مقابلات

السيّد خالد العمادي

الرئيس التنفيذيّ للمستشفى الأهلي/قطر 

السيّد خالد العمادي

“نمتلك الجاهزية لاستقبال جميع الحالات التي ترد إلينا”

يستعد المستشفى الأهلي في قطر لاستقبال ضيوف كأس العالم 2022 لتوفير خدمات طبية متميزة، حيث يمتلك المستشفى اليوم الجاهزية التامة لهذا الحدث الضخم.  مجلة “المستشفى العربي” التقت السيد خالد العمادي، الرئيس التنفيذي للمستشفى الأهلي في قطر للإضاءة على التحضيرات لاستقبال ضيوف الدولة.

ونحن في الأمتار الأخيرة قبل استضافة كأس العالم 2022، نود التعرف على تحضيراتكم في المستشفى الأهلي من أجل المساهمة في استقبال ضيوف المونديال. 

المستشفى الأهلي يعد واحداً من أبرز المستشفيات الخاصة في قطر، لما يوفره من إمكانات كميّة وكيفيّة تنافس أكبر المستشفيات، وتقدم خدمة تنافسية عالمية الجودة. من هذا المنطلق ندرك دورنا المحوري في كأس العالم 2022، وما يقع علينا من مسؤولية في استقبال ضيوف قطر وتوفير خدمة متميزة لهم تناسب المكانة التي تحظى بها الدولة عالمياً.

المستشفى الأهلي، ولله الحمد، لديه طاقة استيعابية تصل إلى 250 سرير وتنوّع في كل الأقسام الطبية التي تزخر بالكفاءات، كما أن لدينا تجهيزات متطورة تواكب آخر التطورات في عالم الطب، ونمتلك الجاهزية لاستقبال جميع الحالات التي ترد إلينا سواء الى قسم الطوارئ أو الإدخال أو العمليات، ولدينا تعامل مع جميع شركات التأمين العالمية، كما أن لدينا جاهزية متكاملة لاستقبال المرضى تحت سقف واحد وتغطية احتياجاتهم.

على مستوى القطاع الصحي الخاص، ومساهمته في استقبال ضيوف هذا الحدث، ما هو تقييمك لمستوى التحضيرات، وما قدمه القطاع من خدمات تنعكس على الخدمات الصحية في قطر خلال المونديال؟

القطاع الخاص مساند قوي للقطاع الصحي الحكومي، وفي السنوات الأخيرة كان منافساً قوياً، لما يوفره من خدمات شهد بها جميع المراجعين، والقطاع الصحي الخاص سيكون مكملاً لجهود القطاع الحكومي، فنحن على استعداد تام ولدينا جاهزية للتعامل مع مختلف الحالات باحترافية عالية وفق اشتراطات وزارة الصحة العامة ورقابتها. 

في إطار العلاقات الوطيدة بين الرياضة والصحة، ومواكبة منها لمونديال قطر2022، كيف تصفون العلاقات الوطيدة بين الرياضة والصحة، وكيف تشجعون على ممارسة الرياضة؟ 

أهمية الرياضة لم تعد خافيةً على أحد، خاصةً مع انتشار الكثير من الأمراض المزمنة الناتجة عن التقاعس في أداء النشاط البدني، فلبناء أي مجتمع سليم وقادر على العمل والتطوير لا بد أن تكون الصحة هي من اولوياته، ولكي يكون هذا المجتمع صحي لا بد أن يمارس اسلوب حياة صحي، والرياضة اسلوب حياة يرفع من مستوى صحة الفرد الجسدية والنفسية. ليس هذا فحسب، بل هو وقاية من الأمراض التي قد تتعب الإنسان وتنهكه. 

كما أنه ضمن توجهنا لنشر المعرفة بالاهتمام بالعيش الصحي والسليم لأفراد المجتمع، دشنت المجموعة للرعاية الطبية شركة حمية المتخصصة بالغذاء الصحي، والتي تم تأسيسها لتخاطب جميع فئات المجتمع وخصوصاً الراغبين بإنقاص الوزن أو زيادته والراغبين في اتباع أسلوب غذائي صحي وكذلك المرضى الذين يحتاجون إلى نظام غذائي خاص. وللرياضة عظيم الفائدة على الصحة العامة، فهي بوابة للوقاية من الكثير من الأمراض، خاصةً وأنها أفضل الطرق للتخلص من السمنة وزيادة الوزن، والتي يعاني منهما أكثر من 70 % من السكان، فضلاً عن الأمراض المزمنة التي تتسبب فيها هذه المشكلة الصحية، مثل السكري وأمراض السرطان والقلب وغيرها.

ما هي المشاريع المستقبلية المرتبطة بالتوسع وزيادة الاستثمار في المجالات الصحية في مستشفى الأهلي؟  وماذا عن أهم الجوانب التي تركزون عليها وأهم الأقسام المتطورة لديكم  في المستشفى؟ 

ولله الحمد، تم الإنتهاء من بناء ثلاثة أدوار تحت الأرض خاصة بمواقف للسيارات، تتضمن 300 موقفاً، من أجل التيسير على مراجعينا، إضافة إلى الجزء الأول من المشروع الخاص في المبنى الجديد الشامل للتوسعة، والمكون من خمسة طوابق منها 60 غرفة طوارئ وعيادات مجهزة بأحدث الأجهزة، كما عملنا على تجديد الغرف، ونعمل في الوقت الحالي بالتوسعة الملحقة بالفرع الرئيسي، حيث سيتم بناء مبنى خاص بطب العظام والعلاج الفيزيائي ومبنى للطوارئ، والأقسام الخدمية الداعمة؛ كما سيتم توسعة قسم طب النساء والولادة وتجديد غرف العمليات وإضافة المزيد منها ومن غرف العناية المركزة. 

كما نمتلك الآن استعداداً للانتقال إلى مراحل أخرى من أعمال التوسعة، وفق حاجة القطاع ومراجعينا، ولدينا الأفكار والبرامج اللازمة لذلك والعمل عليها  موجود أيضاً، وهناك أكثر من مشروع هو حالياً قيد الدراسة سيكون بمثابة خطوة الى الأمام نخطوها خارج مبنى المستشفى الأهلي.

عاماً بعد عام، يشهد القطاع الصحي زيادة في الإنفاق على مستوى تقديم الرعاية والخدمة الطبية ذات الجودة العالية، ماهو جديدكم على هذا الصعيد؟ 

الاستثمار والتطوير في مجال الصحة مكلف جداً، فمن أجل استقطاب أفضل الأطباء والاستشاريين على مستوى العالم، لابد من الإنفاق العالي؛ ولكي تحافظ على مستوى عال من الجودة في تقديم خدمات الرعاية الصحية لابد من الإنفاق العالي جداً، من أجل شراء أفضل الأجهزة الطبية التشخيصية والعلاجية وأكثرها حداثة.

نحن حريصون في المستشفى الأهلي على استقطاب أفضل الكوادر بالعالم، إضافة إلى توفير أفضل الأجهزة، منها مؤخراً أسرع جهاز أشعة مقطعية محوري، الذي يعمل على تصوير الجزء المصاب من الجسم بالكامل في دورة واحدة زمنها أقل من الثانية الواحدة، حيث يشخص الجزء المصاب بشكل دقيق وبصورة ديناميكية مثل تروية الأنسجة الدماغية أو تروية عضلة القلب والأعضاء الحيوية الأخرى، ويهدف عمل هذا الجهاز الأكثر تقدماً إلى تقليل مدة إجراء التصوير الشعاعي لثوان قليلة للمرضى الذين يعانون من أعراض الأزمات القلبية أو الدماغية، وكذلك العديد من الأعراض الأخرى. 

لقد تمت إضافة أجهزة تشخيصية جديدة ومتقدمة لتسهيل عمل الأطباء لتشخيص المريض بشكل دقيق، مثل جهاز اختبار الجهد المجهز بأدوات متقدمة لقياس آلي للضغط وقياس مستوى الأوكسجين في الدم، وجهاز الموجات فوق الصوتية وأجهزة المناظير لفحص القلب عن طريق المريء.

كما تم تحديث قسم القلب وتحويله إلى مركز الأهلي للقلب وهو مجهّز بأحدث الأجهزة الطبية، ويعمل من خلال كادر طبي وتمريضي ذو كفاءة وخبرة عالية، حيث تم إعادة تجهيز وحدة العناية القلبية المركزة ووحدة العناية القلبية اللتين تحتويان على عشر غُرف بأحدث الأجهزة المتطورة لمراقبة حالة المرضى، وتتصل كل هذه الأجهزة بأجهزة مراقبة مركزية خارج غرف المرضى، حتى يتمكن الأطباء وطاقم التمريض من متابعة حالة المريض بشكل مستمر ودقيق. 

وتم كذلك إضافة مختبر وغرف جديدة للقسطرة القلبية مجهزة بأجهزة تشخيصية وتصويرية عالية الكفاءة كأجهزة الرنين المغناطيسي وأجهزة الموجات فوق الصوتية إلى الخدمات التي يقدمها قسم القلب، فلا تقتصر فقط على عمليات القسطرة بل تشمل إجراء عمليات القلب المفتوح وجراحة الأوعية الدموية بأحدث الأساليب العلمية والتقنيات التكنولوجية.

 كل هذه الخدمات تحتاج إلى كوادر على أعلى مستويات الكفاءة، فهل يمتلك المستشفى الأهلي الكوادر القادرة على تقديم أفضل الخدمات؟

بالطبع.. فأبرز ما يميز المستشفى الأهلي الكادر البشري وانجازاته على صعيد التعامل الإنساني مع المرضى من جهة وخبرته في العمل على الأجهزة الحديثة ومواكبة التطورات، كما نتميّز عن غيره من المستشفيات في أننا حريصون على الحفاظ على ما عهده منّا كلّ من زارنا، ونسعى بجهد الى أن نُبقي على ما نمتلكه من تكامل في الرؤى والأهداف والوسائل أيضاً، سواء كان ذلك على مستوى الأجهزة أو الإطار الطبي وحتى الممرضيين والتقنيين، وهذا سر نجاحنا في السنوات الأخيرة وتميزنا من خلال ما تشهده جميع أقسامنا العلاجية من تطور وتطوير.

  بذلك فقط استطعنا في المستشفى الأهلي أن نكون الأقرب الى الناس ونحظى بثقتهم، ولدينا القدرة والطاقة على استيعاب أعداد أكبر وحالات مختلفة ومتنوعة في ظل وجود طاقم طبي كفوء  يقدّم هذه الخدمات  في كنف الأريحية، وهذا نتاج لما حققناه حتى اليوم من تميّز وبعد التطويرات التي طالت معظم الأقسام، وبعد مشاريع  التوسعة في حرم المستشفى. 

هل من استثمارات خارجية جديدة باتجاه القطاع الصحي في الدولة، وهل من مشاريع استثمارية قريبة لديكم على صعيد الصحة في الخارج؟ 

نحن نطمح بأن نرى للمستشفى الأهلي أفرع في جميع انحاء الدوحة وفي دول الخليج كافة، لتقديم أعلى المستويات لرعاية طبية متميزة الى جانب أرقى الخدمات التشخيصية والعلاجية على مستوى عالمي كما هو الآن.

في الختام، لابد من السؤال عن جائحة كورونا لاسيما وأن العالم بدأ يتعافى نسبياً منها، وقد تركت أثراً كبيراً على القطاعات الصحية حول العالم، فما هي مخرجات الجائحة التي أثرت على المستشفى الأهلي على المستويات كافة؟ 

جائحة كورونا جعلتنا نتوجه أكثر نحو التقنيات الحديثة من خلال العمل عن بعد، وتقديم الاستشارات عن طريق الانترنت لمرضانا، حيث خلقت تحدِ جديد لنا كإدارة وأطباء من أجل تقديم الخدمات والعلاجات المناسبة لضيوفنا، خاصةً من يعانون من امراض مزمنة وبحاجة لاستمرارية العلاج والمتابعة.

وقد كان للجائحة أثر كبير في تغيير سياسات الكثير من المستشفيات بما يعود بالنفع على المراجعين، وقد حرصنا في المستشفى الأهلي على استثمار التقنيات الحديثة بما ييسر على زوار المستشفى، فهدفنا يظل صحة وعافية وراحة كل من يراجع المستشفى، ولا ندخر جهداً لتحقيق هذا الهدف الهام، وقد ساهمت الجائحة في تطوير قدرات الكوادر بما يتماشى مع حاجات المستشفى والمراجعين، وضمان سلامتهم وسلامة جميع الزوار. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى