مقالات طبية

التشخيص المختبري… إستثمار صحّي وتكنولوجي بمليارات الدولارات

التشخيص المختبري

إستثمار صحّي وتكنولوجي بمليارات الدولارات 

ينمو سوق التشخيص المختبري في شكل مطّرد حول العالم، لا سيما في البلدان المتقدمة صحّياً. وهو يحقق معدل نمو وسطي في حدود الـ 5%. أما في الشرق الأوسط وأفريقيا فكشفت آخر الأبحاث أن هذا السوق بلغت قيمته 7.43 مليارات دولار أميركي في عام 2022، ومن المتوقع أن ينمو بمعدل سنوي مركّب يبلغ 6.17% حتى عام 2027، بإجمالي أكثر من 10.03 مليارات دولار أميركي. وقد أدّت زيادة الإنفاق على الرعاية الصحية واعتماد أحدث التطورات التكنولوجية وزيادة المبادرات الحكومية، إلى أن تصبح المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة هي المحركات الرئيسية لنمو هذا القطاع في المنطقة.

من أجل إعداد تقرير بحثي عن سوق المنتجات التشخيصية، يقوم محللو السوق بإجراء دراسة شاملة بالإستناد إلى الأسباب الدقيقة لتبدّل الحركة. في هذا الصدد، تُعد الإشارة إلى تقرير دراسة سوق منتجات التشخيص المختبري أمرًا مهمًا لأنها تمكّن من اتخاذ قرارات واضحة الدوافع من أجل المضي قدمًا في الأعمال التجارية، خصوصاً بعد العواقب الوخيمة لـ COVID-19. ومن خلال التعرف على البيئة التنافسية المستقبلية لفترة التقدير 20222028، يمكن للشركات الرئيسية اتخاذ إجراءات مهمة واتباع أفكار العمل واستراتيجياته لجعل الأعمال التجارية مربحة. 

يتم توفير كل جزء من المعلومات في تقرير دراسة سوق منتجات التشخيص المختبري لمساعدة الوافدين الجدد على تحقيق أهداف العمل. كما أنه يسمح باتباع أحدث الاتجاهات في التكنولوجيا ويساعد على فهم سلوك الشراء لدى العملاء. كما أن التشخيص المبكر للأمراض وتفضيل الحكومات لاستخدام أجهزة التشخيص في المختبر، وزيادة اعتماد التقدم التكنولوجي لتصنيع الأجهزة المتطورة، أدى إلى تحقيق النمو في منطقة الشرق الأوسط، ولا سيما في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر.

المملكة المتحدة

بلغت قيمة سوق التشخيص المختبري في المملكة المتحدة أكثر من 3 مليون دولار أميركي في عام 2021 ومن المتوقع أن تصل إلى حوالى 5 مليون دولار بحلول عام 2027، مسجلاً معدل نمو سنوي مركّب قدره 7.81٪ خلال فترة التوقعات. فظهور جائحة COVID-19 أدّى إلى نمو هذا السوق، نظراً للتقدم والوعي به بين عامة الناس. وقد أدى ذلك إلى ارتفاع الطلب على منتجات التشخيص في المختبر لتشخيص واكتشاف وعلاجCOVID-19، وتم استخدام اختبارات التشخيص في المختبر بشكل كبير حتى لدى المرضى الذين لا يعانون من أعراض. 

وقد أدى إطلاق المنتجات الجديدة والمتقدمة المتعلقة باكتشاف COVID-19 وتشخيصه من قبل قادة السوق الرئيسيين، جنبًا إلى جنب مع بعض الشركات الجديدة، إلى تعزيز نمو السوق. وأدى إطلاق البرلمان للأطر التنظيمية المتعلقة بعدد من الإختبارات الإلزامية، إلى توسيع فرص النمو في سوق التشخيص في المختبر في البلاد. والمعلوم أن العوامل الرئيسية التي تغذي نمو السوق، هي الانتشار المتزايد للأمراض المزمنة مما أدى إلى زيادة الطلب على الاختبارات التشخيصية المبكرة والفعالة، وزيادة استخدام تشخيصات نقاط الرعاية (POC) وزيادة الوعي والقبول بالطب الشخصي والتشخيصات المصاحبة. 

وبحسب الخبراء يُعد الانتشار المتزايد للأمراض المزمنة عاملاً رئيسياً في دفع نمو السوق. على سبيل المثال، وفقًا لتقرير علمي لمؤسسة القلب البريطانية صادر عام 2021، كان هناك 7.6 ملايين شخص في المملكة المتحدة يعانون من أمراض القلب والدورة الدموية، منهم 4 ملايين من الذكور و3.6 ملايين من الإناث. كما أن ارتفاع عدد المسنين في البلاد سيكون له انعكاس إيجابي على سوق التشخيص المختبري، كونهم أكثر عرضة للأمراض والحالات الطبية الأخرى. 

الولايات المتحدة

العوامل الرئيسية التي تدفع نمو السوق في الولايات المتحدة هي الإنتشار العالي للأمراض المزمنة، وزيادة استخدام تشخيصات POC (نقطة الرعاية)، والتقنيات المتقدمة، وزيادة الوعي، وقبول الأدوية الشخصية. كذلك فإن الإنفاق الحكومي المتزايد على الرعاية الصحية والإنفاق على الرعاية الصحية للمستهلكين يساهمان أيضًا في نمو السوق. وترجع الزيادة في سوق التشخيص في المختبر في الولايات المتحدة إلى حد كبير إلى انتشار الأمراض المزمنة، مثل أمراض القلب والسرطان والربو والسكري، إلى جانب COVID19 في عام 2020. وقد أثبتت أجهزة IVD أنها مفيدة في إدارة هذه الحالات المزمنة. فهي تساعد في اكتشاف علامات الإنذار المبكر وعوامل الخطر الفردية، مما يخلق فرصًا جديدة للوقاية والتدخل الطبّي المبكر.

هناك أيضًا ابتكارات تكنولوجية ناشئة، مثل المختبر على رقاقة والأجهزة القابلة للارتداء وتشخيصاتPOC، والتي أصبحت بشكل متزايد جزءًا مهمًا من مشهد الرعاية الصحية. تم تطوير هذه المنتجات التشخيصية POC لاستخدامها على سرير المريض في المستشفيات للحصول على نتائج فورية، من دون الحاجة إلى إرسال العينات إلى المختبر. وبالتالي، نظرًا لسهولة الاستخدام والقدرة على تقديم نتائج فورية، فإن استخدام تشخيصات POC في الولايات المتحدة يتزايد بسرعة، مما يعزز من نمو السوق.

يستحوذ قطاع الأمراض المعدية وعلم الأورام أيضًا على أكبر حصة في السوق، نظرًا لارتفاع معدل انتشار الالتهاب الرئوي والسل وفيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز والسرطانات على أنواعها. وبالتالي، مع تزايد حالات هذه الأمراض، من المتوقع أن تساهم هذه الزيادة في نمو سوق التشخيص المختبري في البلاد.

أوروبا

أما سوق التشخيص في المختبر الأوروبي فمن المتوقع أن يسجل معدل نمو سنوي مركّب قدره 5.5٪ خلال السنوات القليلة المقبلة. تشمل العوامل الرئيسية التي تغذي السوق، الزيادة السريعة في الأمراض المزمنة، وزيادة الطلب على اختبارات نقاط الرعاية والطب الشخصي، والتقدم التكنولوجي، إلى جانب ارتفاع عدد المسنين. بالإضافة إلى ذلك، وكما هي الحال في بريطانيا والولايات المتحدة، يمكن للمرضى التعامل مع ظروفهم بشكل أفضل بمساعدة أجهزة IVD. لذلك، يتأثر الطلب في أوروبا أيضاً على منتجات IVD بزيادة حالات الإصابة بالأمراض المزمنة. 

ومع تزايد الطلب على IVD، من المتوقع أن يشهد السوق في أوروبا نموًا صحيًا مع وجود العديد من الشركات المصنعة وأنشطة البحث المنتشرة في العديد من البلدان. وتشكل IVDs جزءًا أساسيًا من نظام الرعاية الصحية الحالي في القارّة، كونها تقلل من الإقامة في المستشفى والحاجة إلى التعافي. ويتميز الاختبار التشخيصي في المختبر من خلال استخدام منصات متعددة الاختبارات بميزة إضافية تتمثل في السماح باكتشاف علامات مختلفة متعددة في وقت واحد. هذا مفيد بشكل خاص عند الفحص بحثًا عن وجود أدوية في المريض.

من المرجح أن يؤدي قبول التشخيص الروتيني وظهور الطب الدقيق والشخصي إلى دفع نمو قطاع الأدوات في السوق في أوروبا، خلال فترة التوقعات. وعليه كان قد تم توحيد سوق التشخيص في المختبر الأوروبي بطبيعته، نظرًا لوجود العديد من اللاعبين في السوق. ويركز اللاعبون الرئيسيون على الشراكات والاتفاقيات لتعزيز حضورهم، بمساعدة ابتكار المنتجات والتقدم التكنولوجي. كما يُنتظر دخول لاعبين جدد إلى السوق في المستقبل.

الشرق الأوسط

بدأ مفهوم التعامل مع المختبرات الطبية يتوسّع أكثر في العالم العربي والشرق الأوسط عموما. فهذه الثقافة راحت مؤخراً تشق طريقها نحو مزيد من الفهم والتطبيق، وذلك أقله لسببين: أولهما أن حكومات هذه الدول التي يزداد اهتمامها بصحة مواطنيها ويتعمّق أكثر، تدفع باتجاه الإختبارات، لأن الكشف المبكر عن الأمراض يسهّل علاجها، ولأن كلفة أي معالجة في بداية اكتشاف المرض أقل بكثير من معالجته في حالاته المتقدّمة. وثانيهما أن المواطنين باتوا أكثر إقبالا على المختبرات حتى من مبدأ الوقاية والحماية ومن دون معاناتهم من أية عوارض.

أما بالنسبة إلى نمو سوق المختبرات في الشرق الأوسط وأفريقيا، وقد أظهر بحث أجرته شركة ماركت داتا فوركاست، أنه من المتوقع لهذا السوق، الذي يشير إلى الاختبارات التي أجريت على عينات مثل الدم أو الأنسجة المأخوذة من جسم الإنسان، أن ينمو بمعدل سنوي مركّب يبلغ 6.17٪ بين عامي 2022 و2027. ويعود ذلك للتفضيل المتزايد للتشخيص المبكر للأمراض من قبل الجمهور والحكومات التي تفضل استخدامها. 

ويزداد ذلك تشعّباً من خلال الإعتماد المتزايد على التكنولوجيا لتطوير أجهزة التشخيص المخبري المتطورة التي تسمح بإجراء تشخيصات سريعة ودقيقة وخالية من الأخطاء في اكتشاف الأمراض والحالات الأخرى وعلاجها أو الوقاية منها، حيث ارتفع معدل امتصاص هذه الأجهزة بسبب الزيادة في اختبارات نقاط الرعاية والتشخيص الجزيئي أثناء فترة جائحة كوفيد19. ووفقًا للبيانات، فإنه من المرجح أن يؤدي الانتشار المتزايد للأمراض المزمنة، وزيادة الإنفاق على الرعاية الصحية، واعتماد أحدث التطورات التكنولوجية، وزيادة المبادرات الحكومية إلى أن تصبح المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر هي المحركات الرئيسية للنمو في المنطقة.

وقد سلّط معرض ومؤتمر ميدلاب الشرق الأوسط 2023، الضوء على نمو سوق التشخيص المختبري في المنطقة والذي تبلغ قيمته 

حالياً 7 مليارات دولار أميركي، والتي من المتوقع أن تصل إلى 10 مليارات دولار بحلول عام 2027.  وكان ميدلاب الشرق الأوسط عاد في شباط/ فبراير 2023 بنسخته الثانية والعشرين، متناولاً التقنيات في سوق التشخيص المخبري، ونموها في السنوات القليلة المقبلة. وسلط المسار الجديد المخصص كجزء من برنامج مؤتمر ميدلاب الشرق الأوسط 2023 وهو اختبار نقاط الرعاية والتقدم التكنولوجي والتأثير السريري، على وجهات النظر المستقبلية والتطورات التكنولوجية الحديثة التي تمكّن من تطوير أدوات جديدة في نقطة الرعاية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى