أمراض وعلاجات

عندما يحمي التثقيف الصحي عضلة القلب… نتخطى الحالة ونتعايش مع الواقع!

عندما يحمي التثقيف الصحي عضلة القلب… نتخطى الحالة ونتعايش مع الواقع!

ضعف عضلة القلب يصيب الملايين حول العالم، ورغم اختلاف أسباب الإصابة إلا أنه يمكن التعايش مع هذه الحالة عبر الإدارة الذكية للمرض. في المقابل، على المريض ان يدرك أنّ إدارته للمرض لن تعيد عضلة قلبه الى ما كانت عليه، بل إن ذلك سيمكّنه من السيطرة على الأعراض المصاحبة والحد من تفاقمها فيتجنب المريض المضاعفات الخطيرة وتقل حاجته للدخول الى المستشفى وبالتالي يعيش حياته ويتعايش مع مرضه بشكل طبيعي الى حد كبير.

لعل أبرز الأعراض المرضية التي تتحسن لدى مريض ضعف عضلة القلب هي ضيق التنفس والإجهاد المزمن اللّذين يجعلانه عاجزاً عن أداء مهامه اليومية؛ ومع مرور الوقت تستقر حالته المرضية ويتمكن المريض من ممارسة معظم أنشطة حياته بشكلٍ طبيعي أو شبه طبيعي بالإضافة الى تقليل احتمالات الإصابة بالمضاعفات والوفاة المفاجئة نتيجة توقف عضلة القلب.يوصي طبيب القلب المتخصص مرضى ضعف عضلة القلب باتباع بعض الخطوات والإرشادات الضرورية والتي تعتمد في الأساس على تغيير نمط الحياة. لكن ذلك يعتمد على السبب الذي أدى الى الإصابة وكيفية السيطرة عليه لما لذلك من دور في نجاح العلاج الذي سيترافق مع التغير الجذري في حياة المريض اليومية.

تتمثل الأسباب أو العوامل التي تؤدي الى ضعف عضلة القلب:

  • نمط الحياة السبب الأكثر أهمية لضعف القلب، وتشمل العادات اليومية التي قد تتسبب في أمراض القلب والأوعية الدموية مثل التدخين والأطعمة الدسمة التي تحتوي على دهون مشبعة.
  • مرض الشريان التاجي الذي ينتج عن تصلب حاد في الشرايين التاجية التي تنقل الدم للقلب، فيقل تدفق الدم الى القلب. مع الوقت تضعف العضلة وقد يصل الأمر لفشل القلب.
  • ارتفاع ضغط الدم يحتم على القلب بذل مجهود أكبر لضخ الدم، ما يؤدي مع الوقت إلى زيادة سماكة العضلات، وتحديدًا البطين الأيسر، الامر الذي يزيد من خطر الإصابة بعدم انتظام ضربات القلب، وفشل القلب، والنوبة القلبية، وحتى الموت القلبي المفاجئ.
  • السمنة لأن الجسم يحتاج إلى مزيد من الدم لتزويد الأنسجة والأعضاء الحيوية بالأوكسجين والمواد المغذية، فضلاً عن ارتباطها بالعديد من الحالات الطبية التي تزيد من فرص الإصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين وغيرها الكثير.
  • التدخين حيث أن المواد الكيميائية الموجودة فيه تؤدي مع الوقت في إتلاف الرئتين وعضلة القلب، ما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وتصلب الشرايين.
  • عيوب القلب الخلقية قد تغير طريقة عمل القلب. تتراوح عيوب القلب الخلقية في شدتها من الثقوب الصغيرة بين الحجرات إلى الغياب التام لغرفة واحدة أو أكثر أو الصمامات. كلما زادت شدة تشوه القلب الخلقي، زادت احتمالية الإصابة بضعف القلب والمضاعفات طويلة المدى.

أما أعراض ضعف عضلة القلب، فهي تعتمد على حالة المريض وشدة المرض، حيث يمكن أن تتطور بسرعة أو تدريجياً على مدى أسابيع أو أشهر. 

تشمل أعراض ضعف عضلة القلب احتباس السوائل في الجسم، وتورم القدم والساق، وصعوبة النفس بسبب ترسب السوائل في الرئة، مما يؤثر سلباً في جودة حياة المريض بالإضافة إلى آلام الذبحة الصدرية والخفقان.

تتمثل الأعراض على النحو التالي:

  • ضيق التنفس عند ممارسة أي مجهود.
  • التعب والإرهاق من دون القيام بأي جهد
  • انتفاخ في الساقين والقدم.
  • احتباس السوائل والزيادة المفاجئة بالوزن.
  • انتفاخ البطن. 
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • عدم انتظام ضربات القلب.
  • زيادة الرغبة بالتبول.
  • ألم في الصدر.

تشخيص مرض ضعف عضلة القلب أصبح اليوم أكثر دقة مما كان عليه، ويتم بالفحص الإكلينيكي أولا، ثم بعمل تحاليل الدم وتخطيط كهربائية القلب Electrocardiogram إضافة إلى الأشعة السينية للقلب حيث استجدت الكثير من التطورات على مستوى تكنولوجيا التصوير الطبي ما أتاح الفرصة للطبيب في الحصول على تشخيص دقيق وبالتالي إمكانية تحديد العلاج الذي يحتاجه المريض بدقة. 

فهناك جهاز حديث للتصوير بالموجات فوق الصوتية ثلاثي الأبعاد Echocardiogram 3D يستخدم لقياس كفاءة عضلة القلب بدقة. كما يمكن فحص أنسجة عضلة القلب بالموجات فوق الصوتية GLS لتشخيص حالات المرضى الذين لديهم خطورة لتدهور عضلة القلب مثل مرضى علاج السرطان.

العلاج

يختلف علاج ضعف عضلة القلب بحسب حجم الضرر الذي لحقَ بالقلب وما نتج عنه من مضاعفات.

بعض الحالات الخفيفة قد تحتاج فقط الى تعديلات في نمط الحياة مع المتابعة الدورية لدى الطبيب المختص. بداية العلاج تكون عندما يبدأ المريض بالشعور بضيق في التنفّس وألمٍ في الصدر. 

وبالرغم من عدم وجود علاج جذريّ لضعف القلب؛ إلّا أنّه قد يُمكن ضبط عملية التدهور الحاصلة ومنع تفاقمها من خلال اتّباع نمط حياة صحّي للحفاظ على سلامة القلب. 

تناول بعض الأدوية التي تساعد على علاج ارتفاع ضغط الدم، واحتباس السوائل في الجسم، بالإضافة إلى الأدوية الخاصة بالحفاظ على انتظام ضربات القلب ومنع التجلّطات الدموية. في الحالات المتقدمة قد يلجأ الطبيب الى زراعة الأجهزة الخاصة بالقلب مثل أجهزة ضبط نبضات القلب أو العمليات الجراحية مثل زراعة القلب في حالات الضعف الشديد التي لا تستجيب للعلاج بالأدوية ولكنها تُعتبر الخيار الأخير.

التثقيف الصحي

يًجمع الأطباء على أهمية التثقيف الصحي في المجتمع حول ضرورة التمتع بصحة قلبية جيدة، والمحافظة عليها وذلك من خلال خطوات بسيطة وتغييرات في نمط الحياة تسهم في تعزيز الصحة العامة بشكل عام وصحة القلب بشكل خاص.

الإمتناع عن التدخين وممارسة النشاط البدني وتناول الغذاء الصحي قليل الملح خطوات ضرورية من أجل حياة صحية وقلب سليم. ومن أهم الخطوات الواجب اتباعها تجنب الضغوط النفسية قدر الإمكان لما لها من تأثير على عضلة القلب، وتجنب تناول بعض الأنواع المعينة من الادوية التي تضعف عضلة القلب وإعلام الطبيب المختص في حال الحاجة لذلك؛ مرضى ارتفاع ضغط الدم والسكري عليهم إجراء الفحوصات الدورية لأن المريض قد لا يدرك انه يعاني من ضعف في عضلة القلب حيث أن بداية الحالة تكون من دون أعراض والفحص الدوري يكشف الأمر في بدايته فتكون خيارات العلاج أكثر نجاحا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى