الدكتور هيثم حسون
الدكتور هيثم حسون
الرئيس التنفيذي لـ Cedars-Sinai International
”نركّز بشكل كامل على تقديم نتائج عالية الجودة وأفضل تجربة للمريض“
في هذا الحوار الحصري مع الدكتور هيثم حسون، الرئيس التنفيذي لـ ”سيدارز–سيناي إنترناشونال“ (Cedars-Sinai International) تستكشف مجلة ”المستشفى العربي“ المبادئ الأساسية التي توجه أحد أبرز المؤسسات الطبية في العالم. يشارك الدكتور حسون برؤيته حول التزام Cedars-Sinai بنتائج علاجية عالية الجودة، وتجربة المريض، والتطوير المستمر. من التواصل العالمي للمستشفى في الشرق الأوسط إلى التعاونات الاستراتيجية وسعيها نحو التميُّز. يتضمّن الحوار نظرة مهمّة إلى القيادة الرؤيوية التي تقود الرعاية الصحية على مستوى عالمي.
ما هي الرسالة الأساسية لـ سيدارز–سيناي إنترناشونال ورؤية المستشفى، وكيف توجه هذه المبادئ عملياته اليومية وتخطيطه المستقبلي؟
يركز Cedars-Sinai بشكل كامل على تقديم نتائج عالية الجودة وأفضل تجربة للمريض. فنحن نقدم تميز مركز طبي أكاديمي مع مرونة مؤسسة مستقلة. ونعتبر أننا محظوظون لوجودنا في لوس أنجلوس، إحدى أكثر مدن العالم تنوعًا وذات بيئة جميلة للصحة والتعافي. على مدى 120 عامًا، كنا جزءًا لا يتجزأ من مجتمعنا، لذا فإن علاقاتنا ومواردنا كبيرة، وموهبتنا خارقة. إضافة إلى كوننا واحدًا من ثلاثة مستشفيات تتجاوز باستمرار المتوسط الوطني في جودة النتائج للعديد من الحالات الطبية الرئيسية. وفي الفترة 2023-2024، نحن فخورون بكوننا مدرجين في قائمة الشرف “لأفضل المستشفيات”، الصادرة عن مجلةU.S. News & World Report للعام الثامن على التوالي، كما تم تصنيف ستة من تخصصاتنا ضمن أفضل خمسة تخصصات في الولايات المتحدة.
ما هي الإجراءات أو المبادرات المعتمدة لضمان التحسين المستمر في جودة الرعاية الصحية ونتائج المرضى؟
يتبع Cedars-Sinai منهجًا قائمًا على البيانات والأدلة لتحسين جودة الرعاية والسلامة وتجربة المريض بشكل مستمر. نحن عضو نشط في مجلس المستشفيات التعليمية والأنظمة الصحية (COTH) التابع للجمعية الأميركية لكليات الطب (AAMC)، والذي يمثل 400 مستشفى تعليمي وأنظمة صحية رائدة في الولايات المتحدة. والجدير بالذكر أن العضوية في COTH معترف بها في جميع أنحاء العالم كمعيار للتميُّز في رعاية المرضى والبحث والتعليم الطبيَّين. فمراكز الرعاية الطبية والخدمات الطبية (CMS) التابعة للحكومة الأميركية، تقوم بجمع بيانات عن معدلات الوفيات لمدة 30 يومًا لمرضى الرعاية الطبية الذين يتلقون الرعاية لخمس حالات صحية: الأزمة القلبية، وفشل القلب، والالتهاب الرئوي، ومرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD) والسكتة الدماغية. منذ أن بدأ CMS في تتبع هذه البيانات، ظلت معدلات الوفيات لمرضى Cedars-Sinai من بين أدنى المعدلات في الولايات المتحدة. وهذه النتائج هي انعكاس مباشر لتميُّز خدماتنا الإستشفائية.
أية أهداف أو غايات يسعى مستشفاكم لتحقيقها عن طريق التوسّع في الشرق الأوسط؟
تسعى جميع جهود التوعية العالمية لدينا إلى تقريب الرعاية من المريض، سواء من خلال تقديم الرعاية المباشرة، أو الاستشارة الصحية عن بُعد، أو زيارة الأطباء، أو دعم الاعتماد، وما إلى ذلك. أو بشكل غير مباشر من خلال شراكتنا مع مقدمي الرعاية الصحية من القطاعين العام والخاص لتأسيس أفضل مرافق الطب الحديث. ونحن ثابتون في تحقيق تلك الأهداف سواء في الشرق الأوسط أو في جميع أنحاء العالم.
ما هي التحديات أو الفرص التي ترونها في تقديم خدمات الرعاية الصحية في الشرق الأوسط مقارنة بعملياتكم المحلية؟
نحن نرى التحديات والفرص عبر رحلة المريض بأكملها، بما في ذلك اختلاف المنطقة الزمنية حيث نتعاون طوال الليل والنهار، وكذلك الاختلافات في أنظمة الدفع والبيئات التنظيمية. والأهم من ذلك، التعلم واحترام الاختلافات بين الثقافات والتقاليد وتقديرها. نحن نعتمد نظام خدمة موحدًا حيث تكون الرعاية التي يتلقاها المريض في دبي هي نفسها التي يتلقاها المريض في لوس أنجلوس.
ماذا عن نتائج الشراكات التي تجرونها في الشرق الأوسط لدعم المبادرات الدولية لـ Cedars-Sinai International؟
يستكشف فريق الخدمات العالمية التابع لشركة Cedars-Sinai International باستمرار الفرص المتاحة لتوفير رعاية الدرجة الأولى لعدد أكبر من الأشخاص من خلال التعاون مع المستشفيات خارج الولايات المتحدة. ومن خلال الاستراتيجيات العديدة المعتمدة، نقدم باقة متكاملة من الخدمات الاستشارية التي تساعد الشركاء المحتملين على تحقيق أهدافهم، مع تطور بيئة الرعاية الصحية العالمية. من المكسيك إلى آسيا إلى الشرق الأوسط، يشارك خبراؤنا في الندوات عبر الإنترنت والمؤتمرات والمعارض التجارية لتبادل المعارف والأفكار وتطلعاتنا المشتركة إلى المستقبل.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الوجود المتزايد لمكاتبنا في العديد من البلدان (حاليًا في مكسيكو سيتي، في سنغافورة والمزيد من البلدان)، يوفر للمرضى والأطباء المتابعين، الفرصة لمعرفة المزيد عن Cedars-Sinai، والوصول إلى ما نحن عليه من معرفة من خلال آراء أخرى، وتلقي الرعاية في لوس أنجلوس حسب الحاجة.
وقد أدى تعاوننا الاستراتيجي بالفعل إلى إنشاء مرافق جديدة على أحدث طراز، مثل مستشفى فيو في قطر، وهو شراكة بين شركة سيدار سيناء وشركة إليجانسيا للرعاية الصحية، وهي شركة تابعة لشركة استثمار القابضة. ولقد بشّرت هذه المنشأة الاستثنائية بعصر جديد من التعاون العالمي. لدى المقيمين في أبو ظبي يعد Cedars-Sinai أيضًا أحد مقدمي الخدمات المفضلين في الولايات المتحدة، حيث يسهِّل نظام الإحالة الذي يسمح للمرضى من الإمارات العربية المتحدة بالاستفادة من رعاية Cedars-Sinai ويدعم مجموعة واسعة من مشاريع تحسين الجودة.
وفي ما يتعلق بالتعاون الأكاديمي، لدينا اتفاقية مع جامعة خليفة لتزويد طلاب الطب في السنتين الثالثة والرابعة بإمكانية الوصول إلى الدورات السريرية العملية قصيرة المدى، لمدة تتراوح من أربعة إلى ثمانية أسابيع في مجموعة متنوعة من التخصصات. وفي السنة 2023، استضفنا ثلاثة طلاب طب في السنة الرابعة من جامعة خليفة للحصول على تجربة مراقبة وتناوب سريري لمدة شهرين في حرمنا الرئيسي في لوس أنجلوس.
ومع كل هذه المساعي، يبقى شيء واحد ثابتًا: التزامنا بتوفير أفضل رعاية متاحة تتجاوز توقعات مرضانا أينما كانوا.
هل يمكن تسليط الضوء على تجربة رئيسية أو نقطة تحوُّل في مسيرتكم المهنية التي شكّلت كيف تقودون وتتصورون النمو الدولي للمستشفى؟
لقد اكتسبت وتطورت على مر السنين من خلال الخروج من منطقة الراحة الخاصة بي كجرّاح أكاديمي، والإنخراط في الميدان وممارسة العمل، سواء على الجانب السريري أو الإداري. في بداية مسيرتي المهنية، أمضيت عامًا في الإمارات العربية المتحدة كرئيس لقسم الجراحة في مستشفى توام، وبعد ذلك انضممت إلى فريق جونز هوبكنز الدولي. ولقد أحدث العمل هناك فرقاً كبيراً بعد دمج نفسي في القسم الدولي.
فجلبت كل هذه الخبرة وأكثر من ذلك بكثير إلى دوري القيادي في Cedars-Sinai International، حيث نسعى جاهدين حقًا للتأثير في العالم من خلال العمل الذي نقوم به.
نحن نكتسب ديناميكيات التعاون الدولي، ولا يمكنك القيام بذلك إذا ركزت فقط على الولايات المتحدة وما ينجح فيها. فالأمر يستغرق وقتًا وشغفًا للتواجد مع نظرائك وفرقهم.
