مقابلات

د. مهى قاسم

الأخصائية في الأمراض الجرثومية والرعاية التلطيفية في مركز كليمنصو الطبي  بالتعاون مع جونز هوبكنز انترناشونال

د. مهى قاسم

“لقاحات كورونا ضرورية لخلق حماية مجتمعية”

إنطلقت حملات التلقيح ضد فيروس كورونا المستجد في دول العالم أجمع في محاولة لخلق مناعة مجتمعية تكسر إنتشار الفيروس وتحد من المضاعفات الخطيرة التي يعاني منها المرضى جرّاء العدوى. الدكتورة مهى قاسم، الأخصائية في الأمراض الجرثومية والرعاية التلطيفية في مركز كليمنصو الطبي بالتعاون مع جونز هوبكنز انترناشونال، تُحدثّنا عن أبرز أنواع اللقاحات ودورها الفعّال في خلق حماية مجتمعية ضد الفيروس.

نود الحديث بداية عن لقاحات فيروس كورونا المستجد؟ ما هي أهميتها؟ وما نسبة الحماية التي توفرها؟

تكمن أهمية لقاحات فيروس كورونا المستجد بالدرجة الأولى في الوقاية من الإصابة بالفيروس ومخاطر العدوى من شخص لآخر؛ اللقاح يحمي كذلك من المضاعفات الشديدة في حال الإصابة فتجنّب المريض الإصابات الحادة وبالتالي لا حاجة للدخول إلى المستشفى أو العناية الفائقة.

أهمية اللقاح تكمن كذلك في منع تكاثر الفيروس وما يمكن أن ينتج عن ذلك من طفرات جديدة تكون عصيّة على اللقاحات وسريعة الإنتشار. اللقاح مهم جداً لحماية المجتمع بشكل عام. نسبة الحماية تختلف من لقاح لآخر، على سبيل المثال يوفر لقاح “جونسون أند جونسون” نسبة حماية بمعدل 85 بالمئة، أما لقاح “سينوفارم” فنسبة الحماية تصل الى نحو 80 بالمئة؛ لقاح شركتي “فايزر وبيونتك” فإن نسبة الفعالية بلغت 95 بالمئة، لقاح “موديرنا” 95 بالمائة ، أسترازينيكا يوفر حماية تتراوح ما بين 62 إلى 90 بالمئة، واللقاح الروسي “سبوتنيك V” فيوفر حماية تصل إلى 92 بالمئة.

هل يمكن القول إن هذه اللقاحات تخلق مناعة طويلة المدى ضد COVID-19؟ 

في الواقع، حتى الآن لا يمكن لأحد أن يجزم أن هذه اللقاحات يمكن أن تعطينا مناعة طويلة الأمد أو معرفة ما هي مدتها؛ ولكن نأمل أن تخلق مناعة لفترة طويلة في أجسامنا، وكما نقول لمرضانا دوماً إن أخذ اللقاح سنوياً يبقى أفضل من التعرض للفيروس لما لذلك من مضاعفات لا تُحمد عقباها بالنسبة للبعض.

هلّا حدثتنا عن آلية عمل هذه اللقاحات؟ وكيف تختلف فيما بينها؟

يوجد ثلاثة أنواع رئيسية للقاحات جرت عليها التجارب السريرية في مراحل إنتاج اللقاح.

النوع الأول هو (mRNA) والمقصود هنا “الحمض النووي الرسول يحتوي على مواد من الفيروس المسبّب لكوفيد- 19 وهي التي تعطي خلايا الجسم تعليمات حول كيفية صنع بروتينات غير ضارّة؛ عندما تقوم خلايا الجسم بتصنيع نسخ من هذه البروتينات فهي تدمّر المادة الجينية من اللقاح والجسم يعرف حينها ان هذا البروتين يجب ان لا يكون موجوداً فيقوم الجهاز المناعي بعد ذلك ببناء الخلايا الليمفاوية Cell Lumphocytes B التي سوف تتذكّر الفيروس المسبب للعدوى وتحاربه.

النوع الثاني هو Subunit vaccines، تحتوي على بروتينات غير ضارة من الفيروس المسبب لكوفيد- 19؛ فعندما يتم أخذ اللقاح يتعرف الجهاز المناعي على هذه البروتينات ويقوم ببناء مناعة ضدها وهنا تنشأ الأجسام المضادة ضد الفيروس فتعمل على محاربته.

آخر نوع  هو Vector vaccines أي النواقل الفيروسية، يحتوي هذا النوع من اللقاحات على نسخة مضعّفة من الفيروس الحي الذي يختلف كلياً عن الفيروس المسبب لكوفيد- 19 ولكنه يحتوي على بعض المواد الجينية من الفيروس المسبّب له، لذلك يُطلق عليه إسم “ناقل فيروسي” لأنه ينقل هذه المواد الجينية إلى الجسم فتقوم هذه المواد بإعطاء تعليمات لصنع بروتينات فريدة من نوعها للفيروس المسبّب للعدوى فيصنع الجسم البروتينات لبناء أجسام مضادة B & T Lymphosytes التي سوف تتذكر كيفية مقاومة الفيروس في المستقبل. 

لا يزال البعض يشكك في نجاح اللقاحات في توفير الحماية أو يشكك في اللقاح بحد ذاته نظراً لسرعة التوصل اليه مقارنة بما كان يجري في العقود السابقة. كيف يمكن أن نطمئن الناس ونجيب عن تساؤلاتهم حول هذا الموضوع؟

من أهم أولويات منظمة الصحة العالمية العمل على سلامة اللقاح وجودته ونوعيته، فقد عملت جاهدة، ولا تزال، مع السلطات الصحية لضمان تنفيذ القواعد والمعايير العالمية لتقييم جودة اللقاح وفعاليته وسلامته.

السرعة التي تم فيها تطوير اللقاح جاءت نتيجة الحاجة الملحة لوقف الوباء العالمي، وعلى الرغم من هذه السرعة إلا أن ذلك لم يؤثر على فعالية اللقاح حيث كان هناك الكثير من الدراسات التي تؤكد جودته وسلامته بالإضافة إلى المراحل والتجارب السريرية.

من هم المرضى الممنوعون من أخذ اللقاح؟

المرضى الممنوعون من أخذ اللقاح هم الذين يعانون من حساسية شديدة لأي من مكوّنات اللقاح أو في حال كان لديه تاريخ طبي بالحساسية المفرطة تجاه أي وصفة طبية حصل عليها سواء بالعضل أو الوريد. أما من لديه حساسية شديدة تجاه أي نوع من الأطعمة أو الأدوية الفموية أو حساسية تجاه الغبار أو الحشرات، يتوجب عليهم إبلاغ الجهات المعنية قبل أخذ اللقاح مع المراقبة لمدة نصف ساعة بعد تلقي اللقاح.

كيف تساعد اللقاحات أصحاب المرضى المزمنة وكبار السن في توفير الحماية اللازمة؟

كلّما تقدم الشخص في السن كلّما بات أكثر عرضة لمضاعفات الفيروس الخطرة، لذلك فإن أول فئة مستهدفة لأخذ اللقاح هم كبار السن؛ بالإضافة إلى كل من يعاني من أمراض مزمنة ومشاكل صحية مثل مرضى السكري وإرتفاع ضغط الدم ومن لديه مشاكل في القلب والكلى والكبد أو مرضى السرطان.

ماذا عن الأطفال وإمكانية تلقي اللقاح؟

حتى الآن لا يوجد دراسات كافية بالنسبة لحصول الأطفال على اللقاح.

ما هي الفترة التي يجب إنتظارها لتلقي اللقاح بعد الشفاء من الفيروس؟

الشخص الذي أصيب بالفيروس عليه أن ينتظر تسعين يوماً قبل أخذ اللقاح لأن جسمه قد تمكن من تكوين المناعة اللازمة ضد الفيروس، وبعد هذه الفترة تتلاشى هذه المناعة ويمكنه عندها أخذ اللقاح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى