مقابلات

الدكتور وديع أيوب

رئيس قسم كهرباء القلب في مركز كليمنصو الطبي في بيروت

الدكتور وديع أيوب

“Radiofrequency ablation علاج ثوري لتسارع نبضات القلب

تسارع نبضات القلب أو عدم انتظام نبضات القلب أو خفقان القلب من الحالات الطبية التي يمكن علاجها والتغلّب عليها من دون تناول الأدوية وذلك من خلال الإجراء الطبي Radiofrequency ablation وهي تقنية تتم بواسطة القسطرة وباستخدام التصوير ثلاثي الأبعاد الذي يمنح الطبيب رؤية عالية الدقة. رئيس قسم كهرباء القلب في مركز كليمنصو الطبي في بيروت الدكتور وديع أيوب تحدّث عن هذه التقنية ودورها في علاج تسارع نبضات القلب وما شهدته من تطورات رفعت نسبة الدقة أكثر فأكثر.

يشرح دكتور أيوب حالة تسارع نبضات القلب بالقول إن المريض في مثل هذه الحالة يشعر بخفقان في دقات قلبه بشكل كبير جداً ومن دون أن يدرك متى يمكن أن يحدث حيث يمكن أن تصيبه الحالة حتى وِإن كان جالسًا أو يمارس نشاطاته اليومية المعتادة.

تُعد كهرباء القلب من الأمراض التي تصيب الصغار والكبار، وقد تكون حالة خطرة للغاية، أو بسيطة وليس لها ضرر على الإطلاق. ورغم أنَّ خفقان القلب يثير القلق والهلع إلا أنه ليس مرتبطاً بحالة غير طبيعية أو مشكلة في القلب بل الأمر يتعلق بكهرباء القلب.

يشرح دكتور أيوب بالقول: “كهرباء القلب عبارة عن نظام مسؤول عن تنظيم عمل القلب ونبضاته من القسم العلوي الى القسم السفلي منه؛ فالقلب يحتوي على نظام توصيل كهربائي يشبه شبكة الطاقة، تمر بين الأذينين والبطينين، وفي النهاية تنتشر إلى البطينين مرة أخرى عبر طرق التوصيل المتخصص”. 

بهذه الطريقة يتم ضخ الدم الى كافة أنحاء الجسم فيكون عمل القلب متناسقاً وأي خلل في هذا النظام سواء تباطؤ أو تسارع ينتج عنه مشاكل في هذا النظام، فيعاني المريض من مشاكل صحية. 

خطورة الحالة تعتمد على الجزء المتضرر هل هو الجزء العلوي او السفلي، وهو ما يؤثر على وظيفة القلب بشكل عام وعلى عملية ضخ الدم لباقي أعضاء الجسم ومن الممكن أن يتسبب في بعض الحالات بموت المريض ما لم يتم التدخل المبكر.

أما السبب، فلا يزال الأمر مجهولاً حتى الآن لكن يُعتقد أن العوامل الوراثية أو البيئية وفترة الحمل والتقدم في السن من الأسباب الشائعة لحدوث تسارع أو خفقان في نبضات القلب.

ولكن، كيف تحددون حاجة المريض لإجراء هذا التدخل الطبي؟

حالة المريض ومدى تكرار حدوث الخفقان وما إذا كان هذا الخفقان ناتج من الجزء العلوي أو السفلي من القلب بالإضافة الى حالة المريض العامة، كلّها أمور نعتمد عليها لنحدد ما إذا كان المريض بحاجة الى تدخل طبي فوري لإجراء Radiofrequency ablation ام أنه يمكن تأجيلها. هذه الحالة تحدث على شكل نوبات ربما كل شهر أو كل سنة أو ربما أكثر، لا يمكن تحديد ذلك؛ كما انها تصيب مختلف الأعمار.

متى تكون خطرة؟

يقول دكتور أيوب إن خطورة الحالة تعتمد على القسم المتضرر، في حال كان الضرر في القسم العلوي من القلب فإن الخطورة تكون منخفضة جداً باستثناء بعض الحالات؛ أما في حال أصاب الضرر القسم السفلي من القلب تُصنف هذه الحالة على أنها خطيرة ويمكن أن تؤدي الى الموت المفاجئ وتستدعي التدخل الطبي الطارئ. 

أحدث العلاجات

عن العلاجات، يقول الدكتور أيوب إن تقنية Radiofrequency ablation تعتبر العلاج المثالي لحالات تسارع نبضات القلب. ويشرح: “ بواسطة القسطرة وباستخدام تقنيات طبية متخصصة، ندخل الى القلب ونعطي طاقة تعمل على قتل الأنسجة التي تنتج كهرباء بنسبة أعلى من المعتاد وتسبب هذا التسارع”.

التطور الكبير في هذا المجال تمثّل عبر تقنية التصوير ثلاثية الأبعاد ( 3D mapping )؛ يقول دكتور أيوب إن الحصول على صور مباشرة أثناء القسطرة وبتقنية ثلاثية الأبعاد يتيح لنا الفرصة أكثر في الوصول الى الهدف بعد أن نجري مسحاً شاملاً للقلب ونحدد النقطة التي نريد إيقافها بدقة متناهية مع تجنب المريض للأشعة.

واليوم بات بإمكاننا التحكم في قوة الطاقة خلال القسطرة، فإذا كانت عضلة القلب رقيقة فذلك يعني أن الحالة لا تتحمل قوة ضغط فنُخفضه الى حوالى 2 واط؛ أما إذا كانت عضلة القلب سميكة فذلك يعني قدرة المريض على تحمل المزيد من القوة فنضغط أكثر وهو ما يحد من أي مضاعفات محتملة بعد الإنتهاء من هذا التدخل الطبي”.

يعود المريض الى حياته الطبيعية ولا حاجة لأي دواء ما لم يكن يعاني من مشاكل قلبية أخرى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى