مقابلات

كيفن علي 

كيفن علي 

الرئيس التنفيذي وعضو مجلس الإدارة لشركة أورجانون

تهدف استراتيجيتنا إلى عقد شراكات متينة مع العديد من مؤسّسات الرعاية الصحيّة، بما في ذلك الكيانات العالميّة

أورجانون هي شركة رعاية صحية عالمية ملتزمة بإحداث فَرْق في صحة النساء. وقد كانت لـ مجلةالمستشفى العربيفرصة لقاء رئيسها التنفيذي وعضو مجلس إدارتها السيد كيفن علي خلال فعالية نقاش في بيروت حول تنشيط نهج النظام البيئي لتعزيز صحّة المرأة في لبنان والمنطقة. وقد تحدث السيّد علي عن رحلته المهنية وثقافة أورجانون، وغيرها من المواضيع المهمّة. وفي ما يلي نص الحديث:

هل يمكن أن تخبرنا عن مسيرتك المهنية التي أوصلتك إلى دورك الحالي؟

لقد كنت منخرطًا بشكل عميق في صناعة الأدوية لما يقرب من 35 عامًا. بدأت مسيرتي المهنية مع ميرك والمعروفة أيضًا بـMSD، كممثل مبيعات في منطقة سان فرانسيسكو، مباشرة بعد تخرّجي من الجامعة. انضمامي إلى ميرك كان إنجازًا معنويًا، خصوصًا أن الشركة كانت في ذروة نجاحها حيث تم تصنيفها كواحدة من أكثر الشركات احترامًا في الولايات المتحدة الأميركية، بحسب مجلة فورتشن. 

ومن بين 25 ألف متقدّم متفوّق، كنت من بين الـ 25 الذين تمّ اختيارهم. والجدير بالذكر أنّ غالبية المتقدّمين كانت لديهم خلفية علمية محدّدة، بينما كانت لدي بالإضافة إلى تخصصي معرفة في الإقتصاد والأعمال. بعد ست سنوات في عملي كممثّل مبيعات في ميرك وإنهاء دراستي لإدارة الأعمال في كاليفورنيا، كان علي الإختيار بين إتّباع المسار الوظيفي التقليدي إلى المقر الرئيسي في الساحل الشرقي للولايات المتحدة، أو سلوك طريقي الخاص إلى الشرق الأوسط. وقد اعتمدت الخيار الثاني وتوجهت إلى المنطقة في العام 1994، حيث أمضيت عدة سنوات كمدير إنتاج. 

وخلال هذه الفترة اكتسبت خبرةً كبيرة وفهمًا أعمق للمنطقة، لا سيما لبنان الذي كان معروفًا بتميّزه الطبي رغم الحرب الأهلية. ومن هناك انتقلت إلى مصر بصفة مدير تسويق، ثم إلى ألمانيا كمدير وحدة أعمال. هذه العلاقة بالمنطقة جذبتني أيضًا إلى تركيا حيث شغلت أول دور إداري لي. تسلسل الوظائف هذا أعادني إلى ألمانيا والولايات المتحدة، وبلغت قمّته مع قيادتي للأسواق الناشئة لـ MSD. 

كيف بدأت رحلة أورجانون؟

تم التشجيع لإطلاق أورجانون من قِبَل ميرك منذ عامين، وذلك مع اكتشاف أن أكثر من 60 منتجًا كانت خارج تركيز ميرك الذي كان منصبًّا حينها على الأورام واللقاحات. فجاءت ولادة أورجانون لتعطي هذه المنتجات فرصة جديدة للحياة. اليوم، ما زالت أورجانون في مراحلها الأولى، ولكن التزامنا بإعادة تعريف صحّة المرأة ومعالجة احتياجاتها الطبية الخاصّة يمثّل بداية رحلة واعدة.

كيف تصف ثقافة الشركة؟

عندما أسّسنا أورجانون، قمنا بخيار واعٍ للتميُّز عن الهياكل التسلسلية التقليدية السائدة في المؤسسات التي عملنا فيها سابقًا. عادة ما تتفوّق الهياكل الأكثر ديمقراطية والأقل تسلسلًا على نظيراتها التقليدية. 

ففي عالم اليوم المترابط، أعتقد أن الهرم التسلسلي التقليدي عفا عليه الزمن، لأن هناك طرقًا بديلة لتعزيز نمو الأعمال داخل المؤسسات، وذلك نظرًا لتطوّر التكنولوجيا السريع والمستمر. كنا في حاجة إلى نظام يمكنه التكيّف بسرعة مع تغيّرات السوق. 

وبعض قيمنا الأساسية تشمل المرونة وتمكين الموظفين من مشاركة أفكارهم بحرية، والتي يمكن أن تؤثر بشكل كبير في الاتجاه المستقبلي للشركة. أنا مقتنع بأن الإستقلالية بالإضافة إلى التواصل الفعّال، يمكن أن تعزز الرضا الوظيفي وتحفز الإنتاجية.

لماذا تعتبرون الصحة النسائية أولوية، ولماذا هي حاسمة بالنسبة إليكم؟

كنت على علم بالموقف الصعب الذي كنا فيه بسبب نقص الأموال لتأسيس أنفسنا كشركة أورام، خاصة في سوق كان الكثيرون يستثمرون فيه. كانت منافسة الشركات الكبيرة أمرًا لا يمكن التفكير فيه. لذلك، اخترت مجالًا طبيًا كان مثيرًا وله إمكانات مستقبلية. كان هذا الاختيار طموحًا ولو مصحوبًا ببعض المخاطر، خاصةً لأننا كنا نقدم مفهومًا جديدًا لجذب الموظفين المحتملين.  في النهاية تمّ التركيز على الصحة النسائية. تاريخيًا، كانت صناعتنا قد أولت الأبحاث العلمية الأولوية من دون النظر إلى الاختلافات بين الجنسين. وقد تركّزت معظم الدراسات الطبية حول الجسم الذكوري من الناحية البيولوجية. ولكن من الواضح أن كون الشخص ذكرًا أو أنثى يؤثر بشكل كبير على الصحة، نظرًا للفروق البيولوجية والجندرية بين الجنسين.

نحن نعي أن النساء يواجهن مجموعة من القضايا الصحية المتميزة مثل تكيس المبايض، والولادة المبكرة، وارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل، وأعراض انقطاع الطمث، والضعف الجنسي، ونزيف ما بعد الولادة، واكتئاب ما بعد الولادة.

جميع هذه الحالات تلتقي في عامل مشترك: أنها مرتبطة بالمرأة تحديدًا. في عالم اليوم، غالبًا ما تُعتبر النساء أعمدة صحة أسرهن، والتأكُّد من حصولهن على رعاية ذات جودة يمكن أن يؤدي إلى تحسين المجتمع بأسره. 

فحتى فترة الستينيات، لم قد تمّ التعرّف بشكل محدَّد إلى الإحتياجات الصحيّة المتميزة للمرأة، وبحلول عام 1990، أسست المعاهد الوطنية للصحة مكتب البحوث حول صحة المرأة للغوص في الأمراض والحالات الطبية التي تؤثر على النساء.

بالإستناد إلى إنجازات أورجانون خلال العامين الماضيين، كيف تقيّم ذلك وكيف تنظر إلى المستقبل؟

أنا فخور للغاية بتقدمنا. ومع ذلك، بناء شركة في صناعتنا هو مسعى طويل الأمد. بدءًا من تطوير المنتج إلى إطلاقه في السوق. لذلك، يمكن أن تمتد العملية لأكثر من عقد من الزمان. وبالتالي، بينما تُعتبَر أورجانون أنها ما زالت في مرحلة مبكرة بعد عامين على انطلاقها، فإن نمونا المالي المستمر وإنجازاتنا هي مؤشرات واعدة على مسارنا المستقبلي.

غالبًا ما تَعتبِر النساء صحة الآخرين أولوية على صحتهن الشخصية. ما هي وجهة نظرك على هذا الصعيد؟

صحيح، غالبًا ما تعطي النساء الأولوية لأسرهن ووظائفهن لدرجة أنهن يتجاهلن احتياجاتهن الصحية الخاصة، وهذا مثير للقلق. من الضروري بالنسبة للنساء أن يأخذن صحتهن على محمل الجد. نحن بحاجة لمساعدتهن على فهم أن إعطاء الأولوية لرفاههن الشخصي هو أساسي لضمان بقائهن في صحة جيّدة، وذلك من أجل أحبائهن.

تفاقمت هذه المشكلة خلال جائحة كوفيد– 19 حيث راحت النساء فجأة تتحمّل أدوارًا متعددة بما في ذلك أن يكنَّ معلمات وربات بيوت ومقدمات رعاية صحيّة. أصبحن العمود الفقري الذي في النهاية دفع باحتياجاتهن الخاصة أكثر إلى أسفل قائمة الأولويات. اليوم، إذا قمنا بتحليل وتيرة زيارات النساء لمقدمي الرعاية الصحية للفحوصات السنوية نجد أنه لا يزال أقل بنسبة 30% مما كان عليه قبل استفحال الجائحة.

تشير هذه المؤشرات إلى أن الصحة العامة للنساء قد تتدهور أكثر. وتُظهِر البيانات الحديثة الصادرة عن المعهد الوطني للصحة (NIH) أن وفيات الأمهات، أي النساء اللاتي يَمُتنَ من المضاعفات أثناء أو بعد الحمل والولادة، قد عادت إلى المستويات التي كانت عليها في فترة الستينات من القرن الماضي.

تعمد أورجانون إلى الدخول في شراكات ومبادرات متنوعة، مثل مؤتمر Women Deliver، ما هي حيثيات وأهميّة هذه الشراكات؟

رسالتنا واسعة ويمكن تحقيقها بشكل أفضل من خلال شراكات تعاونية. لقد تعاونا مؤخرًا مع مركز بلفو الطبي (BMC) في لبنان لزيادة الوعي وتوعية الطاقم الطبي والنساء حول أهمية صحتهن.

تشمل استراتيجيتنا تكوين تحالفات متينة مع العديد من مؤسّسات الرعاية الصحيّة، بما في ذلك الكيانات العالمية مثل الصندوق الأمم المتحدة للسكان ومؤسسة بيل وميليندا غيتس، والمؤسسات الإقليمية مثل جامعة الإمارات.

ما هي النقاط الرئيسية التي تركز عليها أورجانون في صحة النساء؟

نحن نروّج للابتكارات المصمَّمة خصيصاً للنساء مع تركيزنا على الولادة المبكرة، ووسائل منع الحمل غير الهرمونية، وعمليات استئصال الرحم الجراحية غير المعقّدة، والعلاجات غير الهرمونية. 

بالإضافة إلى ذلك، فإن حالات مثل تكيّس المبايض والتهاب بطانة الرحم هي في دائرة اهتمامنا. وهناك العديد من الشركات الناشئة التي تقوم بعمل مشرف في مجال صحة النساء، ونعتقد أن أورجانون يمكن أن تكون المكان المثالي لمثل هذه الابتكارات. 

يتجلى نهجنا الاستباقي في الصفقات الثماني التي تم تأمينها في تطوير الأعمال في غضون سنتين فقط، وهناك العديد من الصفقات التي نحن جاهزون لإتمامها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى