مقابلات

الدكتور ناجي عون

رئيس قسم الأمراض الجرثومية والمعدية في مركز كليمنصو الطبي

الدكتور ناجي عون

الفيروسات تتحرك مع تقلبات الحرارة والوقاية ممكنة باتباع إرشادات النظافة

تتحرّك بعض الفيروسات أو البكتيريا في فصل الصيف نتيجة الحرارة المرتفعة والرطوبة او نتيجة تناول الأطعمة والمياه الملوّثة، لنشهد بذلك موسماً من الامراض يُطلق عليه اسمأمراض الصيف”.  الدكتور ناجي عون، رئيس قسم الأمراض الجرثومية والمعدية في مركز كليمنصو الطبي، تحدّث الى مجلةالمستشفى العربيعن أبرز الفيروسات التي تنتشر في فصل الصيف وأهمية الوقاية منها من خلال اتباع إرشادات النظافة.

عن أبرز الفيروسات والبكتيريا التي تتحرك مع تغيّرات الحرارة، لفت دكتور عون الى وجود ثلاثة أنواع منها؛ النوع الأول هو الفيروسات الموجودة أصلاً في الجسم ولكنها نائمة والتي تنشط مع ما يمكن أن يتعرض له المصاب من تغير في الحرارة كالجلوس في الشمس لساعات من دون تغطية الرأس أو شرب الكثير من الماء، أو مثلاً في الليل عند السهر في الهواء الطلق وحدوث تفاوت في درجات الحرارة؛ في مثل هذه الحالات سرعان ما تتأثر الفيروسات في الجسم لاسيما تلك الموجودة في الحلق فتؤدي الى آلام وصعوبة في البلع إضافة الى ارتفاع درجة الحرارة وأحياناً يتطور الأمر الى آلام في الصدر والبطن والإسهال واضطرابات في الجهاز الهضمي.

نوع آخر من الفيروسات تحدّث عنه دكتور عون وهو يتواجد في المياه الملوثة ومياه المسابح في حال عدم تعقيمها وتنظيفها باستمرار، ومع ارتفاع درجات الحرارة تنتقل الى الإنسان.

أما البكتيريا فتتكاثر على الطعام الملوث نتيجة سوء حفظه أو تخزينه خصوصاً الألبان والأجبان والقشطة واللحوم والدجاج. 

من المضاعفات ارتفاع درجة حرارة الجسم، آلام في الحلق، آلام في البطن، التقيؤ، الإسهال، وغيرها؛ بعض الحالات الخفيفة تزول بعد يوم او يومين ولكن على المصاب أن يكثر من شرب السوائل ويتجنب المأكولات الدسمة لكي يعطي فترة راحة للجهاز الهضمي. 

في حال عدم التجاوب ينبغي زيارة الطبيب المختص لإعطاء العلاج المناسب. بالنسبة لكبار السن ومن يعاني من امراض مزمنة ينبغي التوجه الى الطبيب فور الشعور بأي اضطراب حيث يجب البدء بالعلاج فوراً لكي لا تتطور الحالة.

فيروسات أخرى

لكن الأمر في هذا الصيف لا ينحصر فقط عند هذا الحد من الفيروسات بل يتعداه الى ما هو أخطر من ذلك.وفي هذا الإطار تحدث دكتور عون عمّا نشهده من ارتفاع في حالات فيروس كورونا الذي تبين أن لا موسم محدّد لانتشاره، إذ إنه ليس محصوراً بفصل الشتاء والبرد وانخفاض درجات الحرارة كما كان الإعتقاد سائداً.

نوع آخر من الفيروسات هو فيروس جدري القرود حيث أظهرت آخر الأبحاث أنه تحوّر حوالى خمسين مرة في الفترة الأخيرة وبات معدياً أكثر عن طريق اللمس في حال وجود الطفرة على الجلد؛ يجب على المصاب عزل نفسه على الفور عند ظهور أي عارض من أعراض فيروس جدري القرود لأن الإيجابية هنا تكمن في أنه لا ينتقل في حال كان المصاب حاملاً للفيروس بل ينتقل فقط عند ظهور الاعراض والاحتكاك بين المريض وغيره عبر الجلد لوقت طويل.

اليرقان أو التهاب الكبد A، ورغم أنه من أمراض الكبد إلا أنه من الفيروسات التي تنتقل عبر الطعام أو المياه الملوثة او عبر الاتصال المباشر بشخص مصاب بعدواه. 

وعليه، فان المياه الصحية والغذاء السليم واتّباع إرشادات النظافة مع الحصول على اللقاح هي أكثر السبل فعالية في مكافحة المرض. 

تشخيص الفيروس

عن وسائل التشخيص والتمييز بين أنواع الفيروسات، لفت دكتور عون الى ان هناك مجموعة واسعة من الفحوصات المخبرية لتحديد نوع الفيروس ولكن في أغلب الحالات لا داعي لها لأن الأعراض تقودنا الى معرفة نوع الإصابة الى جانب الاستماع الى شكوى المريض وماذا تناول من طعام أو شراب. 

بالنسبة للأطفال، يقول دكتور عون: “لا نبخل بالفحوصات عندما تكون الإصابة لدى الأطفال بسبب عدم قدرتهم على التعبير عما يشعرون به ونظراً لعدم قدرة الجهاز المناعي لديهم على محاربة الفيروس الذي دخل الى الجسم؛ فالأخصائي بالأمراض الجرثومية والمعدية يحدد خارطة للفحوصات المطلوبة بحسب الموسم الذي نمر به على أن يتم إجراؤها كلها أو بعضها بحسب الحالة المرضية”.

ماذا عن العلاجات؟

الإكثار من شرب السوائل وخصوصا المياه المعدنية أولى خطوات العلاج التي ننصح بها، وفق ما قاله دكتور عون، حيث أن غالبية الحالات تزول بعد يوم أو يومين كحد أقصى نتيجة في حال شرب المصاب الكثير من الماء وخضع لقسط من الراحة؛ في حال تطور الأعراض وعدم الاستجابة من الضروري التواصل الطبيب لإعطاء العلاج المناسبة وربما الدخول الى المستشفى في حال اضطر لذلك وهو ما يمكن ان يحدث مع كبار السن والأطفال او من يعاني من امراض تؤثر على الجهاز المناعي.

في هذا المجال، يحذر الدكتور عون من خطورة تناول المضادات الحيوية في حال الإصابة بفيروس ما، وهو غالبا ما يحدث حيث يتوجه المريض الى الصيدلية من دون ان يشرح له الحالة بل فقط يحصل على المضاد الحيوي ويتناوله ما يؤدي الى مقاومة الكثير من المضادات الحيوية وعدم فاعليتها.

جزء آخر من الناس يتوجه الى البحث عبر الانترنت وهو ما يسميه دكتور عون بـدكتور غوغلفيسألون محرّك البحث عمّا يمكن ان يكون العلاج لمثل الاعراض التي يعانون منها ويتناولون الادوية والمضادات الحيوية من دون الحاجة لها.

ينبغي عدم استبدال الطبيب بـدكتور غوغللأنه الوحيد القادر على تشخيص الحالة بدقة لإعطاء العلاج المناسب.

الوقاية

غسل اليدين بالماء والصابون أهم خطوة نحو القضاء على أي فيروس وعدم دخوله الى الجسم، بالإضافة الى الحرص على تناول الطعام من مصادر موثوق منها والتأكد من الحفظ الجيد للأطعمة.

عند ارتياد الشاطئ، يجب وضع القبعة على الرأس ووضع كريم واقي من أشعة الشمس الى جانب شرب الماء باستمرار والانتقال الى الظل بين الحين والآخر او على الأقل كل نصف ساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى