كليات الطب

الدكتور‭ ‬زياد‭ ‬محفوض

أستاذ‭ ‬بحوث‭ ‬علوم‭ ‬الصحة‭ ‬السكانية‭ ‬في‭ ‬وايل‭ ‬كورنيل‭ ‬للطب‭ ‬–‭ ‬قطر

الدكتور‭ ‬زياد‭ ‬محفوض

“مساقات‭ ‬التعليم‭ ‬الطبي‭ ‬المستمر‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬تمكين‭ ‬قطر‭ ‬من‭ ‬تسخير‭ ‬خبرات‭ ‬أصحاب‭ ‬المهن‭ ‬الصحية”

الدكتور‭ ‬زياد‭ ‬محفوض‭ ‬هو‭ ‬أستاذ‭ ‬بحوث‭ ‬علوم‭ ‬الصحة‭ ‬السكانية‭ ‬في‭ ‬وايل‭ ‬كورنيل‭ ‬للطب‭ ‬–‭ ‬قطر،‭ ‬وهو‭ ‬أحد‭ ‬الخبراء‭ ‬المعروفين‭ ‬دولياً‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الإحصاءات‭ ‬الأحيائية‭ ‬وعلوم‭ ‬الصحة‭ ‬السكانية‭. ‬تتمحور‭ ‬خبراته‭ ‬حول‭ ‬تصميم‭ ‬الدراسات‭ ‬المعقدة‭ ‬بشكل‭ ‬خاص،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬التجارب‭ ‬الإكلينيكية،‭ ‬وأيضاً‭ ‬حول‭ ‬تحليلات‭ ‬البيانات‭ ‬المتقدمة‭. ‬الدكتور‭ ‬محفوض‭ ‬من‭ ‬الباحثين‭ ‬والأكاديميين‭ ‬المتمرسين،‭ ‬لديه‭ ‬سجّل‭ ‬حافل‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬تمويل‭ ‬ومنح‭ ‬بحثية‭ ‬من‭ ‬مؤسسات‭ ‬خارجية‭ ‬ونشر‭ ‬الدراسات‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬عدّة،‭ ‬منها‭ ‬أنماط‭ ‬استخدام‭ ‬التبغ‭ ‬والصحة‭ ‬النفسية‭ ‬وصحة‭ ‬المراهقين‭ ‬وتعليم‭ ‬الطب‭.‬

تم‭ ‬تكليف‭ ‬الدكتور‭ ‬محفوض‭ ‬بإعداد‭ ‬مساقات‭ ‬عدة‭ ‬لطلاب‭ ‬الطب‭ ‬وطلاب‭ ‬الدراسات‭ ‬العليا‭ ‬وبرنامج‭ ‬التعليم‭ ‬الطبي‭ ‬المستمر‭ ‬وتدريسها،‭ ‬وحظيت‭ ‬مسيرته‭ ‬المهنية‭ ‬بإشادة‭ ‬واسعة‭ ‬ونال‭ ‬عنها‭ ‬جوائز‭ ‬عدة‭. ‬هو‭ ‬حاصل‭ ‬على‭ ‬درجة‭ ‬دكتوراه‭ ‬في‭ ‬علم‭ ‬الإحصاء‭ (‬2001‭) ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬فلوريدا‭ ‬في‭ ‬غينسفيل‭. ‬قبل‭ ‬انضمامه‭ ‬إلى‭ ‬وايل‭ ‬كورنيل‭ ‬للطب‭ – ‬قطر‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2010‭ ‬شغل‭ ‬منصب‭ ‬الأستاذ‭ ‬المشارك‭ ‬في‭ ‬قسم‭ ‬علم‭ ‬الوبائيات‭ ‬والصحة‭ ‬السكانية‭ ‬في‭ ‬الجامعة‭ ‬الأميركية‭ ‬في‭ ‬بيروت‭.‬

حالياً‭ ‬يدير‭ ‬الدكتور‭ ‬محفوض‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬مساقات‭ ‬التعليم‭ ‬الطبي‭ ‬المستمر‭ ‬المعنية‭ ‬بالأساليب‭ ‬البحثية‭ ‬والمصمّمة‭ ‬لتزويد‭ ‬أصحاب‭ ‬المهن‭ ‬الصحية‭ ‬في‭ ‬قطر‭ ‬وخارجها‭ ‬بأدوات‭ ‬بحوث‭ ‬الإحصاءات‭ ‬الأحيائية‭ ‬الأساسية‭ ‬بما‭ ‬يمكّنهم‭ ‬من‭ ‬تصميم‭ ‬دراساتهم‭ ‬البحثية‭ ‬الطبية‭ ‬الخاصة‭ ‬بهم‭ ‬وتنفيذها‭ ‬وتفسير‭ ‬نتائجها‭. ‬الدكتور‭ ‬محفوض‭ ‬تحدث‭ ‬إلى‭ ‬مجلة‭ ‬“المستشفى‭ ‬العربي”‭ ‬عن‭ ‬ما‭ ‬حققته‭ ‬تلك‭ ‬المساقات‭ ‬من‭ ‬نجاحات‭ ‬وعن‭ ‬إسهامه‭ ‬في‭ ‬تمكين‭ ‬قطر‭ ‬من‭ ‬تسخير‭ ‬خبرات‭ ‬أصحاب‭ ‬المهن‭ ‬الصحية‭ ‬داخل‭ ‬الدولة‭ ‬لإجراء‭ ‬بحوث‭ ‬علمية‭ ‬رصينة‭ ‬تصبّ‭ ‬في‭ ‬منفعة‭ ‬المريض‭ ‬وتسهم‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬معرفة‭ ‬علمية‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬الطب‭. ‬يسهم‭ ‬التدريب‭ ‬الذي‭ ‬يقدّمه‭ ‬الدكتور‭ ‬محفوض‭ ‬وقسم‭ ‬التعليم‭ ‬الطبي‭ ‬المستمر‭ ‬إسهاماً‭ ‬قوياً‭ ‬في‭ ‬تأدية‭ ‬رسالة‭ ‬وايل‭ ‬كورنيل‭ ‬للطب‭ – ‬قطر‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬التميّز‭ ‬في‭ ‬تدريس‭ ‬الطب‭ ‬ورعاية‭ ‬المرضى،‭ ‬مثلما‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬تحقيق‭ ‬هدف‭ ‬قطر‭ ‬المتمثل‭ ‬في‭ ‬إرساء‭ ‬دعائم‭ ‬قطاع‭ ‬بحوث‭ ‬الطب‭ ‬الحيوي‭ ‬المزدهر‭ ‬في‭ ‬قطر‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬التوجّه‭ ‬نحو‭ ‬إقامة‭ ‬اقتصاد‭ ‬قائم‭ ‬على‭ ‬المعرفة‭. 

ما‭ ‬الذي‭ ‬جعل‭ ‬قسم‭ ‬التعليم‭ ‬الطبي‭ ‬المستمر‭ ‬في‭ ‬وايل‭ ‬كورنيل‭ ‬للطب‭ – ‬قطر‭ ‬يضع‭ ‬هذه‭ ‬المساقات‭ ‬المتخصصة‭ ‬في‭ ‬الأساليب‭ ‬البحثية‭ ‬ويطرحها؟

بصفتي‭ ‬خبيراً‭ ‬في‭ ‬الإحصاءات‭ ‬الأحيائية،‭ ‬تلقيت‭ ‬مراراً‭ ‬طلبات‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬مهن‭ ‬صحية‭ ‬يطلبون‭ ‬فيها‭ ‬تقديم‭ ‬الدعم‭ ‬لهم‭. ‬ثمة‭ ‬نقص‭ ‬في‭ ‬الإحصائيين‭ ‬الأحيائيين‭ ‬في‭ ‬الأوساط‭ ‬الأكاديمية،‭ ‬لا‭ ‬في‭ ‬قطر‭ ‬وعموم‭ ‬المنطقة‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬أيضاً‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وأوروبا‭ ‬وشتى‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭. ‬وأدركت‭ ‬أن‭ ‬ثمة‭ ‬مشكلة‭ ‬معطِّلة‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬النقص‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬تدريب‭ ‬أصحاب‭ ‬المهن‭ ‬الصحية‭ ‬بكافة‭ ‬فئاتهم‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الإحصاءات‭ ‬الأحيائية،‭ ‬وأن‭ ‬هذه‭ ‬المشكلة‭ ‬تعطّل‭ ‬مسار‭ ‬قدر‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬البحوث‭ ‬العلمية‭ ‬وتعطّل‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬فهم‭ ‬عميق‭ ‬ودقيق‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬المعنية‭. ‬ومن‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق،‭ ‬بدأت‭ ‬مع‭ ‬زملاء‭ ‬لي‭ ‬في‭ ‬قسم‭ ‬التعليم‭ ‬الطبي‭ ‬المستمر‭ ‬في‭ ‬وايل‭ ‬كورنيل‭ ‬للطب‭ – ‬قطر‭ ‬بتصميم‭ ‬برنامج‭ ‬يعالج‭ ‬هذا‭ ‬الخلل‭. ‬ويكمن‭ ‬هدفنا‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬تمكين‭ ‬أصحاب‭ ‬المهن‭ ‬الصحية‭ ‬من‭ ‬تنظيم‭ ‬بياناتهم‭ ‬وإدارتها‭ ‬وتحليلها،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬مخرجاتهم‭ ‬البحثية‭ ‬في‭ ‬قطر‭ ‬وخارجها،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬تحسين‭ ‬الرعاية‭ ‬المقدّمة‭ ‬للمريض‭ ‬والنهوض‭ ‬بمعايير‭ ‬الصحة‭ ‬السكانية‭.‬

هل‭ ‬لكم‭ ‬أن‭ ‬تصفوا‭ ‬لنا‭ ‬هذا‭ ‬البرنامج؟

سلسلة‭ ‬الجلسات‭ ‬التدريبية‭ ‬المعنيّة‭ ‬بالأساليب‭ ‬البحثية‭ ‬لدينا‭ ‬مصمّمة‭ ‬بما‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬المستويات‭ ‬المختلفة،‭ ‬انطلاقاً‭ ‬من‭ ‬المفاهيم‭ ‬الأساسية‭ ‬ووصولاً‭ ‬إلى‭ ‬المواد‭ ‬والأساليب‭ ‬الأكثر‭ ‬تقدماً،‭ ‬مع‭ ‬تركيز‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬المهارات‭ ‬العملية‭ ‬المفيدة‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭. ‬تتناول‭ ‬هذه‭ ‬السلسلة‭ ‬الإحاطة‭ ‬بالنتائج‭ ‬الإحصائية‭ ‬المقدّمة‭ ‬في‭ ‬المقالات‭ ‬العلمية‭ ‬وتفسيرها،‭ ‬وتقييم‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المقالات‭ ‬العلمية‭ ‬بطريقة‭ ‬نقدية،‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬تصميم‭ ‬الدراسات‭ ‬وتحليلها‭. ‬ومحور‭ ‬هذه‭ ‬السلسلة‭ ‬هو‭ ‬برنامج‭ ‬“شهادة‭ ‬الاعتماد‭ ‬في‭ ‬تحليل‭ ‬البيانات‭ ‬الطبية”‭ ‬الذي‭ ‬أطلقناها‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2019،‭ ‬وهو‭ ‬يتألف‭ ‬من‭ ‬ثلاث‭ ‬حلقات‭ ‬عمل‭: ‬تمهيدية‭ ‬ومتوسطة‭ ‬ومتقدمة،‭ ‬ويجمع‭ ‬البرنامج‭ ‬بين‭ ‬المحاضرات‭ ‬التعليمية‭ ‬والتدريبات‭ ‬العملية‭ ‬مع‭ ‬الاستعانة‭ ‬ببرمجيات‭ ‬تحليلات‭ ‬إحصائية‭ ‬مكرّسة‭ ‬تطبّق‭ ‬دراسات‭ ‬حالة‭.‬

ما‭ ‬هي‭ ‬العوامل‭ ‬التي‭ ‬تؤثّر‭ ‬في‭ ‬نوع‭ ‬التدريب‭ ‬الذي‭ ‬تقومون‭ ‬بإعداده؟

الفكرة‭ ‬أننا‭ ‬نريد‭ ‬فعلياً‭ ‬تمكين‭ ‬أصحاب‭ ‬المهن‭ ‬الصحية‭ ‬من‭ ‬إجراء‭ ‬بحوثهم‭ ‬العلمية‭ ‬بأنفسهم،‭ ‬فليس‭ ‬من‭ ‬المفروض‭ ‬أن‭ ‬تظّل‭ ‬المعرفة‭ ‬نظرية‭ ‬بحتة‭. ‬ووجدنا‭ ‬أن‭ ‬المشاركين‭ ‬متحمّسون‭ ‬كثيراً‭ ‬لأنهم‭ ‬يعملون‭ ‬بالفعل‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬ويريدون‭ ‬أن‭ ‬يفهموا‭ ‬كيف‭ ‬يمكنهم‭ ‬أن‭ ‬يخدموا‭ ‬مهنتهم‭ ‬ومرضاهم‭ ‬على‭ ‬حدّ‭ ‬سواء‭ ‬بأكبر‭ ‬قدر‭ ‬من‭ ‬الفعالية‭. ‬المشاركون‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬الأطباء‭ ‬والصيادلة‭ ‬وأطباء‭ ‬الأسنان‭ ‬والممرضين‭ ‬والعاملين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬المهن‭ ‬الطبية‭ ‬المساندة،‭ ‬أي‭ ‬أنهم‭ ‬جميعاً‭ ‬مدرَّبون‭ ‬تدريباً‭ ‬عالياً‭ ‬ومطّلعون‭ ‬على‭ ‬مجالاتهم‭. ‬لكنهم‭ ‬خلال‭ ‬سنوات‭ ‬دراستهم‭ ‬الأكاديمية‭ ‬لا‭ ‬يتلقون‭ ‬تدريباً‭ ‬كافياً‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الأساليب‭ ‬البحثية‭ ‬أو‭ ‬تحليل‭ ‬البيانات‭ ‬لأن‭ ‬تدريبهم‭ ‬يركّز،‭ ‬في‭ ‬العادة،‭ ‬على‭ ‬المريض‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬البحوث‭ ‬العلمية‭ ‬لأسباب‭ ‬واضحة‭.‬

تمثّلت‭ ‬فكرتنا‭ ‬في‭ ‬إطلاق‭ ‬سلسلة‭ ‬تدريبية‭ ‬تتناول‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬المبادئ‭ ‬الأساسية،‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬يبدأ‭ ‬المشاركون‭ ‬بفهم‭ ‬الإحصاءات‭ ‬الأحيائية‭ ‬وتحليل‭ ‬البيانات،‭ ‬ومخرجات‭ ‬المقالات‭ ‬العلمية‭ ‬والمفردات‭ ‬المستخدمة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الإحصاءات‭ ‬الأحيائية،‭ ‬بحيث‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬ذكرت‭ ‬أمامهم‭ ‬مصطلحاً‭ ‬مثل‭ ‬“القيمة‭ ‬الاحتمالية‭ ‬P-value”‭ ‬أو‭ ‬“95%‭ ‬مجال‭ ‬الثقة‭ – ‬95‭% ‬confidence interval”‭ ‬أو‭ ‬عندما‭ ‬أتحدّث‭ ‬أمامهم‭ ‬عن‭ ‬المصطلحين‭ ‬“الدقة‭ ‬accuracy”‭ ‬و“التكرارية‭ ‬precision”‭ ‬وأوجه‭ ‬الفرق‭ ‬بينهما،‭ ‬أضمن‭ ‬أنهم‭ ‬يفهمون‭ ‬تماماً‭ ‬ماذا‭ ‬أقصد،‭ ‬وسرعان‭ ‬ما‭ ‬يتكيّفون‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الطريقة‭ ‬الجديدة‭ ‬للتفكير‭ ‬في‭ ‬البيانات‭. ‬وبعد‭ ‬الإلمام‭ ‬بمثل‭ ‬هذه‭ ‬المبادئ‭ ‬الأساسية‭ ‬يمكننا‭ ‬الانتقال‭ ‬إلى‭ ‬مواد‭ ‬متقدمة،‭ ‬منها‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬“تحليل‭ ‬البقاء‭ – ‬survival analysis”‭. ‬وبذلك‭ ‬نصل‭ ‬إلى‭ ‬نقطة‭ ‬يمكن‭ ‬عندها‭ ‬أن‭ ‬أحثّهم‭ ‬على‭ ‬تصميم‭ ‬دراساتهم‭ ‬الخاصة،‭ ‬مثل‭ ‬التجارب‭ ‬الإكلينيكية‭.‬

ما‭ ‬الفوائد‭ ‬المحققة‭ ‬لأصحاب‭ ‬المهن الصحية‭ ‬من‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الجلسات‭ ‬التدريبية؟

بفعل‭ ‬جائحة‭ ‬كوفيد‭-‬‭ ‬19‭ ‬وتبعاتها،‭ ‬بدأنا‭ ‬نشهد‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التجارب‭ ‬الإكلينيكية‭ ‬اللازمة‭ ‬للتثبّت‭ ‬من‭ ‬فاعلية‭ ‬وسلامة‭ ‬اللقاحات‭ ‬الجديدة‭ ‬والعقاقير‭ ‬الدوائية‭ ‬القائمة‭ ‬والجديدة‭. ‬لذلك،‭ ‬أدركنا‭ ‬بطريقة‭ ‬حثيثة‭ ‬ومكثفة‭ ‬الأهمية‭ ‬البالغة‭ ‬لإجراء‭ ‬التقييمات‭ ‬النقدية‭ ‬للتجارب‭ ‬الإكلينيكية‭ ‬وكذلك‭ ‬الأهمية‭ ‬البالغة‭ ‬لفهم‭ ‬التحليلات‭ ‬الإحصائية،‭ ‬فذلك‭ ‬يساعد‭ ‬المهنيين‭ ‬الصحيين‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يعرفوا‭ ‬بالسرعة‭ ‬اللازمة‭ ‬ما‭ ‬يفيد‭ ‬وما‭ ‬لا‭ ‬يفيد‭ ‬مرضاهم،‭ ‬والقيام‭ ‬بمهامهم‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬متقن‭ ‬بما‭ ‬يتفق‭ ‬مع‭ ‬ذلك‭. ‬لهذه‭ ‬الغاية،‭ ‬عقدنا‭ ‬حلقة‭ ‬دراسية‭ ‬عبر‭ ‬الإنترنت‭ ‬من‭ ‬جزأين‭ ‬عن‭ ‬التقييمات‭ ‬النقدية‭ ‬للتجارب‭ ‬الإكلينيكية‭ ‬لم‭ ‬تقتصر‭ ‬على‭ ‬فهم‭ ‬نتائج‭ ‬التجارب‭ ‬الإكلينيكية‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬أيضاً‭ ‬تفسير‭ ‬البحوث‭ ‬القائمة‭ ‬بشكل‭ ‬أفضل،‭ ‬والإجابة‭ ‬عن‭ ‬تساؤل‭ ‬“هل‭ ‬هذه‭ ‬الدراسة‭ ‬جيدة”‭ ‬وتساؤل‭ ‬آخر‭ ‬هو‭ ‬“هل‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬نثق‭ ‬بهذه‭ ‬النتائج؟”‭. ‬وبصرف‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬النتائج،‭ ‬عند‭ ‬الإجابة‭ ‬عن‭ ‬الأسئلة‭ ‬الحاسمة‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬الدراسة‭ ‬قد‭ ‬وظّفت‭ ‬منهجية‭ ‬جيدة‭ ‬وفي‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬أُجريت‭ ‬كما‭ ‬يجب،‭ ‬أعتقد‭ ‬أنه‭ ‬حالما‭ ‬نبدأ‭ ‬بانتقاد‭ ‬دراسة‭ ‬ما‭ ‬فإننا‭ ‬ننظر‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬تفاصيل‭ ‬تلك‭ ‬الدراسة‭ ‬برمّتها،‭ ‬وبذلك‭ ‬يمكننا‭ ‬أن‭ ‬نقيّم‭ ‬أهمية‭ ‬نتائجها‭ ‬ومخرجاتها،‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬أسطر‭ ‬معدودة‭ ‬في‭ ‬الجزء‭ ‬المخصّص‭ ‬لنتائج‭ ‬الدراسة‭ ‬ومحاولة‭ ‬فهم‭ ‬الدراسة‭ ‬البحثية‭ ‬من‭ ‬هناك‭ ‬بطريقة‭ ‬مبسّطة‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬ما‭. ‬

يكتسب‭ ‬الأطباء،‭ ‬عندما‭ ‬يصبحون‭ ‬قادرين‭ ‬على‭ ‬تقييم‭ ‬البحوث‭ ‬بطريقة‭ ‬نقدية،‭ ‬الفهم‭ ‬اللازم‭ ‬لمتطلبات‭ ‬وضع‭ ‬منهجية‭ ‬بحثية‭ ‬رصينة‭. ‬وهذا‭ ‬الأمر‭ ‬يمكّن‭ ‬أصحاب‭ ‬المهن‭ ‬الصحية‭ ‬ومرضاهم‭ ‬وقطاع‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬بأكمله‭ ‬من‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬البحوث‭ ‬الطبية‭ ‬القائمة،‭ ‬مثلما‭ ‬يمكّنهم‭ ‬من‭ ‬إثراء‭ ‬تلك‭ ‬البحوث‭ ‬الطبية‭ ‬بإجراء‭ ‬بحوثهم‭ ‬الخاصة‭. ‬وإتاحة‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المعرفة‭ ‬العلمية‭ ‬للمهتمين‭ ‬والمعنيين‭ ‬وتيسير‭ ‬الوصول‭ ‬إليها،‭ ‬أمر‭ ‬يفيد‭ ‬قطاع‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬إلى‭ ‬أبعد‭ ‬حد‭.‬

كيف‭ ‬تنتقلون‭ ‬من‭ ‬مرحلة‭ ‬إحاطة‭ ‬أصحاب‭ ‬المهن‭ ‬الصحية‭ ‬بهذه‭ ‬المعرفة‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬النظرية‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬تمكينهم‭ ‬من‭ ‬إجراء‭ ‬بحوثهم‭ ‬الخاصة؟

المسألة‭ ‬بسيطة‭ ‬للغاية‭. ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬خلال‭ ‬حلقات‭ ‬العمل‭ ‬المنعقدة‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬برنامج‭ ‬“شهادة‭ ‬الاعتماد‭ ‬في‭ ‬تحليل‭ ‬البيانات‭ ‬الطبية”،‭ ‬أقوم‭ ‬بإلقاء‭ ‬محاضرات‭ ‬نظرية‭ ‬ونطبّق‭ ‬معاً‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬دراسات‭ ‬حالة‭. ‬وأقدّم‭ ‬للمشاركين‭ ‬بعض‭ ‬البيانات‭ ‬لتحليلها‭ ‬كما‭ ‬أقدّم‭ ‬لهم‭ ‬تمارين‭ ‬عملية‭ ‬لدراستها‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬القائمين‭ ‬على‭ ‬تيسير‭ ‬المادة‭. ‬بعد‭ ‬كل‭ ‬حلقة‭ ‬عمل‭ ‬أرسل‭ ‬لهم‭ ‬تقييماً،‭ ‬ويتعيّن‭ ‬عليهم‭ ‬اجتياز‭ ‬3‭ ‬تقييمات‭ ‬كاملة‭ ‬للتأهل‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬شهادة‭ ‬الاعتماد‭. ‬والفكرة‭ ‬هنا‭ ‬أن‭ ‬نتأكد‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬المشاركين‭ ‬يعرفون‭ ‬تماماً‭ ‬ما‭ ‬يجب‭ ‬عليهم‭ ‬فعله،‭ ‬وأنهم‭ ‬قادرون‭ ‬على‭ ‬القيام‭ ‬بذلك‭. ‬ولتلك‭ ‬الغاية،‭ ‬أعطيهم‭ ‬مجموعة‭ ‬بيانات‭ ‬أخرى‭ ‬وأطلب‭ ‬منهم‭ ‬تحديد‭ ‬نوع‭ ‬التحليلات‭ ‬الواجبة‭ ‬للأسئلة‭ ‬البحثية‭ ‬المختلفة‭. ‬ونستخدم‭ ‬منصة‭ ‬برمجيات‭ ‬متخصصة‭ ‬مستخدمة‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسع‭ ‬في‭ ‬أنحاء‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم‭. ‬‭ ‬

نسترشد‭ ‬أيضاً‭ ‬بالتعقيبات‭ ‬التي‭ ‬نتلقاها‭ ‬من‭ ‬المشاركين،‭ ‬وأحد‭ ‬الأسئلة‭ ‬الكثيرة‭ ‬التكرار‭ ‬التي‭ ‬يطرحها‭ ‬الباحثون‭ ‬والمشاركون‭ ‬في‭ ‬جلساتنا‭ ‬التدريبية‭ ‬هو‭ ‬عن‭ ‬عدد‭ ‬المرضى‭ ‬في‭ ‬دراسة‭ ‬ما‭. ‬وللإجابة‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬السؤال‭ ‬أقول‭ ‬إنّ‭ ‬حجم‭ ‬عيّنة‭ ‬الدراسة‭ ‬إنما‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬أمور‭ ‬عدّة‭ ‬منها‭ ‬تصميم‭ ‬الدراسة‭ ‬ونوع‭ ‬المحصلة‭. ‬واستجابة‭ ‬لهذا‭ ‬الطلب،‭ ‬أعددنا‭ ‬وعقدنا‭ ‬جلسة‭ ‬تدريبية‭ ‬لمدة‭ ‬نصف‭ ‬يوم‭ ‬مسترشدين‭ ‬بما‭ ‬طلبه‭ ‬المشاركون،‭ ‬ومثل‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬يساعدنا‭ ‬في‭ ‬جعل‭ ‬التدريب‭ ‬عملياً‭ ‬وشديد‭ ‬التركيز‭ ‬إلى‭ ‬أبعد‭ ‬حدّ‭ ‬ممكن‭.‬

كيف‭ ‬تعتزمون‭ ‬تطوير‭ ‬هذا‭ ‬التدريب‭ ‬في‭ ‬المستقبل؟

سنطلق‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬حلقتي‭ ‬عمل‭ ‬تدريبيتين‭ ‬إضافيتين،‭ ‬وسنعقد‭ ‬واحدة‭ ‬عن‭ ‬تحليل‭ ‬البيانات‭ ‬باستخدام‭ ‬منصة‭ ‬برمجيات‭ ‬مختلفة‭ ‬استجابة‭ ‬لتوصية‭ ‬مشاركين‭ ‬سابقين‭ ‬وهي‭ ‬منصة‭ ‬معروفة‭ ‬في‭ ‬أرجاء‭ ‬المنطقة‭. ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬ذلك،‭ ‬أقوم‭ ‬بإعداد‭ ‬مقدّمة‭ ‬عن‭ ‬الكتابة‭ ‬العلمية‭ ‬بحافز‭ ‬من‭ ‬المشاركين‭ ‬في‭ ‬جلساتنا‭ ‬التدريبية‭ ‬السابقة‭. ‬فلدى‭ ‬بعض‭ ‬الباحثين‭ ‬بيانات‭ ‬قاموا‭ ‬بتحليلها،‭ ‬غير‭ ‬أنهم‭ ‬لا‭ ‬يعرفون‭ ‬أصول‭ ‬كتابة‭ ‬ورقة‭ ‬بحثية‭ ‬علمية‭ ‬ولا‭ ‬يعرفون‭ ‬محتويات‭ ‬كل‭ ‬قسم‭ ‬منها‭ ‬وكيفية‭ ‬تحريرها‭ ‬وتقديمها‭ ‬للنشر‭ ‬وكيفية‭ ‬اختيار‭ ‬الدورية‭ ‬العلمية‭ ‬المناسبة‭ ‬وكيفية‭ ‬معرفة‭ ‬تأثير‭ ‬دورية‭ ‬علمية‭ ‬ما‭. ‬ولدينا‭ ‬خطط‭ ‬أيضاً‭ ‬لعقد‭ ‬أنشطة‭ ‬أخرى‭ ‬ونأمل‭ ‬أننا‭ ‬“نسدّ‭ ‬الفجوة”‭ ‬للباحثين‭ ‬المتطلعين‭ ‬لإجراء‭ ‬بحوثهم‭ ‬الخاصة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬تمكينهم‭ ‬من‭ ‬التخطيط‭ ‬لبحوثهم‭ ‬وتحليلها‭ ‬وكتابتها‭.‬

من‭ ‬الأمور‭ ‬التي‭ ‬أسعدتنا‭ ‬جداً‭ ‬أننا‭ ‬أرسلنا‭ ‬دراسة‭ ‬مسحية‭ ‬للمتابعة‭ ‬بعد‭ ‬مرور‭ ‬عامين‭ ‬كاملين‭ ‬على‭ ‬عقد‭ ‬أول‭ ‬برنامج‭ ‬شهادة‭ ‬اعتماد‭ ‬بهدف‭ ‬معرفة‭ ‬تأثير‭ ‬البرنامج‭ ‬وجلساته‭ ‬في‭ ‬المحصلة‭ ‬العلمية‭ ‬الفعلية‭ ‬للمشاركين‭. ‬وطلبنا‭ ‬من‭ ‬المشاركين‭ ‬السابقين‭ ‬تحديد‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬التدريب‭ ‬قد‭ ‬ساعدهم‭ ‬بالفعل‭ ‬في‭ ‬كتابة‭ ‬ورقة‭ ‬بحثية‭ ‬وتقديمها‭ ‬للنشر‭ ‬وما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬نُشرت‭ ‬بالفعل‭. ‬

كانت‭ ‬النتيجة‭ ‬أن‭ ‬70‭% ‬من‭ ‬المشاركين‭ ‬السابقين‭ ‬أجابوا‭ ‬بــ‭ ‬“نعم”‭ ‬عند‭ ‬سؤالهم‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬حلقات‭ ‬العمل‭ ‬قد‭ ‬ساعدتهم‭ ‬بالفعل‭ ‬على‭ ‬كتابة‭ ‬ورقة‭ ‬بحثية‭ ‬أصلية،‭ ‬وأن‭ ‬56‭% ‬قد‭ ‬أجابوا‭ ‬بـ‭ ‬“نعم”‭ ‬عند‭ ‬سؤالهم‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬حلقات‭ ‬العمل‭ ‬قد‭ ‬ساعدتهم‭ ‬على‭ ‬نشر‭ ‬مقالة‭ ‬علمية،‭ ‬فيما‭ ‬قال‭ ‬قرابة‭ ‬86‭% ‬إن‭ ‬حلقات‭ ‬العمل‭ ‬قد‭ ‬حسّنت‭ ‬قدراتهم‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬مهارات‭ ‬التحليلات‭ ‬الإحصائية،‭ ‬وعزّزت‭ ‬فهمهم‭ ‬للإحصاءات‭ ‬الأحيائية‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬العموم‭. ‬وهذا‭ ‬يشجّعنا‭ ‬كثيراً‭ ‬على‭ ‬المضي‭ ‬قدماً‭ ‬لأن‭ ‬تدريبنا‭ ‬يحقق‭ ‬النتائج‭ ‬المرجوّة‭ ‬منه‭ ‬ونحن‭ ‬متحمسون‭ ‬جداً‭ ‬لما‭ ‬سيثمر‭ ‬عنه‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭.‬

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى