الدكتور محمود حرب

الدكتور محمود حرب

الأخصائي في جراحة الإصابات والعناية الفائقة الجراحية والعناية بالجروح في مركز كليمنصو الطبي في بيروت

“نتبع نهجاً شمولياً لمعالجة الجروح ونستخدم أحدث التجهيزات الطبيّة”

تطوّرت أساليب معالجة الجروح والعناية بها وبرزت العديد من الطرق الحديثة المستخدمة لتسريع التئامها وتجنّب مضاعفاتها. الدكتور محمود حرب، الأخصائي في جراحة الإصابات والعناية الفائقة الجراحية والعناية بالجروح في مركز كليمنصو الطبي في بيروت، يؤكد أن التعامل مع الجروح يحتاج إلى العناية بالمريض ككل واتباع نهج شمولي في العلاج للوصول إلى النتيجة المرجوّة. وفي ما يلي نص الحوار.

ما هي أحدث الطرق المتبعة للعناية بالجروح في ظل تغير المفهوم التقليدي في التعاطي مع الجرح؟

في الواقع، لقد تغيّر مفهوم العناية بالجروح ومعالجتها من مجرّد تنظيف وتعقيم الجرح عبر وضع المراهم المتعددة إلى العديد من الطرق الحديثة والتي تشهد تطوراً؛ من أحدث الطرق المتّبعة اليوم لتسريع التئام الجرح إستخدام رقعة صناعية لتغطية الجروح المزمنة مثل تقرحات القدمين والتقرحات الناتجة عن داء السكري وغيرها، وقد أثبتت نتائج جيدة لسرعة التئام الجروح وشفائها.

بالإضافة إلى ذلك، هناك جهاز Vacuum – Negative Pressure Wound Therapy أي معالجة الجرح بالضغط السلبي، وهو جهاز يرمّم الأرضية مكان الجرح ويحسّن تدفق الدم إليها ويجعل المنطقة المتضرّرة مهيّئة للإلتئام؛ يساعد هذا الجهاز في مرحلة التحضير لأي عمل نود أن نقوم به للتعامل مع الجرح مثل وضع الرقعة أو أي عمل آخر لتسريع شفائه.

من الطرق الحديثة المستخدمة لعلاج الجروح أيضاً حقن الدهون في الجلد السليم حول الجرح وتكون هذه الدهون مأخوذة من الشخص نفسه.

ما هو النهج المتبع في معالجة الجروح؟

النهج المتبع هو أولاً معالجة المريض كمريض وثانياً تحديد سبب الجرح ومن ثم تحديد أفضل الطرق لمعالجته، ونأخذ بعين الإعتبار كذلك أن الجروح المزمنة أو تلك التي يصعب علاجها تحتاج إلى وقت طويل وعناية مكثّفة وهو ما نوضحه للمريض.

إذن، نتبع نهجاً شمولياً في التعامل مع المريض. بالدرجة الأولى نقوم بمعاينته ككل أي أننا نضطلع على الحالة الصحية للتعرف على ملفه الطبي وحالته الصحية بشكل عام وما إذا كان يعاني من أمراض أخرى مثل السكري أو ارتفاع ضغط الدم أو سوء التغذية أو مشكلة في تدفق الدم وغيرها من المشاكل الصحية التي ينبغي ضبطها ومعالجتها قبل الشروع في التعامل مع الجرح لأنه السبب في تأخير التئامه.

ثم ننتقل إلى الجرح، وهنا علينا معرفة سبب حدوثه وهو أمر أساسي بالنسبة لنا؛ مثلاً الجرح في أسفل القدم يمكن أن يحدث نتيجة الضغط لذلك من أبسط طرق علاجه رفع الضغط عن أسفل القدم من خلال أحذية مخصّصة لذلك يمكن أن تحل المشكلة؛ أما إذا كان الجرح ناتج عن مشكلة في التروية الدموية فإذا قمنا بعلاج هذه المشكلة يمكن معالجة الجرح.

ما هي أبرز الجروح التي تحتاج إلى عناية خاصة؟

القدم السكري (Diabetic Foot) من أبرز الجروح والحالات التي تحتاج إلى عناية خاصة وهي في الواقع مشكلة عالمية وليست فقط في لبنان أو العالم العربي. ففي كل البلدان وكل المؤتمرات التي نشارك بها والتي لها علاقة بالجروح دائماً يكون موضوع القدم السكري والإلتهابات المتعلقة به في الصدارة حيث هي تأخذ الحيز الأكبر نظراً لخطورتها إذ يمكن أن تؤدي إلى البتر ما لم يتم التعامل معها منذ البداية، فتؤثر على نوعية حياة المريض إجتماعياً ونفسياً.

على مريض السكري العناية بقدميه والبحث عن أي خدش أو جرح مهما كان بسيطاً والبدء بمعالجته والإعتناء به جيداً لكي لا يتطور فيصل إلى مرحلة لا تُحمد عقباها.

هناك أنواع جروح أخرى مثل تلك التي تنتج عن نقص التروية أو الإرتجاع الوريدي وغيرها، ولكن القدم السكري هي أكثر الحالات التي نتعامل معها بسبب إنتشار مرض السكري بشكل كبير في المجتمعات ونقص التوعية في التعامل مع الجروح والعناية بالقدمين، كما أنه لا يتوافر التجهيزات اللازمة في كل الأماكن للتعامل مع هذه الحالات.

ماذا يوفر مركز كليمنصو الطبي في بيروت في مجال العناية بالجروح سواء على صعيد الأجهزة الطبية أو الكفاءات البشرية المتخصصة؟

نحن نتّبع نهجاً شمولياً في معالجة الجروح (Holistic approach)؛ نقوم أولاً بمعاينة شاملة للحالة فإذا تبيّن أن لدى المريض ارتفاع في معدل  السكري نحوّله للطبيب المختص للعمل على ضبط معدل السكري فنتمكن عندها من العناية بالجرح؛ نقوم كذلك بفحص التروية الدموية لديه لمعرفة ما إذا كان الدم يصل بالشكل الكافي إلى مكان الجرح وعلى هذا الأساس نحدد مدى حاجتنا إلى طبيب متخصص بالشرايين أو مدى حاجة المريض لإجراء قسطرة لضخ الدم للقدم وهو أمر روتيني نقوم به من دون أي مشاكل أو تعقيدات إذا تم التحضير بشكل صحيح.

بالإضافة الى ذلك نتعاون مع طبيب متخصص في الإلتهابات في حال تبيّن وجود جرثومة تؤخر التئام الجرح أو في حال الحاجة إلى تناول دواء إلتهاب لفترة طويلة أو في حال وجود إلتهاب في العظام أو أي نوع إلتهاب آخر؛ الطبيب المتخصص يساعدنا على اختيار الدواء المناسب وتحديد فترة العلاج.  نضطر في بعض الحالات إلى الإستعانة بجراح العظام لتنظيف العظام ودراسة الحالة قبل تحديد ما إذا كان هناك ضرورة للقيام ببتر جزئي أم لا.

ومن ضمن النهج الشمولي في التعامل مع الجروح، نلجأ إلى أخصائي التغذية وهو أمر أساسي في المحافظة على تغذية المريض وتحسينها وزيادة تناوله البروتين، كلها عوامل مهمة تساعد المريض للوصول إلى أفضل النتائج.

بالتأكيد، لدينا طبيب متخصص بمعالجة الجروح وممرض متخصص في هذا المجال أيضاً للتعامل مع الحالة.  العلاج الفيزيائي من الأمور المهمة كذلك خصوصاً بالنسبة للمرضى الذين أمضوا فترة طويلة في السرير.

إلى جانب الخبرات والكوادر البشرية المتوفرة لدينا، فإن مركز كليمنصو الطبي في بيروت يوفر التجهيزات المتطورة كافة للتعامل مع الجروح إن من ناحية القسطرة أو غرف العمليات أو الرقع الصناعية وأجهزة الـVacuum، كلّها متوفرة لتقديم أحدث طرق العلاج بأفضل السبل للوصول إلى أفضل النتائج.