أمراض وعلاجات

ديمومة الصحة Longevity

ديمومة الصحة Longevity

لصحة وعافيةوعمر طويل

ارتفع متوسط العمر لدى البشر في العقدين الأخيرين لأسباب وعوامل عدة منها التقدم في مجال الطب وتطور التكنولوجيا الطبية، فارتفعت جودة الرعاية الصحية وارتفعت معها فعالية العلاجات، كما تطورت اللقاحات التي كان لها دوراً فاعلاً في القضاء على بعض الأمراض وتقليل انتشار أمراض أخرى؛ على صعيد آخر، تحسّنت ظروف الحياة وبات هناك الوعي الكافي بأهمية الحفاظ على الصحة وتجنب السلوكيات الضارة.

تواصل التطورات الطبية والتكنولوجيا بدفع حدود أمد الحياة، إلى أن باتت اليوم مسألة إطالة العمر الصحي للإنسان الشغل الشاغل للعلماء وعامة الناس على حد سواء. من هنا، نشأ مفهوم الديمومة الصحية أو طول العمر الصحي (Longevity)، بمعنى أنه كيف يمكن للمرء أن يعيش سنوات مديدة بصحة جيدة. للوصول إلى هذا الهدف، ينبغي الإستمرار في اتباع نمط حياة صحي من خلال الإهتمام بالتغذية الصحية، وممارسة الرياضة بانتظام، والحفاظ على وزن صحي، وتجنّب التدخين والكحول، والإهتمام بالنوم الجيد، والمحافظة على صحة العقل والجسم بشكل عام. هذه الخطوات من شأنها أن تسهم في تقليل مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم، والسكري، وأمراض القلب، إلى جانب بعض أنواع السرطان. كما أنها تساعد على تحسين جودة الحياة وتزيد من الشعور بالسعادة والرفاهية.

الوصول إلى ديمومة صحية يتطلب منّا إرادة قوية، والبداية تكون عبر تحديد الأهداف الصحية القابلة للتنفيذ ووضع خطة لتحقيقها بهدف الإستمرار في ممارسة العادات الصحية على المدى الطويل.

العمر البيولوجي

تجديد الشباب وطول العمر الصحي يشكلان اليوم نهجاً متكاملاً ويسيران بخطوات متسارعة للوقاية من أمراض الشيخوخة وإبطائها ومنع حدوثها من خلال معالجة السبب الجذري لها. قد يكون العمر على الروزنامة 65 عاماً، ولكن بسبب نمط الحياة الصحي المليء بالنشاط وبسبب تجنّب كل ما يهدد إطالة العمر الصحي مثل السمنة والتدخين وغيرها فيكون عندئذ العمر البيولوجي 55 عاماً؛ إنه مقياس جودة عمل الجسم مقارنة مع عمره. 

في الواقع، إن معرفة العمر البيولوجي هو نفسه معرفة مدى الصحة والقوة التي يتمتع بها الشخص وما إذا كان معرضًا لخطر الإصابة بأمراض تهدد حياته مثل ارتفاع ضغط الدم أو السكري أو أمراض القلب. على الرغم من أن البعض يعتبر مفهوم العمر البيولوجي ليس دقيقًا، إلا أنه يمكن أن يتضمن مقاييس موضوعية مثل معدل ضربات القلب أثناء الراحة وضغط الدم وحدة البصر، بالإضافة إلى معايير أكثر ذاتية مثل سهولة أداء المهام اليومية وقوة العضلات والحركة العامة. 

هذه العوامل قد تبيّن أن العمر البيولوجي مثلاً أعلى من العمر الزمني؛ إنه إذن الوقت المناسب للبدء بإدخال تغييرات جذرية على نمط الحياة من شأنها أن تحدث فرقًا إيجابيًا. الهدف هو إذن التركيز على العادات التي يمكن للإنسان التحكم بها والتي تخفض متوسط العمر المتوقع.

عوامل تؤثر على إطالة أمد الحياة الصحي

هناك بعض العوامل الصحية التي يمكن أن تعيدك لسنوات إلى متوسط العمر المتوقع. ومن هذه العوامل:

الوراثة

تعتبر العوامل الوراثية من العوامل الأساسية التي تؤثر بشكل كبير على العمر البيولوجي ولا علاقة لها بالعادات اليومية التي يتبعها الشخص. فالوراثة أو مجموعة الجينات الخاصة بك هي أيضًا مسؤولة جزئيًا عن العمر البيولوجي. الامر هنا شبيه بانتقال بعض الأمراض بين أفراد العائلة الواحدة؛ فمثلما تنتشر أمراض معينة في العائلات، فإن طول العمر يحدث أيضًا. حوالى 40 بالمئة من متوسط العمر المتوقع هو متوارث بين الأجيال، حيث تم إثبات العديد من الجينات المرتبطة بالعمر والآليات الجينية والمسارات خلال العقود الماضية وتم كذلك تقييم العديد من الجينات البشرية ودورها في تنظيم العمر. أظهرت دراسة في هذا المجال أنه مع عادات نمط الحياة المثلى والتي تشمل عدم التدخين أو شرب الكحول، وممارسة التمارين الرياضية المنتظمة، وتناول الأطعمة النباتية، والإدارة الفعالة للتوتر، فإن متوسط العمر المتوقع للأشخاص يبلغ حوالى 86 سنة. في المقابل، إذا كان لديك أفراد من العائلة عاشوا أكثر من 86 عامًا، فمن المحتمل أن تعيش حياة طويلة أيضًا.

نمط الحياة يشمل نمط الحياة العديد من الأمور منها:

  • الحد من التوتر والقلق.
  • الطعام الصحي.
  • التمارين الرياضية.
  • الإمتناع عن التدخين.
  • النوم الجيد.
  • العلاقات الرومانسية.
  • عدم التعرض للسموم البيئية.

المكان الذي تعيش فيه

البيئة التي نتواجد فيها والثقافة التي تحيط بنا تسهم إلى حد كبير في حثّنا على اتباع العادات الصحية أم لا؛ الدراسات في هذا المجال أكدت أن العيش في مكان غير آمن يجعل من الصعب عليهم التفكير في العادات الصحية أو حتى ممارستها كالرياضة والطعام الصحي، فضلاً عن التعرّض للتوتر والقلق الدائمين.  

عملية الشيخوخة

إنها عملية طبيعية تحدث في الجسم مع التقدم في السن حيث ينخفض مستوى الطاقة والنشاط وتتراجع القدرات الوظيفية لأعضاء الجسم ككل فتبدأ بعض الأمراض بالظهور؛ لكن التطورات الآخذة بالإنتشار في العقدين الأخيرين أدت إلى زيادة كبيرة في متوسط العمر وساهمت في تأخير الدخول في مرحلة الشيخوخة، فبعدما كان عمر الـ65 هو بداية الشيخوخة، لم يعد هناك مقياس أو عمر محدّد يُبنى عليه بل يعتمد الامر على مسار حياة الشخص.

ما هو إذن عمر الشيخوخة؟ ومتى يبدأ؟

الإجابة على هذا السؤال تستدعي أن نفرّق بين العمر الزمني بحسب الروزنامة والعمر البيولوجي الذي يعتمد على نمط الحياة، وكلاهما مترابطان؛ قد يكون الشخص عمره الزمني 65 عاماً ولكنه يعيش حياة صحية فيكون عمره البيولوجي أقل من ذلك، والعكس صحيح. وبما أن العمر الزمني يزيد من احتمالية ظهور بعض الأمراض فبإمكان الشخص الوقاية منها قدر الإمكان وتأخير ظهورها.

  تجدر الإشارة إلى أن هذه التغيرات والتبدلات التي تظهر مع التقدم في العمر تختلف من شخص لآخر، فالبعض فيدخلون مرحلة الشيخوخة بشكل أسرع بينما لا يشيخ آخرون إلا بعد سنوات من العمر الزمني. الجانب النفسي بدوره يلعب دوراً بالغ الأهمية في تأخير الدخول في مرحلة الشيخوخة، فقد نجد رجلاً في عمر الـ80 لكنه أكثر شباباً من الناحية النفسية بحيث تجده يخطط لحياته المستقبلية ويقوم بنشاطات مختلفة ويمارس أعماله بكل نشاط.

كيف نبطئ عملية الشيخوخة

المسألة هنا تحتاج إلى عوامل عدة هي مزيج في ما بينها، فهناك العامل الوراثي وإمكانية التخفيف من وطأته وتأخير ظهور الأمراض المتعلقة به بالإضافة إلى العوامل البيئية المحيطة بنا. تبقى خيارات الحياة الصحية هي السبيل الأمثل لإبطاء عملية الشيخوخة وتأخير ظهورها من خلال اتباع نظام غذائي صحي، والمشاركة في التمارين الرياضية بانتظام، والحصول على قسط كافٍ من النوم، وإدارة التوتر، والبقاء على اتصال اجتماعي، والحد من استهلاك الكحول، والإقلاع عن التدخين.

بالإضافة إلى كل ما تقدّم، ظهرت اليوم بعض الأدوات والأجهزة التي تعطي الجسم جرعات معزّزة للخلايا تدعمها بالطاقة اللازمة لإبطاء شيخوختها، كما تساعد على إزالة السموم من الجسم وتعزيز وظيفة الجهاز المناعي لمحاربة الأمراض. يتوافر اليوم خيارات واسعة من هذه الأجهزة التي تسهم في إبطاء عملية الشيخوخة لاسيما إذا ما ترافقت مع نمط الحياة الصحي.

من الأمثلة على ذلك العلاج بالأوزون الوريدي الذي يمنح الجسم المزيد من الأوكسجين المنعش، حيث يقلل من خطر الإصابة بالأمراض عن طريق تقليل الأضرار التأكسدية الناجمة عن الإلتهاب المزمن من خلال خصائصه المضادة للأكسدة القوية. كما يساعد في علاج الأمراض البكتيرية والفيروسية وتجنب حدوثها وتطهير الجسم من السموم، ويساعد كذلك في تجديد خلايا الجلد عبر تزويدها بالأوكسجين اللازم وذلك بعد الإستخدام المنتظم. مثال آخر هو العلاج بالأوكسجين عالي الضغط ودوره في علاج علامات التقدم في العمر والشيخوخة، والأمراض المرافقة لها. وكلما يزيد الأوكسجين في الدم، فإنه يساعد على تحسين تكوين خلايا الدم الحمراء فيغذي الأوكسجين أعضاء الجسم بشكل كامل؛ وفي حالة وجود إصابة أو جرح فإن هذا الأوكسجين يسهم في تكوين أوعية دموية جديدة فيسرّع في إصلاح الجرح والإلتهاب، ويحفز أيضًا خلايا الدم البيضاء للتخلص من الأمراض.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى