مقابلات

الدكتور زاهر نصّار

مدير مركز الإخصاب في مركز كليمنصو الطبي في بيروت

الدكتور زاهر نصّار

“التشخيص الوراثي قبل الغرس من أهم فوائد التقنيات المساعِدة للحمل”

تقدّم وحدة الإخصاب في مركز كليمنصو الطبي في بيروت أحدث الوسائل والتقنيات المساعِدة على الحمل، حيث يعالج الإخصاب الصناعي الكثير من حالات العقم وتأخر الحمل ليعطي بارقة أمل للأزواج الذين يعانون من بعض المشاكل أو أولئك الذين انتظروا طويلاً من دون جدوى؛ ولعل أهم ما في هذه التقنيات دورها في تجنّب الأمراض الوراثية من خلال فحص كروموسومات الأجنّة قبل الغرس.

الدكتور زاهر نصّار، مدير وحدة الإخصاب وعمليات طفل الأنبوب في مركز كليمنصو الطبي في بيروت، تحدّث الى مجلة “المستشفى العربي” عن أحدث الوسائل والتقنيات المساعِدة للحمل المتوفرة ودورها في الحد من تأخر الحمل وتجنّب الأمراض الوراثية.

بما تتميز وحدة الإخصاب وعمليات طفل الأنبوب لديكم؟

لقد كانت إنطلاقة وحدة الإخصاب مع إنطلاقة مركز كليمنصو الطبي في العام 2006، تتميز بتوفير أحدث الوسائل والتقنيات لإنجاح عمليات الإخصاب وتجميد البويضات والحيوانات المنوية وتخزينها حيث أصبحنا اليوم مركزاً معتمداً في هذا المجال. 

إن ما يميز المختبر لدينا هو التقنيات الحديثة، حيث يوجد لدينا حاضنات متطورة تمكّننا من إبقاء الجنين حتى اليوم الخامس قبل غرسه في رحم الأم وهو ما يضمن النتائج بنسبة كبيرة.

نوفر كذلك تقنية الـPGD وهي التشخيص الوراثي ما قبل الإرجاع أي قبل غرس الجنين، فعندما يكون أحد أو كلا الوالدين يعاني من مرض وراثي، يتم اختبار الجنين لمعرفة ما إذا كان يحمل الخلل الجيني أم لا.

ورغم ان هذه التقنيات والوسائل الحديثة قد تكون متوفرة في مراكز أخرى إلا أننا نركّز أكثر على الحالات الأكثر صعوبة مثل الإجهاض المتكرر. 

في كل شهر نقوم بإصدار تقارير ونجري اجتماعات دورية لمقارنة ما لدينا من نتائج لتقييم الوضع ولنضمن أننا ضمن المعدّلات المعترف بها عالمياً. 

وأود التأكيد على أن الثقة والسّرية والخصوصية هي من المبادئ الأساسية لكل من يعمل في وحدة الإخصاب. 

بالحديث عن الأمراض الوراثية، كيف يمكن تجنّبها بواسطة هذه التقنية؟ وهل هناك إقبال على ذلك؟

في الواقع، ازداد عدد هذه الحالات في السنوات الأخيرة وهي تتم عبر تقنية الـPGD التي نلجأ إليها لضمان خلو الجنين من الأمراض الوراثية وكذلك يمكن تحديد نوع الجنين.

بعض الأزواج يأتون إلينا وهم على علم بوجود مرض وراثي لدى أحدهما ويفضّلان عدم المخاطرة بالحمل وإنجاب طفل يحمل مرض وراثي فنلجأ مباشرة الى هذه التقنية.

يتم تحضير الزوجة تماماً وكأنها تجري عملية تلقيح صناعي بمعنى أننا نعطيها بعض الأدوية لزيادة عدد البويضات لكي نأخذ عدد أكبر وأجنّة أكثر ليبقى منها ما هو سليم ومعافى.

 يتم إجراء تحليل على الجنين لتحديد وجود المرض الوراثي من عدمه وذلك في اليوم الثالث أو الخامس من عملية التلقيح لأننا في هذه المرحلة نصبح قادرين على أخذ خليّة أو خزعة من الجنين لفحصها.

هذه التقنية تضمن بنسبة عالية ولادة جنين خال من الأمراض الوراثية خاصة في الحالات التي يحدث فيها حالات موت الطفل المتكرر أو الإجهاض المتكرر.

هناك بعض الحالات مجهولة السبب بحيث يموت الطفل بعد الولادة لسبب غير معروف أو يحدث إجهاض متكرر أيضاً لسبب غير معروف؛ هنا، علينا أن نبدأ بالفحوصات الجينيّة لكلا الزوجين لاكتشاف المشكلة وهو ما يتطلب بعض الوقت للوصول الى الجين أو الكروموسوم المسبّب لنقوم بعدها بالبدء بتقنية طفل الأنبوب. مع الإشارة الى ان هذه التقنية لا تمنع حدوث تشوهات خلقية لدى الجنين وهنا على الحامل إجراء الصورة التفصيلية خلال فترة الحمل.

ما هي عوامل النجاح؟

العامل الأهم هو عمر المرأة وهي القاعدة الأساسية التي نصنّف بها الحالات، فالمرأة ما دون عمر الـ35 لديها نسبة نجاح عالية في حال لديها مخزون عال من البويضات حيث تكون نسبة النجاح أكثر من 50 بالمئة؛ كلما تقدمت في السن كلما انخفضت هذه النسبة لتصل الى ما دون الخمسة بالمئة بعد عمر الـ43. لكن الأمل يبقى موجوداً، واليوم لدينا الكثير من الحالات في سن متقدمة بسبب تأخر سن الزواج.

ذكرت لنا تجميد البويضات. نود الإضاءة على أهمية هذه الخطوة؟ متى يجب القيام بها؟

إن مسألة تجميد البويضات تشكل أهمية كبيرة ونحن نحتاج الى توعية حول هذا الأمر، وهو ما نقوم به عندما تزورنا السيدة زيارة روتينية وهي في الثلاثينات فنخبرها عن إمكانية حفظ البويضات وتجميدها ليبقى لديها فرصة الإنجاب في المستقبل. بعض الفتيات اللواتي يعانين من مرض ما يتطلب علاجاً كيميائياً يفقدهن الخصوبة بإمكانهن تجميد البويضات والإستفادة منها في المستقبل. النساء اللواتي لديهن مخزون قليل من البويضات كذلك يستفدن منها وغيرهن الكثير من الحالات حيث أن خاصية تجميد البويضة تعطي العمر الفعلي للمبيض وليس عمر السيدة.

بالإضافة الى ذلك، بإمكان الفتاة التي تأخر سن زواجها تجميد البويضة للإستفادة منها في وقت لاحق.

بالعودة الى وسائل وتقنيات المساعِدة للحمل. ما هي أبرز تلك التقنيات؟ 

هناك تقنية ICSI وهي عملية حقن الحيوان المنوي مباشرة في البويضة للمساعدة في إخصابها، هذه التقنية هي أحد أنواع الإخصاب الصناعي وأطفال الأنابيب. يستخدم في عملية الحقن المجهري حيوان منوي واحد لتلقيح بويضة واحدة. نستخدم هذه التقنية في حال عدم حدوث إخصاب في حالات سابقة من عمليات طفل الأنبوب أو في حال قلة عدد الحيوانات المنوية أو ضعفها أو قلة نشاطها، كما يمكن إجراؤها في حال إنتاج عدد قليل من البويضات لدى المرأة.

تقنية IUI أي التلقيح داخل الرحم؛ وفي هذه التقنية تُعطى المرأة منشّط (Clomid) لمدة خمسة أيام لزيادة عدد البويضات. عند فترة الإباضة نأخذ الحيوانات المنوية من الرجل ونقوم بغسلها واختيار الأفضل منها ليتم غرسها في الرحم بواسطة قسطرة في العيادة. هذه الطريقة هي الأقرب الى الحمل الطبيعي لأن إتمام الحمل يحدث داخل الرحم. تفيد هذه التقنية في الحالات التي يعاني منها الرجل من ضعف في الحيوانات المنوية أو قلة عددها أو عدم نشاطها.

أما تقنية التلقيح المجهري، فنقوم بتكثيف الإباضة وسحبها الى الخارج وكذلك الأمر بالنسبة للحيوانات المنوية، ثم نقوم بتلقيح كل حيوان منوي داخل بويضة وتسمى sperm Injection؛ نُبقي عليها في الأنبوب أو الحاضنة بضعة أيام قبل أن نعيد غرسها داخل الرحم.

 

هل ينبغي على المرأة أن تبقى بوضعية الراحة التامة طوال فترة الحمل بعد عملية الإخصاب؟ 

في الواقع، ليس هناك من داع لهذا الامر وما نقوله للسيدة أنه بإمكانها النزول الى العمل في اليوم التالي؛ لكن المجتمع لا يتقبل هذا الأمر وهنا فإن العامل النفسي يلعب دوراً فتفضّل السيدة ان تبقى بوضيعة الراحة التامة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى