مقابلات

السيد ماهر أبو غزالة

السيد ماهر أبو غزالة

رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمركز كليمنصو الطبي في بيروت

ملتزمون بتوفير رعاية صحية ذات جودة عالية ونضع سلامة المرضى في مقدمة اهتماماتنا

باشر مركز كليمنصو الطبي في بيروت مرحلة نوعية جديدة من التقدم في الخدمات الطبية على جميع الأصعدة، وذلك منذ قيام رئيس مجلس الإدارة السيد ماهر أبو غزالة باستلام الإدارة التنفيذية في مستشفى مركز كليمنصو الطبي.  السيد أبو غزالة تحدث إلى مجلةالمستشفى العربيعن رؤيته الجديدة في إدارة مركز كليمنصو الطبي لتقديم أعلى مستوى من الجودة لخدمات الرعاية الصحية.

ما هي الإستراتيجية الجديدة التي تعملون على تنفيذها اليوم؟ وكيف استفدتم من المرحلة السابقة؟

تركز الإستراتيجية الجديدة المعتمدة على تطوير الخدمات الطبية وتحسينها مع الإلتزام بتطبيق المعايير العالمية والإمتثال لها. تتضمن هذه الإستراتيجية تحليلًا شاملًا ومراقبة عميقة للعمليات الداخلية الحالية، مع التركيز على تحسين تجربة المريض وكفاءة الخدمات والإستثمار في تطوير الموارد البشرية عبر إجراء برامج تدريبية تطال جميع التخصصات وتكثيفها. من خلال الإستفادة من التجارب التي مرّ بها المركز في المرحلة السابقة، تهدف الإدارة إلى اتخاذ قرارات مستنيرة قائمة على دراسات معمّقة للتفاصيل وإجراءات العمليات الداخلية كافة، والعمل على تحليل بيانات نتائجها وتقييمها وتحديد الثغرات إن وُجدت وحلها. الهدف هو الإستفادة من الإبتكار في الممارسات المعتمدة على أحدث أساليب التكنولوجيا في الرعاية الصحية، مع ضمان تنفيذ استراتيجية ذكية تعتمد على نقاط القوة وتعالج نقاط الضعف في الإدارة السابقة لتجنبها في المستقبل.

ماذا عن خطوات التحديث وإعادة الهيكلة ودورها في إدخال المزيد من التطور إلى المركز؟

يتم تطبيق مبدأ الشخص المناسب في المكان المناسب، مع التركيز على أهمية توجيه الأفراد إلى الوظائف التي تناسب قدراتهم وكفاءاتهم، وضمان توليهم المسؤوليات المناسبة داخل مركزنا الطبي. يتم ذلك بالتعاون المستمر مع خبرائنا في قسم الموارد البشرية، لتحقيق الأهداف الإستراتيجية للمؤسسة وضمان تكامل الموارد البشرية مع التغييرات الهيكلية.

الهيكل التنظيمي الجديد قد أسهم في خلق بيئة تشجيعية للتفكير الإبداعي من خلال العديد من التحسينات والسّمات التي تعزّز التفاعل والإبتكار داخل المركز. يتميز هذا الهيكل بالشفافية والتواصل الفعّال بين جميع الأقسام، ما يعزّز التعاون ويشجع على التفاعل الإيجابي وتبادل الأفكار. وقد أثّر هذا بشكل إيجابي على الإنتاجية وتحقيق النجاح وفقًا لأهدافنا الرئيسية.

بالإضافة إلى ذلك، تم استقطاب العديد من الأطباء الخبراء العالميين في تخصصات عدة غير متوفرة في المنطقة، ما ساهم في توسيع نطاق خدماتنا الطبية وتحسين تقديم الرعاية الصحية بشكل شامل.

هل من مبادرات جديدة لتحقيق المزيد من النمو محلياً وإقليمياً؟

كما أشرت سابقاً، إن انضمام الكادر الطبي الجديد فتح أفقاً جديداً لتقديم خدمات طبية غير متوفرة في المنطقة، مع اعتماد أحدث أساليب الإبتكار التكنولوجي التي يتميز بها مركز كليمنصو الطبي منذ تأسيسه. يعتبر مركز كليمنصو الطبي واحداً من أكبر المراكز الطبية المتقدّمة في لبنان، ويتمتع بقدرة عالية على تقديم أعلى مستوى من الخدمات الطبية وذلك من خلال تعاونه مع جونز هوبكنز في الولايات المتحدة منذ ما يزيد عن عشرين عاماً بالإضافة إلى العديد من الهيئات والمؤسسات الطبية حول العالم وذلك لتعزيز القدرات الطبية للمستشفى في لبنان.

حدّثنا عن الخدمات الجديدة المتطورة والمبتكرة التي يوفرها المركز اليوم؟

يُسجل المركز أعلى نسبة نجاح في العمليات الجراحية والجراحة الروبوتية، وخاصة في مجال الطب التداخلي. حالياً، يتم دراسة برنامج زراعة الكلى وسيتم الإعلان عن تفاصيله في المراحل المتقدمة مع انضمام الخبراء في هذا المجال. وسنقوم قريبًا بإطلاق تقنية تسلسل الجيل التالي NGS – Next Generation Sequencing وهي إضافة رائدة لخدماتنا الصحية المتقدمة. 

إنها تقنية تُستخدم لتحديد تسلسل المواد الجينية وتعتبر نقلة نوعية في مجال الجينوم والتشخيص الجيني، حيث تمكّننا من تحليل الحمض النووي بدقة وسرعة؛ تتميّز هذه التقنية بإمكانية الحصول على نتائج العيّنات خلال فترة لا تتجاوز الـ14 يوماً من دون عناء إرسالها إلى الخارج حيث تتطلب ما يزيد عن 45 يوماً؛ الهدف من إطلاق هذه التقنية في مركزنا الطبي هو تحسين تشخيص الأمراض وتوقّع المخاطر الوراثية بشكل أفضل، وتحديد نوعية العلاج للأمراض وأهمّها الأمراض السرطانية حيث تساعد هذه التقنية في رسم خطة العلاج المناسبة لكل مريض وتحديدها وفقاً لوضعه ما يعزز من قدرتنا على تقديم رعاية شخصية فعّالة للمرضى. 

يتميّز مركز كليمنصو الطبي كذلك بنظام المختبر الآلي الذي يعتمد على أحدث التقنيات في عمليات المختبر. يجمع هذا النظام بين الدقة والجودة، ما يقلّل من هامش الخطأ ويضمن النتائج الموثوقة لكل اختبار.

إضافة إلى ذلك، تم الإعلان مؤخراً عن تنفيذ نظام RLDatix وهو نظام جديد في إدارة سلامة المرضى وإدارة المخاطر. يهدف هذا النظام إلى رفع مستوى سلامة المرضى من خلال وحدات تقارير الحوادث المتقدمة وإدارة المخاطر وتحسين الجودة. ويعتبر مركز كليمنصو الطبي أول من نفّذ هذا النظام في المنطقة.

كيف يواكب مركز كليمنصو الطبي التطورات الطبية في ظل تسارع وتيرة التغيرات في القطاع الصحي؟

يستثمر المركز بشكل مستمر في تحديث التجهيزات الطبية واعتماد أحدث التقنيات الطبية، ما يساهم بشكل فعّال في تحسين جودة الخدمات الطبية المقدّمة.

تم مؤخراً تحديث جميع الأجهزة والمعدات التشخيصية بالأشعة لتوفير تشخيص دقيق وفعّال للمرضى، واستخدام تقنيات الذكاء الإصطناعي والبرمجيات المتقدمة غير المتوفرة في أي مركز طبي آخر في لبنان والمنطقة.

 كلمحة عن هذه التحديثات لدينا نظام التصوير المقطعي (CT) الذي يقدم أفضل النتائج مع تقليل التعرض للإشعاع Revolution Apex. 

ونستخدم كذلك الذكاء الإصطناعي في فحوصات التصوير المقطعي المخصصة للكشف عن أمراض القلب، وهي تكنولوجيا توفر تقييماً وظيفياً للقلب من خلال الحصول على صور عالية الجودة؛ تعتبر هذه التقنية مثالية لمن يعاني من اضطراب في نبضات القلب، حيث تساعد في الحصول على بيانات دقيقة مع كل نبضة، كما أنها وسيلة فعّالة لمن يعاني من صعوبة في التعامل مع الفحوصات التي تتطلّب وقتاً طويلاً حيث تتميّز بتقليل الوقت الإجمالي للفحص بشكل كبير (يصل إلى 83%)، الأمر الذي يوسّع دائرة المرضى المستفيدين منها لتشمل كبار السن والأطفال والأفراد الذين يعانون من رهبة الأماكن المغلقة.

إضافة إلى ما ذُكر، سيتم إدخال برنامج 42 CVI  لكل من يحتاج إلى التصوير بالرنين المغناطيسي للقلب ( Cardiac MR- CMR) وهو برنامج جديد يتميز بالدقة والشمولية والسرعة؛ تسهم هذه التقنية في تبسيط قياس وظيفة القلب وتدفق الدم وتقييم التشوّهات النسيجية وغيرها من المعايير الهامة المتعلقة بالكثير من الأمراض كالتليف والإلتهابات.

شملت التحديثات كذلك التصوير بالموجات فوق الصوتية وصور الأشعة الملوّنة للثدي Contrast Enhancement in Mammography ما يمنح الطبيب فرصة اكتشاف الأورام الصغيرة والتضخمات والكشف عن أي تغييرات أو تراكمات غير طبيعية. تقدم هذه التقنية أيضاً صوراً ومعلومات مشابهة لتلك المستخدمة في التصوير بالرنين المغناطيسي، وهي مناسبة لبعض المرضى الذين يحملون بطارية قلب أو أولئك الذين يهابون الخضوع لجهاز التصوير بالرنين المغناطيسي.

يعمل المركز على توفير بيئة طبية متطورة ومتكاملة، ويسعى جاهداً لمواكبة التقدم الطبي وتحقيق أعلى مستويات الجودة والفعالية. بالإضافة إلى ذلك، يتم الإهتمام الكامل بصيانة كل جزء من البنية التحتية ويعمل على تحديثها لضمان توفير بيئة طبية سليمة ومثلى للمرضى ولفريق الرعاية الصحية. كما يؤكد المركز بأن جميع المعدات الطبية المتوفرة لديه والتي يجري تحديثها باستمرار لا مثيل لها في أي مستشفى آخر في لبنان.

كيف تتطلّعون إلى المرحلة المقبلة؟ ما هي رؤيتكم المستقبلية؟

تعبّر إدارة مركز كليمنصو الطبي عن تطلعها إلى المرحلة المقبلة بتفاؤل وإصرار. نحن نسعى إلى تحقيق رؤيتنا المستقبلية من خلال مواصلة تقديم خدمات طبية متقدمة ومبتكرة. نركز على فهم احتياجات المجتمع المحلي وتلبيتها بشكل فعّال، مع التحفيز المستمر للتطوير والتحسين.

في إطار رؤيتنا المستقبلية، نهدف إلى بناء بيئة طبية تحقق أعلى معايير السلامة والجاذبية. نحن ملتزمون بتوفير رعاية صحية ذات جودة عالية، ونضع سلامة المرضى في مقدمة اهتماماتنا. يتم تفعيل هذه الرؤية عبر جميع جوانب الخدمات الطبية المقدمة، مع التركيز الشديد على تحسين تجربة المرضى وتعزيز جودة الخدمات.

وللمرة السّادسة، يجري التحضير لزيارة مندوبيالهيئة الدولية المشتركة في جودة الرعاية الصحيةJCI“ من أجل الحصول على اعتمادهم، حيث يتم منح هذا الإعتماد لمؤسسات الرعاية الصحية التي تطبّق مجموعة معايير قياسية عالمية لتحسين الجودة ونوعية الرعاية الصحية. وتعتبر هذه الشهادة دليلاً قاطعاً على القيادة والتفوق التي يتميّز بهما المركز من خلال تطبيقه لجميع المعايير الدولية وتبنيه مبادئ الجودة والتميّز والرقي.

نحن ملتزمون بالتطوير المستمر والإبتكار في كل مرحلة، ما يمكننا من مواكبة التطورات الطبية وتلبية احتياجات مرضانا بشكل فعّال ومستدام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى