مقابلات

الدكتور إيلي شمّاس 

الدكتور إيلي شمّاس 

رئيس قسم أمراض القلب في مركز كليمنصو الطبي في بيروت

“على المرأة زيارة طبيب القلب سنوياً بعد سن الخمسين”

تصيب أمراض القلب والشرايين المرأة تماماً كما تصيب الرّجل، فبعد سن الخمسين وغياب هرمون الإستروجين يتساوى الجنسين في معدل الخطورة خصوصاً إذا ما ترافق ذلك مع وجود بعض عوامل الخطورة مثل التدخين أو السمنة أو مرض مزمن مثل السكري أو ارتفاع ضغط الدم. رئيس قسم أمراض القلب في مركز كليمنصو الطبي في بيروت الدكتور إيلي شمّاس أكّد على ضرورة التوعية حول مخاطر أمراض القلب بين النساء لأن هناك مفهوم خاطئ في ذهن الناس حول عدم إمكانية إصابتها وهو ما يسهم في زيادة الخطر. دكتور شمّاس، وفي حديثه إلى مجلة “المستشفى العربي”، حثّ النساء على ضرورة زيارة طبيب القلب سنوياً تماماً كما تزور الطبيب النسائي لاسيما في حال وجود عامل من عوامل الخطورة؛ وقال: “بعد سن الخمسين على المرأة القيام بزيارة دورية لدى طبيب القلب لإجراء تخطيط الجهد أو فحص دم لأنزيمات القلب التي تعتبر مؤشر على الإستعداد للإصابة بأمراض الشرايين وبالتالي يمكن الوقاية من خلال اتباع الإجراءات الوقائية والعلاجية؛ وتصبح هذه الزيارة ضرورية في حال وجود تاريخ وراثي أو أمراض مزمنة أو في حال كانت المرأة مدخنّة وتعاني من السمنة والوزن الزائد”.

إحصاءات

عن آخر الأرقام والإحصاءات المتعلقة بأمراض القلب والشرايين لدى المرأة، تناول دكتور شمّاس ما صدر حديثاً عن الجمعية الفرنسية لأطباء القلب حيث أظهرت أن 80 بالمئة من أمراض القلب والشرايين يمكن تفاديها فقط إذا قامت المرأة بزيارة دورية لدى الطبيب المختص؛ وقال: “للأسف أظهرت الأرقام أن 30 بالمئة من النساء يصبن بذبحة صدرية تحت سن الـ55، و200 امرأة يلقين حتفهن كل يوم جرّاء الإصابة بأزمة قلبية، كما يرتفع خطر الإصابة 30 بالمئة في حال تناول حبوب منع الحمل”. كما لفت دكتور شمّاس إلى وجود حملات توعية في شتى أنحاء العالم تتناول المخاطر المتعلقة بإصابة المرأة بأمراض القلب والشرايين لا سيما في دول أوروبا وفرنسا وأميركا نظراً لما تشكله من خطر يمكن تفاديه. 

عوامل خطر خاصة بالمرأة

عن حبوب منع الحمل، لفت دكتور شمّاس إلى أن تناول حبوب منع الحمل وغيرها من أدوية الهرمونات تزيد من خطر التعرض للتجلطات لأنه علمياً فإن هذا النوع من الأدوية يسهم في تجمّد الدم فيجعل المرأة أكثر عرضة لحدوث جلطة سواء في القلب أو الدماغ أو القدمين.

وأضاف: “خطر التجلطات يزداد في حال وجود عامل وراثي لدى المرأة أو في حال كانت المرأة مدخّنة أو لديها عامل من عوامل الخطورة التي تحدّثنا عنها سابقاً، مع الإشارة إلى أن طول فترة تناول حبوب منع الحمل لا علاقة لها بزيادة الخطورة بل إن الأمر يتعلق بطبيعة جسم المرأة؛ كل امرأة تريد أن تتناول حبوب منع الحمل عليها أن تستشير طبيبها الخاص”.

دكتور شمّاس تحدث عن عوامل الخطر عموماً وهي التدخين بشكل أساسي والسمنة وارتفاع الكوليسترول وضغط الدم وهي كلها عوامل خطر مشتركة بين الجنسين.

لكن للأسف فإن تأثيرها على قلب المرأة وشرايينها يكون أشد وطأة نظراً للتغيرات الهرمونية بالدرجة الأولى في وقت تعتقد فيه أن ألم الصدر أو الشعور بالإختناق هو أمر طبيعي ناتج عن الهبّات الساخنة أو الضغط النفسي من دون أن تأبه بأن هذه العوارض تنذر بقرب حدوث أزمة قلبية؛ والأمر الثاني هو داء السكري من النوع الذي بتنا نراه لدى النساء بنسبة كبيرة بسبب التوتر والقلق الزائد لدى المرأة لاسيما إذا ما ترافق مع التدخين والسمنة وغيرها من عوامل الخطر.

أمراض تصيب المرأة أكثر 

إذن يتساوى الجنسين من حيث الخطورة ومن حيث الأمراض التي تصيب القلب والشرايين.

يؤكد دكتور شمّاس على هذا الأمر، ولكن أمراض الشرايين بتنا نراها اليوم أكثر لدى النساء نظراً للأسباب المذكورة أعلاه؛ والعلاج يكون بالقسطرة حيث يتم إدخال بالون لنفخ الشريان وتمرير الدعامة وفتحه، وفي الحالات المتقدمة نلجأ إلى عمليات القلب المفتوح في حال كان الإنسداد بنسبة كبيرة.

أما النوبة القلبية فينتج عنها مشاكل في عضلة القلب فتصاب بضعف وقصور ولا يوجد علاج نهائي لهذه الحالة فتتحول الحالة المرضية إلى مزمنة وتستدعي العلاج المستمر والمراقبة الدائمة.

الإستروجين والهرمونات البديلة 

الإستروجين من الهرمونات الأنثوية الأساسية التي تحافظ على سيولة الدم فتُبقي الشرايين مفتوحة ويحد من ارتفاع الكوليسترول، كما يسهم هذا الهرمون في حماية الكتلة العظمية. لكن للأسف، كل عناصر الحماية التي يوفرها سرعان ما تزول مع زواله بعد انقطاع الدورة الشهرية. 

ماذا عن إمكانية تناول هرمون بديل؟

الدراسات والتجارب في هذا المجال أثبتت أن تناول الهرمون البديل ليس بالمنفعة التي يتصورها البعض، فالتوجه اليوم هو لعدم تناول الهرمون البديل بعد دخول المرأة في سن اليأس حيث يزيد من خطر التعرض للسرطان؛ لذلك، يقول دكتور شمّاس إن تناول هذا النوع من الأدوية يجب أن يتم تحت إشراف طبي ويتم اتخاذ القرار بحسب كل حالة لأن أضرارها أكثر من منافعها.

العلاجات

عن العلاجات، يقول دكتور شمّاس إنها هي ذاتها بين الجنسين من حيث القسطرة والقلب المفتوح وغيرها، وكذلك الأمر بالنسبة للأدوية التي تسهم في ضبط معدلات الكوليسترول والسكري وضغط الدم حيث يجب ان تكون كلها ضمن المعدلات الطبيعية. العلاجات هي ذاتها وربما ندقّق أكثر بالنسبة للمرأة نظراً لتأثرها العاطفي وتعرضها لظاهرة القلب المكسور التي تؤثر على عضلة القلب، ونظراً لاستخفافها بالعوارض ظنّاً منها أنها عوارض الدخول في مرحلة انقطاع الدورة الشهرية من هبّات ساخنة وغيرها.

متابعة دورية

في الختام، يؤكد دكتور شمّاس على ضرورة المتابعة الدورية لدى طبيب القلب المختص تماماً كما تتابع المرأة حالتها الصحية مع طبيبها النسائي لأن نسبة تجنب مشاكل القلب والشرايين مرتفعة جداً في حال اكتشافها مبكراً. دكتور شمّاس يحذر بشدة من عواقب التدخين والسمنة على صحة المرأة بشكل عام وعلى صحة القلب والشرايين بشكل خاص، ويؤكد أن ممارسة النشاط البدني بشكل منتظم يسهم في توسيع الشرايين ويحد من خطر الإصابة بأمراض القلب؛ كلما كان نمط الحياة صحي كلما ابتعد شبح أمراض القلب والشرايين أكثر وأكثر. 

www.cmc.com.lb

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى