الدكتور أحمد برجاوي
الدكتور أحمد برجاوي
أخصائي الأمراض الجلدية والتجميل في مركز كليمنصو الطبي في بيروت
”علاجات حديثة تغير حياة مريض الإكزيما وخطوات بسيطة لتحسين نوعية الحياة“
في إطار الشهر العالمي للتوعية بالإكزيما، يسلط الدكتور أحمد برجاوي، أخصائي الأمراض الجلدية في مركز كليمنصو الطبي في بيروت، الضوء على أهمية التشخيص المبكر والعلاج المناسب لهذه الحالة الجلدية المزمنة. ويتطرق الدكتور برجاوي في حديثه إلى أحدث التطورات في مجال تشخيص الإكزيما وعلاجها، مؤكداً على دور الطبيب في تحديد نوع الإكزيما والعلاج المناسب لها. كما يقدم نصائح هامة للمرضى حول كيفية العناية بجلدهم وتجنب العوامل التي تزيد من حدة الأعراض.
كيف يمكن التمييز بين الإكزيما والأمراض الجلدية الأخرى التي قد تشبهها؟
تعتبر الإكزيما، وتحديداً الإكزيما التأتبية، من أكثر الأمراض الجلدية شيوعًا، خاصة بين الأطفال؛ تتميز بظهور طفح جلدي أحمر وحاكٍ، وقد يترافق مع تقشر وجفاف في الجلد. على الرغم من أن العديد من الأمراض الجلدية تسبب حكة، إلا أن هناك مجموعة من العلامات والأعراض تميز الإكزيما عن غيرها من الامراض الجلدية وتساعد في تشخيصها بدقة. فهناك بعض الخصائص التي يمكن أن تساعد في التمييز بين الإكزيما والأمراض الجلدية الأخرى.
السّمات المميزة للأكزيما هي:
- الحكة الشديدة: تعتبر الحكة الشديدة من أكثر الأعراض المميزة للأكزيما، وقد تزداد سوءًا في الليل.
- الجفاف والتقشر: الجلد المصاب بالإكزيما يكون جافًا ومتقشرًا، وغالبًا ما يظهر عليه تشققات صغيرة.
- الإحمرار: تظهر مناطق حمراء على الجلد، خاصة في المناطق التي تتعرض للاحتكاك أو الحكة.
- التورم: قد يحدث تورم خفيف في المناطق المصابة.
- البثور الصغيرة: في بعض الحالات، قد تظهر بثور صغيرة مملوءة بسائل شفاف.
غالبًا ما تظهر الإكزيما في مناطق الانحناء مثل المرفقين وخلف الركبتين، وقد تمتد إلى الوجه واليدين والقدمين. يزيد وجود تاريخ عائلي للحساسية، مثل الربو أو حساسية الأنف، من خطر الإصابة بالإكزيما. هناك أنواع مختلفة من الإكزيما، منها ما يصيب اليدين بشكل خاص ويظهر على شكل طفح جلدي جاف ومتشقق، وهناك نوع آخر يظهر على شكل بقع دائرية.
أين تكمن أهمية العامل الوراثي في زيادة معدل الإصابة؟
تلعب الوراثة دورًا كبيرًا في الإصابة، فالأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي بالإكزيما أو بأي من أنواع الحساسية المرتبطة بها مثل الربو أو حساسية الأنف، هم أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض.
هذا يعني أن هناك عوامل وراثية مشتركة تزيد من قابلية الفرد للإصابة بكل من الإكزيما والحساسيات الأخرى. ولذلك، فإن وجود تاريخ عائلي يعتبر مؤشرًا مهمًا عند التشخيص.
ما هي التقنيات الحديثة المستخدمة في تشخيص الإكزيما؟
تشخيص الإكزيما يتطلب تقييمًا شاملاً للحالة، يبدأ بأخذ التاريخ الطبي للتعرف على وجود تاريخ عائلي للحساسية. ثم يقوم الطبيب بفحص الجلد لتحديد المناطق المصابة وطبيعة الطفح الجلدي.
قد نطلب من المريض إجراء فحوصات دم لقياس مستوى الأجسام المضادة IgE، واختبار الحساسية لتحديد المواد المهيجة حيث يتم وضع مواد مختلفة على الجلد لمعرفة إذا كانت تسبب أي رد فعل تحسسي ما يساعد على تحديد المواد التي يجب تجنبها لتقليل حدة الأعراض. في بعض الحالات، قد يحتاج الطبيب إلى أخذ عيّنة صغيرة من الجلد (خزعة) لفحصها تحت المجهر. هذا يساعد على تأكيد التشخيص واستبعاد أمراض جلدية أخرى. على الرغم من أن الخزعة هي الطريقة الأكثر دقة لتشخيص الإكزيما، إلا أنها ليست ضرورية في جميع الحالات.
كل هذه الخطوات تساعد في تأكيد التشخيص وتحديد خطة العلاج المناسبة.
ما علاقة نمط الحياة في زيادة معدل الإصابة مع التقدم في العمر؟
بينما تلعب الوراثة دورًا هامًا في الإصابة بالإكزيما، إلا أن نمط الحياة الصحي يمكن أن يساعد في تقليل حدة الأعراض وتجنب تفاقمها، حتى لدى الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي.
فالإكزيما التي تبدأ في الطفولة غالبًا ما تتحسن مع التقدم في العمر، ولكن بعض العوامل البيئية ونمط الحياة غير الصحي قد يؤدي إلى تفاقم الأعراض لدى بعض الأفراد في مرحلة الكبر.
ما هي خيارات العلاج المتاحة للأكزيما؟ كيف تطورت العلاجات مع مرور الوقت؟
لقد شهدت علاجات الإكزيما تطوراً كبيراً في السنوات الأخيرة، حيث تتوفر الآن أدوية أكثر فعالية وأمانًا؛ وعلى الرغم من عدم وجود علاج شافٍ للأكزيما، إلا أن هناك العديد من الخيارات العلاجية المتاحة التي تساعد في تخفيف الأعراض والحد من نوبات التفاقم؛ ولكن يعتمد اختيار العلاج المناسب على شدة الحالة وتقييم الطبيب.
يتضمن علاج الإكزيما مجموعة متنوعة من الخيارات التي تهدف إلى تخفيف الأعراض وتحسين نوعية الحياة. تشمل هذه الخيارات العلاجات الوقائية، مثل تجنب المهيجات والحفاظ على ترطيب البشرة، والعلاجات الدوائية، مثل الكريمات الموضعية والأدوية الفموية والأدوية البيولوجية.
تعد الكريمات الموضعية جزءًا أساسيًا من علاج الإكزيما، وأكثرها شيوعًا هي كريمات الكورتيزون التي تساعد على تخفيف الالتهاب والحكة بسرعة، خاصة خلال فترات تفاقم الأعراض. ومع ذلك، يجب استخدامها بحذر لفترة محددة لتجنب الآثار الجانبية.
بديلًا عن الكورتيزون، هناك كريمات مثبطة للكالسينيورين (Calcineurin inhibitor creams) التي تعمل بطريقة مشابهة ولكنها تسبب ترققًا أقل للجلد. بالإضافة إلى ذلك، ظهرت مؤخرًا كريمات جديدة معتمدة من إدارة الغذاء والدواء الأميركية لعلاج الحالات الخفيفة إلى المتوسطة من الإكزيما. في حالات الإكزيما الشديدة التي تؤثر على مساحات واسعة من الجسم، قد لا تكون الكريمات الموضعية كافية. هنا، يلجأ الأطباء إلى العلاجات البيولوجية، والتي تشمل الأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم أو الحقن.
من أحدث هذه العلاجات الأدوية البيولوجية مثل الدوبيليماب (dupilumab) الذي يستهدف مباشرة المواد الكيميائية التي تسبب الالتهاب في الجسم. بالإضافة إلى ذلك، هناك أدوية فموية جديدة تُعرف بمثبطات JAK، والتي أظهرت فعالية كبيرة في علاج الإكزيما.
كيف يمكن تحسين جودة حياة المرضى المصابين بالإكزيما المزمنة؟
الإكزيما هي حالة جلدية مزمنة، أي يعني أنها تستمر لفترة طويلة وقد تعود على شكل نوبات من حين لآخر. ولكن يمكن لنمط الحياة الصحي أن يلعب دورًا هامًا في التحكم في هذه الحالة.
لتقليل حدة أعراض الإكزيما وتحسين نوعية الحياة، ينبغي اتباع النصائح التالية:
- ترطيب منتظم: استخدام مرطبًا خاصًا بالإكزيما بعد كل استحمام للحفاظ على رطوبة البشرة.
- استحمام قصير: الإستحمام بماء فاتر لمدة لا تتجاوز خمس دقائق وتجنب استخدام الليفة.
- منتجات خالية من العطور: اختيار منتجات العناية بالبشرة الخالية من العطور والمواد الكيميائية القوية.
- اختبار المنتجات الجديدة: قبل استخدام أي منتج جديد، يجب اختباره على منطقة صغيرة من الجلد للتأكد من عدم وجود حساسية.
- تحديد العوامل المهيجة: على المريض أن يحاول تحديد العوامل التي تؤدي إلى تفاقم أعراض الإكزيما وتجنبها قدر الإمكان.
- الملابس القطنية: ارتداء ملابس قطنية ناعمة وتجنب الصوف.
- تجنب درجات الحرارة القصوى: تجنب التعرض لدرجات حرارة مرتفعة أو منخفضة بشكل مفرط.