أمراض وعلاجات

ما علاقة هاشيموتو بالغدّة الدرقية؟

ما علاقة هاشيموتو بالغدّة الدرقية؟

وماذا عن الجهاز المناعي والهرمون والإجهاد؟

يحدث مرض هاشيموتو بسبب خلل في الجهاز المناعي فيهاجمها ويُضعفها ويُتلف أنسجتها بشكل تدريجي؛ يُعرف هذا المرض أيضاً بالتهاب الغدة الدرقية المناعية الذاتية أو التهاب الغدة الدرقية المزمن. مع تقدّم التلف في الغدة الدرقية، تقل الهرمونات التي تفرزها فتبدأ أعراض قصور الغدة الدرقية وهي كثيرة مثل تغّيرات في المزاج وضغط عصبي وكآبة وزيادة الوزن وتعرّق وأرق.

قبل الغوص في التفاصيل، لا بد من الإضاءة على الدور الحيوي للغدة الدرقية في الجسم حيث أن الهرمونات التي تفرزها تتحكم في العديد من العمليات في جسم الإنسان، ما قد يجعل أي خلل بها يؤثر سلباً على الصحة. من الهرمونات التي تفرزها الغدة الدرقيةالثيروكسينوثلاثي يود الثيرونين” (T3) والتي تستخدمها جميع خلايا الجسم وهي هرمونات ضرورية للحياة حيث تتحكم في عملية التمثيل الغذائي ومعدل ضربات القلب ومدى سرعة استخدام الجسم للسعرات الحرارية من الأطعمة.

يندرج مرض هاشيموتو ضمن الأسباب العديدة لقصور الغدة الدرقية، وهو يصيب النساء أكثر من الرجال ولم تُعرف بعد أسباب تحول الجهاز المناعي وتدمير نفسه بهذا الشكل، لكن يُعتقد أن هناك عوامل وراثية يمكن أن تزيد من نسبة الإصابة. من الأسباب أيضاً التغيرات الهرمونية التي تحدث في جسم المرأة طوال فترة حياتها وعلى سبيل المثال أثناء الحمل، أو الإجهاد الواضح. كما يمكن أن تتسبب العدوى الفيروسية أيضاً في الإصابة بالمرض أو تطوره.

من العوامل التي تلعب دوراً  في الإصابة:

  • العامل الوراثي والجينات حيث أنه غالباً ما يكون لدى مرضى هاشيموتو أفراد عائلات يعانون من مرض الغدة الدرقية أو أمراض المناعة الذاتية الأخرى.
  • التغيرات الهرمونية حيث يؤثر مرض هاشيموتو على النساء بنحو سبعة أضعاف تأثيره على الرجال، ما يشير إلى أن 
  • الهرمونات الجنسية قد تلعب دورًا. ثم أن بعض النساء يعانين من مشاكل في الغدة الدرقية خلال السنة الأولى بعد الإنجاب، وعلى الرغم من أن هذه المشاكل عادة ما تختفي إلا أن حوالى 20٪ من النساء يصبن بهاشيموتو بعد سنوات.
  • الإفراط في استهلاك اليود حيث تشير الأبحاث إلى أن بعض الأدوية والكثير من اليود، وهو عنصر نادر يتطلبه الجسم لإنتاج هرمونات الغدة الدرقية، قد يؤدي إلى الإصابة بأمراض الغدة الدرقية لدى الأشخاص المعرضين للإصابة.
  • التعرضللاشعاع،فقدتمالإبلاغعنزيادةحالاتالإصابةبأمراضالغدةالدرقيةلدىالأشخاصالذينتعرضواللإشعاع.
  • وجود أمراض مناعة ذاتية، فالأشخاص الذين يعانون من اضطرابات المناعة الذاتية الأخرى، مثل مرض الاضطرابات الهضمية والذئبة والتهاب المفاصل الروماتويدي هم أيضاً أكثر عرضة للإصابة بمرض هاشيموتو.
  • الإلتهابات البكتيرية أو الفيروسية حيث تزيد بعض أنواع العدوى من فرص إصابة الشخص بمرض هاشيموتو، وتشمل هذه الالتهابات الفيروسية مثل التهاب الكبد C.

التشخيص 

يعتمد تشخيص مرض هاشيموتو على العلامات والأعراض التي تظهر على المريض. يطلب الطبيب المختص بعض الفحوصات المخبرية التي تقيس مستويات هرمون الغدة الدرقية والهرمون المنبه للدرقية (TSH) الذي تفرزه الغدة النخامية. 

تشمل الفحوصات المخبرية ما يلي:

فحوصات الهرمونات

يمكن أن تحدد اختبارات الدم كمية الهرمونات التي تفرزها الغدد الدرقية والنخامية، وإذا كان هناك قصور في نشاط الغدة الدرقية، فإن مستوى هرمون الغدة الدرقية يكون منخفضًا، وفي الوقت ذاته، يرتفع مستوى الهرمون المنبه للدرقية نتيجة محاولة الغدة النخامية تحفيز الغدة الدرقية على إنتاج كميات أكبر من هرمون الغدة الدرقية. ومنها:

  • فحص الهرمون المُنبِه للغدة الدرقية. تنتج الغدة النخامية الهرمون المنبه للغدة الدرقية. وعندما تكتشف الغدة النخامية انخفاض مستوى هرمون الغدة الدرقية في الدم، ترسل الهرمون المنبه للغدة الدرقية إلى الغدة الدرقية لتحفيز زيادة إفراز الهرمون الدرقي. ويشير ارتفاع مستويات الهرمون المنبه للغدة الدرقية إلى الإصابة بقصور الدرقية.
  • فحص الثيروكسين T-4 الهرمون الدرقي الرئيسي وهو هرمون الثيروكسين. 
  • يؤكد انخفاض مستوى الثيروكسين في الدم على نتائج اختبار الهرمون المنبه للغدة الدرقية ويشير إلى وجود مشكلة في الغدة الدرقية نفسها.

اختبار الأجسام المضادة

نظرًا لأن مرض هاشيموتو هو اضطراب في المناعة الذاتية للجسم، فإن السبب في حدوثه يتضمن إنتاج أجسام مضادة شاذة، ويكشف اختبار الدم عن وجود أجسام مضادة للبيروكسيداز الدرقي، وهو إنزيم موجود بشكل طبيعي في الغدة الدرقية يؤدي دورًا مهمًا في فرز هرمونات الغدة الدرقية.

هرمونات الغدة الدرقية

هرمون T4 هو الهرمون الأساسي الذي تنتجه الغدة الدرقية حيث يصل إلى أنسجة الجسم عن طريق مجرى الدم، ويتم تحويل جزء صغير منه إلى هرمون T3 وهو الهرمون الأكثر نشاطاً؛ وهو مسؤول عن النشاط الأيضي الأساسي. هذا الهرمون موجود في الدم  ومرتبط ببروتين يسمى الغلوبيولين الرابط للثيروكسين TBG – Thyroxine Binding Globulin. الثيروكسين (هرمون الغدة الدرقية) الحر  Free T4 هو الوحيد الذي بوسعه أن يدخل الخلايا ويسبب النشاط الأيضي. 

هرمون T3  هو هرمون درقي يلعب أدوار حيوية في معدل الإستقلاب في الجسم والقلب والوظائف الهضمية، وكذلك في عمليات التحكم بالعضلات وتطور الدماغ  والمحافظة على العظام. تفرز الغدة الدرقية ما يقارب 20% من ثلاثي يود الثيرونين بشكل مباشر في الدم. أما بقيّة الهرمون أي 80% فيتكون من خلال تحول الثيروكسين في الكبد والكلية.

المستوى الطبيعي لهرمون T4 يتراوح ما بين 5 إلى 12 مايكرو جرام لكل 100 مل لتر دم، ومستوى T3 الطبيعي يتراوح ما بين  0.07 إلى 0.17 ميكروجرام لكل 100 مل لتر دم. تستخدم هذه الهرمونات لتقييم وظيفة الغدة الدرقية؛ وهناك نوعان من التحاليل الخاصة بها، الأول يقيس كمية الهرمون الكلي في الدم 

(T3 – T4) والآخر يقيس الكمية الحرة أو النشطة من الهرمونات وهو ما يعرف باسم Free T3/FT3    وFree T4/FT4.

هرمون TSH هو الهرمون المنبّه للغدة الدرقية، يتم إفرازه من الجزء الأمامي من الغدة النخامية بناء على أوامر من الهرمون المطلق للغدة الدرقية Thyrotropin-Releasing Hormone من تحت المهاد المخي، والذي يعمل على تحفيز نمو الغدة الدرقية وإفراز الهرمونات منها. العلاقة بين هذا الهرمون وهرمون الغدة الدرقية علاقة وثيقة، فعندما يقل إفراز هرمونات الغدة الدرقية يزداد إفراز TSH، والذي بدوره يحفز الغدة الدرقية على إفراز هذه الهرمونات، وعندما يرتفع مستوى هرمونات الغدة الدرقية فإن ذلك يؤدي الى تثبيط إفراز TSH، ويفرز هذا الهرمون بقدر متباين خلال اليوم، حيث يكون أعلى تركيزاً خلال الليل، وأقل تركيزاً بين الساعة الخامسة والسادسة مساء.

العلاج

يتم علاج التهاب الغدة الدرقية في هاشيموتو الذي يسبب قصور الغدة الدرقية باستخدام دواء يسمى ليفوثيروكسين وهو نسخة اصطناعية من هرمون الغدة الدرقية للتعويض عن الهرمونات التي لا تنتجها الغدة الدرقية. من الضروري هنا إعلام الطبيب المعالج في حال تناول أي أدوية أخرى، والسبب في ذلك هو أن العلاج يتطلب الإمتناع عن تناول بعض أنواع الأدوية والمكملات الغذائية، أو تعديل طريقة تناولها وتوقيتها لأنها يمكن أن تُؤثر على قدرة الجسم على امتصاص العلاج وبالتالي تنخفض الإستفادة منه. ومن هذه الادوية او المكملات الغذائية:

  • مكملات الحديد.
  • أدوية الكوليسترول.
  • مكملات الكالسيوم.
  • أدوية الإستروجين.

المريض الذي يعاني من مرض هاشيموتو يحتاج إلى مراقبة مستمرة لدى الطبيب المعالج وإجراء الفحوصات المخبرية بشكل دوري، وإذا ما ترافق ذلك مع تناول الدواء بانتظام فإن قصور الغدة الدرقية المناعي المتمثل في مرض هاشيموتو يبقى تحت السيطرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى