مقابلات

الدكتورة مايا بركه

الدكتورة مايا بركه

الأخصائية في أمراض الغدد والسكري في مركز كليمنصو الطبي في بيروت

هاشيموتوعندما تكون الغدة الدرقية تحت هجوم الجهاز المناعي

كثيرة هي المشاكل الصحية التي تصيب الغدة الدرقية فتؤدي إما إلى الإفراط أو القصور في نشاطها؛ مرض هاشيموتو هو أحد الأمراض التي تصيب الغدة الدرقية ويُصنّف على أنه مرض مناعي ذاتي. يتم تشخيص الحالة المرضية بعد الإستماع إلى المريض والتعرّف على تاريخه الطبي لينتقل بعد ذلك إلى إجراء سلسلة من الفحوصات المخبرية. ما هو هذا المرض؟ وما هي أعراضه؟ ومن هي الفئات الأكثر عرضة للإصابة؟ عن مرض هاشيموتو تحدّثنا الدكتورة مايا بركه، الأخصائية في أمراض الغدد والسكري في مركز كليمنصو الطبي في بيروت.

كيف لنا أن نعرّف القارئ على مرض هاشيموتو؟

هاشيموتو أو التهاب الغدة الدرقية المناعي المزمن يشكل اليوم السبب الأكثر شيوعاً لخمول الغدة الدرقية ويندرج ضمن أمراض المناعة الذاتية، حيث يقوم الجهاز المناعي بمحاربة الخلايا السليمة للغدة الدرقية. في الحالات الطبيعية، تتمثّل وظيفة الجهاز المناعي في محاربة الخلايا الغريبة التي يتعرض لها الجسم مثل الإلتهابات وغيرها؛ ولكن، في بعض الأحيان يقوم الجهاز المناعي بمحاربة خلايا الجسم نفسه.nوعندما تقوم المناعة الذاتية في الجسم بمحاربة الخلايا السليمة في الغدة الدرقية يؤدي ذلك إلى نوع من الإلتهابات وينتج عنه خمول أو قصور في عملها. 

 ما هي أعراضه؟ وأبرز مضاعفاته؟

أود الإشارة في البداية إلى أنه في حال وجود مشاكل بالمناعة الذاتية من دون تأثيرها على وظيفة الغدة طبيعية، لا ينتج عنه أي عارض؛ ولكن في حال أدّى مرض هاشيموتو إلى كسل بالغدة الدرقية، هنا تظهر بعض الأعراض على المريض والتي تتراوح ما بين الخفيفة أو الشديدة بحسب الحالة. الأعراض تتعلق بوظيفة الغدة الدرقية بحد ذاتها، وقد تشمل تعب وإرهاق، كسل في القولون ينتج عنه الإمساك، اضطراب في الدورة الشهرية، جفاف بالجلد والشعر، إحتباس المياه في الجسم وبطء في عملية الأيض ما يؤدي إلى زيادة الوزن. في الحالات المتقدمة، قد يعاني المريض من ضعف في دقات القلب، تغيير في ضغط الدم، وارتفاع معدل الكوليسترول. من مضاعفات مرض هاشيموتو في الحالات المتقدمة الإصابة بأمراض القلب والشرايين نتيجة ارتفاع الكوليسترول وضغط الدم، أو تأخر في الحمل بسبب اضطرابات الدورة الشهرية، والسمنة وما ينتج عنها من مشاكل صحية نتيجة بطء عملية الأيض وعدم حرق الدهون.

المسألة هنا تحتاج إلى تشخيص دقيق لأن الأعراض تتشابه مع أمراض أخرى، وبالتالي ينبغي إجراء فحوصات دقيقة للتأكد من الحالة المرضية.

من هي الفئات الأكثر عرضة للإصابة؟

النساء هن الأكثر عرضة لاسيما مع التقدم في السن، كما أن العامل الآخر هو وراثي حيث يميل هذا المرض إلى الإنتشار بين العائلات. الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في المناعة الذاتية هم أيضاً معرضين للإصابة أكثر من غيرهم.

بما أن النساء أكثر عرضة للإصابة، ماذا عن إمكانية الحمل مع وجود مرض هاشيموتو؟

أود أن أطمئن النساء أنه يمكن حدوث الحمل لدى المريضة التي تعاني من هذا المرض المزمن، لكن الأمر يتطلب المتابعة الحثيثة لدى الطبيب المعالج قبل حدوث الحمل أي في فترة التحضير له وخلال أشهر الحمل أيضاً وذلك سواء أكان المرض من ناحية المناعة الذاتية أو المناعة الذاتية مع خمول بالغدة الدرقية.  فمن الضروري لأي امرأة مراجعة الطبيب المعالج خلال هذه الفترة نظراً لإمكانية تغيير الخطة العلاجية وتعديل الجرعات كتحضير للحمل، على أن تتم المتابعة عن كثب خلال الأشهر التسعة تجنّباً لأي مفاجآت قد تحدث. 

هل يحتاج المريض إلى علاج دائم؟ أم أنه مرض قابل للشفاء؟

هناك حالات محدّدة لا تتطلّب تناول العلاجات وهي وجود مشاكل في المناعة الذاتية من دون خمول بالغدة الدرقية أو في المراحل الأولية لخمول الغدة الدرقية، لعدم ظهور أعراض واضحة أو لغيرها من الأسباب. لكن ما إن يقرر الطبيب إعطاء العلاج فذلك يعني الإستمرار به طوال الوقت لأنه كما ذكرنا في البداية، فإن مرض هاشيموتو يندرج ضمن الأمراض المزمنة التي تستدعي تناول الدواء بشكل دائم. في بعض الحالات الإستثنائية مثل فترة ما قبل الحمل وخلاله، يمكن أن تُعطى المريضة العلاج اللازم على أن يتم توقيفها بعد الولادة بحسب إرشادات الطبيب المعالج. من الضروري في مثل هذه الحالات المتابعة مع الطبيب المتخصص باستمرار وعدم القيام بأي خطوة تتعلق بالعلاج إلا بعد استشارة الطبيب المعالج. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى