أمراض وعلاجات

مراكز طبّية للإصابات الرياضية

مراكز طبّية للإصابات الرياضية

متخصّصون بارعون وأجهزة حديثة للتشخيص وإعادة التأهيل

شهد الطب الرياضي تطوراً ملحوظاً خلال السنوات الماضية في ظل التقدم في مجال الإنجازات الرياضية التي تحققت في السنوات الأخيرة، فنشأت مستشفيات متخصصة بالإصابات الرياضية وانطلقت المؤتمرات العالمية التي تسلط الضوء على أهمية الطب الرياضي وتبحث أحدث ما توصل إليه الطب الرياضي والطرق الحديثة في علاج الامراض والاصابات الرياضية والتأهيل الرياضي، والأهم طرق الوقاية من الإصابات لاسيما في الملاعب والألعاب الجماعية. 

يحتل الطب الرياضي اليوم مكانة متقدمة ودوراً بالغ الأهمية داخل الملاعب وخارجها، حيث يحرص أخصائيو الطب الرياضي على رفع اللياقة البدنية للاعب للوصول إلى أداء جيد والوقاية من الإصابة أثناء اللعب وذلك من خلال رفع الكفاءة البدنية والوظيفية للجسم الرياضي، وكذلك العناية به بعد الإصابة ليتمكن من العودة مرة أخرى إلى الملاعب.

لقد برز الإهتمام البالغ بالرياضة بعد أن ثبت ما لها من فوائد صحية ونفسية إلى أن أصبحت جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية للكثير من الناس سواء عبر المشي في الهواء الطلق أو عبر ارتياد النوادي الصحية؛ ولا ننسى طبعا إصابات الملاعب وما يتعرض له اللاعب خلال المباريات من إصابات قد تكون سبباً في عاهة مستديمة والتوقف عن ممارسة نشاطه الرياضي ما لم يتم التعامل معها بالطرق الطبية الصحيحة. من هنا، شهد اختصاص الطب الرياضي وإعادة تأهيل اللاعبين بعد الإصابة حيّزاً كبيراً في السنوات الأخيرة، فطاله الكثير من التطورات لاسيما على مستوى الإسعافات الأولية وكيفية التعامل مع الإصابة لحظة وقوعها لئلا تنعكس سلبا على المصاب. 

فقد ساهم الطب الحديث في تطور العلوم الرياضية وفتح آفاق المعالجة بالحركة والعلاج الفيزيائي وإعادة التأهيل، فبات فهم التغيرات الوظيفية للجسم وحركة العضلات أكثر وضوحاً. ومن أسس عمل الطب الرياضي تشخيص الإصابات التي تحدث للجهاز العضلي الحركي وعلاجها، والإصابات التي تحدث للعظام والعضلات والمفاصل، والأهم هو إعادة تأهيل المصاب ليعود إلى نشاطه المعتاد مرة أخرى. ومع زيادة الإقبال على ممارسة الرياضة، ارتفعت في المقابل الإصابات الرياضية التي تتنوًع في شدتها، منها ما يقتصر على الشد العضلي أو التورم أو قد تكون أكثر شدة مثل الإلتواء أو ربما  الإصابات التي ينتج عنها تمزق في الغضاريف والأوتار وحتى الكسور. وبناءًا  على ذلك تطور طب وجراحة العظام والمفاصل وتحديداً ذلك الجزء المتعلق بالإصابات الرياضية على مستوى  الإجراءات العلاجية والعمليات الجراحية والتقنيات المستخدمة في العلاج وإعادة التأهيل.

يشتمل الطب الرياضي على أهداف رئيسية هي:

    • الوقاية من الإصابات الرياضية من خلال إعداد اللاعب وتحضيره بدنياً لبناء العضلات وتقوية الأربطة والمفاصل من أجل حماية الجسم من الصدمات والضربات وتهيئته لبذل أقل الجهود وتوفير الطاقة التي يحتاجها في المنافسات.  
    • الإشراف والمراقبة على أثر الجهد البدني على جسم الرياضي، وكذلك أثر التغذية الجيدة والمتوازنة على بناء الخلايا وتحديدها.
    • تشخيص الإصابات الرياضية ومعالجتها وإعادة تأهيل الرياضيين المصابين ليصبحوا قادرين على العودة إلى الملاعب واستئناف نشاطهم كالمعتاد.
    • رفع اللياقة البدنية عند الرياضيين، والتأكيد على ضرورة الحفاظ على الحالة الصحية ولاسيما في حال وجود إصابات سابقة، وكذلك مساعدة الرياضي في تحسين القدرات والقابليات الرياضية وتحسين النمو، وقدرات الرياضي لتحقيق أعلى مستوى للأداء البدني.

مستشفيات ومراكز رياضية

أهمية الطب الرياضي ومدى الحاجة إليه حثّ الكثير من الجهات على إنشاء مستشفيات متخصصة ومراكز طبية تُعنى بالإصابات الرياضية، حيث توسّع هذا المجال بشكل كبير إلى أن بتنا نشهد تخصصات فرعية لكل حالة الأمر الذي يحتاج إليه كل لاعب وممارس للرياضة.

تستقطب تلك المستشفيات والمراكز الطبي متخصصون في الطب الرياضي إلى جانب أحدث الأجهزة والتقنيات للتشخيص ولإعادة التأهيل والعلاج الفيزيائي أو ربما التدخل الجراحي لعلاج الكسور إذا استدعت الحالة مع ما يتطلّبه ذلك من برامج مخصصة لإعادة التأهيل لضمان عودة اللاعب إلى ممارسة نشاطه الرياضي. تحرص تلك المستشفيات على وجود فريق متعدد التخصصات على درجة عالية من التدريب والخبرة يشمل جراحو العظام الذين يقدمون العلاج الجراحي وغير الجراحي لإصابات العضلات والهيكل العظمي، أخصائيو الطب الطبيعي وإعادة التأهيل الذين يعملون على إعداد خطط وبرامج علاجية لإعادة تأهيل الإصابات ويضعون برامج لتحسين الأداء كما يعالجون إصابات العضلات والهيكل العظمي من دون جراحة، وأطباء الطب الرياضي والرعاية الأساسية الذين يقدمون تقييمات طبية شاملة وفحوصات بدنية للرياضيين وتقييمات للإصابات غير الجراحية وعلاجها.

فبالدرجة الأولى، يقوم الأخصائيون بتشخيص الإصابات الرياضية وتقييمها باستخدام الأدوات والتقنيات الحديثة مثل الأشعة السينية والمسح الضوئي والتصوير بالرنين المغناطيسي، وعلى أساسها يتم إعداد برنامج علاجي وتأهيلي مخصص لكل حالة، ويتضمن ذلك تمارين تقوية العضلات وتحسين الحركة والمرونة وتحسين التوازن والتحكم العضلي، وتحسين الأداء الرياضي. أما العلاج الطبيعي، فيتضمن تقنيات لتخفيف الألم وتحسين الحركة والتحكم العضلي، مثل التدليك والتمارين الخفيفة والتمارين الوظيفية والعلاج اليدوي.

يجد اللاعب كذلك الفرصة لإجراء فحص طبي رياضي شامل لتقييم صحته العامة وتحديد الحالات التي تتطلب رعاية طبية خاصة، وذلك من خلال فحص الوظائف الحيوية والتاريخ الطبي وفحص القياسات الجسدية واللياقة البدنية. إلا أن مهام هذا النوع من المراكز الطبية لا ينحصر عند هذا الحد، بل يتعداه إلى تقديم النصح والمشورة حول كيفية الوقاية من الإصابات الرياضية من خلال توجيهات يتم تقديمها من قِبل أخصائيين حول السلوكيات الصحية والتغذية السليمة وتقنيات الإسترخاء والإحماء والتدريب الرياضي الآمن.

كما يتم تقديم   تدريب رياضي مخصص لكل من يرغب في تحسين أدائه الرياضي، وذلك عبر برامج تدريبية تساعد على تحسين القوة والمرونة والمهارات الرياضية.

الإصابات الرياضية

تختلف أنواع الإصابات الرياضية باختلاف نوع الرياضة وتبعاً لدرجة حدتها، وتشمل الإصابات الرياضية الأكثر شيوعاً التواء الكاحل والرباط الصليبي والشد والتمزق العضلي والكدمات وتمزق الغضروف الهلالي وإصابة وتر أكيليس والإرتجاج وإصابة مفصل الركبة. أما أنواع الإصابات الرئيسية، فهي:

    • إصابات مباشرة أو مفاجئة نتيجة تعرض الجسم لصدمة مباشرة بجسم ما أو السقوط.
    • إصابات متكررة تحدث لنفس العضو المصاب سابقاً نتيجة عدم الشفاء التام أو نتيجة ضعف ذلك العضو.
    • إصابات نتيجة الإجهاد العالي أي إعطاء تمارين قوة وجهد عنيف لعضلات ضعيفة لا تتحمل الجهد المبذول وبدون تدرج التمرين أو عدم إعطاء فترة راحة كافية.
    • إصابات نتيجة عدم التوازن وضعف بعض عناصر اللياقة البدنية كالرشاقة والتوافق العضلي العصبي، كما أن ضعف الأداء الفني كحركات القفز والوثب والهبوط وسقوط الأجسام على جسم آخر يؤدي إلى حدوث إصابات مختلفة.

لتجنب الإصابات الرياضية لضمان حياة رياضية  أفضل، ينبغي على اللاعب اتباع إرشادات أخصائي الطب الرياضي. 

من النصائح التي يجب على كل رياضي اتباعها:

    • إلتزام الراحة المطلوبة قبل ممارسة الرياضة.
    • الإحماء الجيد قبل البدء في التمارين.
    • إرتداء الأحذية المناسبة للنشاط الرياضي.
    • استخدام معدات السلامة العامة المناسبة بحسب نوع اللعبة الرياضية.
    • عدم الإفراط في التدريب الذي يفوق مستوى اللياقة البدنية لدى الفرد.
    • استخدام الأسلوب المناسب والصحيح للمهارات الرياضية.
    • القيام بعملية التهدئة وإطالة العضلات والمفاصل بعد الإنتهاء من النشاط البدني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى