مقابلات

الدكتورة مايا بركه

الأخصائية في أمراض الغدد والسكري في مركز كليمنصو الطبي بالتعاون مع جونز هوبكنز انترناشيونال

الدكتورة مايا بركه

“مريض السكري معرض أكثر من غيره لعوارض الفيروس ومضاعفاته”

يعتبر مريض السكري معرضٌ أكثر من غيره لمخاطر فيروس كورونا ومضاعفاته كما انه معرض أكثر لارتفاع السكري جراء الإلتهاب الناتج عن الفيروس. الأخصائية في أمراض الغدد والسكري في مركز كليمنصو الطبي بالتعاون مع جونز هوبكنز انترناشيونال الدكتورة مايا بركه، وفي حديث إلى مجلة “المستشفى العربي” أشارت إلى أنه لا يمكن تأكيد أن الفيروس هو سبب للإصابة بداء السكري ولا يمكن نفي ذلك لأن الأمر يحتاج إلى المزيد من الأبحاث والدراسات.وفي ما يلي نص الحوار.

لماذا مرضى السكري هم أكثر عرضة لمضاعفات فيروس كورونا المستجد؟

مريض السكري معرض أكثر من غيره لعوارض الفيروس ومضاعفاته خاصة في الحالات التي يعاني منها المريض من عدم ضبط لمعدل السكري أو من يعاني من الوزن الزائد مع السكري بالإضافة طبعاً إلى كبار السن.  السبب في ذلك هو أن السكري يضعف جهاز المناعة نوعاً ما فيصبح المريض أكثر عرضة للأمراض فيفقد قدرته على محاربة الفيروس وعلى الحدّ من كمية الفيروس التي تدخل الجسم؛ كما أن السكري يمكن أن يترافق مع نوع من الإلتهاب المزمن في الأوعية الدموية (chronic inflammation) ما يعرض المريض لإحتمال مضاعفات أكبر. فضلاً عن ذلك، هناك الكثير من مرضى السكري الذين يعانون في الأساس من مضاعفات إضافية جراء طول مدة إصابتهم بالسكري وعدم استقراره مثل أمراض القلب والكلى وغيرها، والتي ترفع إحتمال المضاعفات.

ما هي مخاطر الفيروس على هذه الفئة من المرضى؟

مريض السكري معرّض لمضاعفات الـCovid-19 بنسبة أعلى؛ هذه المضاعفات هي الإلتهابات القوية في الرئتين مما قد يتطلب الدخول إلى العناية المركّزة، وفي بعض الحالات يحتاج المريض إلى جهاز التنفس. بالإضافة إلى إمكانية تطوّر الإلتهاب مع مشاكل في الكلى أو في القلب.

بالإضافة إلى مضاعفات الفيروس، مريض السكري معرّض لمضاعفات نتيجة إرتفاع السكر وهي التبوّل الزائد الذي يمكن أن يؤدي إلى  فقدان السوائل وبالتالي يسبب أذى في الكلى، إضافة إلى التعب في الجسم. كما أن إرتفاع السكري عند مرضى النوع الأول يمكن أن ينتج عنه Diabetic Ketoacidosis أي الحماض الكيتوني السكري وهي مضاعفات خطيرة لمرض السكري وتحدث عندما ينتج الجسم مستويات عالية من أحماض الدم تسمى الكيتونات.

إذن، هل صحيح أن إحدى مضاعفات فيروس كورونا التسبب في الإصابة بالسكري فيما بعد؟

هناك حالات من السكري من النوع الأول قد تم اكتشافها خلال الإصابة بالفيروس أو بعد الشفاء منه، وهي حالات تتطلب العلاج بالانسولين.

ربما السبب في ذلك يعود إلى أن البنكرياس يحتوي على مستقبلات ACE2 التي يعمل عليها فيروس كورونا ما يعني أنه من الأعضاء التي تتأثر بالفيروس. هناك أيضاً بعض حالات السكري من النوع الثاني التي يتم تشخيصها مع الإلتهاب. وليس واضحاً حتى الآن ما إذا كان الفيروس هو مسبّب أساسي للسكري أو أنه أظهر المرض عند شخص هو بالأصل على إستعداد له مثل الذين يعانون من الوزن الزائد أو الإستعداد الوراثي.

في حال الإصابة، ما هي الخطوات العلاجية الواجب اتباعها؟ هل من ادوية محددة يجب تناولها؟

بمجرد ظهور العوارض مهما كانت بسيطة يجب تشخيص الحالة من خلال الفحص لدى الطبيب المختص مع مراجعة طبيب السكري المشرف على الحالة؛ أما الخطوات العلاجية فهي ذاتها خطوات علاج كوفيد-19 ولا يوجد أدوية محددة خاصة بمريض السكري. ينبغي علاج مريض السكري مثله مثل سائر مرضى فيروس كورونا مع الإنتباه أكثر للمضاعفات المحتملة.

هل يمكن لمريض السكري المصاب بالفيروس أن يُعالج في المنزل في حال كانت العوارض خفيفة؟ وما هي الخطوات التي يجب أن يقوم بها سواء هو او من يعتني به؟

بإمكان مريض السكري تلقي العلاج المناسب في المنزل مع المراقبة الدائمة لمعدل السكر في الدم في حال كانت العوارض خفيفة، أما إذا اشتدت العوارض فعليه الذهاب إلى المستشفى. بمعنى آخر، داء السكري ليس سبباً للمكوث في المستشفى بل شدة العوارض هي التي تحدد ذلك. 

هل من إرشادات ونصائح لتجنب المضاعفات؟ 

أولى الخطوات تكمن في مراقبة  عوارض الفيروس بدقة مثل مراقبة الحرارة ومعدل الأوكسجين باستمرار مع ملاحظة العوارض الأخرى مثل ضيق التنفس وألم في الصدر وذلك لتدارك أي تراجع بشكل مبكر ومراجعة الطبيب المختص؛ ثانياً على المريض فحص السكري باستمرار أي حوالى أربع إلى خمس مرات يومياً لأن هناك احتمال كبير أن يرتفع معدل السكري، كما يجب ملاحظة كثرة التبول أو الجفاف أو أي عارض آخر يدل على ارتفاع السكري مما يتطلب تعديل العلاج؛ ثالثاً على مريض السكري ومن يعيش معه من أفراد الأسرة مراقبة أي تغير في الوعي أو وجود لعيان أو ألم في البطن خصوصاً لدى مرضى النوع الأول لأن هذه العوارض يمكن أن تكون دلالة على وجود Diabetic Ketoacidosis  ما يتطلب مراجعة الطبيب.

ما هي أهم النصائح الواجب اتباعها لدى هذه الفئة؟

مريض السكري من الفئات التي يجب أن تطبق الإجراءات الإحترازية بشدّة سواء العزل المنزلي وعدم الإختلاط وتجنب الأماكن المزدحمة، أو التباعد الجسدي أو غسل اليدين بالماء والصابون نظراً لحساسية حالتهم الصحية وارتفاع نسبة المضاعفات. على المريض عدم إهمال علاج السكري والإحتفاظ بكمية وفيرة من الأدوية أو حقن الانسولين لاسيما في أوقات الإقفال العام، والإتصال بالطبيب المعالج فور ملاحظة أي تغير في معدلات السكري لربما يُدخل بعض التعديلات على العلاج في وقت مبكر قبل أن يصاب بأي مضاعفات. كما يجب الإكثار من شرب الماء لأن وجود إلتهاب في الجسم يرفع معدل السكري ما يؤدي إلى فقدان السوائل، ويجب تفادي العصائر حتى لو كانت طبيعية نظراً لاحتوائها على نسبة من السكر. كما يتوجب على المريض الإنتباه إلى نمط غذائه وتجنب كل ما يمكن أن يتسبب في إرتفاع  السكر لديه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى