مقابلات

الدكتور إيلي شمّاس

رئيس قسم أمراض القلب في مركز كليمنصو الطبي في بيروت

الدكتور إيلي شمّاس

دواء للسكري يثبت فعالية عالية لمرضى ضعف عضلة القلب

شكّلت التطورات العلاجية المتعلقة بضعف عضلة القلب ارتياحاً كبيراً في مسار علاج هذه الفئة من المرضى واستقراراً في حالتهم المرضية لاسيما إذا ما ترافق العلاج مع تغيير في نمط الحياة. فقد ركّزت المؤتمرات التي عُقدت مؤخراً حول ضعف عضلة القلب على مجموعة جديدة من الأدوية وهي مثبطات  SGLT-2) (SGLT-2 inhibitor).  ودورها في تحسين حياة المرضى؛ ورغم كونها مخصصة لمرضى السكري إلا أنها أثبتت فعالية عالية في تحسين اعتلال عضلة القلب، بحسب رئيس قسم أمراض القلب في مركز كليمنصو الطبي في بيروت الدكتور إيلي شمّاس.

البداية من التطورات العلاجية المتعلقة بمرض ضعف عضلة القلب؟ 

في الواقع، شكّلت العلاجات الحديثة نقلة نوعية في مسار اعتلال عضلة القلب الذي يعاني منه عدد كبير في المرضى في شتى أنحاء العالم؛ المؤتمرات الأخيرة في هذا المجال في كل من دولة الإمارات وبرشلونة ركّزت بشكل كبير على أحدث العلاجات وهي مثبطات SGLT-2) SGLT-2 inhibitor). رغم ان هذه المجموعة من الأدوية مخصصة لمرضى السكري، لكن مع الوقت تبيّن أن لها فائدة كبيرة في تحسين وظيفة عضلة القلب وتقويتها نظراً لقدرة هذا الدواء على طرد الغلوكوز من الجسم عبر البول بالإضافة الى طرد المعادن التي تضر بعضلة القلب مثل الصوديوم والبوتاسيوم وهو ما يسهم في راحة عضلة القلب وتحسين عملها.

اليوم، باتت هذه المجموعة من الادوية توصف لمرضى ضعف عضلة القلب أكثر مما يصفها الأطباء لمرضى السكري؛ فهي لا تساعد فقط في التخفيف من الأعراض بل إنها تحسّن من عمل عضلة القلب. الى جانب هذا الدواء، يتوافر اليوم مجموعة متطورة من أدوية الضغط المعروفة في دورها الفعّال لمرضى ضعف عضلة القلب.

الى جانب العلاجات الدوائية، هناك تطور يتعلق بالبطاريات وزرع القلب. هلا حدثتنا عنها؟

بالحديث عن العلاجات، لابد من الوقوف عند التطور المتعلق بالبطاريات المعتمدة لعلاج ضعف عضلة القلب والتي نلجأ اليها عند فشل العلاجات الدوائية؛ هذا النوع من الأجهزة يُشهد له في الحد من المضاعفات الخطيرة التي يعاني منها مرضى ضعف عضلة القلب بحيث يجنّبهم خطر الموت المفاجئ.

على مستوى زرع القلب، وبما ان التبرع بالقلب من الأمور النادرة، فقد شهد الطب مؤخراً نقلة نوعية في هذا المجال حيث تم التوصل الى قلب اصطناعي بالكامل وتمت الموافقة عليه من اللجنة الأوروبية والأميركية وهو ما سيشكل بارقة أمل لمرضى ضعف عضلة القلب الذين لم يظهروا أي تجاوب مع العلاجات التي تحدثنا عنها.

ما هي التوصيات التي تقدمونها للمرضى لنجاح العلاج واستقرار الحالة؟

نجاح العلاج يعتمد على نمط حياة المريض، فكلما اتبع نمط صحي من حيث الغذاء المتوازن والنشاط البدني كلما كان العلاج الدوائي أكثر فعالية. بالإضافة الى ذلك ينبغي تجنب التوتر والضغط النفسي والعصبي قدر الإمكان لما لهما من دور أساسي في تطور الحالة والخطورة هنا تكمن في خطر الموت المفاجئ. بالإضافة الى ذلك، التشخيص المبكر يعد خطوة مهمة للتجاوب مع العلاج؛ تشخيص الحالة المرضية في بدايتها يساعد في تحسين وظيفة عضلة القلب واستقرار الحالة بشكل كبير خصوصاً مع اتباع نمط حياة صحي.

لكن ما هي العوارض التي تُنذر بضعف عضلة القلب؟ وما هي الأسباب؟ 

أكثر ما يشتكي منه المريض التعب المزمن من أقل مجهود بقوم به وربما استمرار شعوره بالتعب من أي جهد والسعال الناشف مع خروج بلغم أبيض اللون؛ تورم القدمين إذا ما ترافق مع العوارض المذكورة يستدعي زيارة الطبيب والبدء بالفحوصات اللازمة لأنه دلالة على بدء حدوث اعتلال في العضلة وتجمع السوائل في الجسم. 

أسباب الإصابة تختلف بين كبار السن والصغار؛ بالنسبة للكبار والمتقدمين في السن، انسداد الشرايين أو مشاكل في الصمامات من أهم الأسباب حيث يؤدي ذلك إلى صعوبة ضخ الدم من القلب إلى باقي أجزاء الجسم، ويمكن أن يؤدي اعتلال عضلة القلب إلى فشل القلب.

عند صغار السن من الرجال والنساء، قد يكون السبب الإصابة بفيروس ما يؤثر على عضلة القلب ويضعفها مثل فيروس كورونا.  هناك تأثير للأمراض المزمنة على عضلة القلب، فارتفاع ضغط الدم والكوليسترول والتريغليسريد كلها امراض تؤثر على شرايين القلب ويمكن أن تصيبها بانسداد مع مرور الوقت وبالتالي تؤثر على عضلة القلب.

المرضى الذين يعانون من مشاكل في الكلى أيضا تتأثر لديهم عضلة القلب لان الكلى لا تتخلص من المياه والسموم فتتجمع السوائل في الجسم.

وفي هذا الإطار، لابد من الإشارة الى ان المرض يزداد بشكل كبير في منطقة الشرق الأوسط بسبب نمط الحياة غير الصحي وقلة النشاط البدني وارتفاع معدل الإصابة بداء السكري والبدانة ولا ننسى طبعا التوتر والضغط النفسي، كلها عوامل وأسباب ساهمت في زيادة عدد الحالات.

ما هي وسائل التشخيص المتبعة؟

التشخيص يتم في العيادة من خلال وسيلة سهلة وبسيطة جدا ولا تحتاج للأشعة وهي الصورة الصوتية التي تعطينا النسبة التي تعمل فيها عضلة القلب والتي يجب ان تكون ما بين 50 الى 70 بالمئة؛  في حال كانت النسبة أقل من ذلك فهناك ضعف ويجب البدء بالعلاج وتغييرات في نمط الحياة، أما إذا كانت أقل من 35 بالمئة فهناك خطر على الحياة وينبغي اتخاذ الإجراءات الضرورية. هناك فحص دم نعتمده في السنوات الأخيرة وهو فحص BNP وهو بروتين يصنعه القلب والأوعية الدموية؛ وتكون مستويات BNP أعلى من المعتاد عند حدوث اعتلال أو قصور في القلب وتنخفض عندما يتحسن الشخص.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى