مقابلات

 الدكتور محمد رضا

الأخصائي في أمراض الروماتيزم في مركز كليمنصو الطبي في بيروت

 الدكتور محمد رضا

تشخيص التهاب المفاصل الروماتويدي مبكراً سر نجاح العلاج

شهد علاج التهاب المفاصل الروماتويدي (Rheumatoid arthritis) تطوراً ملحوظاً من خلال الطفرة التي تحققت على مستوى الأدوية البيولوجية التي تعدّل سير المرض وتساعد في الحد من تقدمه؛ السنوات الأخيرة كانت كفيلة بتمكين الأطباء من تحقيق فهم أكبر لطبيعة المرض ومساره فتمكّنوا من وضع خطط علاجية تسهّل على المريض إدارة المرض والعيش بأقل مضاعفات ممكنة مع هذا المرض المناعي المزمن. الدكتور محمد رضا، الأخصائي في أمراض الروماتيزم في مركز كليمنصو الطبي في بيروت، تحدّث الى مجلةالمستشفى العربيعن طبيعة هذا المرض وعوارضه وآلية تقدّمه مع التطرّق الى دور نمط الحياة في تطور سرعة المرض وزيادة آلامه. يقول دكتور رضا إن التهاب المفاصل الروماتويدي هو من أكثر أمراض المناعة الذاتية شيوعاً، يحدث بسبب خلل ما في الجهاز المناعي فيؤثر ذلك بمعظم الأحيان على المفاصل ويمكن أن يؤثر على أعضاء أخرى كالقلب والرئتين والعينين.

يصيب النساء أكثر

من المعروف ان الإصابة بهذا المرض تكثر بين النساء، ما سبب ذلك؟ 

يحدثنا دكتور رضا عن ذلك بالقول: “ بالفعل ينتشر هذا المرض بنسبة تصل الى ثلاثة أضعاف عما هو بين الرجال، والسبب في ذلك هو ان معظم امراض الروماتيزم تتأثر بالهرمونات الجنسية مثل هرمون البروجسترون والاستروجين والتستوستيرون حيث أثبتت الدراسات ان هذه الهرمونات تمنح المرأة حماية ضد هذا المرض وغيره من الامراض ونقصانها او اضطرابها يزيد من تطور المرض؛ وذلك بالإضافة الى عوامل طبيعية أخرى مثل العامل الوراثي والتعب الشديد ولا ننسى نمط الحياة المرهق والتدخين وغيرها”. 

ماذا عن الأعراض؟

يشعر المرض بالتعب والإرهاق قبيل حدوث المرض وخلال تطوره. ويتميز التهاب المفاصل الروماتويدي بآلام في المفاصل ذاتها على جانبي الجسم، وعادة ما تصاب المفاصل الصغيرة في اليدين والقدمين الى ان يتطور المرض الى باقي مفاصل الجسم. 

يشعر المريض بحرارة في المفصل وتورم  وتيبس لاسيما في فترة الصباح عند الإستيقاظ ويحتاج الى حوالي نصف ساعة قبل ان يتمكن من تحريك مفاصله. مع تطور المرض، يمكن أن يصيب الإلتهاب الرئتين حيث يؤثر الإلتهاب على الجهاز التنفسي، ومن الأعضاء التي يمكن أن تتأثر كذلك القلب والعينين.

العلاجات

يتحدث دكتور رضا عن العلاج وما شهده من تطور، مشيراً في البداية الى أن هذا المرض يصعب علاجه نهائياً لكن توجد وسائل علاجية وادوية متطورة للسيطرة على الأعراض والحد من تفاقم المرض وتقدّمه. نعتمد في بداية العلاج على أدوية بسيطة وهي مضادات الإلتهاب أو Hydroxychloroquine الذي يخفف من المناعة الذاتية والإلتهاب معاً. كما نلجأ عادةً الى أنواع من الأدوية الكيميائية عالية الفعالية في السيطرة على المرض مثل Methotrexate.

 في بعض الأحيان قد نضطر الى علاج بيولوجي دقيق جداً عبر الحقن أو الحبوب وهو علاج آخذ بالتطور يعمل على المناعة الذاتية التي تسبب مرض الروماتويد بشكل خاص ويحد من تقدّم المرض ومن صعوبة المضاعفات التي يسببها.

أهمية التشخيص المبكر

التشخيص المبكر هو السر في نجاح العلاج فترتفع فعاليته، والفائدة من ذلك تكمن في تفادي عواقب المرض الوخيمة حيث ان التأخير في العلاج يمكن أن يؤدي الى تشوهات في المفصل وعرقلة حياة المريض اليومية لأنه لا يمكنه تحريك مفاصله.

يبدأ التشخيص بفحص سريري دقيق والاستماع الى التاريخ الطبي؛ يلي ذلك فحص مخبري للكشف عن الإلتهاب بالإضافة الى فحوصات الاجسام المضادة الخاصة بمرض الإلتهاب الروماتويدي Rheumatoid factor –Anti CCP وهي فحوصات دقيقة تؤكد لنا تشخيص المرض أو ما إذا كان لدى المريض استعداد لحدوثه في المستقبل. في حال عدم توصلنا الى كامل المعطيات فإننا عندها بحاجة الى إجراء صورة صوتية الـUltrasound للمنطقة التي يشكو منها المريض حيث تسهم في إظهار علامات لم تكن واضحة في الفحص السريري او فحوصات الكشف المبكر التي تم القيام بها، حيث يمكن أن نرى بواسطة الصورة عوارض الالتهاب قبل ظهورها على الفحص السريري وهذه حاليا آخر المعطيات والتوصيات العلمية.

في ختام الحوار، يشدّد دكتور رضا على أهمية نمط الحياة الصحي في السيطرة على المرض والتخفيف من حدّته؛ ورغم ان معظم امراض المناعة الذاتية تتطوّر بسبب الإستعداد الجيني لدى المريض إلا أن لنمط الحياة الصحي من رياضة وطعام صحي وعدم التدخين دور مهم في حياة المريض. وقد ثبت أهمية اتباع حمية البحر المتوسط في تخفيف نوبات الألم وتشير الدراسات إلى أن نظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي يلعب دورًا في مساعدة الأشخاص المصابين بالتهاب المفاصل حيث يحتوي على الكثير من الفاكهة والخضروات والبقوليات والفاصوليا وزيت الزيتون والمكسرات والأسماك فهو غني بالفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى