة الأولى هي الأقل حدّة والرابعة هي الأسوأ وتتطلب تبديل المفصل.

المرحلة الثانية حين يجد المريض صعوبة في صعود الدرج بسبب الألم ولكن يمكن السيطرة عليه باستخدام المسكنات؛ مع تقدم الحالة المرضية ينتقل المريض إلى المرحلة الثالثة فيحتاج إلى تناول المسكنات بشكل يومي لتخفيف الألم ويجد صعوبة في النوم ولا يمكنه السير لمسافة طويلة. 

أما المريض الذي وصل إلى المرحلة الرابعة من خشونة الركبة فهو يأتي إلى المستشفى على كرسي لأنه لا يستطيع المشي فضلاً عن الألم الشديد والذي يزداد سوءًا في الليل.

قبل اتخاذ القرار، على الطبيب الإستماع إلى شكوى المريض لتوضيح الحالة وتحديد مسار العلاج المناسب. أهم الأسئلة التي نطرحها على المريضهل تستطيع النوم من شدة الألم؟في حال لم يكن يستطيع النوم يكون الخيار هو العملية. في المرحلتين الأولى والثانية من الأفضل علاج الحالة بواسطة الأدوية، أما المرحلة الثالثة والرابعة فالمريض بحاجة إلى التدخل الجراحي لتبديل مفصل الركبة.

التدخل غير الجراحي 

هلا حدّثتنا عن التدخل غير الجراحي ومتطلباته؟

التدخل غير الجراحي لمرضى خشونة الركبة في المرحلتين الأولى والثانية يكون بالدرجة الأولى عبر حث المريض على اتباع نمط حياة صحي وتشجيعه على ممارسة الرياضة بصورة منتظمة واتباع نظام غذائي محدد والمواظبة على فحص معدلات السكر والضغط.

ننصح بعض المرضى بعمل جلسات من العلاج الطبيعي لتقوية عضلات الفخذ لأنها تحمل الظهر وتحافظ على المفصل؛ كما نصف بعض الأدوية والمسكنات التي لا تؤثر على المعدة، ويوجد الكثير من الأدوية الطبيعية وغير الطبيعية للإلتهابات التي تخفف من خشونة الركبة حيث شهد هذا المجال تطوراً ملحوظاً.

يمكن كذلك استخدام الكولاجين، ورغم أنه لا يعيد الركبة إلى ما كانت عليه إلا أنه يمنع تزايد الحالة وتقدمها. كما يمكن إعطاء المرضى بعض الفيتامينات والحقن مثل الحقن الزيتية التي تطوّرت في السنوات الأخيرة وأظهرت نتائج ممتازة في إبقاء مفصل الركبة لزجاً والتخفيف من احتكاك العظام والتقليل من الخشونة، وبالتالي الحفاظ على الركبة. يحتاج المريض لهذه الحقن مرّة كل سنة وقد أظهرت نتائج ممتازة في المرحلتين الأولى والثانية.

من العلاجات غير الجراحية حقن البلازما التي لاقت رواجاً في السنوات الأخيرة وهي ممتازة لكل من يفضّل العلاجات الطبيعية؛ حقن البلازما تتم عبر أخذ عيّنة من دم المريض ليتم وضعها في جهاز خاص لاستخلاص البلازما ومن ثم حقنها في المفصل للمحافظة على الركبة ومنع تزايد خشونتها.

أخيراً على مستوى العلاجات بدون التدخل الجراحي، يمكن اللجوء إلى استخدام الخلايا الجذعية؛ في علاج العظام نأخذ الخلايا الجذعية من العضل ونضعها في جهاز خاص لنحقن بها المريض في مكان خشونة الركبة؛ هناك الكثير من الأبحاث التي تتم في هذا المجال ولكن حتى اليوم لا يوجد بحث علمي يعطي نتائج مليون بالمئة. إن عمل الخلايا الجذعية يكمن في تشجيع نمو بعض الخلايا والحفاظ على الركبة لكنها لا تعيدها إلى حالتها الأولى كمفصل جديد، على عكس المفاهيم الخاطئة المنتشرة بين عامة الناس.

نعم هناك تطورات في مجال الخلايا الجذعية وهناك مختبرات تعمل على تطوير هذا المجال في كل التخصصات، ونحن نقوم في مستشفى مركز كليمنصو بعمل حقن الخلايا الجذعية للمفاصل وهناك الكثير من الحالات الناجحة من حيث تخفيف الألم والخشونة ولكن المفاصل والعظام لا تعود إلى ما كانت عليه؛ وهنا، لابد من التأكيد بأن ليس كل حالة مرضية يمكن علاجها بواسطة الخلايا الجذعية. هناك أبحاث في مجال الخلايا الجذعية نقوم بها في جامعة الشيخ محمد بن راشد والأبحاث تبيّن تطور هذا المجال، حيث قمنا بإعداد 10 مقالات عن تلك الأبحاث الأمر الذي لم يكن موجوداً على مستوى منطقة الخليج.

الركبة العربية

لديكم مقالة تتحدث عن الركبة العربية. ما المقصود بذلك؟ 

نحن كعرب نأخذ كل العلم من الغرب ولا يوجد علم خاص بالمنطقة العربية؛ وعليه نحن لا نستطيع أن نقارن العرب بالغرب. نحن مختلفين كبشر والإختلاف يطال العظام ونوعية الأمراض، وكذلك أحجام المفاصل مختلفة. وعليه قمت بكتابة مقال عنالركبة العربيةلأنها مختلفة تماماً عن الرّكب حول العالم.

 جاء عنوان المقال بسبب ثلاثة محاورالمثلث القاتلوهو خاص بمريض المنطقة العربية. المقصود في المحور الأول هو أن المريض في المنطقة العربية يزور الطبيب في مراحل متأخرة حيث يكون المفصل منتهي الصلاحية على عكس المريض في الغرب الذي ما إن يشعر بألم بسيط يزور الطبيب وتكون الحالة لا تزال في المرحلة الأولى أو الثانية.

المحور الثاني يتعلق بالعمر، فالمريض في بلادنا يبدأ بزيارة الطبيب في سن صغيرة ولكن ركبته في سن شخص وصل إلى عمر الـ 80، وهذا ما لا نجده في الغرب. أما المحور الثالث فهو الإختلاف في الوزن وحجم الجسم.

هل من كلمة في ختام الحوار؟

في الواقع، إن ما يبعث على الطمأنينة هو دخول ثقافة الرياضة وخصوصاً المشي إلى المجتمع حيث تقوم الدولة بعمل بنية تحتية لحث الناس على ممارسة الرياضة مثل إنشاء الممرات الخاصة التي باتت منتشرة في الإمارات بشكل ملحوظ؛ وهناك فئة لا بأس بها من الناس تمارس رياضة المشي ولكن لا نزال بحاجة إلى المزيد من الوعي في هذا المجال. لابد كذلك من تغيير نوعية الطعام وتشجيع الناس على ممارسة الرياضة لأنها تسهم في الحفاظ على صحة الدماغ والقلب وكذلك العضلات والعظام حيث يشكو غالبية المرضى من تشنج العضلات وذلك بسبب عدم ممارسة الرياضة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى