مقابلات

الدكتور لويس شبطيني 

الدكتور لويس شبطيني 

الأخصائي في أمراض الجهاز الهضمي في مركز كليمنصو الطبي في بيروت

“منظار القولون ذو قيمة كبيرة في الكشف المبكر والوقاية من السرطان”

يعتبر سرطان القولون من السرطانات القابلة للشفاء لاسيما في ظل تطور وسائل التشخيص، حيث نال هذا النوع من السرطانات النصيب الوافر من التطور الطبي الحاصل؛ منظار القولون كفيل في اكتشاف الزوائد اللحمية قبل تطورها أو قبل تحوّلها إلى سرطان. الأخصائي في أمراض الجهاز الهضمي في مركز كليمنصو الطبي في بيروت الدكتور لويس شبطيني تحدّث إلى مجلةالمستشفى العربيعن تطور وسائل التشخيص ودور الكشف المبكر في الوقاية من السرطان وإمكانية الشفاء منه.

نود الحديث في البداية عن تطور وسائل التشخيص وأهميتها في الكشف المبكر؟

تطورت وسائل التشخيص المخصصة للكشف عن سرطان القولون في السنوات الاخيرة ولعل أهمها منظار القولون الذي يعتبر الوسيلة الأفضل للكشف عن الزوائد اللحمية الحميدة أو التي قد تتحول إلى سرطان فنكتشفها ونزيلها قبل ظهور العوارض؛ تساعد هذه الوسيلة الطبيب على اكتشاف الزوائد اللحمية في بداية تكوّنها أي قبل أن تتحول إلى سرطانية فيقوم بإزالتها فوراً.

لقد تطور منظار القولون فأصبح اليوم غير مزعجاً بالنسبة للمريض، حيث نلجأ بالدرجة الأولى إلى التخدير فلا يشعر بأي ألم على الإطلاق؛ ومن المهم التحضير الجيد قبل المنظار من خلال تنظيف الأمعاء للحصول على نتائج أكثر دقة.

 عند الخضوع للمنظار، يستخدم الطبيب أنبوباً طويلاً ورفيعاً مُتصلاً بكاميرا فيديو وشاشة لعرض القولون والمستقيم بأكملهما. إذا تم العثور على أي مناطق مشتبه في إصابتها بالمرض، يمكن للطبيب تمرير الأدوات الجراحية من خلال أنبوب لأخذ عينات من الأنسجة (خزعات) لتحليلها وإزالة السلائل.

يدخل هذا الإجراء الطبي ضمن وسائل الكشف المبكر لسرطان القولون والتوصيات الجديدة في هذا المجال تشير إلى ضرورة البدء بفحص القولون بعد سن الـ45 خصوصاً في حال وجود تاريخ عائلي.

يساعد منظار القولون في اكتشاف السرطان في مراحله المبكرة مع فرصة اكتشاف الأمراض واللحميات التي يمكن ان تتحول الى سرطانية في المستقبل حيث أن تلك اللحميات تحتاج الى سنوات قبل أن تصبح سرطانية وهناك إمكانية لإزالتها قبل ذلك ما يعني أن لهذا الفحص دور أساسي في الوقاية من سرطان القولون وتطوره بشرط اجرائه كإجراء وقائي وقبل الشعور بأي إضطرابات. 

لذلك، يعتبر التنظير ذي قيمة كبيرة من حيث اكتشاف الأمراض الأولية للسرطان وعلاجها قبل حدوثها. والهدف من المنظار هو علاجي أيضاً، فمن الممكن استئصال الزوائد اللحمية والتخلص منها.

من الوسائل المعتمدة أيضاً فحص البراز المناعي الكيميائي (FIT) للكشف عن وجود أي دم خفي في البراز ما يعتبر من أبرز عوارض سرطان القولون. يعتبر هذا الفحص من الفحوصات الدورية الواجب اعتمادها سنوياً نظرا لدوره في الكشف المبكر عن سرطان القولون.

وما أود الإشارة إليه هو توعية المجتمع حول ضرورة إجراء الفحوصات التشخيصية الخاصة بسرطان القولون من دون وجود عوارض لأنه بمجرد ظهور أي عارض يكون المرض قد بدأ؛ للأسف يصعب علينا في بعض الأحيان إقناع المريض بإجراء فحوصات الكشف المبكر. فالمريض لن يشعر بأي من العوارض، وهنا نؤكد أنه على صحة السلامة ينبغي إجراء هذه الفحوصات لما لها من دور في الوقاية من الإصابة بسرطان القولون أو حتى الزوائد اللحمية الحميدة.

النقطة الإيجابية في هذا الموضوع أنه في حال كانت نتيجة منظار القولون جيدة وخالية من أي ثآليل أو سرطان فذلك يعني أنه لن يتم إجراء المنظار إلا بعد عشر سنوات بينما فحص البراز المناعي ينبغي إجراءه كل عام.

بالإنتقال إلى مرحلة السرطان، كيف استفاد مرضى سرطان القولون من التطور الحاصل على مستوى العلاجات؟

التقدم الحاصل اليوم بلغ مراحل متطورة جداً إلى درجة أنه حتى لو كان الورم انتقل إلى أعضاء أخرى، فإن العلاجات اليوم ساهمت في إطالة أمد حياة المريض والشفاء من المرض، فهناك العلاجات المناعية والكيميائية وغيرها والتي شهدت تطوراً ملحوظا طوال السنوات الماضية.

بالإضافة إلى الجراحة التي تعتبر من ركائز علاج سرطان القولون، حيث نقوم باستئصال جزء من القولون ومحيطه أي مكان تموضع المرض؛ وبناءًا على حجم انتشار الخلايا السرطانية ومدى وصولها إلى الغدد الليمفاوية يتم اتخاذ القرار اللازم مع طبيب الأورام في حال كان هناك حاجة للعلاج الكيميائي أو العلاج بالأشعة وغيرها من الإجراءات التي تهدف إلى شفاء المريض. 

لقد ارتفعت نسبة الشفاء من سرطان القولون حتى عند تقدّم الحالة مقارنة مع غيرها من السرطانات لاسيما سرطان البنكرياس.

العلاجات المتطورة كلها متوفرة لدينا في مركز كليمنصو الطبي في بيروت، وقد استفدنا من وجود الروبوت وعمليات المنظار المتطورة التي أحدثت نقلة نوعية، حيث أن فترة التعافي باتت أفضل بكثير من العمليات التقليدية.

ما هي أبرز عوامل الخطر؟

هناك مجموعة من العوامل التي يمكن أن تزيد من احتمالية الإصابة ولعل أبرزها وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان القولون والمستقيم والسّمنة المفرطة والتقدم في السن. كما أن وجود

أمراض إلتهابيّة في الأمعاء مثل إلتهاب القولون التقرّحي ومرض كرون ترفع خطورة الإصابة وكلما طالت فترة الإصابة بالتهاب الأمعاء وكلما زادت شدة الالتهابات.

الأنظمة الغذائية الغنية بالدهون واللحوم الحمراء واللحوم المصنعة أو الأغذية قليلة الألياف، قد تكون سبباً من أسباب نشوء سرطان القولون أو المستقيم. كما أن قلة النشاط البدني يعتبر من عوامل الخطر لأن النشاط البدني يساعد الجسم على التخلص من المواد الضارة، ويحفزه على مقاومة الأمراض. التدخين والكحوليات تدخل في إطار عوامل الخطر أيضاً.

ماذا عن العوارض التي تنذر بوجود سرطان القولون؟

في المراحل المبكرة لا يوجد أي عارض يُذكر ولا يشكو المريض من أي شيء على الإطلاق، لكن عند بداية العوارض فذلك يعني أن الورم، سواء الحميد او السرطاني، بدأ يتفاعل في القولون وأدى إلى تقرحات في القولون؛ عندها قد تظهر العوارض مثل دم في البراز، إمساك في حال كان الورم متقدماً أو تغير في شكل البراز، آلام في البطن او لعيان وتقيؤ. هناك من يشتكي من إسهال، لذلك يمكن القول إن وجود أي تغير جذري في عادات الإخراج يستدعي القلق. 

هذه العوارض قد يكون سببها سرطان القولون ولكن ليس بالضرورة؛ لكن المهم هو إجراء الفحوصات التشخيصية اللازمة. ففي الواقع، حوالى 1 بالمئة فقط من الحالات يتم تشخيصها بالسرطان بعد إجراء المنظار وهي نسبة مشجعة وتؤكد أن هذه الخطوات للكشف المبكر هي وقائية بالدرجة الأولى ولا تعني وجود سرطان على الإطلاق.

www.cmc.com.lb

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى