كليات الطبمقابلات

الدكتور زياد رياض محفوض

الدكتور زياد رياض محفوض

أستاذ بحوث علوم الصحة السكانية في وايل كورنيل للطبقطر

البحوث هي الدعامة الأساسية لتقدّم العلوم والنهوض بالرعاية الصحية المقدّمة للمريض

الدكتور زياد محفوض هو أستاذ بحوث علوم الصحة السكانية في وايل كورنيل للطبقطر، وهو أحد الخبراء المعروفين دولياً في مجال الإحصاءات الأحيائية وعلوم الصحة السكانية. تتمحور خبراته حول تصميم الدراسات المعقدة بشكل خاص، بما في ذلك التجارب الإكلينيكية، وأيضاً حول تحليلات البيانات المتقدمة. الدكتور محفوض من الباحثين والأكاديميين المتمرسين، لديه سجّل حافل في مجال الحصول على تمويل ومنح بحثية من مؤسسات خارجية ونشر الدراسات في مجالات عدّة، منها أنماط استخدام التبغ والصحة النفسية وصحة المراهقين وتعليم الطب.

انضمّ الدكتور زياد محفوض إلى وايل كورنيل للطبقطر في عام 2010، ويشغل حالياً منصب أستاذ بحوث علوم الصحة السكانية حيث ينصبّ التركيز الأكبر لبحوثه على تصميم الدراسات الوبائية والتداخلية وتحليلها. قبل التحاقه بوايل كورنيل للطبقطر، درّس الدكتور محفوض في جامعة كنتاكي بالولايات المتحدة وفي الجامعة الأميركية في بيروت، وعمل كخبير ضمن فريق عمل العديد من التجارب الإكلينيكية، مثلما قام بإسداء المشورة كخبير استشاري للعديد من شركات الأدوية والمنظمات الدولية، منها منظمة الصحة العالمية، وبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعنيّ بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز (UNAIDS)، والمنظمة الدولية للهجرة، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف).

وعلى مدار العشرين سنة الماضية، وفّر الدكتور محفوض التدريب في مجالات الإحصاءات البيولوجية والكتابة العلمية ومنهجيات البحوث العلمية، ونشر أكثر من 150 ورقة بحثية ومقالة علمية محكّمة، وتعاون مع باحثين محليين ودوليين في نشر بحوث تناولت العديد من المواضيع، كما أنه فاز بالعديد من جوائز التدريس تقديراً لتفانيه وقدرته على تيسير فهم الإحصاءات البيولوجية.

الدكتور زياد محفوض تحدّث إلى مجلةالمستشفى العربيعن الأهمية المتنامية لتدريب أصحاب المهن الصحية في مجال الإحصاءات البيولوجية. 

لماذا أصبحت الإحصاءات البيولوجية جانباً أساسياً من برامج تدريس الطب؟

تمثل البحوث العلمية الدعامة الأساسية لتقدّم العلوم والنهوض بالرعاية الصحية المقدّمة للمريض. لذا، من المهم أن يكون طلاب الطب والأطباء على حدّ سواء قادرين على تفسير نتائج الإحصاءات البيولوجية وتقييمها تقييماً نقدياً. ومن المهم أيضاً أن نضمن قدرة طلاب الطب على تحليل البيانات وتلخيصها والتوصل إلى استنتاجات منها.

وقد أولينا الاهتمام المستحق للبحوث العلمية في منهج الطب في وايل كورنيل للطبقطر، ولإعداد طلابنا ليكونوا الجيل المقبل من الأطباءالعلماء. ولعلّ أحد أهم التطورات في منهج الطب لدينا هو تكليف طلابنا بالقيام بمشاريع بحثية تبدأ من السنة الأولى وتستمر حتى السنة الرابعة من برنامج الطب. وفي هذا الإطار، يختار كل طالب موضوعاً ويكتب مقترحاً ويكمل مشروعه في السنة الأخيرة من دراسته في برنامج الطب. وهكذا فإن خرّيجينا من الأطباء لا يطبّقون المعرفة العلمية المكتسبة طوال دراستهم فحسب، بل لديهم الأدوات الضرورية لاستحداث معرفة علمية جديدة من شأنها النهوض بمعايير الرعاية الطبية.

حدّثنا عن برنامج “شهادة في تحليل البيانات الطبية: الإحصاءات البيولوجية التطبيقية للمهنيين الصحيين”.

يتألف برنامج الشهادة من ثلاث حلقات عمل (تمهيدية ومتوسطة ومتقدمة) وهو مصمّم لتمكين أصحاب المهن الصحية من تنظيم البيانات وإدارتها وتحليلها بشكل أفضل. وحلقات العمل ذات طبيعة تطبيقية، فالمشاركون يتعلّمون مفاهيم الإحصاءات البيولوجية من خلال دراسات حالة تستخدم البرمجيات الإحصائية. وللحصول على هذه الشهادة، يتعيّن على المشاركين إكمال حلقات العمل الثلاث والنجاح في اجتياز التقييم المنعقد بعد كلّ حلقة عمل منها. وأما المشاركون المهتمون بالتسجيل لحضور حلقات عمل فردية منها لا أكثر فيحصلون على شهادة حضور.

وفي هذا السياق، أودّ أن أشير إلى أن وايل كورنيل للطبقطر معتمدة كمزوّد التعليم الطبي المستمر من إدارة التخصصات الصحية في وزارة الصحة العامة القطرية، ومن مجلس اعتماد التعليم الطبي المستمر (ACCME) بالولايات المتحدة.

ما الذي دفعكم إلى إعداد برنامج الشهادة المذكورة كأحد أنشطة التعليم الطبي المستمر في وايل كورنيل للطبقطر؟

عالمياً، ثمّة نقص دائم في الإحصائيين البيولوجيين، ما يجعل الكثير من البحوث العلمية تخفق في الوصول إلى مرحلة الاكتمال. ولأن بعض المشاريع البحثية العلمية ليست معقدة في طبيعتها، بدا منطقياً تدريب الأطباء والعاملين في مجال الرعاية الصحية على القيام بمهام التحليل. 

في البداية، كان الأمر يتعلق بتخفيف جانب من الأعباء الكثيرة الملقاة على عاتق الإحصائيين البيولوجية في القسم، وأنا أحدهم، ولكن ما أن باتت البحوث العلمية جانباً ضرورياً لكلّ طبيب، كان لا بدّ من تدريبهم كما يجب. ولدعم الأطباء والعاملين الآخرين في مجال الرعاية الصحية، بدأت بطرح دورة تدريبية في مجال الإحصاءات البيولوجية الأساسية، ولكن لاحقاً برزت الحاجة إلى دعم متقدّم، عندئذ طرحت الدورتين التدريبيتين المتوسطة والمتقدمة.

هل لكم أن تصفوا لنا الهدف من الدورة والفائدة المتحققة للمشاركين فيها؟

نحن نعيش في عصر البيانات، وهي آخذة بالازدياد المطّرد من حولنا، وتنهال علينا الدراسات المنشورة من كل حدب وصوب. والعاملون في مجال الرعاية الصحية بحاجة إلى تدريب يمكّنهم من فهم البيانات بشكل أفضل والتمييز بين البحوث العلمية الجيدة وغير الجيدة. وهُم بحاجة إلى إجراء تحليلات إحصائية لمشاريعهم البحثية الخاصة بما يسهم في نقل البحوث المتعثرة إلى مرحلة الاكتمال، ومن ثم تحسين مخرجات البحوث العالمية في قطر وعموم بلدان المنطقة. كما أن فهم الإحصاءات البيولوجية يجعل أصحاب المهن الصحية أكثر قدرة على التواصل مع خبراء الإحصاء إذا ما دعت الحاجة إلى دعمهم في تنفيذ مشاريعهم البحثية الأكثر تعقيداً.

ما الشريحة التي يستهدفها هذا البرنامج؟

في المقام الأول، يستهدف البرنامج الأطباء والممرضين وأطباء الأسنان والصيادلة والعاملين في المهن الطبية المساندة وطلاب الطب والباحثين والأكاديميين، لكننا نرحّب بمشاركة الآخرين المهتمين بإجراء بحوث وفهم كيفية تنظيم البيانات وتلخيصها وتحليلها.

هل حقّق برنامج الشهادة هذه النجاح المرجّو حتى يومنا هذا؟

الاستجابة كانت أكثر من رائعة وقد أكملنا النسخة الخامسة بمشاركة ما مجموعه أكثر من 560 مشاركاً من قطر وعموم بلدان المنطقة ومن عدد من بلدان العالم. وأنا سعيد وفخور للغاية بما تحقّق حتى اليوم وبنجاح البرنامج الواسع. وكنا قد أجرينا قبل سنوات قليلة استبياناً لفهم كيف أفاد البرنامج المشاركين فيه وكانت استجابة الذين شملهم الاستبيان إيجابية إلى أبعد حد. فقد أكّد لنا أغلب المشاركين السابقين أنهم نشروا بالفعل أوراقاً بحثية، وقاموا بتحليل بياناتهم بأنفسهم، وكتبوا مخطوطات بحوث، وكل ذلك بفضل مشاركتهم في حلقات العمل. وأشاروا جميعاً تقريباً إلى أنهم يتعاملون الآن مع الإحصاءات بيُسر أكبر بفضل تحسّن مهاراتهم في هذا المجال.

وأخيراً، كيف ترون مستقبل برنامج شهادة الاعتماد؟

يتناول برنامج شهادة الاعتماد حالياً كل مواد تحليل البيانات ذات الصلة. ويمكن أيضاً الالتحاق بحلقات عمل مستقلة أخرى لتكون متمّمة للبرنامج للمهتمين بموضوعات أكثر تقدّماً أو تخصصاً. وعلى سبيل المثال، رأينا أن بعض المشاركين مهتم باستخدام برمجيات مختلفة للتدريب، لذا أعددنا نسخة مكثّفة من البرنامج تستمر لخمسة أيام. وطلب مشاركون آخرون جلسات استعراضية تقييمية إضافية، ويمكن أن نضيف ذلك في المستقبل، جنباً إلى جنب مع بعض الموضوعات الجديدة. وأودّ أخيراً أن أشير إلى أن الدورة القادمة من برنامجشهادة في تحليل البيانات الطبية: الإحصاءات البيولوجية التطبيقية لأصحاب المهن الصحيةستبدأ بورشتين تمهيديتين عبر الإنترنت مقرّرتين في 25 و26 أغسطس 2023، ويمكن للمهتمين الدخول إلى هذا الرابط لمعرفة المزيد من التفاصيل. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى