مقابلات

أليس يمين بويز 

أليس يمين بويز 

المديرة التنفيذية لإتحاد المستشفيات العربية

“الاتحاد منصة مثالية لـتبادل الأفكار والسياسات والخدمات في القطاع الصحي”

أليس يمين بويز ، المديرة التنفيذية لإتحاد المستشفيات العربية من ذوي الخبرة مع تاريخ حافل من العمل في الأنظمة والسياسات الصحية، والصناعة الصحية، وأنشطة ومشاريع الرعاية الصحية العربية المشهورة. رائدة ومعروفة في استراتيجيات ومبادرات الرعاية الصحية والتعاون الذي نجح في تحويل وأتمتة جودة واستدامة قطاع الرعاية الصحية العربي وتحسينه. تم الاعتراف بها مؤخرًا باعتبارها المرأة المؤثرة لهذا العام في استراتيجية الرعاية الصحية والتعاون وأحد أكثر القيادات النسائية موهبة في الرعاية الصحية في البلدان العربية. كما حصلت على وسام الاستحقاق الوطني من الجمهورية اللبنانية لجهودها الكبيرة في تعزيز قطاع الرعاية الصحية وبناء الجسور وفتح حوار بين جميع الدول العربية للنهوض بالصحة. معروفة كواحدة من القيادات النسائية المتفانية والمحترمة الملتزمات بقيادة التغيير في قطاع الرعاية الصحية. وكان لمجلة “المستشفى العربي” هذا الحديث معها حول مسيرة ونشاطات وخطة إتحاد المستشفيات العربية.

ما سبب نجاح رحلة إتحاد المستشفيات العربية؟

حقق إتحاد المستشفيات العربية نجاحاً باهراً في السنوات المنصرمة وخاصة في فترة جائحة كوفيد19 الذي اثبت خلالها وجوده على الساحة العربية الصحية وحاول بكافة طاقاته مساعدة المؤسسات الصحية والعاملين في المستشفيات على تخطي الأزمة من خلال مبادرات وحلقات تدريب وتنمية الكوادر الصحية العربية. كما تم تجديد مجلسه التنفيذي بمجموعة خبراء في مواضيع مختلفة سواء في الصحة الرقمية، الإستدامة، الحوكمة والقيادة والجودة  وغيرها حيث تم وضع خريطة طريق وخطة عمل للسنوات الثلاث القادمة، وكانت ملفتة فاستحوذت على الثناء والتقدير من اصحاب القرار في القطاع الصحي العربي ككل.

لقد كانت اهداف مسيرة الإتحاد واضحة تتوافق مع التحديات الحالية والمستقبلية التي يعيشها القطاع الصحي في العالم العربي. ومن اجل تحقيق اجندته واهدافه، عمل على تعزيز الشراكات مع الجهات المعنية مثل جامعة الدول العربية، مجلس وزراء الصحة العرب والمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط. إضافة الى شراكته القوية مع الهيئات الصحية في بلدان عديدة مثل مؤسسة حمد الطبية في دولة قطر ودائرة الصحة ابوظبي في دولة الإمارات المتحدة وهيئة الرعاية الصحية في جمهورية مصر العربية وغيرها من الجمعيات والنقابات والمنظمات الصحية في دول مختلفة .

لقد ذكرت ان المجلس التنفيذي للإتحاد وضع خطة عمل لمدة ثلاث سنوات. هل لنا ان نعلم ما هي نقاطها وماذا حقق منها؟

“التخطيط هو إحضار المستقبل إلى الحاضر بحيث يمكنك تحقيقه الآن“ وهذا ما تمّ إتباعه في خطة المجلس التنفيذي حيث وضع إطار عمل لرسم مستقبل قطاع الرعاية الصحية العربي مع تعزيز الدور الحيوي للمستشفيات والقطاعات المعنية  للنهوض بالصحة في الدول العربية.

يشكل اتحاد المستشفيات العربية اليوم منصة مثالية لـتبادل الأفكار والسياسات والخدمات في القطاع الصحي ويوفر التعليم للعاملين الصحيين. هو مصدر معلومات عن قضايا واتجاهات الرعاية الصحية حيث يتمثل دوره في مساعدة المنظمات الصحية العربية للعمل من أجل تحسين مستوى الخدمات التي يقدمونها للمرضى.

من خلال رؤية المجلس التنفيذي، تم وضع خطة جديدة للثلاث اعوام القادمة لمساعدة الأعضاء، المنشآت، العاملين ومقدمي الخدمات للنهوض بالصحة في الدول العربية عبر الحوكمة الرشيدة والقيادة القوية والتميز في الرعاية الصحية. وقد هدفت الخطة الى مساعدة  المؤسسات الصحية لتحسين أداءها من خلال بناء القدرات عبر مجموعة واسعة من البرامج والخطط تؤدي إلى خدمات رعاية صحية أفضل.

كما عززت الحوار مع وزارات الصحة العربية والمنظمات لوضع السياسات والاستراتيجيات والإعلانات الصحية والمبادرات المفيدة في مواضيع عديدة مثل إعلان خطة التأهب للكوارث والطوارئ، وضع الإستراتيجية العربية للصحة الرقمية، نشر نهج ومفهوم تصميم جديد لمرافق الرعاية الصحية في عالم ما بعد كوفيد، إطلاق ورقة الإستدامة الصحية، تعزيز مشروع شهادة المبادرة الذهبية وإطلاق مبادرة مواجهة التحدي المناخي.

كما جاء في الخطة موضوع تعزيز الشراكات وإنشاء عدة هيئات ومجالس مثل المجلس الإستشاري المتضمن خبراء معروفين لتقديم خدماتهم للقطاع الصحي العربي في شتى المواضيع، تأسيس منصة التنفيذيين في المؤسسات الصحية لتبادل الآراء ومواجهة التحديات معاً، واخيراً تنظيم ملتقيات متعددة في دول عربية مختلفة لتعزيز التفاعل مع القطاع الصحي العربي ككل وتشجيع التكامل العربي

بالنسبة لتنظيم الملتقيات المتعددة في دول مختلفة، هل لك ان تعلمينا عن الملتقى السنوي للإتحاد؟

فعلاً يعرف الإتحاد ويشتهر بمنصته التي تجمع خلال ملتقاه السنوي لوزراء الصحة وكبار المسؤولين التنفيذيين والجهات الفاعلة في قطاع الرعاية الصحية للمناقشة وتبادل الرؤى والمناهج والفرص التي تقود الرعاية الصحية إلى المستقبل، وسيعلن قريباً جداً عن تاريخ ومكان الحدث هذا العام. بالفعل بدأنا العمل على وضع لائحة البلدان وسيجتمع مجلس إدارة الإتحاد والمجلس التنفيذي ليقرّروا ويعلنوا المكان، والخيارات عديدة إذ انه لدينا أكثر من طلب في دول مختلفة.

بالعودة الى الإستدامة الصحية ، هل لك ان تكلمينا عن المركز العربي للإستدامة الصحية الذي يعمل عليه الإتحاد؟

في سياق تحقيق الخطة الإستراتيجية للإتحاد، أطلقنا المركز العربي للاستدامة الصحية بهدف قيادة قطاع الرعاية الصحية نحو الاستدامة ومواجهة تحديات تغير المناخ اليوم وفي المستقبل. 

لقد أعرب العديد من رؤساء الدول العربية عن اهتمامهم الكبير بالمساهمة في مواجهة تغير المناخ من خلال التزامهم بالحد من انبعاثات الكربون ودعم مبادرات ومشاريع الطاقة النظيفة والمتجددة، وقد اظهرت الأبحاث أن قطاع الصحة يساهم في أزمة المناخ العالمية ويجب أن تلعب المستشفيات وخدمات الرعاية الصحية دورًا ديناميكيًا في قيادة الرعاية الصحية نحو الاستدامة.

إن الهدف من هذا المركز هو مساعدة مؤسسات الرعاية الصحية والشركات والجامعات والباحثين وغيرهم للالتقاء ومناقشة التحديات وإيجاد فرص للتعاون في تحقيق الاستدامة لقطاع الرعاية الصحية. 

ومن الخطط الإستراتيجية  لهذا المركز هي:

  • تطوير وإنشاء أدوات الاستدامة لتقييم قدرة المنشآت الصحية لتكون خضراء وذكية وآمنة.
  • نشر البروتوكولات والمبادئ التوجيهية العالمية المتعلقة بمبادئ المباني الخضراء، استخدام كفاءة الطاقة والطاقة المتجددة إدارة النفايات والحفاظ على المياه ومعالجتها.
  • ضمان التزام السلطة العليا لاستدامة الرعاية الصحية من خلال التشريعات ذات الصلة والقواعد واللوائح والموارد.
  • تحسين بناء القدرات والموارد من خلال التدريبات المستمرة والبرامج التعليمية حول الاستدامة في الرعاية الصحية لمختلف فئات مقدمي الرعاية الصحية والتخصصات الأخرى العاملة في مرافق الرعاية الصحية.
  • تقديم الاستشارات للمنشآت المهتمة حول مختلف الجوانب المستهدفة في استدامة الرعاية الصحية.
  • دعم القيادة للمستشفيات المستدامة في إحداث تغيير طويل الأجل في الثقافة التنظيمية.
  • تحقيق مشاركة العاملين بالمستشفيات على نطاق واسع وتعزيز مشاركة المجتمع وتعزيز السياسة العامة التي تعزز الصحة البيئية.
  • تجهيز قادة الرعاية الصحية للحصول على المعلومات والأدوات والمهارات.
  • كثيرة وغنية فعلاً مشاريع الإتحاد، ومؤخراً ضج القطاع الصحي العربي بالمبادرة الذهبية لمواجهة تحدي تغير المناخ الذي اطلقت ووزعت شهادتها الشهر الماضي في القاهرة. ماذا عن هذه المبادرة وهل من مبادرة جديدة سيطلقها الإتحاد قريباً؟

فعلاً الإتحاد فخور جداً بهذه المبادرة، فهي اطلقت تزامناً مع قمة المناخ التي اقيمت في شرم الشيخ وحملت عنوان: تحدي القطاع الصحي للتغير المناخي، شارك في هذا المشروع 47 مستشفى ومؤسسة ريادية عريقة في مجال الرعاية الصحية من 9 دول عربية. تم تقديم الطلبات ومراجعتها من قبل لجنة تحكيم رفيعة المستوى ادت إلى تكريم 10 فائزين من مختلف الفئات خلال حفل توزيع جوائز مرموق في القاهرة. حظيت هذه النسخة الثالثة من شهادة المبادرة الذهبية بتقدير كبير من قبل جميع قطاعات الصحة العربية. سنطلق قريباً وبعد شهر رمضان مباشرة شهادة المبادرة الذهبية للتحول الصحي والصحة الرقمية آملين ان تحظى بأكبر كمية من المشاركات من المستشفيات العربية وان نساهم بإبراز التميز في هذا القطاع.

كلمة اخيرة ونحن نعلم انه لا زال عندكم مبادرات وخطط ومشاريع عديدة تساهم بتفعيل القطاع الصحي العربي.

صحيح هناك المزيد، لم نتكلم بعد عن “حلقة تجمع المدراء التنفيذيين” وهو عبارة عن منصة للنخبة حيث يمكن لأفضل المدراء التنفيذيين في المستشفيات العربية مشاركة المعلومات وأفضل الممارسات والتناقش والتواصل والتعلم والتثقيف والتصدي للتحديات مع أقرانهم، وقد عقد اول اجتماع منذ شهر في القاهرة وسيكون خلال ملتقى ابوظبي اجتماع آخر لما لاقى من نجاح باهر وضرورة للتحاور بين بعضهم لمواجهة التحديات والمشاكل الاتي يعيشونها.

إن مسيرتنا اصبحت ضرورة للقطاع الصحي العربي ونحن فعلاً فخورين بكل ما بنيناه وسنعزز اكثر واكثر من مشاريعنا وعملنا وشراكاتنا وسنوقع قريباً إتفاقية تعاون بين الإتحاد ومنظمة الصحة العالمية لإرساء مفهوم التميز وتحسين الآداء في المستشفيات الصحية العربية. وهنا سأنهي كلامي بالشكر لكافة شركاؤنا الذين لولاهم لما وصلنا الى ما نحن عليه ومنهم سعادة الصديق الأستاذ سيمون شماس المدير العام لمجلة المستشفى العربي الشريك الإعلامي للإتحاد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى