مقابلات

الدكتور جناح الحسن

الدكتور جناح الحسن

الأخصائي في الأورام النسائية والمدير الطبي لمركز كليمنصو الطبي في بيروت 

الكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم: أولى خطوات الوقاية والعلاج الفعّال

سرطان عنق الرحم من الأمراض التي يمكن الوقاية منها وعلاجها بنجاح إذا تم اكتشافه في مراحله المبكرة، على الرغم من خطورته. الفحوصات الدورية، مثل مسحة عنق الرحم، تلعب دورًا حاسمًا في الكشف المبكر عن التغيرات الخلوية في عنق الرحم قبل أن تتحول إلى سرطان. هذه التغييرات قد لا تسبب أي أعراض في مراحلها الأولى، ما يجعل الفحص المنتظم هو الوسيلة الوحيدة لاكتشافها وعلاجها في الوقت المناسب.

في الشهر العالمي للتوعية من سرطان عنق الرحم، يحدّثنا الدكتور جناح الحسن، الأخصائي في الأورام النسائية والمدير الطبي لمركز كليمنصو الطبي في بيروت، عن أهمية الفحص المنتظم ودوره في الكشف المبكر والوقاية من تطور المرض 

البداية من أهمية الكشف المبكر لسرطان عنق الرحم ودور الفحص المنتظم في الوقاية من تطور المرض.

عندما يتعلق الأمر بسرطان عنق الرحم، فإن الوقاية تبدأ بالفحص الدوري المنتظم حيث يجب على كل سيدة زيارة الأخصائي في الأمراض النسائية مرة كل عام لإجراء مسحة عنق الرحم بالدرجة الأولى التي تمكّن الطبيب من اكتشاف التغيرات مبكرًا والعمل على علاجها أو مراقبتها قبل أن تتحول إلى سرطانية، وهو ما أدى إلى الحد من وفيات سرطان عنق الرحم بشكل كبير. اليوم، مسحة عنق الرحم تعتبر جزءًا روتينيًا من الرعاية الصحية للنساء.

من ضمن خطة الوقاية أيضاً، برزت أهمية لقاح فيروس الورم الحليمي البشري  (HPV) وهو السبب الرئيسي للتغيرات التي تحدث في عنق الرحم والتي قد تؤدي إلى السرطان. 

ففي التسعينات، تم اكتشاف علاقة بين هذا الفيروس وبين تغييرات معيّنة في الخلايا فتم تطوير لقاح للوقاية. يُنصح بالحصول على هذا اللقاح في عمر يتراوح ما  بين 9 و26 عامًا مع إمكانية الحصول عليه بعد ذلك؛ هذا اللقاح لا يحمي فقط من الفيروسات المسبّبة للسرطان، بل أيضًا من الفيروسات التي تسبب الثآليل التناسلية.

يتميز لقاح HPV بقدرته على توفير حماية أوسع من المتوقع، وذلك لأن هذه اللقاحات تحفّز الجهاز المناعي على إنتاج أجسام مضادة تستطيع التعرف على أجزاء مشتركة بين مختلف أنواع فيروس HPV وبالتالي تمنع هذه الفيروسات من إصابة الخلايا، والنتيجة زيادة فعالية اللقاح في الوقاية من الأمراض المرتبطة بهذا الفيروس. 

كما برز فحص التقصي عن فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) وهو فحص بسيط وغير مؤلم يسهم كذلك في الكشف المبكر عن التغيرات الخلوية الشاذة في عنق الرحم، والتي قد تتحول إلى خلايا سرطانية مع مرور الوقت، ويساعد كذلك في الكشف عن بعض أنواع الفيروسات التي قد تسبب مشاكل صحية أخرى، مثل الثآليل التناسلية.  

ما هي الخطوات المتبعة بعد تشخيص الحالة؟

إذا تبيّن أن السيدة مصابة بفيروس HPV من دون ظهور أي أعراض، فإننا نقوم بمتابعتها عن كثب. قد نحتاج إلى إجراء فحص يسمىالمنظار المهبليلرؤية عنق الرحم بشكل أوضح وأخذ خزعة لفحصها. إذا كانت نتيجة الخزعة طبيعية، نستمر في المتابعة الدورية. أما إذا وجدنا أي تغييرات غير طبيعية، فإننا نناقش مع السيدة خيارات العلاج المتاحة، مع مراعاة عمرها ورغبتها في الإنجاب. في بعض الحالات، قد نحتاج إلى اتخاذ قرارات علاجية حاسمة، ولكننا نسعى دائمًا لشرح كل التفاصيل للمريضة وإشراكها في اتخاذ القرار.

هل من أعراض معيّنة تُنذر السيدة بوجود مشكلة ما تستدعي زيارة الطبيب؟

للأسف، لا توجد أعراض سريرية محدّدة للإصابة بفيروس HPV في المراحل الأولية. لذلك، يعتمد التشخيص بشكل كبير على الفحوصات الروتينية، مثل مسحة عنق الرحم. الفحص المبكر يسمح بتحديد التغيرات الخلوية الشاذة قبل تطورها إلى سرطان، ما يوفر فرصة أفضل للعلاج والتخلص من المرض. في حالة اكتشاف أي تغيرات، يتم تحويل المريضة إلى الطبيب المختص لتقييم حالتها وتحديد خطة العلاج المناسبة. علاج السرطان اليوم أصبح أكثر تقدمًا بفضل التطور الطبي، حيث يمكننا الآن استخدام الجراحة المتقدمة أو العلاج الشعاعي أو الجمع بينهما خلال الجراحة لعلاج المرض. 

ماذا يقدم مركز كليمنصو الطبي في هذا الإطار؟

يقدم مركز كليمنصو الطبي في بيروت نهجًا متعدد التخصصات، حيث يجتمع فريق من الخبراء ذوي الكفاءات العالية لتقديم الرعاية الشاملة للمريضة. هذا النهج يعتمد على تضافر جهود الفريق الطبي متعدد التخصصات، حيث يعمل كل فرد بدقة وكفاءة لتحقيق أفضل نتيجة علاجية للمريضة. يتضمن هذا الفريق الجرّاح النسائي المتخصص بالأورام، وأخصائي الأشعة، وأخصائي العلاج الكيميائي، وخبراء الصحة النفسية.  هذا التعاون الوثيق يضمن تطبيق أحدث التقنيات العلاجية وتقديم أفضل رعاية ممكنة تلبي احتياجات المريضة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى