مقابلات

الدكتور ستانلي جونز

الدكتور ستانلي جونز

رئيس قسم جراحة العظام في المستشفى الأهلي

أقوم بدراسة شاملة للحالة المرضية لأتخذ قرارًا بشأن الخيار الأفضل للمريض

يتحدث جرّاح العظام المشهور الدكتور ستانلي جونز، الذي يشغل منصب رئيس قسم جراحة العظام في المستشفى الأهلي، إلى مجلةالمستشفى العربيعن أحدث التطورات وآخر المستجدات في هذا المجال ويشارك خبراته الواسعة في علاج المرضى والتعامل معهم. يتمتع الدكتور ستانلي جونز بخبرة كبيرة في مجال عمله وهو خبير استشاري في مجال جراحة العظام، حيث تتمحور ممارسته كليًا حول المرضى ويتمثل ذلك في الإصغاء إلى جميع التفاصيل التي يذكرها مرضاه، وتقديم الفحوصات اللازمة لهم، ومن ثم إجراء الدراسة بحسب مقتضى الحال من أجل تحديد الحالة المرضية بشكل صحيح قبل البدء بالعلاج.  وعلى الرغم من ضغط العمل الشديد الذي يواجهه الدكتور ستانلي جونز في ممارسة مهنته الطبية، إلا أنه يكرّس وقتًا للإنخراط في التعليم، حيث يواصل تدريس المواضيع المرتبطة بمجال جراحة العظام في جميع أنحاء العالم. كما أنه مُمتحن في مجال جراحة العظام لدرجة زمالة الكلية الملكية للجرّاحين.

وكان الدكتور جونز قد نشر العديد من المقالات في مجلات مرموقة ذات سمعة حسنة، كما أنه ألّف فصولًا في عدد من الكتب عن مجال جراحة العظام.

إضافة إلى ما سبق، الدكتور ستانلي جونز هو أحد أعضاء هيئة التحرير الكتابية، ويعمل مراجعًا للمقالات التي تنشرها مجلة جراحة عظام الأطفال (Journal of Children’s Orthopedic Surgery)، ومجلة جراحة القدم والكاحل (Foot and Ankle Surgery Journal)، ومجلة جراحة عظام الأطفال (Journal of Pediatric Orthopedics). 

وانضم الدكتور جونز إلى المستشفى الأهلي في عام 2013 بصفة خبير استشاري، ثم أصبح رئيسًا لقسم جراحة العظام في عام 2018. وقبل انضمامه للعمل في المستشفى الأهلي، عمل الدكتور جونز بصفة خبير استشاري في كل من المستشفى العام شمالي شيفيلد ومستشفى شيفيلد للأطفال في المملكة المتحدة، وذلك بعد أن أنهى برنامج الإقامة في مجال جراحة العظام.

بصفتك جرّاحًا متخصصًا في جراحة العظام، ما هو أعظم إنجاز حققته في مسيرتك المهنية؟

أعظم إنجاز حققته أني أصبحت جرّاحًا استشاريًا في مجال جراحة العظام، بحيث يُمكن للمرضى التواصل معي لطلب المشورة الطبية لأنهم يثقون بي. 

هل سبق لك أن واجهت إخفاقاً أو فشلاً؟ إذا كانت الإجابة نعم، يرجى إخبارنا بكيفية تعاملك مع الأمر؟

نعم، في مجال العمل هذا، نواجه أوقات صعبة في بعض الأحيان عندما نتعامل مع الحالات السريرية، ونواجه عوائق وانتكاسات. أرى بأن حدوث الإلتهابات يمثل انتكاسة كبيرة، وفي هذه الحالات تحديدًا، أراجع المراحل التي مررنا بها، وأجتهد في البحث للتوصل إلى ما حدث من خطأ، وأحاول أن أطمئن المريض، وأن أحافظ على تركيزي، وأقدم العلاج الأكثر ملاءمة للحصول على أفضل النتائج.

هل يُمكنك أن تشاركنا موضوع تطور الجراحة طفيفة التوغل لكل من القدم والكاحل في السنوات القادمة؟

نعم، لقد أجريت عمليات جراحية طفيفة التوغل في السابق، في بعض نواحي القدم والكاحل، ولكنّ النتائج لم تكن مرضية للغاية بالنسبة لي، ولا سيما في ما يتعلق بمقدمة القدم. ولذلك السبب، تراجعت بعض الشيء عن ذلك. ولكن بشكل عام، سأولي اهتمامًا كبيرًا بحالة طرف المريض في معظم العمليات الجراحية التي أجريها، وسأحاول دائمًا تقليل ظهور مكان العمل الجراحي قدر الإمكان بواسطة الإجراءات التجميلية الجيدة في مرحلة إغلاق الجروح.

هل يمكنك أن تشاركنا أكثر حالة مثيرة للاهتمام قمت بمعالجتها؟

أكثر حالة مثيرة للإهتمام أتذكرها كانت لشاب، مراهق في الواقع، زارني في حالة تورم حول كاحل قدمه، وتم إخباره في عيادة أخرى بأنه يعاني من إصابة في الرباط، ولذلك وضعت قدمه في جبيرة.

عندما رأيته، قمت بإزالة الجبيرة لتقييم حالة الطرف، ونصحت حينها بأن يتم نزع الجبيرة. كما أنّ معاينة صورة التصوير بالرنين المغناطيسي التي أحضرها معه لم يساعدنا على التوصل لمعرفة سبب المشكلة التي يعاني منها. راقبته مع مرور الوقت، ولكن حالته لم تبدو في تحسن، واستمر في زيارتي وهو يعاني من التورم والألم، وكان هناك احمرار حول كاحله بسبب وجود الالتهابات. عالجته باستخدام المضادات الحيوية، كما أني أجريت له عملية جراحية لتنظيف الموضع، ولكن ذلك لم ينفع في إنهاء الالتهاب. استمريت في إعادة تقييم حالة المريض والتحدث إليه ولعائلته، ليتضح لاحقًا أنه داس في وقت سابق على إحدى محملات كرات الغولف، مما تسبب في ثقب باطن قدمه. ولكن لم يكن جليًا لنا أن محملة كرات الغولف كانت لا تزال في قدمه، ولم ندرك أن مصدر المشكلة حول كاحل قدمه كان من محملة كرات الغولف داخل قدمه إلا بعد أن أجريت له فحص تصوير بالرنين المغناطيسي. كما اضطررنا لإجراء مزيد من الجراحة لإزالة محملة كرات الغولف من قدمه، وبعد ذلك اختفت الأعراض التي كان يعاني منها. 

ما هي اهتماماتك بعيدًا عن مجال الطب؟

لديّ اهتمامات كثيرة ومتنوعة بعيدًا عن مجال الطب، وأكثر ما أهتم به هو كرة القدم وأعمال البستنة.

كيف تُقيّم عوامل الخطر التي تهدد صحة المريض قبل التوصية بإجراء نوع معين من الجراحة؟ 

أبدأ بالنظر في سن المريض، والمشاكل الطبية القائمة، مثل: مرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم، ومن ثم أعاين الجزء من الطرف الذي أنوي إجراء العمل الجراحي عليه من أجل تقييم الأوعية الدموية، وحالة الجلد، وأية اختلالات عصبية. بعد ذلك، أُجري دراسة شاملة للحالة المرضية لأتخذ قرارًا بشأن الخيار الأفضل والأنسب للمريض المعني، بحسب طبيعة الحالة.

ما الأساليب التي تتبعها لتثقيف المرضى بشأن الحالات التي يعانون منها والمخاطر المصاحبة للعلاجات المختلفة؟

يبدأ الأمر دائمًا بشرح الحالة لهم بعد الإطلاع على السجل المرضي، وإجراء الفحوصات اللازمة، وما يلزم من الدراسات والفحوصات الضرورية الأخرى. أحاول أن أشرح لهم الحالة باستخدام لغة بسيطة، وأن أدعم ذلك برسومات توضيحية أرسمها عن حالاتهم، إضافة إلى عرض صور مشابهة من الإنترنت للحالات التي يعانون منها، ومن ثم أناقش جميع المخاطر المختلفة المرتبطة بالحالة المرضية، ولكنني أسعى في ذات الوقت إلى إبقاء المريض في حالة طمأنينة، بدلًا من إخافته.

هل لديك الخبرة في مجال الطب التجديدي والعلاج بالخلايا الجذعية لعلاج إصابات العظام؟

نعم، لقد قرأت كثيرًا عن مجال الطب التجديدي والعلاج بالخلايا الجذعية، وقمت بتجربة بعض الخيارات، ولكن يؤسفني القول بأنه من الصعب جدًا القيام بهذا النوع من العلاج هنا، لأن شركات التأمين لا تقدم لنا الدعم في هذا المجال.

ما الاستراتيجيات التي تتبعها لتقليل مدة التعافي للمرضى بعد خضوعهم لعمل جراحي في العظام؟

تتضمن الاستراتيجيات التي اتبعها شرح ما قمنا به للمريض، وإخباره بأن العملية الجراحية لم تكن بمثابة عمل جراحي كبير، ومن ثم أحاول تشجيعه على عدم البقاء لفترات زمنية طويلة في المستشفى، بل أن يسعى بدلًا من ذلك إلى ممارسة حياته بشكل طبيعي من ناحية المشي وممارسة الأنشطة الحياتية بشكل شبه اعتيادي. وبعد ذلك، أُعاين حالة المريض على مدى فترات زمنية منتظمة لمراقبة التقدم الذي يحرزه في مرحلة التعافي. 

كما أنني أوصي بالاستعانة بخدمات المعالجة الفيزيائية، وخدمات الأخصائيين الصحيين الآخرين.  

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى