مقالات طبية

كيف تختار المستشفى الأفضل

كيف تختار المستشفى الأفضل

إعتبارات طبية وبيئية وتكنولوجيةوأكثر!

عندما يحتاج المرء إلى علاج لحالة صحية معيّنة، فإن أول ما يفكر فيه أي مستشفى يختار؟ وذلك ليتمكّن من الحصول على الخدمة الطبية الأفضل بالسعر المدروس مع الحصول على العديد من المعايير الأخرى الخدمية والهندسية والبيئية وغيرها. ثمّة عوامل كثيرة ومتعددة تدخل في اختيار المستشفى تفوق ما يتبادر إلى الذهن أول ما ننظر في الموضوع. وقد بيّنت الدراسات المجراة في هذا السياق، أنّ أي عنصر يدخل في الصناعة الطبية، هو عنصر أساسي ومهم في تحسين الخدمة وتأمين الجو المناسب صحيًّا ونفسيًّا وماديًّا للمريض، وبالتالي ترسيخ الصورة الأمثل عن المستشفى أو الصرح الطبي المقصود. فمنهم من يختار المستشفى إستنادا للكفاءة الطبية العالية، أو للتجهيزات الحديثة، أو للموقع والخدمة. وهناك عوامل أخرى تؤثّر في الخيار، خصوصا بعدما صار عالم الإستشفاء واسعا ومعتمدا على مفاهيم حديثة نشّطت ما يُعرف بالسياحة الطبية حول العالم. فلماذا وعلى أي أساس نختار المستشفى؟

قبل الدخول في تفاصيل الأسباب الدافعة إلى اختيار المستشفى الأفضل، لا بد من التمييز بين جهتين لتحديد ذلك. فهناك التصنيف الذي تعتمده جهات التقييم والإعتماد الخاصة بالمستشفيات، وهو يستند إلى معايير محددة طبية وعلمية وفنيّة ومهنية. واستنادا إلى هذه المحدّدات يصنّف المستشفى. لكن هذا لا يعني أنه يصبح حكما وجهة أكيدة لطالبي العلاج. فهناك أيضاً أسباب يتطلع إليها المريض أو عائلته، لاختيار المستشفى الأفضل. وهذا الخيار لا يستند فقط إلى اعتمادية المستشفى بل أيضا إلى مدى ملاءمته الحالة المرضية لطالب العلاج ودقتها ومدة الإقامة في المستشفى والموقع والتكاليفوما إلى ذلك.

ملامح عامة وإرشادات

غالباً ما يؤثر اختيار المستشفى الصحيح إيجاباً على الحالة الصحية للمريض. لا ينطبق هذا على التدخلات المعقّدة والحالات العلاجية الطبية التي تستدعي اهتماماً خاصاً وحسب. حتى التدخلات الجراحية التي يفترض أنها عادية، تتطلب خبرة كبيرة من قبل الجرّاح. وذلك لأن التدخلات الروتينية تتطلب أيضاً انتباهاً على أعلى مستوى.

فكيف يمكن للمريض أن يكون متأكداً من حصوله على العلاج الأمثل من قبل أي طبيب في أي مستشفى؟ وما هي معايير الجودة التي يمكن على المريض وضعها أثناء بحثه عن المستشفى الأفضل؟

من وجهة نظر أهل الاختصاص يُعتبَر من الخطأ وصف مستشفى معين بأفضل مستشفى. وذلك لأن ليس كل مستشفى ملائم بشكل جيد لمعالجات معينة أو عمليات جراحية محددة، حتى لو افترضنا شهرته الواسعة. فالمستشفى الأفضل هو الذي يَعِد دائماً بالعلاج الأمثل لحالة المريض وبحسب اختصاصه. ولكن ليس وحدهما الاختصاص والخبرة في طرق علاجية معينة، هما من يلعبان دوراً في اختيار المستشفى، إذ ينبغي أيضا مراعاة عدد كبير من العوامل المهمة بشكل جوهري. يبدأ ذلك من جودة الإستشارة، لكونها تعطي معلومات أيضا عن ملاءمة المستشفى، ويمتد حتى يشمل كل ما يعطي المستشفى سيطاً وتميّزاً وجودة. وتحت هذا السقف يندرج العديد من المتطلبات.

ولذلك، ففي مضمون البحث لا بد من تقسيم الأسباب التي تدخل في اختيار المريض للمستشفى الملائم، إلى مجموعتين: 

  • العوامل الطبية والتقنية ككفاءة الفريق الطبي والتمريضي العامل ومستوى التجهيزات والأدوات المستخدمة، ومواكبته للتطورات الطبية في العالم.
  • العوامل البيئية داخليًا وخارجيًا، من هندسة المستشفى ومحيطه، ومراعاته لشروط السلامة، واعتماد الطاقة المتجددة وموقعه وما يؤمن ذلك من تسهيلات.

يضاف إلى ذلك الإسم المعروف للمستشفى ومدى اطّلاع الرأي العام المحلي والخارجي على ما يتمتع به من إمكانيات وما يقدّمه من خدمات، وذلك سواء عبر الإعلام أو وسائل التسويق الأخرى.

ويرى باحثون فنلنديون أننا عندما نتحدث عن أي مستشفى نختار، فهذا يعني أننا نقصد فقط حالات العلاج غير الحرجة والطويلة الأمد، والتي يكون متاحا معها للمريض التفكير والبحث والإختيار. أي أن حالته المرضية تستدعي عناية خاصة ولكنها غير طارئة. ففي الحالات الطارئة والحرجة دائما يقع الإختيار على أقرب مستشفى، لأن الغاية هي إنقاذ حياة المريض قبل أي اعتبار آخر. وبذلك تصبح الأفضلية للمستشفى الأقرب حتى لو لم يكن بالضرورة الأفضل.

وبغض النظر عن هذه الحالات والإعتبارات، فإن ثمّة خطوات يعتمدها المرضى عادة لاختيار المستشفى الأنسب. وتِبعاً لاعتبارات مبدئية تبدأ الخطوة الأولى في اختيار مقدم للخدمة العلاجية، لا سيما في الخارج، بجمع كل المعلومات الممكنة عن العيادة أو المستشفى المقصود. وهناك عدة طرق للحصول على هذه المعلومات، سواء عن طريق الإطلاع على موقعهم الإلكتروني، أو قراءة منشوراتهم الدعائية، وكذلك أية مقالات أو تقييمات عن المستشفى أو العيادة منشورة في وسائل الإعلام، كما يمكن التنسيق مع وسطاء طبيين للحصول على المعلومات المطلوبة عن مؤسسة علاجية ما. 

أولاًالجانب الطبي في التقييم والإختيار

بداية وخلال جلسة الاستشارة، ينبغي تقديم توضيح شامل عن مسار العلاج. بلغة مفهومة للمريض إن أمكن. كما يتعين على الأخصائي تسليط الضوء على المخاطر والعواقب المحتملة وفرص الشفاء للمريض، بشكل مفصل. كلما تم إبلاغ المريض بشكل أفضل عن العلاج المرتقب، كلما تمكن من فهم وتتبع ما يحدث له، وأحسنَ اختيار المستشفى الأفضل للعلاج. فهذا له تأثير حاسم على إحساسه بالأمان والثقة في الجرّاح أو أخصائي العلاج. ويستفيد من ذلك كل من الطبيب والمريض. فالاستشارة ليست مطلوبةً قبل العلاج أو الجراحة وحسب، بل بعدها أيضا. والمستشفى الجيد لا يترك المريض لنفسه بعد الانتهاء من العلاج. لهذا فإن حوار تسريح مفصّل عن الإجراءات الضرورية، يدخل في صلب مفهوم الرعاية الجيدة للمريض. أما بما خص اعتمادية المستشفى من قبل أحدى جهات الإعتماد ذائعة الصيت، فإنها تدخل كعامل جوهري لتوفير الضمان الأكبر لتلقي خدمة طبية عالية الجودة. ويجب التأكد من أن المستشفى أو العيادة معتمدة من  الهيئة المعروفة، ومن كون الاعتماد ما زال ساريًا. ويمكن الإطلاع بسهولة على قائمة المراكز الصحية المعتمدة من هيئات التصنيف الدولية. ومن الاعتمادات التي يمكنك البحث عنها تصنيفالهيئة الدولية المشتركة لجودة الرعاية الصحية” (JCI) وشهادة الأيزو (ISO) من المنظمة الدولية للمعايير، والتي تعتمد المستشفيات وفقًا لمعايير دولية لجودة الخدمات والإجراءات المتّبعة. كما أن هناك بعض المستشفيات الأجنبية تتبع لمؤسسات صحية عالمية ذائعة الصيت أو جامعات مرموقة. ومن الممكن التأكد ما إذا كان المستشفى الأجنبي المقصود تملكه أو تديره أو يتبع رسميًا لواحد من نظرائه الدوليين.

العلاج وما بعده

من التقليدي والمعروف أن الخدمات الطبية العالية الجودة للمستشفى، هي التي تجتذب المريض عند البحث عن المكان الأفضل للعلاج. فالرعاية الصحية تمتد من فترة العلاج في المستشفى إلى ما بعده من متابعات. لذلك لا بد من التأكد من خدمات التمريض التي يقدمها المستشفى، وما إذا كان بالإمكان الحصول على ممرضة شخصية على مدار الساعة لتلبية ما تفترض حالة المريض من متابعات. لكن يبقى الأهم التقصي عن الفريق الطبي، وهو أمر من السهل معرفته والتأكد منه، نظراً إلى أن المستشفى المقصود يكون معروفاً ومتميّزاً بفريقه الطبي وإنجازاته. كما لا بد من معرفة أية خدمات يمكن أن يقدمها المستشفى وباستخدام أية تجهيزات. أي ما إذا كان بإمكانه فحص ومعالجة حالات طبية معينة داخل حرمه أو في مراكز أخرى خارجه.

وثمّة من يشدد من الخبراء في مجال الإستشفاء، أن أهم معيار في اختيار المستشفى هو بدون شك وجود مختصين محترفين ولامعين في المجال الطبي المنشود. لأنه لا فائدة للمستشفى الأفضل في اعتبارات عديدة، حينما تكون المجالات الطبية المرغوبة غير مشغولة بشكل مثالي بإخصائي مناسب. وهذا الأمر يعني خصوصا حالات التدخلات المعقدة والنادرة، حيث ينبغي أن يكون ذلك أهم معيار للاختيار. ولكن ليس بالضرورة أن يكشف الاختصاص وحده مدى امتداد الخبرة التي تم جمعها. كما أن الخبرة التي يظهرها الأطباء في طريقة علاجية معينة أو في الجراحة، هي جوهر جودة العلاج. وهنا يمكن لأعداد الحالات أن تعطي معلومات عن الخبرة والتجارب في علاج معين وماهية النتائج الطبية المحققة. كما تجدر الإشارة إلى أهمية وجود متخصصين بارعين في مجالات غير معالجة المرض الأساسي. مثلا مساعد بالنظام الغذائي أو معالج طبيعي أو معالج نفسي. ففي بعض الأمراض تصبح المقدرة على الوصول إلى طاقم مختص ذات معنى، سواء أكان لغرض التصريف الليمفاوي أو إدارة الألم، وأحيانا تصنع هذه الإضافات بالتحديد المستشفى الأفضل.

الرعاية اللاحقة

كذلك فإن الرعاية اللاحقة شديدة الأهمية لأي جراحة أو علاج. فهذه هي الفترة التي يحتاجها الجسم للتعافي والشفاء بعد الجراحة أو العلاج، ولهذا فإنه من المهم أن نعرف من مقدم الخدمة الطبية بعض التفاصيل في ما يخص الرعاية بعد العلاج، ومنها مثلا: هل يسمح بوجود صديق مقرب أو أحد أفراد عائلة المريض معه في فترة ما بعد العلاج؟ وما إذا كان يحتاج للبقاء في المستشفى، أم أن بإمكانه الإنتقال ومتابعة العلاج في الفندق. وأيضا لا بد من معرفة ترتيبات الطوارئ الخاصة بالمستشفى في حال طرأت أية مضاعفات أثناء أو بعد الجراحة والعلاج.

وهنا يبدو لا فتاً وجديراً بالمتابعة أمر إداري يتعلق بالسجلات الطبية الشخصية للمريض. وبالتالي فمن المهم، خصوصاً لمن يتلقون العلاج في الخارج، أن يضعوا في اعتبارهم كيف يتعامل المستشفى أو المؤسسة الصحية التي يبحثون عنها مع السجلات الطبية، وغيرها من الوثائق ذات الصلة بالعملية العلاجية. فالمعلوم أن هذه السجلات والوثائق هي مراجع بالغة الأهمية خصوصا إذا كان المريض في حاجة إلى مراجعة الطبيب بصفة منتظمة بعد العلاج، أو في حال احتياجه إلى إجراء فحوصات طبية دورية. فمن المهم في هذه الحال معرفة ما إذا كان المستشفى يستخدم أنظمة سجلات طبية إلكترونية لتخزين واسترجاع ملفات وسجلات المرضى، بما في ذلك أفلام الأشعة السينية، ونتائج التحاليل والفحوص المعملية، وسجلات الفحص. وأيضًا ما إذا كان بالإمكان الحصول على نسخ منها لاستخدامها في ما بعد لحالات أخرى أو في مراكز طبية أخرى. 

ولا يغيب عن البال، متابعة مسألة التأمين وإجراء المعاملات للمرضى ذوي التأمين الحكومي والخاص. وهنا على المريض ومرافقيه معرفة ما إذا بإمكانهم العلاج في أي مستشفى لديه عقد مع شركات التأمين الحكومية.

السياحة العلاجية

ومع توسّع السياحة العلاجية في العالم وتشكيلها قطاعاً ناشطاً ومتحركاً بقوة، بات استقطاب المرضى أمراً أساسياً بالنسبة إلى المستشفى، كذلك بات المستشفى الأفضل في توفير الخدمة العلاجية المرجوة، مادة بحث معمّقة بالنسبة لطالبي العلاج الوافدين. ومعلوم أن معظم المستشفيات الأجنبية العاملة في مجال السياحة العلاجية لديها معايير خاصة للكشف عن معدلات الأداء ومؤشرات الجودة الخاصة بها. ومن المميزات اللافتة، قدرة المستشفى واستعداده للكشف عن هذه المعدلات عند الطلب. ويمكن للمريض أو العميل بهذه الطريقة أن يقيس بنفسه سابقة عمل المستشفى وجودة الخدمة التي يقدمها في ما يخص علاجًا أو جراحة بعينها. 

وهنا تحضر مسألة التقنيات والتجهيزات المستخدمة ومدى تطورها وحداثتها. إذ لا يملك كل مستشفى الخيارات التقنية نفسها في التشخيص ووسائل الجراحة المبتكرة القائمة على الروبوت مثلا. فالتطور الطبي المستمر والسريع تنتج عنه دوما تجديدات تقنية مربوطة باستثمارات كثيفة رأس المال. لذا فإنه من المهم مراقبة ومعرفة آخر التحديثات المعتمدة من قبل المستشفى. ومن شأن هذا الجانب أيضا أن يصنع فارقاً كبيراً للمريض وينقذ حياته في حال الشك، سواء أكان ذلك يخص التشخيص أو وسائل الجراحة.

ثانياالخدمات أو المرافق غير الطبية

بدأ العديد من المستشفيات والعيادات خصوصا تلك التي تُقدِّم خدمات السياحة العلاجية، بتوفير حزم متكاملة من الخدمات تتضمن تكاليف الإجراءات العلاجية، والتحاليل والعلاجات المرتبطة بها، إضافة إلى حزم تتضمن تكاليف الإقامة. فبعض هذه المراكز الطبية يوفر إقامة فندقية ذات خمس نجوم في غرف فندقية خاصة بهم، أو يقدم عروضًا شاملة متضمنة الإقامة المخفضة الكلفة أحيانا، في فنادق ملاصقة أو قريبة من المستشفى، أو تقديم عروض تشمل الاحتياجات الأساسية أيضًا، مثل الانتقالات من المطار أو الفندق، مقابلات مع أطباء وفحوصات طبية قبل وبعد الجراحات أو العلاجات، وكذلك خدمات العناية ما بعد العلاج.

وقد تطور هذا المفهوم حيث بات اليوم يشمل تسهيل إجراءات استخراج تأشيرة السفر (الفيزا). وتوفير مترجم أو دليل شخصي يرافقك خلال الرحلة. وتدخل اللغات التي يجيدها طاقم التمريض وموظفو المستشفى، في عوامل اختيار الوجهة التي تبحث عنها.

يدخل في هذا الإطار موقع المستشفى المعتبر الأفضل. مثلا قربه من كل هذه المرافق الخدمية وأحيانا الترفيهية أو الأسواق. وفي الوقت عينه أن يكون في مكان هادئ بعيد عن التلوث والضوضاء. ولقد بات طالبو العلاج يفضلون المستشفيات الصديقة للبيئة على تلك التي تستهلك كميات كبيرة من الوقود وتستخدم الطرق التقليدية في تلف النفايات الطبية أو حتى النفايات العادية. التعاطي السليم مع البيئة يشكل عاملا أساسيا في الإختيار أو التعامل مع أي مؤسسة خصوصا الإستشفائية منها. فبيئة المستشفى تلعب دوراً مهماً في التحكم بالجراثيم، ويجب أن تكون خالية تماماً من أي نوع من الملوثات. يقوم الخبير المسؤول عن هذه الوحدة بإدارة جميع الفعاليات الخاصة بسلامة بيئة المستشفى، وذلك من خلال الفحص والتحكم بوضعية الماء المستهلك في المستشفى، واتباع الطريقة الصحيحة للتخلص من مياه المجاري وأخذ عينات من مياه الشرب ومياه الصرف من مصفاة الصرف الصحي، وبرمجة التحكم في الحشرات والناقلات والقوارض، والإشراف على فحص مواد التعقيم والتطهير، الإشراف على المغسلة. كذلك فإن مسألة التحكم في النظافة والسلامة لجميع العوامل البيئية (الضوءالصوتالعوامل البيئية الفيزيائية وغيرها) لجميع الأقسام والوحدات المختلفة، أمر بالغ الأهمية. حتى الصابون الجديد المستخدم بات يحد من استخدام الكيماويات، ويعطي نتائج جيدة مع الماء البارد، ويمكن استخدامه بديلًا لمنتجات التنظيف في غسالات الملابس والأطباق والمنتجات الاستهلاكية.

كذلك فإن المستشفى الفندقي بات وجهة مرغوبة بقوّة عند البحث عن أي مستشفى نقصد لتلقي العلاج. فاعداد الراغبين في استخدام المستشفى الفندقي من طالبي العلاج في تزايد مطرد. لذلك فالمستشفى الأفضل بنظر هؤلاء هو الذي يتمتع، إلى جانب كفاءته الطبية وتميزه، بموظفي استقبال مدربين على الخدمة الفندقية. وأيضا بهندسة فندقية لناحية القاعات والغرف وألوان الجدران والحمامات وخدمات الطعام. وتلعب الإدارة عموماً دوراً بارزاً في تسهيل خدمة المريض سواء لناحية السرعة في إنجاز المعاملات أو طريقة التعاطي الراقية والمضيافة مع طالب العلاج ومرافقيه.

وليس أقل شأنا من ذلك أن يتمتع المستشفى بمحيط راق وجميل، مصمم بما يؤمن الراحة للمرضى والزائرين ويجعله مكاناً رائعاً لما يتمتع به من مساحات خضراء وموقع مناسب. ويقول الخبراء: صحيح أن كل هذه الميّزات يتطلب تكاليف كبيرة وخبرات عالية وعناية مستمرة، لكنه في المقابل يساهم في شكل فعّال في تأمين أفضل فترة علاج للمريض وراحة أكبر لمرافقيه. كما يساهم في تسريع الشفاء، مؤكدين ثبوت ذلك علميا وفي التجربة. والأهم أنه يؤمن رضى طالبي العلاج وخصوصا من تتطلّب حالتهم إقامة طويلة في المستشفى. ويؤكدون أن ما يتطلبه توفير هذه الميّزات من تكاليف كفيل بإعادتها مضاعفة ماديا ومعنويا، لأنه يحول المستشفى إلى المركز الطبي متفوّق والوجهة الأكثر طلبا ليس فقط محليا بل من سائر أنحاء العالم.

وعلاوة على اللغات المستخدمة في المستشفى وتنوّعها للتعاطي مع مختلف الجنسيات التي تقصده، يمكن لعوامل أخرى أيضا والتي تُعنى بالرغبات الخاصة ومتطلبات المريض، أن تساهم في علاج ناجح. إذ من المهم لبعض الناس أن يكون بقربهم أحد الأقرباء. هنا ينبغي اختيار المستشفى الذي يقدم إمكانية الإيواء الداخلي. وقي خلاصة كل هذه المعطيات يبقى الإستثمار الأكبر هو العامل الأهم الذي يوفّر البيئة المتكاملة للمستشفى. والإستثمار هو حكما بشقيه المادي والبشري.

إضاءات وخلاصات

مسألة البحث عن المستشفى الأفضل لاعتماده بهدف إجراء العلاج، خطوة حكيمة في ما يتعلق بطرق البحث والوقوف عند كل هذه العوامل التي تؤثر فعلا في جعل المستشفى أفضل من سواه وأكثر ملاءمة لمختلف حالات المرضى. لكن يوصي الخبراء باعتماد أكثر من مصدرين أو ثلاثة للحصول على المعلومات للتأكد من أن خيارنا سيكون صحيحا. ويتضمن هذا الأمر:

  • توصيات الأصدقاء، أو أفراد العائلة، الجيران، وزملاء العمل، أو أي شخص خضع لعلاج أو جراحة في نفس المكان الذي تود الاستفسار عنه.
  • البحث عن التقييمات والآراء الخاصة بالمستشفى الذي ستتجه إليه في مواقع إلكترونية مستقلة خاصة بالرعاية الصحية، وكذلك في مواقع المؤسسات المسؤولة عن تقييم الخدمات المقدمة في مراكز الرعاية الصحية.
  • الإطلاع على شهادات وحالات المرضى السابقين في نفس المستشفى، وذلك عن طريق المنتديات أو المواقع الإلكترونية، ومجموعات الدعم الإلكترونية، والنشرات الإعلانية والمجلات الطبية.

وفي عملية البحث يمكن الإستعانة بشركات ومراكز مختصة للإفادة عن هذا الموضوع، وهي تسمي لكم المستشفيات والمختصين المتوفرين، وتقوم بتزويدكم بمعلومات مهمة قد تكون نافعة للمريض خلال إقامته. ويشير الخبراء إلى أنّ هناك شيئا آخر من الأهمية بمكان أن نضعه في الاعتبار عندما نختار الدولة التي سنسافر إليها للعلاج، وهو إجراءات الدخول والإقامة وتمديدها. وهي اعتبارات مهمة يجب موازنتها مع متطلبات العلاج الخاص بالمريض ونتائجه المحتملة.

عادة ما ينقاد المرضى أو أقرباؤهم إلى اختيار المستشفى من خلال معايير شخصية كالقرب من مكان السكن. ولكن كما تبين الدراسات يُنصَح المريض بالمضي في إيجاد أفضل مستشفى لمرضه مستعينا بمعايير موضوعية. 

وأحياناً يصبح البحث لعبة إرباك بالنسبة للمريض وأقربائه. فهنا توجد توصية من الطبيب المحول ومن شركات التأمين ومن الأصدقاء والأقارب، وهذا الأمر يساعد ولكن ليس دائما. لذلك علينا البحث في شكل أساسي عن كل تلك العوامل والمواصفات السابقة الذكر، للحصول على الخيار الأنسب. 

طبعا ليس البحث عن المستشفى الأفضل مسألة ثانوية أو مزاجية، هو في الواقع بحث عن الصحة والحياة، هو خيار بين أن نكون احياء أو لا نكون، وبين أن نعيش سليمين أصحاء أو معتلّين يأسرنا الألم. أو في أفضل الأحوال، بين أن نتلقّى العلاج مزاوجين بين الألم وسوء الخدمة، أو أن نكسب الراحة ضامنين الصحة والكرامة والرفاهية معاً.

أهمية المسؤولية القانونية في اختيار المستشفى

الإجراء الطبي أو الجراحة والعلاج، أمور لها جوانب قانونية كأية إجراءات أخرى في الحياة. وفي حالات العلاج يبقى احتمال حدوث مضاعفات أو ممارسات طبية خاطئة قائما، وإن كانت بالطبع بنسب مختلفة. 

لذلك يجب الإنتباه ألى هذه الجوانب عند اختيار المستشفى، ولا سيما تلك المتعلقة بسياسة العيادة أو المركز الطبي تجاه المسؤولية القانونية، وكذلك تجاه حالات الممارسات الطبية الخاطئة. 

فمثلا ماذا عن العقود الخاصة بالخدمات المقدمة؟ وهل يتضمن بندًا خاصًا بالمحاسبة والمسؤولية القانونية في حالة حدوث أي مضاعفات نتيجة الإهمال؟ وما هو تاريخ المستشفى في التعامل مع القضايا الخاصة بالممارسات الخاطئة والإهمال الطبي؟

هناك من يلفت في هذا الإطار إلى أهمية وجود مسؤول عن الدفع يقوم بتغطية تكاليف الإجراءات الطبية والشروط والأحكام الخاصة بهم. وايضا أهمية الإجراءات المحلية الخاصة بالدولة في التعامل مع القضايا الخاصة بالممارسات الخاطئة والإهمال الطبي؟ وما هي الاختلافات بينها وبين الإجراءات الخاصة بدولتك أو بدول أخرى؟ ومن طالبي العلاج الأجانب من يهمه الإستفسار عن إمكانية وجود مساعدة خاصة سواء من الحكومة أو من المنظمات غير الحكومية في الدولة المضيفة، وذلك في شكل مساعدات قانونية أو نصائح خاصة بقضايا الممارسات الخاطئة والإهمال الطبي. ولهذا الجانب أهمية كبيرة في اختيار المستشفى لتلقي العلاج.

بالإضافة إلى الاهتمام بالمسؤولية القانونية وحالات الممارسة الطبية الخاطئة، يجب على المريض أن يهتم بمعرفة طريقة تعامل المستشفيات أو العيادات الأجنبية مع الأسئلة الخاصة بسلامة المريض. 

ومنها سياسة المستشفى الخاصة بالسلامة، وما إذا كانت لديهم سياسة إجراءات خاصة في ما يتعلق بالتخلص من المواد الخطيرة أو الناقلة للعدوى مثل الإبر الملوثة. وكذلك السياسات الصحية الخاصة بالطعام والمرافق الخاصة بالمرضى، ومدى أمان أماكن الإقامة أو الفندق التابع للمستشفى والذي توفر الهيئة الصحية الإقامة فيه، واحتياطات الأمان أثناء مرحلة ما بعد العلاج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى