الدكتورة أمّة صدقة

الأخصائية في طب العيون العصبي في مركز كليمنصو الطبي

الدكتورة أمّة صدقة

“تشخيص الأمراض العصبية يمكن أن يبدأ من عيادة طبيب العيون”

هو تخصص فرعي يجمع بين امراض ومشاكل العيون والامراض العصبية المتعلقة بالدماغ، وبما ان العين هي مرآة الجسم فإن الكثير من الامراض العصبية يمكن اكتشافها من خلال فحص العيون. الأخصائية في طب العيون العصبي في مركز كليمنصو الطبي في بيروت الدكتورة أمّة صدقة تحدّثنا عن هذا التخصص وأهميته.

لابد لنا في بداية الحديث أن نعرّف القارئ على هذا التخصص الفرعي الحديث نسبياً؟ 

طب العيون العصبي (Neuro-ophthalmology) يعتبر هذا التخصص هو صلة الوصل بين العين والدماغ حيث يركّز طب العيون العصبي على أمراض الجهاز العصبي التي تؤثر على الرؤية والتحكم في حركات العين أو عصب العين أو الحدقة وغيرها الكثير من المشاكل الصحية التي لا تظهر إلا من خلال الفحص الطبي للعين. غالبًا ما يرى أطباء العيون العصبية المرضى الذين يعانون من أمراض معقدة متعددة الأجهزة. يعتبر طب العيون العصبي أساسي في اكتشاف المشاكل المتعلقة بالتوصيل العصبي للإحساس الذي يصل من العين إلى الدماغ، وهو ما يبرر وصف العين على أنها مرآة للدماغ او للجسم.

فمن خلال فحص العين لدى الطبيب المتخصص، يمكن اكتشاف مشاكل صحية أبعد من ضعف الرؤية وقد تكون بداية لمشكلة صحية أكبر في الجسم من دون أن يشعر المريض بأي أعراض.

هلا حدّثتنا عن أبرز الأمراض العصبية التي يمكن اكتشافها بواسطة فحص العين؟

في الواقع هناك الكثير من الامراض العصبية التي يمكن اكتشافها مبكرا بواسطة فحص العين الروتيني، ومن الأمثلة على ذلك التصلب اللويحي المتعدد والسكتة الدماغية وداء باركنسون وغيرها؛ بالإضافة الى إمكانية اكتشاف مرض السكري وارتفاع ضغط الدم والكوليسترول.

ففي كثير من الأحيان يزورنا المريض لشكواه من مشاكل في الرؤية من دون أن يدرك أن سبب ذلك هو مشكلة صحية تتفاعل في جسمه، وسرعان ما نكتشف ذلك من خلال فحص العين والعصب.

بالنسبة لمرضى التصلب اللويحي المتعدد، يعاني المريض من فقدان جزئي أو كلي للنظر، في كل واحدة من العينين على انفراد وأحيانا تكون مصحوبة بأوجاع في العين لدى تحريكها بسبب التهاب العصب البصري، وقد يعاني كذلك من رؤية مزدوجة أو ضبابية. هذه الاعراض يمكن اكتشافها مبكرا قبل ان يتطور المرض ويؤثر على حياة المريض وذلك من خلال الفحص الروتيني للعين.

أما مرض باركنسون، فهناك بعض التغيرات في العين والبصر قد تكون علامات مبكرة لمرض باركنسون وهي من الأعراض المبكرة التي لا تتعلق بالحركة؛ تكون حركة العين أبطأ، كما يمكن أن يعاني من الرؤية الضبابية، وجفاف العين، وصعوبة إدراك العمق والتأقلم مع التغير السريع في الإضاءة. الظهور المفاجئ للرؤية الضبابية يمكن أن يكون سببه سكتة دماغية، ويمكن أن يحدث بشكل خاص إذا تم دمج عدم وضوح الرؤية مع بعض العلامات الرئيسية الأخرى مثل الكلام غير الواضح.

ما إن نكتشف أي من تلك المشاكل أو الأمراض العصبية نقوم بتحويل المريض الى طبيب الامراض العصبية لتشخيص الحالة بدقة لتبدأ بعد ذلك رحلة المريض العلاجية.

ما هي أهمية فحص العين الروتيني لتجنب تطور الأمراض سواء المتعلقة بالعين أو الأمراض العصبية؟

إن ما أود التركيز عليه هنا هو أهمية الفحص الروتيني السنوي للعين لدى الطبيب المختص وليس أخصائي البصريات لأن لا أحد يمكنه اكتشاف الامراض المتعلقة بالعين والشبكة والقرنية أو حتى الامراض العصبية إلا طبيب العيون.

ثم ان الفحص الروتيني للعين لا يقل أهمية عن أي فحص طبي آخر ويجب إلقاء الضوء أكثر على هذا الأمر في مجتمعنا وهو ما يجهله الكثير من الناس. فطبيب العيون المتخصص بإمكانه اكتشاف كل الامراض التي تؤثر على العصب والشرايين.

التوصيات العالمية تقول إن كل شخص فوق سن الأربعين يجب ان يجري فحص سنوي للعين حتى لو لم يكن يعاني من أي مشكلة؛ الأطفال يجب أن يخضعوا للفحص قبل البدء بالمدرسة لأن الأطفال لا يشتكون ولا يميزون ما إذا كانوا يعانون من ضعف في الرؤية في إحدى العينين.

ما بين عمر 18 والأربعين فإن الفحص الروتيني ينبغي ان يكون كل سنتين. إن ما نود التأكيد عليه انه ليس بالضرورة أن يعاني المريض من مشاكل في الرؤية لكي يزور الطبيب؛ فمشاكل النظر وأمراض العين، كما سائر الامراض، لا تظهر عوارضها ومشاكلها إلا بعد تأثير المرض عليها. 

ماذا عن التقنيات والأجهزة المستخدمة للتشخيص والمتوفرة في مركز كليمنصو الطبي؟

تضمّ وحدة طب العيون في مستشفى مركز كليمنصو الطبي أحدث الأجهزة المستخدمة في تشخيص الأمراض المتعلقة بطب العيون العصبي.

يتوافر اليوم أجهزة وآلات متطورة للتشخيص وهي تعطينا صورا دقيقة للغاية لعصب العين وللشبكة حيث يمكننا فحصها بدقة متناهية، كما نرى القرنية على شكل طبقات تسمح لنا برؤية أدق التفاصيل.

الآلات والأجهزة المستخدمة اليوم في عيادة طبيب العيون تعكس التطور الحاصل في هذا المجال وهو ما يتيح لنا فرصة الكشف المبكر والتشخيص الدقيق.